29‏/07‏/2012

مقال مش سياسي !

 قررت أخيرا أن أحطم القوقعة السياسية التى احتجزتني بداخلها لعام و نصف على الأقل - و لو تحطيما مؤقتا - بأن أكتب مقالا غير سياسي ! ، خاصة و أنني أشعر أن السياسة قد التهمت و تلتهم - و يبدو أنها ستواصل الالتهام ! - شطرا كبيرا من قوتي النفسية و العقلية و حتى البدنية ، و أصبحت تجري فى نفسي مجرى الدم ف العروق و الماء فى الشقوق و السهم فى المروق ! .

المهم أنني أخيرا سأكتب مقالا لا أشتكي فيه من أن بنيتي النفسية -  و أغلبنا - لم تكن مؤهلة لهذا الطوفان السياسي العرمرم و الذى اجتاح حياتنا آلاما و آمالا منذ 25 يناير 2011 ، و أننا - بالبلدي - أخذنا من الدار للنار .. كما أنني لن أصف قلقي الشديد على رئيسي المنتخب و مستقبل الثورة و الحركة الإسلامية كلها فى هذه الأيام العصيبة التى يمثل فيها التعجل فى اتخاذ قرار أو التأخر في آخر ، إنجازا أو كارثة تاريخية قد تغير مسار حياة الأجيال القادمة كليا .

لن أتحدث عن كارثة حل مجلس الشعب بكل - سلطاتها و بابا غنوجها - أو أصف امتعاضي من التلويح بحل التأسيسية تحت شعار " كله بالقانون يا بيسة " ، أو أعبر عن ميلي للقئ - أو تقيؤي بالفعل - من فكرة أن يضع دستور مصر الثورة راكبو الدبابات أو شراذم من أوغادهم المدنية الحقيرة ! ، كما لن تخدعني نفسي الأمارة بالسوء لأتحدث عن الحكومة الجديدة و تأخرها و تشكليها  .... لن أسرف ف التشاؤم السياسي خاصة من فكرة أن مصر كان يحكمها عصابة أخطبوطية المصالح و  عميقة التشابكات ف الداخل و الخارج ، و أننا ما زدنا حتى الآن عن قطع رأسها لكن ما زالت تعمل بكفاءة على إعادة إنتاج نفسها لتتلاءم مع المتغيرات الجديدة  ، فينقسم عقلي كالمعتاد إلى نصفين ... أحدهما يتلذذ بالمزيد من الإغراق فى الياس و القنوط و التشاؤم و يسرف فى إطلاق الضحكات الشريرة الساخرة  ، و الآخر يتحدث بمنتهى الهدوء و الرويـَّة و الثقة و الإيمان بالله و يقول " يا عم سيبك منه .. بعد ده كله و بعد ما ربنا رزقنا الثورة ديه من حيث لا نحتسب و بقى ينصرها بمكر أعدائها أكتر من تدبير أبنائها ، هتفشل ف الآخر ؟؟ انسى و استعين بالله و لا تعجز و بص للصورة الكاملة و حط الإيجابي جنب السلبي " .

لن أصف مدى إرهاق عقلي من السجال المستمر بين النصفين فى كل زمان و مكان ، و رغبتي فى أن أخلق لعقلي زر shut down لأريحه قليلا أو أضعف الإيمان Restart ....  آااااه يا نافوخي !!.

 و كذلك لا أريد فى هذا المقال (( غير السياسي )) أن أصف مدى تلاطم أمواج الأفكار و المشاعر من مختلف المشارق و المغارب فى داخلي و أن أثقلها على عقلي حاليا شعوري القاتل بالتفاهة و الضآلة أمام تضحيات و أعمال الكثيرين من بني أمتنا أو العالم ... ( ربنا يسامحك يا شقيري ! ... أنا واخد على خاطري جامد من خواطرك اللى بتنزل على نفسي زي الكرابيج ) .

و بالطبع لن أخدش حياءكم فى هذا المقال غير السياسي و أصف بدقة مشاعري تجاه أبو حامد و ساويرس و من على شاكلتهما ممن اختاروا الفريق شفيق دعما للدولة المدنية ... كما لن أقسم لكم فيه على أنني أعتبر أسوأ ما في الجنس البشري حاليا من كائنات هم الحكام العرب و زبانيتهم و فى الصدارة الآن بشار الأسد و زمرته ، و أنني أرى أن القاذورات العالقة بإظفر أقذر جندي فى جيش الكيان الصهيوني لم يغسل يده بالماء 3 سنوات و نصف أو يستحم منذ الألفية السابقة  ، أشرف عندي من بشار الأسد مثلا ...

و فى الختام أرجو أن يكون قد أعجبكم هذا المقال غير السياسي ، الذي أطلت فيه للغاية بس اشتياقي الشديد للكتابة فى الموضوعات البعيدة كل البعد عن السياسة ! .

