11‏/06‏/2013

المهلهل وأنا

ملحوظتان صغيرتان في البداية  :

الأولى .. ليس غرض هذا المقال القصير الحديث عن بطل الأساطير الشعبية المهلهل بن ربيعة ، والذي كان يلقب بالزير سالم ، وإن كانت كلمة " الزير " معبرة جدا ً في أيامنا هذه
J

الثانية .. لم أكن أنتوى العودة إلى الكتابة في السياسة في هذه الأيام ، لكن المناخ السياسي " الفصيل " دفعني دفعا ً إلى هذا ... منك لله يا مرسي
J))))

والآن لندخل إلى الموضوع ....

باختصار شديد ، نحن نعيش حاليا في ظل دولة مفككة ومجتمع مهلهل و شخصية مصرية ممزقة متناقضة راقصة على السلم لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك ... نتيجة تراكمات أورام الاستبداد والتخلف لسنواتٍ بل قرون ، مضافا إليها الآثار الجانبية لعقار الثورة الكيماوي الذي لم نحسن تعاطيه بالانتظام والكميات المناسبة في الوقت المناسب . والدواء يقتل قبل الداءِ أحيانا .

شخصيا لا أحب تقمص دور المحلل الاستراتيجي والناشط التلفزيوني رافعا شعار " جدل بلا عمل " . ولست من هواة إضاعة الوقت في ادعاء العبقرية في تشريح الوضع الحالي والصراخ من المشكلات ورجم الأرض والسماء بالانتقادات،  وقصف أسماع وأبصار وعقول وقوب من حولي بالطاقات السلبية الانفجارية .

ولذا .. فسأمر سريعا ً على المشهد في فقرة واحدة ..

كانت تحكمنا عصابة تدير الدولة والإنسان بالفساد وللإفساد ، ولما أحللنا مكانها عصابة أكثر خيرا ً -  بكثير -  وأقل شرا ، فإنها لم تنجح في انتشالنا من المستنقع في مزيج فريد من العجز والاندهاش والتخبط والصدمة وحسن النية والفشل والسذاجة .. الخ .

لكن رغم كل شئ .. فأنا أحمد الله ( حمد السراء والضراء .. لكن السراء أكثر
J ) على وجود تنظيم الإخوان المسلمين في مصر .

في هذا الوضع الغارق في السيولة والهلهلة، فإن وجود كيان مدني نصف مهلهل كالإخوان والانتساب إليه والعمل معه والسعي لإصلاحه والصلاح به ،هو أفضل كثيرا للشخص وللكيان وللبلد . فهذا الكيان وإن كان " شرب من نيلها " ، فإنه معتدل الفكر الإسلامي وفيه حد أدنى من التماسك نحتاجه ، وهو الأقل فشلا في معادلة الجدل مقابل العمل .

توضيحان أخيران :

الأول .. ليس هذا منتهى الآمال ، ولا ينبغي .. إذا غامَرْتَ في شرف ٍ مرومِ ـــــ فلا تقنَعْ بما دونَ النجومِ
لكن كلامي يتحدث عن الأمر الواقع الحالي والمستقبل القريب ، وأنا أجبر نفسي دائما على ألا أهرب إلى رحاب المثالية الحالمة من ضيق الواقع . أستبصر بالأحلام لكن لا أتقمص سرابها .

الثاني .. لا أطلب أن يكون الجميع إخوانا، ولن يحدث هذا ولا أراه الأمثل .. لكن أريد ممن يكرهون الإخوان لدرجة تتعارض مع التعاون معها ،أن ينافسوها ويناطحوها بالعمل والإصلاح فردا ً وأسرة ومجتمعا ً ودولة ً وأمة ..  وليقدموا بدائل للإخوان أرسى فكراً وأمضى عزما وأجدى عملا ً .....

ولنتذكر أن لنا جميعاً يوم للحساب ، كلنا سنأتي فيه بارينا فردا .....

01‏/05‏/2013

أخاف !

أخافُ أن أمضي في غربتي وحدي ! ...

لا أعرف سر هذا الشعور بالغربة الكامن في أعماق كياني والذي اكتشفته في نفسي منذ أن كان قلبي يتحسس خطواته المتعثرة الأولى في استكشاف هذا العالم .

للدقة هو مزيج من غربة الشجن أو شجن الغربة .. ويكأنني فارقتُ وطنا ًعزيزا ً كنتُ أسكُنُهْ في غابر السنين قديما ً قديما ً قبل أن تمسك روحي بأول أطراف خيطِ عمري ويقذف بها محبوسة في سجن جسدي إلى هذه الحياة .

لا أظن أنني بهذا القدر من النورانية ليكون تفسير هذا الشعور اشتياق الحنين إلى الجنة التى أخرجنا منها بسبب خطيئة أبينا آدم الأولى .

لكن الأكيد عندي أنه شيئا ً فشيْئا ً يفنى كل عنصر في حياتي - كبر أو صغر - ويفقد قيمتُه النابعة من ذاته ، وأصبحت بحاجة إلى تخليق كل هذه العناصر من جديد بربطها بالشيء الوحيد في حياتي الذي له قيمة في ذاتِه ، وأوشَك ألا يكون لسواه عندي هذا ..... إنه خالقي من العدم سبحانه وتعالى .

قد أبدو مبالغا ً .. قد أبدو غامضاً .. قد أبدو مكتئبا .. قد أبدو مرتبكا .. قد لا أبدو على الإطلاق ! ، فاعتبروها زفرة حارة عابرة .

ياااااااااا رب ... لا تتركني في صحراء نفسي شريدا ً ، وفي تِـيهِ دارِها الفانيةِ وحيداً ، وارزقني علما ً بكَ مديدا ، وقلباً في حب ما يرضيكَ عميدا. 

28‏/04‏/2013

السبع السمان العجاف ...!

سماناً عجافاً ... عجافاً سماناً ، لا تشغل نفسك في الترتيب بين وجهين لعملة واحدة .

سبع سنين في غمار الطب أشعرتني وكأنني خرجت من بطن ِ أمي بالبالطو الأبيض ! ..

سبع سنين كانت عمراً غيرَ العمر ..

اللحظات الأفزع والأروع .. الخفقات الأبطأ و الأسرع .. الوقفات الأصْبَرْ و الأجزَعْ ..

ألفيْ يوم سُلِخَت من دهري ، بين فراغ الأجازات وتكدس الامتحانات ... وموجات الاكتئاب العتِيَّة وفواصل السعادة الهستيرية ... و ساعات في أكناف أنبل الأصدقاء الأتقياء يتخللها سويْعات تماس - هي كالدهر - مع الحقراء الأشقياء ... بين طموحاتٍ مُؤمَّلَة وآمالٍ مؤجلة ... رغباتٌ وصبواتُ ونفْراتُ وزفْراتُ ووثباتٌ وسكناتٌ وترُهاتٌ وشَهَواتُ وصلواتُ وعِبْراتٌ وعَبَراتٌ وخِبْراتٌ وقلشاتٌ !  .. وثوراتْ !

باختصار ... تبدَّلت أرضي غيرَ الأرض .. ونفسي غيرَ النفس .. وعقلي غيرَ العقل .. وروحي غيرَ الروح .. وديني غيرَ الدين ! 

ياااااااااارب ... أيُّ كفة ٍ في ميزاني رجحت في هذه السبع الثقال ؟!

يااااااااارب .. هل من عام ٍ تغاثُ فيه نفسي ، وتعصِرُ ما لا تظمأ في دنياها بعده أبدا ً من رحيق الحب وحقيقة الطب وقطوف الفرقان وثمار الإيمان ولذيذ الوجدان ؟!

يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب
:))




15‏/02‏/2013

واو الجماعة !

من أسوأ ما ابتُلينا به في هذا العصر ، هو الحاجة المستمرة لتثبيت الثوابت و بيان كيف أن المُسلـَّـمات مُسلـَّـمات ، بمعنى آخر إعادة اختراع العجلة ، أو بالبلدي .. " الحكي في المحكي " ! .

لا أدري بأي وجه ٍ يجادل البعض في هذا الزمان في جدوى  وقيمة العمل الجماعي من منظور الإسلام ، بل ويحاول البعض شرعنة نزعاتهم الفردية الأنانية باسم الدين ، ولا بأس من استخدام بعض الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الموجهة إلى الفرد المسلم و بناء شخصيته وكيانه ، وهنا تظهر كارثة اجتزاء الإسلام ، وأخذ بعض الكتاب و ترك بعض . وأنا أتحدى أحد هؤلاء أن يفتح المصحف على أية صفحة ولا يجد فعل أمر مصحوبا ً بواو الجماعة موجها إلى المؤمنين في مجموعهم ، و جُلَ أوامر و نواهي و مقاصد الإسلام لا تتحقق بالشكل الأمثل إلا في وجود تجمع إسلامي ما يشد بعضه بعضا ، على تدرج درجات الاجتماع و اتساع دوائره .
وسطية الإسلام في الموازنة بين حقوق وواجبات كل من الفرد والجماعة - بحيث لا يُسحَقْ الفرد من أجل الجماعة أو يتضخم على حسابها -لا يراها إلا من يملكون النظرة البانورامية الشاملة للإسلام ... و هؤلاء قليل .

لم يؤتَ الإسلام على مدار تاريخه من عدو كما أتِيَ من هؤلاء الذين انكبّوا على أنفسهم وشئونهم الخاصة وحياتهم الشخصية ـ وانغمسوا فيها حتى النخاع ، واكتفى كل منهم ببعض مظاهر وطقوس الإسلام وظنَّ أن له بهذا أجر المفلحين المصلحين ..... أم حسبْتُم أنْ تدخلوا الجنةَ و لمّا يعلَمِ اللهُ الذينَ جاهدوا مِنكُمْ و يعلمَ الصابرينْ ؟!

الخلاصة ... لم يعُد لدى أي منا حجة في زمن الانفتاح ومناخ الحرية الذي أعقب الثورة في ألا يجتمع على الخير و أن يكونَ ترسا مميزا في عجلة هذه الأمة التى تريد أن تنفضَ عن كاهلها غبار قرونٍ من الهُمُودْ و سكون العَدَم.

أعلم أن بعض الأحباب الآن و هم يقرأون كلامي ، يتهامسون أن هدفي من قولي هو الدعوة للانضمام إلى الإخوان بصفتى " خروف " مستجد .... وليكُنْ ! .. أنا رأيتُ أن هذا التجمع الإسلامي الضخم يتحقق فيه الخير ومراد الإسلام  والعمل من أجله أكثر من غيره ، وأن كفة صوابه ترجح خطأه ولذا آثرت أن أقترب منه وأن أحاول تطبيق الإسلام في إطاره ، وسأبذل جهدي في إقناع غيري بهذا ،  ومن لايقتنع .. فلا بأس أبدا ، فليبحث عن التجمع الذي يناسب روحه وعقله ويحقق عن طريقه مراد الله من خلقه ..

المهم .. ألا يترك أحدنا نفسنا وحيدا في مهب عواصف و أنواء هذا الزمان العصيب ، وألا يغرق في رمال شهواته الفردية المتحركة في صحراء الذات المقفرة .

01‏/02‏/2013

مقتطفات 1 .... ثورة يوليو الأمريكية

في هذه السلسلة ، سأكتب أهم ما استخلصته من أهم الكتب التى منَّ أو يمنُّ أو سيمُنُّ اللهُ عليّ  بقراءتها ، و ذلك على هيئة نقاط سريعة لأثبت أفكاري و أستفيد منها مستقبلا و لتعميم الفائدة - و عساها تكون مفيدة فعلا - على قدر المستطاع بإذن الله .

1- الكتاب يقع في حوالي 640 صفحة من العيار الثقيل - كما و كيفا - ،  للكاتب الإسلامي القوي محمد جلال كشك ، و الذي قرأت له كتابين قبل هذا هما " و دخلت الخيلُ الأزهر " و " خواطر مسلم عن الجهاد و الأقليات و الأناجيل " .. و يمتاز الكاتب باعتدال المنهج و و بيان الحجة و قوة الأسلوب خاصة الأسلوب الساخر ،  و يحزنني أنه لم يحظَ بما يستحق من شهرة .
أنصح الجميع بالقراءة لهذا الكاتب العظيم .. و بالأخص هذا الكتاب الرائع الصادم .

2- أهدي هذا الكتاب لكل قارئ يريد أن يستوعب دروسا قوية في التاريخ و الجغرافيا و السياسة و كيف خُدعَت أمتنا و لُدغَت من نفس الجحور 1532 مرة ! ، و لكن بشرط أن يكون واسع الخيال و على استعداد للتحرر من القوالب القديمة و من التاريخ المزور الذي كنا ندرسه في مادة الدراسات الاجتماعية البغيضة و بالطبع ألا يكون من أصحاب النظرة السطحية ( يا إما أبيض يا إما أسود ) .

3- بالطبع إهداء خاص لأحبابنا الناصريين في كل زمكان
:))

4- نقطة مهمة جدا ستعين على فهم هذا الكتاب و أحداث أخرى ... عمالة النظم ليست كلها بالشكل الرخيص بأن يكون الرئيس جاسوسا يقبض من المخابرات المركزية الأمريكية ! .. فهذا شكل من مئات الأشكال من العمالة . أحيانا يكون الإهمال و الاستبداد أشد من العمالة ، و هناك الحماقة التى تجعل البعض يدارون لمصلحة القوى الكبرى و هم يظنون أنهم يخدمون بلادهم .

5- اسم الكتاب صادم و واضح جدا ، و هذه ميزة هامة .  وقبل التسرع في الحكم على الكاتب بـ " الأفورة " أو محاولة التشفي من عبد الناصر و الناصرية أعداء الحركة الإسلامية ، فأطمئنك بما ذكره الكاتب في مقدمة الكتاب من أنه رغم انحيازه للفكرة الإسلامية و ضد عبد الناصر و " انقلابه " و أفكاره و نتائج عصره ، إلا أن يلزم نفسه بألا يدلس أو تدفعه الكراهية إلى إلقاء الاتهامات جزافا ، كما أنه لا يروي أي قصة أو حدث إلا و معه دليله أو الوثائق الأكيدة .

6- فكرة الكتاب ببساطة .. أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945 و تغير موازين القوى في العالم ، و تعرض الاستعمار القديم ( انجلترا - فرنسا .. ) لضربات موجعة في هذه الحرب لم تنفذه من براثن النازية فيها إلا أمريكا و روسيا . فإن المستعمرات خاصة في منطقتنا العربية بدأت تتشجع للتخلص من الاستعمار ، و كان هناك نُذُر موجة عنيفة متسلسلة من الثورات الشعبية التى ستطيح بالاستعمار في كل مكان خاصة و قد خرجت الدول الاستعمارية من الحرب في حالة من الإنهاك الشديد ، و كان هذا كارثة كبرى على الدول العظمي جميعا بما فيها بالطبع الاستعمار القديم ، لأنها لا تخشى إلا من الحكومات الوطنية الثورية .
  و لذا كان الحل في تنظيم أو مساندة انقلابات عسكرية هنا و هناك تأتي إلى السلطة بمجموعات من العسكر لهم اتصالات بشكل ما بالقوى الكبرى ليتسلموا هم زمام الأمور من المستعمر و يديرون استبدادا استعماريا داخليا يقضون فيه على القوى الحية في الدول المتحررة و يربطون مصالح بلادهم في فلك الاستعمار .

7- بين الكاتب بوضوح كيف جاء انقلاب يوليو العسكري كجزء من الصراع الانجلو - أمريكي المستعر في ذلك الوقت ، حيث كانت أمريكا ترى أنها المنتصر الحقيقي في الحرب العالمية و أن الاستعمار القديم خاصة الانجلو - فرنسي ( راحت عليه )  و أنها الوريث الشرعي لنفوذ هذه الدول ( يعني من الآخر البلطجي القوي الجديد مستكتر اللي في ايد الشبيحة الصغيرين ) . و هذا يفسر الانقلابات العسكرية المتتابعة التى كانت تدبر في المستعمرات القديمة بإيعاز من أمريكا و تعاون بين المنقلبين و المخابرات الأمريكية ( و أحيانا كانت تقوم انقلابات مضادة عميلة للاستعمار ! .. ثم انقلابات أخرى في اتجاه أمريكا .. الخ و هكذا ! ) .
السفير الأمريكي في القاهرة إبان انقلاب يوليو 52 كان مهندس  أكثر من 30 انقلابا لمصلحة أمريكا في مختلف أنحاء العالم خاصة أمريكا الجنوبية !

8- كانت الحرب الباردة بين أمريكا و المعسكر الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفييتي على أشدها ، و كانت أكثر ما يرعب أمريكا هو أن معظم بلدان الشرق الأوسط ظروفها مهيأة لثورات شيوعية ( خاصة في مصر ) بسبب سوء توزيع الموارد و انتشار الإقطاع و سيطرة رؤوس الأموال الأجنبية على كل شئ .. ولذلك رأت أمريكا أن الحل هو امتصاص غضب الجماهير بثورات كاذبة محسوبة أبعادها بدقة ، و تفضل الانقلابات العسكرية الاستبدادية لتتولى باستبدادها تدمير القوى الوطنية الحقيقية في المجتمع التى يخشى منها في قيام ثورات وطنية ،  وهؤلاء المستبدون غير الديموقراطيين المعزولون عن شعوبهم يسهل احتواؤهم و إجبارهم على الإذعان لشروط الدول الكبرى و مصالحها .

9- كيف ساهمت أمريكا في نجاح انقلاب يوليو ؟

- كان هناك اتصالات مباشرة و غير مباشرة ( عن طريق عملائها كمصطفى أمين و هيكل ! ) بين المخابرات الأمريكية و بعض الضباط الأحرار خاصة جمال عبد الناصر ، و قد أثبتها الكاتب بالأدلة و الوثائق .
- منعت أمريكا بريطانيا من التدخل العسكري ضد الانقلاب ، و كانت بريطانيا تملك حوالي 80 ألف جندي في منطقة القناة ، و كان لديها خطة عسكرية جاهزة لاحتلال القاهرة و الأسكندرية في أية طوارئ ..  وقد ساهم هذا في إنجاح الانقلاب .
- بعد قرار تأميم قناة السويس في 26 / 7 / 1956 ( و الذي أشاد به الكاتب رغم ازدرائه لعبد الناصر ) ، نجحت الدبلوماسية الأمريكية في تعطيل بريطانيا وفرنسا ( أكثر المتضررين من التأميم ) في متاهات مجلس الأمن و الأمم المتحدة لمدة 3 أشهر .
- عندما حدث العدوان الثلاثي ( اسرائيل - انجلترا - فرنسا ) و انهار الجيش المصري في أقل من يومين بسبب تخبط قياداته ( صغار الضباط الفاشلون عسكريا )  و سُحق سلاح الجو المصري على أرض المطارات و تم تدمير بورسعيد الباسلة على رؤوس ساكنيها و مقاومتها الشعبية الباسلة ، لم ينقذ نظام عبد الناصر إلا الإنذار الأمريكي - السوفييتي المشترك ( تلاقت مصالح الضدين ضد الاستعمار القديم ) الذي اضطر بريطانيا للانسحاب الفوري دون قيد أو شرط خاصة- هددتها أمريكا بضرب مصالحها اقتصاديا و قطع البترول عنها و قامت الخزانة الأمريكية بتلاعبات مالية أدت إلى انهيار الجنيه الاسترليني - رغم احتلالها لبورسعيد و 20 ميلا جنوبها بطول القناة ... و كذلك ضغطت أمريكا على اسرائيل - لأول و آخر مرة تتضارب مصالحهما - للانسحاب من سيناء ، و تلكأت اسرائيل و انسحبت على مدار 5 شهور بعد أن انتزعت الحق في الملاحة في خليج العقبة و حق مرور سفن الدول الأخرى المتجهة للمواني الاسرائيلية عبر قناة السويس المؤممة ( كان حكومة الوفد أيام الملك قبل الانقلاب في 1950 قد أغلقت خليج العقبة في وجه ملاحة اسرائيل و ألزمت شركة قناة السويس الأنجلو - فرنسية بألا تمر السفن الاسرائيلية أو سفن الدول الأخرى المتجهة لها في قناة السويس !! ) .