14‏/07‏/2012

رمضان .. فرصة ثورية


أيام و يأتينا الزائر السنوي العظيم .. و فى أجواء الثورة و أحلام التغيير الحالية لابد أن يختلف رمضاننا عن أي رمضان سابق .

أعرف أن العسكر أبوا إلا أن يفسدوا علينا الرمضان الثاني بعد الثورة  .. لكن على الأقل انتزعنا منهم شطرا ليس بالقليل من الكعكة و عقبال الباقي بإذن الله !!

 عامة .. لابد أن يشهد رمضاننا بإذن الله حراكين ثوريين متزامنين و متوازيين و متآزرين . حراك خارجي لاستكمال ثورة يناير و أهدافها ، و آخر داخلي ثورة على الذات بذنوبها و سلبيتها و كسلها و لا مبالاتها .... الخ

ليس عندي وصفة جاهزة لنفسي أو لكم للنجاح فى هذا الاختبار الرمضاني .. لكن ما أثق فيه أنه لا يمكن لفرد أن ينتصر فى ثورة بمفرده .

علينا أن نقف يدا واحدة ضد شياطين الجن و شياطين الدولة العميقة .. فتكون " شلة " كل منا خلية عمل حقيقية تؤمن بالله و تعمل ما تقدر عليه من الصالحات على كافة المستويات كبيرها و صغيرها ، و تتواصي بالحق و تتواصى بالصبر عليه ..

 أدعوا الله أن يمن علينا برمضان مميز .. و أن ينعم علينا من بركاته بطاقات إيجابية عظيمة تكون وقودا لنا طوال العام ، و أن يستخدمنا سبحانه و تعالى فى نصرة مصر و الإسلام و الإنسانية جمعاء  

30‏/06‏/2012

باختصار .. اكتب التاريخ !

ما أشد ما ابتلانا الله به إذ اصطفانا لنحيا فى هذا التوقيت لنشاهد بأعيننا منقلبا دراميا خرافيا للتاريخ .. و إذ نحن فى مصر ، فهذا يعني أن الامتداد المكاني لهذا الانقلاب أقصى حد أدنى له ما بين المحيط إلى الخليج ، لكنى أراه - و نحن فى عصر الفيسبوك و تويتر .. - يضئ جوانب المعمورة كلها .

و هو من أقسى أنواع الابتلاء التى تمتزج فيها النعمة بالنقمة .. فأن نرى قلب العروبة و الإسلام تفيض بالحركة و تموج بالثورة بعد أن كانت مستنقعا عطنا راكدا متجمدا منذ أقل من عام و نصف فهذا لا شك نعمة عظمى و حلمٌ جميل كان يداعب الخيال معشاره فيذهب بالنفس كل مذهب .
لكن وجه النقمة الكارثي يكمن فى ألا يحسن جيلنا استغلال هذه اللحظة الفارقة التى حفـَّــتها العناية الإلهية منذ مهدها و حملتها كف التوفيق الإلهي حتى شبت عن طوقها و زيـَّــنتها تضحيات جليلة و بشـَّـرت بها منذ زمن دماء زكية لمئات الشهداء و آهات آلاف المعتقلين و المعذبين و أنات أمهات ثكلى .. فى كفاح طويل ضد الظلم و الاستبداد الذي عشش قرونا فى هذه الأرض الطيبة ..... سيكون إهدارها هو الخسران المبين فى الدنيا و أرانا لن نسلم منه فى الآخرة ، فحساب الله على قدر ما يمنح ، و المنحة جليلة القدر فعلا .

باختصار .. خاب و خسر ، خاب و خسر ، خاب وخسر .. من منا اكتفى بالمراقبة أو التشجيع فى ساحات هذا الزمن المشهود ... خذ قلمك بقوة و شارك و لو بسطر أو كلمة أو حتى حرف فى هذا التاريخ الذى يكتب الآن على جبين الدهر بماء الذهب .

عندي يقين أن كل عمل يقدمه أحدنا فى سبيل مصر نزولا من تضحيته بالروح و الدم فى سبيل حريتها الكاملة و حمايتها من خفافيش الماضي المتسللة انتهاء  بعدم إلقاء منديل استخدمه على الأرض ! ... هو لبنة فى صرح نهضتها الغالية ، و يقربنا و لو مثقال ذرة من آمال عظام تشمخ فى أحلامنا لن تنتهي بصلاة جماعة فى الأقصى المحرر بإذن الله .. و الأهم أنها عبادة عظيمة نتعبد بها إلى الله الحكم العدل الذي كرمـَّــنا و جعلنا الأعلين إن كنا مؤمنين .

ختاما .. عندي ثقة شبه يقينية لا أدري لها مصدرا محددا أن هذه الثورة العظيمة فى مصر و أخواتها ستنجح و تحقق معظم أهدافها الأساسية بإذن الله .. ما يؤرقني هو مدى تناهي دوري فى الصغر ! ، و خجلي من صحيفة خالية أقابل الله بها فى موسم استثنائي لكل عظيم من القول و الفعل .