10 - كيف استفادت أمريكا من انقلاب يوليو أو للدقة " أخذته لحم و رمته عضم " بعد انتهاء دوره بالنسبة لها ؟؟

- في مصر قام المنقلبون بتدمير و كنس كل القوى السياسية المناوئة لمصالح أمريكا بخيرها و شرها ( الليبرالية الوطنية كالوفد - الإخوان المسلمون - الشيوعيون .. ) و قام جمال عبد الناصر و جناحه بإزاحة معظم من شاركوه في الانقلاب و انفرد بالسلطة مستبدا .
- ساهمت زعامة مصر في وجدان الكثير من العرب بالتعاون مع المخابرات و الدبلوماسية الأمريكية في إجهاض خطط بريطانيا للعودة للمنطقة باستعمار " نيولوك " على هيئة حلف بغداد بين بريطانيا و الأنظمة الموالية لها ( باكستان - العراق - تركيا .. ) .
- ساعد نظام عبد الناصر في إخراج بريطانيا من المنطقة لصالح أمريكا بانقلابات و تحركات جماهيرية  ، و ضرب فرنسا بدعم الثورة الجزائرية .
- أنهك هذا النظام الغبي المستبد مصر في معارك جانبية خارج المعركة الرئيسية التى تخشاها أمريكا و هي الحرب مع اسرائيل ، مثل الصراعات الداخلية و التى استبعد فيها أهل الكفاءة في كل مكان لحساب أهل الثقة ، و الحرب العبثية في اليمن و التى استنزفت مصر على مدار ست سنوات ، و بذلك سهُل على أمريكا عن طريق حليفتها اسرائيل التى استعدت جيدا من 56 إلى 67 أن تنزل بمصر هزيمة 67 الساحقة التى لم تهزم مثلها منذ أن كتب أجدادنا على جدران المعابد ! . و بذلك صرفت أمريكا الجني الذي قام بتحضيره ! .

11- يبين الكاتب مدى قذارة الدعاية الناصرية الكاذبة في تهويل و تضخيم بعض المشروعات و الخطوات العادية جدا مثل بناء سد على النيل له منافعه و أضراره ( السد العالي ) أو صفقة السلاح السوفييتية .. الخ و كيف خدعوا الجماهير بالكلمات و الخطب الرنانة و الأوهام الحالمة .

12- في الكتاب العديد من المفاجآت .. منها على سبيل المثال لا الحصر برج القاهرة ، و الذي يثبت الكاتب أنه بني في 1959 بـ 3 ملايين دولار هدية من المخابرات المركزية الأمريكية !!!

13- يبين الكاتب بجلاء كيف أن الاستبداد و التعلق بالفرد هو كارثة كوارث أمتنا .

14- عذرا في الألفاظ .. تم " الحط " على المدعو هيكل ( رجل كل العصور و عميل أمريكا ) و " فشخه " في أفكاره فشخة التنين بكل الوسائل الفكرية في الكتاب و بما لا يخالف شرع الله في معظم الأحيان  :)))

15- اقرأوا الكتاب على ضمانتي يا جماعة ! .

25‏/01‏/2013

يناير .. حلمٌ بمذاق الكابوس

حلمٌ بمذاق الكابوس .. كابوس حالم .. حلم كابوسي .. الخ .. أسماء عديدة لمسمىً واحد ... إنها ثورة الدموع - أفراحا ً و أتراحا ً - ، ثورة يناير .

18 يوما و عامان  لن أنساها ما حييت ... ذقتُ فيها أقسى و أقصى ما مررت به من ألم و أمل ، ضحكت باكيا ، و بكيتُ ضاحكا . كنت أعتقد قبلها أنني ذو خيال واسع و أنه مهما كان الواقع غريبا فلن يناطح أبدا ما أنسجه في أحلام اليقظة و المنام ، لكن وقائع هذين العامين أكدت أن مركز الخيال في عقلي عبارة عن 3 خلايا ( و يبدو أنها انتحرت من الصدمة ! ) .

أشعر أننا - بالبلدي - " اتاخدنا من الدار للنار " . كانت الحياة رتيبة و الأحداث مملة و مكررة ، و إذا حدث " أكشن " ما ، فهو من الخارج دائما ، أما نحن فراقدون في قاع المستنقع الراكد ، و بالكاد نتحرك قليلا لنخرج جزءا في فتحة أنفنا في الهواء حفاظاً على ما بقي في الجسد الميت من حياة ! ..... و إذ فجأة ....... فُتِحَت أبواب سماءِ مصرَ بسيول من الأحداث تنهمر ، و انفجرت من أرضها عيونٌ - بل أنهار و محيطات - من البشر و الأزمنة و الأمكنة و المواقف و الدماء و الدموع  ..و .. و .. ، على أمر ٍ قد قدَّره المولى سبحانه و تعالى ، و لا يعلم مداهُ شرا أو خيرا سواه .

عندما انضممت مساءً لمظاهرة طنطا يوم 25 يناير 2011 - بعد تردد ٍ و خوف ٍ شديديْن - ، و رغم أن تنحي طاغية تونس لم تبردْ ناره بعد ، فقد كان أقصى طموحى أن أساهم في جعل الظالمين يبيتونَ يومَا مغتاظين ! ، و أن أجد ما أقوله أمام ربي يوم الحساب عندما يسألني لماذا لم أدفع الظلم بلساني مع من خاطروا و سبقوني بها ... أكثر أجزاء نفسي و عقلي تفاؤلا لم يتصور لوهلة أن العد التنازلي لسقوط مبارك كان يقرأ حينها 17 يوما ً و 22 ساعة و 31 دقيقة !.
أما في مساء الحادي عشر من فبراير و أنا والملايين غارقون حتي الثمالة في نشوة سقوط الطاغية ، فلم يتصور أشد أجزاء نفسي و عقلي تشاؤما و كابوسية أن  في العامين التاليين ( و الله أعلم بما يليهما )  ستتعرض منظومتي النفسية المسكينة لهذا الكم الرهيب من الضغط و التأثر بكافة المتنافضات من المشاعر و الأحاسيس .. لا أجد تشبيها لهذا سوى " البسترة " ! .
حدث إيجابي يزهِرُ موجة صاعدة تحلق بنا و نظن أننا ماضون بها إلى ما وراء النجوم ، يعقبه - ممكن بعد ساعتين زمن ! - حدث سلبي جدا يسبب موجة سافلة نظن بها أننا عائدون " ورا الشمس " ! .

باختصار ... لم نكن مستعدين لها و لا مستحقين ، و لولا إشارات ربانية بتوفيق الله لها رغم أنوف أعدائها و أصدقائها على حد سواء ، لمتًّ - و معي كثيرون - كمدا ً .

لا أملك إلا أن أدعو ربي - و أبذل جهدي في أن أتبع الدعاء بالعمل - أن يتم على مصر ثورتها و أن يقرِّبَ بها أمتنا من أطياف أحلام ٍ تتوارثها منذ مئات السنين ، و أن يستخدمني و كل مخلص في سبيل ذلك بأكبر قدر ممكن من الوسائل .

قولوا آمين !

29‏/07‏/2012

مقال مش سياسي !

 قررت أخيرا أن أحطم القوقعة السياسية التى احتجزتني بداخلها لعام و نصف على الأقل - و لو تحطيما مؤقتا - بأن أكتب مقالا غير سياسي ! ، خاصة و أنني أشعر أن السياسة قد التهمت و تلتهم - و يبدو أنها ستواصل الالتهام ! - شطرا كبيرا من قوتي النفسية و العقلية و حتى البدنية ، و أصبحت تجري فى نفسي مجرى الدم ف العروق و الماء فى الشقوق و السهم فى المروق ! .

المهم أنني أخيرا سأكتب مقالا لا أشتكي فيه من أن بنيتي النفسية -  و أغلبنا - لم تكن مؤهلة لهذا الطوفان السياسي العرمرم و الذى اجتاح حياتنا آلاما و آمالا منذ 25 يناير 2011 ، و أننا - بالبلدي - أخذنا من الدار للنار .. كما أنني لن أصف قلقي الشديد على رئيسي المنتخب و مستقبل الثورة و الحركة الإسلامية كلها فى هذه الأيام العصيبة التى يمثل فيها التعجل فى اتخاذ قرار أو التأخر في آخر ، إنجازا أو كارثة تاريخية قد تغير مسار حياة الأجيال القادمة كليا .

لن أتحدث عن كارثة حل مجلس الشعب بكل - سلطاتها و بابا غنوجها - أو أصف امتعاضي من التلويح بحل التأسيسية تحت شعار " كله بالقانون يا بيسة " ، أو أعبر عن ميلي للقئ - أو تقيؤي بالفعل - من فكرة أن يضع دستور مصر الثورة راكبو الدبابات أو شراذم من أوغادهم المدنية الحقيرة ! ، كما لن تخدعني نفسي الأمارة بالسوء لأتحدث عن الحكومة الجديدة و تأخرها و تشكليها  .... لن أسرف ف التشاؤم السياسي خاصة من فكرة أن مصر كان يحكمها عصابة أخطبوطية المصالح و  عميقة التشابكات ف الداخل و الخارج ، و أننا ما زدنا حتى الآن عن قطع رأسها لكن ما زالت تعمل بكفاءة على إعادة إنتاج نفسها لتتلاءم مع المتغيرات الجديدة  ، فينقسم عقلي كالمعتاد إلى نصفين ... أحدهما يتلذذ بالمزيد من الإغراق فى الياس و القنوط و التشاؤم و يسرف فى إطلاق الضحكات الشريرة الساخرة  ، و الآخر يتحدث بمنتهى الهدوء و الرويـَّة و الثقة و الإيمان بالله و يقول " يا عم سيبك منه .. بعد ده كله و بعد ما ربنا رزقنا الثورة ديه من حيث لا نحتسب و بقى ينصرها بمكر أعدائها أكتر من تدبير أبنائها ، هتفشل ف الآخر ؟؟ انسى و استعين بالله و لا تعجز و بص للصورة الكاملة و حط الإيجابي جنب السلبي " .

لن أصف مدى إرهاق عقلي من السجال المستمر بين النصفين فى كل زمان و مكان ، و رغبتي فى أن أخلق لعقلي زر shut down لأريحه قليلا أو أضعف الإيمان Restart ....  آااااه يا نافوخي !!.

 و كذلك لا أريد فى هذا المقال (( غير السياسي )) أن أصف مدى تلاطم أمواج الأفكار و المشاعر من مختلف المشارق و المغارب فى داخلي و أن أثقلها على عقلي حاليا شعوري القاتل بالتفاهة و الضآلة أمام تضحيات و أعمال الكثيرين من بني أمتنا أو العالم ... ( ربنا يسامحك يا شقيري ! ... أنا واخد على خاطري جامد من خواطرك اللى بتنزل على نفسي زي الكرابيج ) .

و بالطبع لن أخدش حياءكم فى هذا المقال غير السياسي و أصف بدقة مشاعري تجاه أبو حامد و ساويرس و من على شاكلتهما ممن اختاروا الفريق شفيق دعما للدولة المدنية ... كما لن أقسم لكم فيه على أنني أعتبر أسوأ ما في الجنس البشري حاليا من كائنات هم الحكام العرب و زبانيتهم و فى الصدارة الآن بشار الأسد و زمرته ، و أنني أرى أن القاذورات العالقة بإظفر أقذر جندي فى جيش الكيان الصهيوني لم يغسل يده بالماء 3 سنوات و نصف أو يستحم منذ الألفية السابقة  ، أشرف عندي من بشار الأسد مثلا ...

و فى الختام أرجو أن يكون قد أعجبكم هذا المقال غير السياسي ، الذي أطلت فيه للغاية بس اشتياقي الشديد للكتابة فى الموضوعات البعيدة كل البعد عن السياسة ! .

14‏/07‏/2012

رمضان .. فرصة ثورية


أيام و يأتينا الزائر السنوي العظيم .. و فى أجواء الثورة و أحلام التغيير الحالية لابد أن يختلف رمضاننا عن أي رمضان سابق .

أعرف أن العسكر أبوا إلا أن يفسدوا علينا الرمضان الثاني بعد الثورة  .. لكن على الأقل انتزعنا منهم شطرا ليس بالقليل من الكعكة و عقبال الباقي بإذن الله !!

 عامة .. لابد أن يشهد رمضاننا بإذن الله حراكين ثوريين متزامنين و متوازيين و متآزرين . حراك خارجي لاستكمال ثورة يناير و أهدافها ، و آخر داخلي ثورة على الذات بذنوبها و سلبيتها و كسلها و لا مبالاتها .... الخ

ليس عندي وصفة جاهزة لنفسي أو لكم للنجاح فى هذا الاختبار الرمضاني .. لكن ما أثق فيه أنه لا يمكن لفرد أن ينتصر فى ثورة بمفرده .

علينا أن نقف يدا واحدة ضد شياطين الجن و شياطين الدولة العميقة .. فتكون " شلة " كل منا خلية عمل حقيقية تؤمن بالله و تعمل ما تقدر عليه من الصالحات على كافة المستويات كبيرها و صغيرها ، و تتواصي بالحق و تتواصى بالصبر عليه ..

 أدعوا الله أن يمن علينا برمضان مميز .. و أن ينعم علينا من بركاته بطاقات إيجابية عظيمة تكون وقودا لنا طوال العام ، و أن يستخدمنا سبحانه و تعالى فى نصرة مصر و الإسلام و الإنسانية جمعاء  

30‏/06‏/2012

باختصار .. اكتب التاريخ !

ما أشد ما ابتلانا الله به إذ اصطفانا لنحيا فى هذا التوقيت لنشاهد بأعيننا منقلبا دراميا خرافيا للتاريخ .. و إذ نحن فى مصر ، فهذا يعني أن الامتداد المكاني لهذا الانقلاب أقصى حد أدنى له ما بين المحيط إلى الخليج ، لكنى أراه - و نحن فى عصر الفيسبوك و تويتر .. - يضئ جوانب المعمورة كلها .

و هو من أقسى أنواع الابتلاء التى تمتزج فيها النعمة بالنقمة .. فأن نرى قلب العروبة و الإسلام تفيض بالحركة و تموج بالثورة بعد أن كانت مستنقعا عطنا راكدا متجمدا منذ أقل من عام و نصف فهذا لا شك نعمة عظمى و حلمٌ جميل كان يداعب الخيال معشاره فيذهب بالنفس كل مذهب .
لكن وجه النقمة الكارثي يكمن فى ألا يحسن جيلنا استغلال هذه اللحظة الفارقة التى حفـَّــتها العناية الإلهية منذ مهدها و حملتها كف التوفيق الإلهي حتى شبت عن طوقها و زيـَّــنتها تضحيات جليلة و بشـَّـرت بها منذ زمن دماء زكية لمئات الشهداء و آهات آلاف المعتقلين و المعذبين و أنات أمهات ثكلى .. فى كفاح طويل ضد الظلم و الاستبداد الذي عشش قرونا فى هذه الأرض الطيبة ..... سيكون إهدارها هو الخسران المبين فى الدنيا و أرانا لن نسلم منه فى الآخرة ، فحساب الله على قدر ما يمنح ، و المنحة جليلة القدر فعلا .

باختصار .. خاب و خسر ، خاب و خسر ، خاب وخسر .. من منا اكتفى بالمراقبة أو التشجيع فى ساحات هذا الزمن المشهود ... خذ قلمك بقوة و شارك و لو بسطر أو كلمة أو حتى حرف فى هذا التاريخ الذى يكتب الآن على جبين الدهر بماء الذهب .

عندي يقين أن كل عمل يقدمه أحدنا فى سبيل مصر نزولا من تضحيته بالروح و الدم فى سبيل حريتها الكاملة و حمايتها من خفافيش الماضي المتسللة انتهاء  بعدم إلقاء منديل استخدمه على الأرض ! ... هو لبنة فى صرح نهضتها الغالية ، و يقربنا و لو مثقال ذرة من آمال عظام تشمخ فى أحلامنا لن تنتهي بصلاة جماعة فى الأقصى المحرر بإذن الله .. و الأهم أنها عبادة عظيمة نتعبد بها إلى الله الحكم العدل الذي كرمـَّــنا و جعلنا الأعلين إن كنا مؤمنين .

ختاما .. عندي ثقة شبه يقينية لا أدري لها مصدرا محددا أن هذه الثورة العظيمة فى مصر و أخواتها ستنجح و تحقق معظم أهدافها الأساسية بإذن الله .. ما يؤرقني هو مدى تناهي دوري فى الصغر ! ، و خجلي من صحيفة خالية أقابل الله بها فى موسم استثنائي لكل عظيم من القول و الفعل .

اللهم استخدمني و جيلي فى نصرة مصر و أمتها العربية و الإسلامية و الإنسانية جمعاء و اجعلنا على قدر هذه الأيام العظيمة .

11‏/06‏/2012

كارت أصفر من تصويت الخارج

لاشك أن نتيجة المصريين ف الخارج فى مجملها أثلجت صدور محبي الثورة و كارهي الفلول ، و كما توقعنا - و لله الحمد - فقد تقدم د/مرسي بفارق لن يقل بإذن الله عن 130 ألف صوت عن الفل شفيق ..... لكن لا نملك الآن ترف تبادل التهاني و احتساء نخب الانتصار ، خاصة أنها معركة بالأساس معنوية ، قيمتها الفعلية فى الاقتراع لا تتجاوز الـ 1 أو 2% من مجمل الناخبين .. و هي بمثابة اشتباك بين دوريات الاستطلاع يسبق التصادم الفعلي بين الجيشين بكامل العدد و العدة فى ساحة المعركة الفاصلة !

و لذا فالأجدى أن نتعلم من دروسها ، خاصة و هي تعطينا إنذارا واضحا لعدة نقاط غاية ف الخطورة سأسرد أهمها - من وجهة نظري - سريعا :

1- الصوت الواحد سيكون له قيمة كبرى فى الإعادة ... و قد تحسم الانتخابات لصالح مرشح الثورة ( اقتناعا أو ليمونا )  بفارق بسيط جدا هو ما تقدم به عن الفل فى تصويت الخارج ..

2- شريحة المصوتين ف الخارج ( الذين سجلوا أسماءهم عبر الانترنت ، و كان عندهم ترف الوقوف لساعات ف الطوابير .. الخ ) شريحة ضيقة من الطبقة الوسطي و فوق المتوسطة إجمالا ، فلا يجوز تعميم نتائجها و توجهاتها على الداخل بشكل مطلق .. قد تكون معبرة فقط عن بعض المدن و المناطق الراقية .

3- للأسف الشديد .. أكدت نتائج التصويت فى بعض البلاد مثل ( أستراليا - كندا - أمريكا ) و التى يجمع بينها زيادة نسبة الأقباط من مجموع المصريين هناك ( الفارق فى مجموعها حوالي 9 آلاف صوت لصالح شفيق ، حيث حصل على ما يقارب ثلاث أرباع أصوات هذه المناطق ! )  ، أن هناك دفعا طائفيا قبطيا للتصويت لشفيق .. قد يمكن فهم بعض مبرراته لكن لا يمكن تفهم الغالبية العظمى منها من أناس المفترض أن لهم خصومة مع النظام السابق  و يقولون أنه ظلمهم ظلما خاصا طائفيا بجانب المظلومية العامة لجميع المصريين لديه ! ...... لن أصدق دموعا على مينا دانيال الذى دهسته مدرعات الجيش بينما المتباكين عليه يضعون علامة الصواب بجوار " الفريق " شفيق .. لدعم الدولة " المدنية " !!!! .

4-  أخطر نقطة فى رأيي لكنها لا تخلو من مبشرات .... أن كلا المرشحين زادت أصواتهم جدا عن الجولة الأولى ، وهذا يدل على انحياز الكثيرين ممن صوتوا لغيرهما من المرشحين لهذا أو ذاك .

مثال : الكويت ... ف الجولة الأولى حصل د/ مرسي على 17 ألف صوت تقريبا  و د/ أبو الفتوح 14 ألف و صباحي 9 آلاف و موسى 9 آلاف و شفيق 5 آلاف .. بينما ف الإعادة حصل د/ مرسي على ما يقارب 38 ألفا  ، و شفيق 18 ألفا

أي أن أصوات مرسي ف الإعادة زادت عن مجموعه + أبو الفتوح ف الجولة الأولى  ، و أصوات شفيق زادت عن مجموعه + موسى 
نستنج من هذا :
أ/ الفلول يحشدون بكامل طاقتهم .. بل و نجحوا فى استقطاب عدد ليس بالهين من أصوات المرشح الثوري " المحايد " حمدين + بعض من لم يصوتوا أساسا ف الجولة الأولى !! .. ( ربنا يستر ف الداخل )

ب/ مرسي ثقلت موازينه الانتخابية بأصوات أبو الفتوح و أضاف إليها كذلك من نفس الشريحتين ( أصوات حمدين التى من المفترض ثوريا أن يكون معظمها له و هذا لم و لن يحدث للأسف لاعتبارات كثيرة مؤسفة - من لم يصوتوا ف الأولى )

جـ/ أن يقاطع صوت واحد ممن صوتوا لأبو الفتوح ف الأولى ، فهذا مصيبة كبرى ! ، لأنهم - بإذن الله - الورقة الرابحة لد/ مرسي ف الإعادة .. و مقاطعة الواحد منهم و كأنها صوت لشفيق .. أما أن يعطي بعضهم - و هم أقل القليل - لشفيق ، فهذا هو الكارثة بعينها ! .

هـ / الحسم فى جولة الإعادة سيكون لمن يستقطب عددا أكبر من أصوات حمدين و من الذين لم يصوتوا مسبقا ... و أنا شخصيا - للأسف المؤسف - أتوقع بالأوضاع الحالية أن شفيق سيحصِّل من أصوات حمدين ف الداخل أكثر من مرسي خصوصا و أن كثيرين صوتوا له ليس حبا ف الثورة ، و إنما إعجابا ببعض كلامه أو بساطة خطابه أو لتمثلهم عبد الناصر فيه أو لمجرد الرغبة ف اختيار غير الإخوان .. الخ  .. و الثوريون منهم ف الداخل يميلون للمقاطعة أو إبطال الصوت و يكره أكثرهم الإسلاميين جدا لدرجة تجعلهم و الفلول سواء ( لا يعنينا الآن أسباب هذه الكراهية و هل هي مبررة أو غير مبررة ، و هي طالما مش مبررة فممكن تكون مبررة ، و مش معنى إن أنا قلت إنها مبررة ، إنها مش مش مبررة )
:))))  .


ختاما .. لا تنسوا الدعاء و الابتهال إلى الله أن ينقذ ثورتنا فى كل معاركها على كافة المستويات .. و أن نقرن الدعاء بالعمل طبعا ..


18‏/05‏/2012

هتخسروا هتخسروا .. ضحكات شريرة متقطعة

من كلامي مع بعض الناس خاصة من فئة الشباب ، أجد عندهم رغبة عارمة فى أي يخسر د/ مرسي خسارة موجعة حتى يستمتعوا بالشماتة و السخرية من الإخوان و إطلاق الضحكات الشريرة طوال النهار و الليل ! ... بل إن منهم من صرَّح أنه يريد أن يفوز الفلول بالرئاسة " عشان يلموكم تاني فى السجون يا إخوان يا اللى عايزين تبلعوا مصر زي الحزب الوطني !!!!!!!!!!!! "

قبل أن أرد على هذا لابد أن أوضح نقطتين ..
الأولى .. " ماحدش هيقدر يلم حد تاني " فى أجواء الثورة الشعبية التى حدثت فى مصر ، فالشعب كسر حاجز الخوف فعلا ، و لا طاقة للدولة مهما حاولت أن تعيد الماضى . يمكن أن تعطل المسيرة قليلا أو تبطئها .. لكن - بإذن الله - لا رجوع ..

الثانية .. أن هذا المقال الصغير ليس محاولة لتهدئة خواطري و تأهيل نفسي لخسارة مرشحي د/ مرسي ، بل على العكس .. فأنا أتوقع ( و التوقع غير التمني ) بناء على شواهد كثيرة و ما رأيته من مجهود عظيم يبذل فى الحملة على كافة المستويات .. أنه سيكون الأول بإذن الله فى المرحلة الأولى من الانتخابات يومي 23 و 24 ، و بفارق ليس بالقليل عن أقرب منافسيه ...... لكن الهدف هو تسليط الضوء على فكرة بسيطة المفترض كونها بديهية لمن عنده الحد الأدني من الإسلام ..

الخسارة فى الدنيا خسارة نسبية لمن أخلص النية لله سبحانه و تعالى في عمله الدنيوي ( أي عمل كبر أو صغر ) و قرن النية بالعمل و الاجتهاد ... فإذا طبقنا هذا على المثال الحالي و هو انتخابات الرئاسة ، فقد رأى الإخوان أن الدفع بمرشح لهم فى انتخابات الرئاسة هو اجتهاد أفضل لمصلحة مصر و الدعوة الإسلامية و الفكرة الإسلامية الوسطية ( لغيرنا أن يكون له اجتهاده كما شاء ) .. و انتوى الإخوان أن هذا بنية إرضاء الله و الإصلاح فى الأرض و القضاء على الفساد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ..الخ من النوايا الجميلة .. و اجتهد أكثرهم فى أي يخلص هذه النية لله سبحانه و تعالى و أن تقترن بالعمل الجاد لتحقيق الهدف و بأساليب تتفق مع نبل الغاية ..

فمهما كانت النتيجة فى الدنيا .. فالنتيجة فى الآخرة بإذن الله عظيمة ، و عسى الله أن يتقبل من كل مخلص .

أما على صعيد الدنيا فإن تكلل الأمر بالنجاح و فاز د/ مرسي ، و نجح مشروع النهضة فى القيام بمصر و بالتالى أمتنا كلها .. فهو خير الدنيا و الآخرة بإذن الله ..

أما إذا فشل د/ مرسي و فاز أحد المرشحين الوطنيين ، فسنساعده بكل ما نملك - و نأمل أن يتعاون معنا - للوصول إلى نفس النتيجة الفضلى التى نرى فوز د/ مرسي سيحققها .. أو حتى قريبا منها

بل لو - لا قدر الله - اختار شعبنا بإرادته الحرة الفلول ، فسنبذل قصارى جهدنا بإذن الله بنفس النوايا السابقة أن نخفف من نتائج هذا على وطننا و أن نقلبها ما استطعنا إلى صالح مصر و ثورتها .. و إن فقدوا صوابهم و حاولوا إعادة الماضي كما كان ، فلدينا بإذن الله - و لدى قطاعات عديدة من شعبنا و شبابنا - الرغبة الأكيدة فى الاستشهاد فى سبيل مصرنا و ثورتنا و أمتنا حتى لا تعود العجلة إلى الوراء .. و لن تعود بعون الله ..

الخلاصة .. فى كل الأحوال نحن منتصرون إن شاء الله

15‏/05‏/2012

غزوة الصناديق الكبرى !

لاشك أن ثورتنا العظيمة الموفـَّــقة بإذن الله ، مقبلة ٌ خلال أيام قلائل على أهم معاركها مع الثورة المضادة التى يتضامن فيها ضدنا بشكل مباشر و غير مباشر فلول النظام السابق و العسكر و أمريكا و اسرائيل و حاقدو الخليج و كل من يضره نجاح الثورة و قوة مصر التى هي قوة للأمة العربية و الإسلامية كلها .

معركة الرئاسة لا تكمن أهميتـَها فى شخص الرئيس و صلاحياته - و إن كان هذا مهما - ، و إنما هي استفتاء شعبي عام على شعبية الثورة المصرية بل الربيع العربي كله ، بعد أكثر من عام من التخبطات التلقائية و المفتعلة و محاولة تجميد زلزال الثورة أو تشويهه بكل الطرق الممكنة ... و لاشك أن جهود الثورة المضادة بالتحالف مع حماقات معسكر الثورة قد أسهمت فى إنجاح كثير من هذه المخططات الماكرة ... لكن ما زالت الكرة فى الملعب ..

أمامنا أسبوع على بداية الاقتراع ، لكننى أجزم أن هناك على الأقل 15 مليون صوت بينَ مبهَم و حائر و متردد يمكن وضعها فى أية كفـَّة .. كمان أن تفتت الأصوات فى معسكر الثورة و الثورة المضادة على أشده و هذا يزيد من غموض المشهد و احتمالات التقلب .

على كل من ينتسب حقا إلى الثورة أن ينوى جهادا حقيقيا فى سبيل الحق فى هذا الأسبوع ، و أن يعزم ألا تؤتى الثورة من قِبَل أسرته على الأقل و عائلته إن أمكن .. و أن يعمل فى الشارع فى حملة مرشح الثورة الذى يؤيده خاصة أصحاب الفرص الحقيقية فى الفوز بإذن الله (  مرسي - أبو الفتوح - صباحي ) .. و ألا يترك فرصة فى أي مكان و زمان إلا و يقوم بدوره فى توعية الناس ضد الفلول ( تاكسي - ميكروباص - عيادة - سوق .... الخ ) .

ما يقلقني ليس التهويل فى شعبية الفلول ، و إنما أنهم - خاصة حملة شفيق - يعملون فى الشارع ،  فى حين أنه على جانبنا يتصارع مرشحو الثورة على نفس الكعكة و بتحركات حملات نخبوية ( أبو الفتوح و حمدين خاصة ) و لو استمرا هكذا سيُغْرِق أحدُهما الآخر ...
اللهم إلا حملة الدكتور مرسي التى تتسم بالعمل فى الشارع و القرى و النجوع و المناطق الشعبية خاصة ، اعتمادا على قوة تنظيم و خبرة الإخوان أفقيا و رأسيا فى معظم أنحاء الجمهورية ، لكنهم يواجهون مقاومة ليست بالهيِّنة نتيجة التهويل و الإجرام الإعلامي المنظم ضد الإخوان و نتيجة لبعض أخطائهم كضعف آداء البرلمان ( الذى يُحَمِّل عامة الناس مسئوليته للإخوان ) .. كما أن الوقت أمامهم لم يكن كبيرا .

لكننى ما زلت واثقا - بإذن الله - أننا إذا أخلصنا النية لله و قرنَّاها بالعمل الحقيقي للثورة فى الشارع خلال الأيام القادمة ، ففى أسوأ الأحوال سيدخل أحد الفلول الإعادة فنتضامن جميعا - أو على الأقل أغلبنا - كقوى ثورة ضده لصالح المرشح الثوري ، لكن دعونا لا نتحدث عن الضفة الأخرى قبل عبور الجسر بإذن الله ...

اغزوا على بركةِ الله يا أبناء الثورة المنصورة .. آمال الأمة العربية و الإسلامية معقودة علينا .

27‏/04‏/2012

وقفة مع عسكر !

وقفت أمس ( الخميس 26/4/2012 ) لمدة ساعة فى تفاطع بطرس مع الحلو لمساعدة الحملة الدعائية للدكتور محمد مرسي ، و فجأة جاء الشيخ السيد عسكر للوقوف معنا !

لفت وجودُ الشيخ نظرَ بعض المارة فجاءوا للسلام عليه ووقفوا للكلام معه و سؤاله عن ماذا فعل الإخوان لنا .. هو البرلمان عمل ايه ؟؟!! .. هو انتم ليه نزلتم مرشح للرئاسة ..... الخ ، وقفت ما يقارب الساعة أشاهد هذا المنتدى الظريف .. و رغم أننى قلقت بسبب حالة الضجر العامة التى استشعرتها من كلام الناس و كذلك ضقت بسبب ترديدهم لكثير مما يقول الإعلام دون تمحيص و بنوع من السطحية أحيانا  .. لكن استرعى انتباهي نقطتين إيجابيتين هامتين جعلاني أغادر المنتدى سعيدا  ..

1- النائب المحترم الشيخ سيد عسكر ( حوالى 80 عاما ) ظل واقفا طوال هذه المدة يتناقش مع الناس و يرد على أسئلتهم سؤالا سؤالا و لم ينفعل إلا قليلا عندما سب أحدهم الإخوان و مشى ! و رفض دعوة الشيخ له بأن يبقى و يستمع ..

2- و هي نقطة أهم .. و طمأنتني كثيرا على الثورة ، فالناس كانت تتكلم بمنتهى الشجاعة دون أي خجل ولا وجل ، ينتقدون المجلس العسكري بشدة و يقولون كلاما من الذى كان ( بيودي ورا الشمس ) قبل الثورة .. و ينتقدون الإخوان بشكل لاذع رغم ما يشاع من أنهم الحزب الحاكم  :))) ... كما وقف بعضهم يتناقش طوال المدة دون ملل ... و بدأت أستشعر أن الناس تريد التغيير فعلا و لن ترضى بتغييرات شكلية ...

إذن فليحاول المجلس العسكري بثورته المضادة ما شاء .. و نحن سنمضى فى طريقنا الذى رسمته دماء الشهداء ، و سنحيا - بإذن الله - كما نشاء

28‏/03‏/2012

ليس هناك وقت ... سيبدأون التعري !



توضيح هام فى البداية ... المقال سياسي و بما لا يخالف شرع الله .. لكن الظروف الراهنة و المستجدات لا تترك ومجالا لتزويق الكلام و العناوين ! .
 
باختصار و بأقصى سرعة .. لا تستغربوا شيئا فى الشهور و الأيام و الساعات و الدقائق القادمة خاصة من المجلس العسكري .. العد التنازلي مستمر ، و سيف يونيو الذى أجبرناه على وضعِه على رقبته لا يسمح له - و نحن سنستقبل أبريل بعد أيام - بمزيد من إضاعة الوقت فى التلون و اللعب تحت الطرابيزة .... سيكون " كله ع المكشوف " فى الفترة القادمة و " اللى ما يشتري يتفرج " !
 
سيعلن العسكر نواياهم كافة .. مثال : المسئول الاقتصادي عندهم الذى جمع الصحفيين فى مؤتمر اقتصادي يوم 27 مارس ليقول لهم " بالفم المليان " .. إن المشروعات الاقتصادية عرق الجيش و إنه لن يسمح لأي ما كان أن يراقبها أو يعيدها للدولة !
 
يبدو أن محاولة الكثيرين و فى مقدمتهم الإخوان المسلمون - الفصيل السياسي الأقوى فى البلد - لتجنيب مصر صداما بالغ الخطورة مع المجلس العسكري - وقوده فى الغالب نحن كشعب و كشباب ثائر خصوصا و معنا الرتب الصغيرة و المتوسطة فى الجيش - بدأت تتجه نحوَ الفشل التام ! ..
 
إذا باختصار .. علينا إخلاص النية لله سبحانه و تعالى و الاستعداد لنكون فى أي لحظة شهداء فى سبيل مصرنا و ثورتنا .. لا تنازل فى مستقبل مصر بإذن الله ... لو تركنا العسكر يمررون ما يريدون ، فعلى مصر السلام لـ 60 عاما قادمة على الأقل !
 
الحق بّـيِّـــن و الباطل  بّـيِّـــن  .. فاختر لك .


24‏/03‏/2012

من يبيع الثورة فعلا ؟؟

 على هامش مهرجان الولولة التى يمارسها النخب و الإعلام و أذناب العسكر و أحزاب الصفر فاصل " على رأي إخواننا التوانسة " .. الخ بسبب  نجاح الإسلاميين و من معهم فى إمضاء الإرادة الشعبية فى الاستفتاء غصبا عنهم و رغم أنوفهم جميعا و تتويجها اليوم باختيار غرفتي البرلمان المنتخبين للجنة المائة التى ستضع الدستور الجديد الذى سيفتح الطريق لمصر - بالتزامن مع انتخاب الشعب المصري لرئيسه خلال شهرين من الآن بإذن الله -  للرسوَ بثورتها العظيمة على شاطئ الأمان لتبدد فى لملمة جراح الماضى الأليم و إقامة نهضتها المنتظرة داخليا و خارجيا .. 
عندى استفسار واحد لا أكثر

رغم رفضى للتخوين و الاتهام بالتآمر و العمالة لأي أحد أيا كان إلا بدليل قطعي لا يرقى إليه الشك .. إلا أنه إذا سلــَّــمنا بوجود مؤامرة بين العسكر و أطراف سياسية ما على إجهاض الثورة أو إخراجها بشكل معين يحقق مصالح الطرفين معا ، فمن الطرف الأكثر منطقية أن نرميَه بهذا الاتهام؟؟؟

الذين نزلوا للشارع قبل الانتخابات بـ 10 أيام ضد وثيقة العسكر فى الهيمنة على مصر " السلمي " فى مليونية 18 نوفمبر و تمسكوا بموقفهم و كسروا إرادة العسكر ( و اليوم إحدي أهم حلقات كسر إرادة العسكر الذين أرادوا أن يجردوا البرلمان فى الوثيقة من حقه فى اختيار لجنة الدستور )  ... أم الذين تطابقت مواقفهم مع العسكر فى هذه القضايا ( و إن اختلفت مقاصد بعضهم عن العسكر ) و حاولوا بأقصى ما عندهم إلغاء ما أقرته إرادةالشعب بالإعلام الذى يملكوه من العصر السابق أو باستغلال الحراك الشعبي لقضايا أرى و اختطاف ميدان التحرير أو بالضغط السياسي على الأغلبية البرلمانية أو .. أو .. الخ

الإنصاف يا سادة ... و النصر لمصر و لثورتها الربانية الموفقة بإذن الله 
 

07‏/02‏/2012

خلاصة صراعنا مع المجلس العسكري

المجلس العسكري هو مجموعة من الضباط أفضال مبارك مغرقاهم .. يعنى هما عسكر مبارك ، و علاقتهم بأمريكا لا تخفى على أحد .. بالتالى لم ينحازوا للثورة و لا يحزنون ،  إنما استسلموا للجموع الحاشدة و اضطروا هما و أمريكا لخلع الكارت المحروق مبارك

لكن الكارثة أنه يتحكمون فى قيادة المؤسسة العسكرية المصرية التى تكاد تكون المؤسسة الوحيدة فى مصر القادرة على حفظ كيان الدولة المصرية ، غير أنه ينتسب لها مئات الآلاف من خيرة أبناء الشعب المصري المضطرين - شاءوا أم أبوا - تبعا لقوانين الانضباط العسكري ، لاتباع تعليمات هذا المجلس العسكري ........ و هذا هو ما يوجب علينا أن يكون الصدام مع هذه المؤسسة آخر ورقة عندما تستعصى كل الحلول

إذن فالثورة لم يكتمل نصرها ، ما دام مجلس عسكر مبارك في يده كل السلطة التنفيذية ( رئاسة - حكومة - قوة الجيش فى ضبط الدولة و تنفيذ القانون )
م الآخر .. خلع المجلس العسكري كان لازم يحصل يوم 11 فبراير 2011 ، .. و ده ما حصلش و الحالة فى الشارع هديت عما كانت
وقتها ( لا يعنينا من المسئول عنها ... كلنا كنا فى حالة انتشاء بخلع مبارك ، و كانت أسهم الجيش فى السماء عند أغلبنا )

يبقى ما عندكش حل إلا إنك تعتمد على إن الوقت مش معاه ( هو واعد الشعب صراحة إن فيه رئيس منتخب قبل نهاية يونيو ) ، و بالتالى ما قداموش غير طريقين بإذن الله :
1- هيعمل الانتخابات فى موعدها اتقاء لغضب الناس ( هو شاف إن 3 ملايين كانوا ف التحرير يوم 25 يناير 2012 بيهتفوا ضده .. أينعم روحوا من غير اعتصام ، لكن ده كارت أصفر إنذار .. فلو ما عملش انتخابات رئاسة كما وعد ، فساعتها هيشوف جمعة زحف زي 11 فبراير 2011 و هو عارف - و أمريكا تعرف - أن الملايين ف الشارع لا يقوى عليها أي قوة ف العالم ..  ) ... و ساعتها تصبح السلطة التنفيذية فى يد ممثلى الشعب المنتخبين .. الرئيس ، و الأغلبية تشكل حكومة ( توافقية ، مش توافقية .. مش موضوعنا ) .

2- ما عملهاش .. ساعتها ليك مبرر قوى قدام عامة الناس عشان تحشدهم بالملايين لخلعه ( 6 مليون متوزعين ف الجمهورية منهم 2 مليون ف القاهرة كفاية أوى أوى ، و لو حبوا يطلعوا على وزارة الدفاع لن تمنعهم أسلاك شائكة و لا يحزنون ) ....و الأهم : و ساعتها نبقى أعذرنا أمام الله و أمام الشعب  فى الدماء التى ستبذل و فيما سينتج عن هذا الصدام من اهتزاز شديد للدولة المصرية لا يعلم بشدته إلا الله .

الخلاصة .. الصبر على المجلس العسكري هو محاولة بذل أقصى الجهد فى تجنيب مصر السيناريوهات ذات الضريبة الأعلي .
استبشروا .. ما حدث فى مصر ثورة حقيقية ، و لا يمكن بتاتا العودة للوراء بإذن الله .... و التوفيق الإلهى لها جليٌّ منذ اللحظة الأولي و فى اللحظات الفارقة فيها .

02‏/02‏/2012

فى الذكري الأولى لموقعة الجمل ..

إنَّ اللهُ يحبُ الذين يقاتلونَ فى سبيلهِ صفا كأنهم بنيانٌ مرصوص ..... فى رحاب هذه الآية الكريمة صمد الثوار و هم فى أضعف لحظات الثورة  أمام جيوش العصور الوسطي التى استعان بها نظامنا المخلوع القابع فى مزبلة التاريخ ، بعد أن أوشكت شمس الثورة على الانطفاء بعدما فرَّق خطاب " لم أكن أنتوى ... " الماكر جموع الشعب من حولها .

لكن شاء الله أن يحيق المكر السئ بأهله ، و أن توقظ هذه الجريمة اللتى صمد أمامها الأبطال جموع الشعب من سكرتها ، فتلتف من جديد على ثورتها ، و تتجسد أمامنا معانى الآية الكريمة " و قد مكروا مكرَهُـم و عندَ اللهِ مكرهم و إن كان مكرُهم لتزولَ منه الجبال " ، و لا يجد عسكر الطاغية من مفر إلا أن يخلعوه بعدها بأسبوع نزولا على عزمة الملايين الثائرة .

لا تبتئسوا بالمنغصات التى امتلأت بها هذه السنة ، فقد انتزعنا فيها الحق تلوَ الحق من براثن شياطين الداخل و الخارج .. و نصرنا التام قادم لا محالة بإذن الله ، و لا سبيل لهم إلا الانحناءَ أمام عواصف ربيعنا الثائر الهادر .

إن شاء الله لجيلنا أن يشهد انبعاث أمتنا العربية و الإسلامية من رماد التاريخ ، فمخاض ميلادها الأهم و الأصعب ، هنا فى مصر .. فنحن على الجبهة الرئيسية لصراع الحق و الباطل ... فلا يركن أحدنا لليأس أو الاستسلام أبدا .

و مهما مكر سدنة الباطل فى الداخل و على رأسهم عسكر الطاغية ، أو فى الخارج بزعامة أمريكا .. فسيرتد تدبيرهم إلى تدميرهم بإذن الله .
رسائل التوفيق الإلهي لنا من بداية هذه الثورة لا تخفى على أحد .. ما علينا سوى الأخذ بالأسباب ، و أن يكون بداخل كل منا ثورة هي الأهم و جهاد هو الأكبر ... و أن نتعاون على ذلك ، و سيكون نصرنا محتـَّــما بإذن الله .

25‏/01‏/2012

فى ذكري ميلادي الأولى ... قصيدة من تأليفي

قـُـم يا زمانُ و ردِّدِ الأشعارا ـــــــ و امدح بمصرَ النيلَ و الثـُّــوَّارا

و اسعد فقد آنَ الأوانُ لتكتسي ـــــــ ثوبا جديدا طاهرا مغوارا

و امْرُر  على الخضراءِ والـْـــثِمْ طيفها ـــــــ و اعشقْ بريقَ المجدِ و الأحرارا

و اذهبْ إلى الفيحاءِ و امسحْ دمعـَــها ــــــــ و الـْـعَنْ قلاعَ الظـُّــلمِ و الأسوارا

حلـِّــق إلى صنعاءَ .. أبصـِـر وجهها ــــــــ فيه ابتسامُ يخطفُ الأبصارا

فى شارع ِ الستينِ فاض شبابــُها ــــــــ هم بسمةُ اليمنِ السعيد كبـــارا

و انظر إلى الغربِ البهــِــيِّ و قد حوت ـــــــ صحْراءُهُ المختارَ و المختارا

قد مرَّ عام ٌ مُــذْ تفجـَّــرَ نبعُــنا ــــــــ يسقى الليالى الحالكاتِ نهــــــارا

و استيقظ َ الجسدُ العليلُ محلـِّــقا ـــــــ بين النجومِ يــُــهـَـتـِّــكُ الأستارا

و اختالَ فى الفـَـلـَـكِ البعيدِ مُعـــانـِـقا ـــــــ شمسَ الحياة ِ يلاعبُ الأنــوارا

من كان يهوى فى الظلامِ مـُـغـَـيـَّـبا ــــــــ هزَّ الوجودَ و أبهرَ الأنظـــارا

بالأمسِ كنـَّــا أمة ً مكلــــومةً ــــــــ تـُـبكى ببؤس ِ حياتِــها الأشرارا

قد أسلـَـمَـت للمعتدين رقابها ـــــــــــ و اغتال فيها المستبدُّ عمــــارا

و اليومَ عدنا للتحــرُّرِ كعبــــَــة ً ــــــــ و لأخذِ حقِّ العالميــنَ منـــــارا

إذ ثارَ بركانُ الحناجــِــر ِ عاصفا ــــــــ يـُــصْلِى العروشَ مهانة ً و دمارا

منُّ الإلــه على الجموع بفضلـِــهِ ــــــــ ساروا على دربِ العلا أنصارا

قد راجَ سوقُ الثائرينَ بأرضنا ـــــــــ تروى المروجَ دماؤُنا أنهارا

سنُـفـَـتـِّــتُ الأمسَ الكليلَ و حاضرا ــــــ يُلقى علينا البؤسَ و الأخطارا

إنا سَئِمـْـنا أن نـُباعَ و نُشْتـَـرى ـــــــ لم يبقَ عن تركِ المني أعذارا

سندُكُّ آلامَ القرون ِ بقوة ٍ ـــــــ نَخـْـتـَــطُّ للمجدِ الجديدِ مســـــارا

و نشـُدُّ أزرَ شعوبنا كي نرتوي ـــــــ نخبَ الكـِـرامِ أعزَّةً أطهارا

هذا الربيعُ سيستمرُّ لهيبــــُــه ـــــــ حتى يـُــبيدَ الظـُّــلمَ و الفـُــجـَّــارا

عزمُ الشبابُ هو الدليلُ و بأسُــهُمْ ـــــــ قد صاغَهُم هذا الجِهادُ كبارا

و حواجزُ الخوفِ التى قد أصبحت ـــــــ فى قلبِ كلِّ شعوبنا آثارا

لا ننحنى إلا لمن خلقَ الورى ـــــــ نلقاهُ بعد شهادةٍ أبــــرارا

نرجو رضاهُ و نستجيرُ برُكنــِـه  ـــــــ ربا عزيزا واحدا قهــَّــارا








فى ذكري الشهداء .. عهد ووفاء

لن آتى بجديد ... لكنه من باب التوكيد بعد التوكيد .

إنه عهد أمام الله سبحانه و تعالى ، و قد أوشكت الشمس أن تتم أولَ دورةٍ لها بعد الـ 18 يوما المجيدة الأولي التى تطيـَّـبَت فيها أرضُ مصر بدماء شهداء الحرية و الكرامة الزكية .

إننى أعاهد الله - و لا أراكم إلا مُؤَمـِّــنينَ على كلامي - أن أبذل قصارى جهدي لأرضى الله عز و جل بالعمل - فى نفسى و ما حولي - للنهوض بمصر و تحقيق آمال ثورتها المباركة ، و جعلها بالصورة التى كانت فى حلم و مخيِّـلـَة كل شهيد رواها بدمائه الطاهرة . و أن أظل قابضا على جمر الثورة ما حييت .

و أدعو الله سبحانه و تعالى أن يلحقنى بهم شهيدا بعد أن أرى مصر و قد ارتقت إلى سمائها التى تليق بها ، مُحَلــِّــقةً بأمتنا العربية و الإسلامية المكلومة إلى آفاق مجدها التليد ، و مصلـِّــيةً فى أقصانا المحرَّر السعيد .

خيرُ العهود ما قلَّ و دل ... اللهم ارزقنا الإخلاص و تقبل منا .

30‏/12‏/2011

برلمانيات 10 ..... اوزنها بالميزان !

اعذروني لإنى هتكلم بالعامية المرة ديه عشان أجيب من الآخر بإذن الله .. !

و طبعا هيبقى الكلام فى نقط و على بلاطة ! ، و كلها بتتكلم عن ليه ننتخب حزب الحرية و العدالة مهما كانت توجهاتنا الفكرية .. (( و ياريت قبل ما حد يرد ، يقرأ الكلام بالكامل مش هياخد 5 دقايق ..... و الكلام هيكون جد على هزار كده تخفيفا لجرعة التوتر و العصبية   ))

1- فى الأول كده أرد على السؤال التقليدي .. أما انتم  طماعين أوي !! ، مش كفاية الأغلبية اللى أخدتوها لغاية دلوقت ؟؟
الإجابة : لأ .. البحر يحب الزيادة ، و طالما باختيار الشعب فانشالله ياخد 101% مفيش مشكلة .... و الدول اللى تقدمت بسرعة حوالينا كان فيها حزب أغلبية بينفذ برامجه بسلاسة.. مثال تركيا ، لم تتقدم إلا عندما حصل حزب العدالة و التنمية على الأغلبية سنة 2002 ، و فى المرتين انتخابات اللى بعدها الأتراك ادوله أغلبية أكبر .. فى انتخابات 2011 ، حصل على ثلثين المقاعد إلا 4 مقاعد !!
نقطة مهمة .. تحالف حزب الحرية و العدالة حتى الآن فى حدود الـ 45% من المقاعد ، و لم يحصل على أغلبية ، و فى كل الأحوال كل منا يدعو للطرف اللى شايفه الأجدر ، و لإن الانتخابات نزيهة و نسبة التصويت عالية جدا ، فهتلاقى الكل موجودين فى البرلمان ، لكن كل واحد بوزنه .

2- لو عايز توافق وطني .... مين يؤتمن عليه أكتر من طرف رغم إنه الأقوي و لو نظريا ، فهو فاتح دراعه للجميع و بيدعوهم للتحالف معاه ؟؟ .. و حتى اللى ما تحالفوش معاه مستعد للتوافق معاهم عشان مصلحة مصر ، و بيقول إن مصر لازم الكل يشارك فى شيل تركتها التقيلة .

3- لو عايز برلمان متوازن .. اختار الميزان برضه .. لإن حزب الحرية و العدالة ما اكتفاش بقوته و خبرته الانتخابية ، إنما أصر على التحالف مع أكببر عدد ممكن من الأحزاب ، و رغم إن أغلبها ساب التحالف الانتخابي ، فهو كمل مع الأحزاب الباقية مع إنها صغيرة جدا مقارنة بيه .
 و فيه تنوع كبير .. هو و حزب العمل إسلاميين ، حزب الكرامة قومي عروبي ، حزب غد الثورة و الحضارة ليبراليين .. الخ
حتى الآن نجح حوالى 15 من مرشحي الأحزاب ديه على قوائم الحرية و العدالة ..
ملحوظة : رقم 4 فى قائمة الغربية 1 ، الأستاذ أبو المعالي فائق هو الأمين المساعد لحزب العمل ، و له مدونة اسمها " لقمة عيش " .

4- لو انت توجهك إسلامي ... و محتار بين كذا حزب بيحملوا نفس الفكرة - وكلهم إن شاء الله مخلصين - ، اختار الحرية و العدالة برضه ..
لإنه ملتزم ببرنامج إسلامي وسطي شامل ، و عنده كفاءات و كوادر و خبرات و تنظيم قوي جدا تطبق الفكرة الإسلامية بشكل سليم بإذن الله يظهرها بالشكل اللائق بيها . و كمان عندك فى انتخابات تونس و المغرب فازت أحزاب محسوبة على الإخوان المسلمين و فكرهم، و متوقع يتكرر المشهد فى معظم الدول العربية اللى هيحصل فيها انتخابات حقيقية ... إذن انتخاب الحرية والعدالة هيسهل أكتر  و أكتر التعاون العربي و الإسلامي بإذن الله .

4- لو بتدور على البرامج الانتخابية .. فهتلاقى برنامج ضخم للحرية و العدالة لإصلاح مصر من كافة النواحي و كلام حلو أوى أوى زي ما قلبك و عقلك يحبوا ! .

5- لو انت عارف إن كل البرامج بتاعت الأحزاب زي بعضها تقريبا { هو فيه حد مش هيقولك هعمل حرية و عدالة اجتماعية و .. و .. ، ده كلهم حتى دلوقت بقوا بيعتبروا القرآن دستورنا   :)   }  ، و أهم حاجة الكوادر اللى تنفذ الكلام .. فمش هتلاقى أقوى من الحرية و العدالة بإذن الله .. والدليل النجاح الضخم فى المقاعد الفردية فى المرحلتين ، ده غير التنظيم القوي  اللى هيوجه طاقات الكوادر الكتير ديه كلها ، و يعمل تناسق فى خطط الإصلاح و عمل على كذا جبهة فى نفس الوقت ( النقابات - البرلمان - العمل الخيري - الوزارات بإذن الله - الجامعات ..الخ ) .

6- لو انت قلقان أوى من صعود السلفيين و شايفهم هيرجعوا مصر بعد ركوب الأوبل لركوب الإبل .. الخ ( بغض النظر عن صدق أو زيف كثير من الاتهامات التى توجه للسلفيين ، فهناك موجة تخوف واضحة منهم ظهرت فى التصويت العقابي الواضح ضدهم فى جولات الإعادة الفردية ) .. برضه انتخب الحرية و العدالة ... لا يفل الحديد إلا الحديد يا ريس ! .

7- لو انت من " شباب الثورة " انتخب الحرية و العدالة برضه ! ، و قبل ما تشتم .. هقولك ليه !

* الإخوان المسلمون هم أكثر طرف شارك فى الثورة وما زال يحظي بقبول شعبي كبير لأنه أجاد الاتزان بين المسار الثوري فى الشارع و المسار الاستقراري - إن جاز التعبير- ، وذلك لأنه كان الأفضل قراءة للشارع المصري .... قد تختلف معهم و تكرههم أو تكره مواقفهم ، لكن أنا أتكلم عن واقع دلوقت .
*مين هيكون أفضل بالنسبة للثورة من طرف يمتلك الكثير من المقومات المؤهلة لتنفيذ أهداف الثورة إنقاذ مصر من الوضع الصعب ( لمحت أنا للمقومات ديه فى النقط السابقة )  ، و فى نفس الوقت يكون طرف محسوب على الثورة ، و يكون سد منيع ضد الفلول و  شايل منهم أوي أوي ، و فى نفس الوقت يقدر يلاعب المجلس العسكري سياسة صح و يرفع ايده عن مصر بأقل الخسائر ؟؟؟؟؟؟

8- لو انت براجماتى وما يهمكش غير مصلحتك ، و مالكش فى الحوارات بتاعت الأيدولوجيات و الكلام " الفارغ " ده ، و شايفه كله سفسطة ، و كل اللى فى دماغك إن دخلك يزيد و الشوارع اللى بتمشى فيها تبقى أحسن ... عليك بالحرية و العدالة لإنهم الأقوى على المسئولية الضخمة ديه للأسباب اللى فوق و اللى لسه هتيجي .

9- لو انت ليبرالي وطني بتحب مصر ، خش وعلم ع الميزان ! .. مش انت عايز حرية و عايز احترام لإرادة الناس الحرة و ديه من أهم مبادئك ؟؟ .. مين أكتر طرف دافع عن الاتنين بجد و معتبر ملاذه الوحيد و ملاذ مصر فى صوت الناس ؟ .. حزب الوغد مثلا اللى حبيبنا السلمي أحد قياداته واللى الفلول منورين فى قوايمه ؟ .. و لا الكتلة بتاعت القرآن دستورنا و حشد الأصوات بواسطة الكنيسة ؟!! ولا النخبة اللى راحت للمجلس العسكري من تحت لتحت تتحايل عليه بلاش انتخابات لحسن الإسلاميين جايين ؟؟ و لا اللى فى العلن طلبوا من العسكر يقعدوا سنتين ثلاثة ؟؟ .. و لا .. و لا ... الخ ... و على رأي المثل .. " رُبَّ واحد مش على نفس أيدولوجيتك .. لكن هو الأقرب لمبادئك " ...   :)))) ......
* ملحوظة : للأسف ، أشرف الليبراليين - فى رأيى - و الأفضل مواقفا ، هم الأضعف انتخابيا .

10- لو انت بتفكر بطريقة " لوكال " فى موضوع الانتخابات ، و عايز واحد تكون عارفه و يكون له شعبية .. فقائمة الحرية و العدالة فى الغربية كل واحد فيها له شعبية كبيرة الحمد لله فى منطقته ... و كتير من المرشحين فى الغربية نواب سابقين من اللى احترفوا مقارعة النظام السابق ( بالذمة مقارعة ديه عامية ؟؟ .. حسبي الله و نعم الوكيل .. ههه ).

11- لو مش عارف أي حد فى المرشحين ، يبقى الاختيار حسب قوة الحزب و المنظومة .. مش كده ؟؟ .. فين مين بشهادة العدو قبل الصديق عنده أقوي تنظيم ، وشغال زي ما يكون مؤسسة ؟؟؟

12- لو بتحب اختيارك يبقى هو الكسبان وما بتستحملش الخسارة   .... أظن مش محتاج أتكلم  !

13- لو محتار تدى لمين ومش عارف مين أحسن .. فيه قبلك حوالي 10 مليون صوتوا للحرية و العدالة ، يد الله مع الجماعة يا أخي
:))))

14- لو عايز استقرار .. الناس ديه اتكفرت وطنيا و اتهمت فى الشرف الثوري بسبب إنها ما بتنزلش التحرير إلا للضرورة القصوي .. أي خدمة !

15 - لو انت كاره نفسك و الحياة والانتخابات و شايف كل الموجودين تييييييييييييييييت ... مين أحسن الوحشين ؟؟ .. أظن الحرية و العدالة ، على الأقل هما الأقدر على تغيير الواقع حواليك .

لو انت فيك كل اللى فات ده مع بعضه ... يعنى انت إسلامي ليبرالي وطني براجماتى لوكال و متوازن و توافقي و بتحب اختياراتك تكسب و مالكش رأي .. الخ ، يبقى يا سعدك يا هناك ! ، مش محتاج تفكر خالص .

و قبل ما أختم .. أحب أجاوب على سؤال سخيف حاسس إنه هيطلع ... انت مالك كده متحمس أوي للحرية و العدالة و قلبت كده فى الدعاية ليهم زي إعلانات قناة الناس و الرحمة التى تدمر الصحة و تسبب الوفاة ؟؟

ههههه .. بصوا .. حزب أرضاني فكريا و تنظيميا و أراه الأفضل لمصر و لتحقيق أهداف ثورتها بإذن الله و بأدلة أبنيها على منطق و تفكير قبل العاطفة  .... ايه المشكلة فى تأييده بكل ما أوتيت من قوة طالما  لم أزور وقائع أو أحرف حقائق ؟؟؟؟؟؟

نقطة أخيرة : لو لسه مصر تنتخب حد غير الحرية و العدالة .... خووووووووود الورقتين بتوع الانتخابات ، و علم على 5 فى الفردي و 3 فى القوائم .. ده قانون جديد لسه طالع حالا .

:))))))))))