اللهم استخدمني و جيلي فى نصرة مصر و أمتها العربية و الإسلامية و الإنسانية جمعاء و اجعلنا على قدر هذه الأيام العظيمة .

11‏/06‏/2012

كارت أصفر من تصويت الخارج

لاشك أن نتيجة المصريين ف الخارج فى مجملها أثلجت صدور محبي الثورة و كارهي الفلول ، و كما توقعنا - و لله الحمد - فقد تقدم د/مرسي بفارق لن يقل بإذن الله عن 130 ألف صوت عن الفل شفيق ..... لكن لا نملك الآن ترف تبادل التهاني و احتساء نخب الانتصار ، خاصة أنها معركة بالأساس معنوية ، قيمتها الفعلية فى الاقتراع لا تتجاوز الـ 1 أو 2% من مجمل الناخبين .. و هي بمثابة اشتباك بين دوريات الاستطلاع يسبق التصادم الفعلي بين الجيشين بكامل العدد و العدة فى ساحة المعركة الفاصلة !

و لذا فالأجدى أن نتعلم من دروسها ، خاصة و هي تعطينا إنذارا واضحا لعدة نقاط غاية ف الخطورة سأسرد أهمها - من وجهة نظري - سريعا :

1- الصوت الواحد سيكون له قيمة كبرى فى الإعادة ... و قد تحسم الانتخابات لصالح مرشح الثورة ( اقتناعا أو ليمونا )  بفارق بسيط جدا هو ما تقدم به عن الفل فى تصويت الخارج ..

2- شريحة المصوتين ف الخارج ( الذين سجلوا أسماءهم عبر الانترنت ، و كان عندهم ترف الوقوف لساعات ف الطوابير .. الخ ) شريحة ضيقة من الطبقة الوسطي و فوق المتوسطة إجمالا ، فلا يجوز تعميم نتائجها و توجهاتها على الداخل بشكل مطلق .. قد تكون معبرة فقط عن بعض المدن و المناطق الراقية .

3- للأسف الشديد .. أكدت نتائج التصويت فى بعض البلاد مثل ( أستراليا - كندا - أمريكا ) و التى يجمع بينها زيادة نسبة الأقباط من مجموع المصريين هناك ( الفارق فى مجموعها حوالي 9 آلاف صوت لصالح شفيق ، حيث حصل على ما يقارب ثلاث أرباع أصوات هذه المناطق ! )  ، أن هناك دفعا طائفيا قبطيا للتصويت لشفيق .. قد يمكن فهم بعض مبرراته لكن لا يمكن تفهم الغالبية العظمى منها من أناس المفترض أن لهم خصومة مع النظام السابق  و يقولون أنه ظلمهم ظلما خاصا طائفيا بجانب المظلومية العامة لجميع المصريين لديه ! ...... لن أصدق دموعا على مينا دانيال الذى دهسته مدرعات الجيش بينما المتباكين عليه يضعون علامة الصواب بجوار " الفريق " شفيق .. لدعم الدولة " المدنية " !!!! .

4-  أخطر نقطة فى رأيي لكنها لا تخلو من مبشرات .... أن كلا المرشحين زادت أصواتهم جدا عن الجولة الأولى ، وهذا يدل على انحياز الكثيرين ممن صوتوا لغيرهما من المرشحين لهذا أو ذاك .

مثال : الكويت ... ف الجولة الأولى حصل د/ مرسي على 17 ألف صوت تقريبا  و د/ أبو الفتوح 14 ألف و صباحي 9 آلاف و موسى 9 آلاف و شفيق 5 آلاف .. بينما ف الإعادة حصل د/ مرسي على ما يقارب 38 ألفا  ، و شفيق 18 ألفا

أي أن أصوات مرسي ف الإعادة زادت عن مجموعه + أبو الفتوح ف الجولة الأولى  ، و أصوات شفيق زادت عن مجموعه + موسى 
نستنج من هذا :
أ/ الفلول يحشدون بكامل طاقتهم .. بل و نجحوا فى استقطاب عدد ليس بالهين من أصوات المرشح الثوري " المحايد " حمدين + بعض من لم يصوتوا أساسا ف الجولة الأولى !! .. ( ربنا يستر ف الداخل )

ب/ مرسي ثقلت موازينه الانتخابية بأصوات أبو الفتوح و أضاف إليها كذلك من نفس الشريحتين ( أصوات حمدين التى من المفترض ثوريا أن يكون معظمها له و هذا لم و لن يحدث للأسف لاعتبارات كثيرة مؤسفة - من لم يصوتوا ف الأولى )

جـ/ أن يقاطع صوت واحد ممن صوتوا لأبو الفتوح ف الأولى ، فهذا مصيبة كبرى ! ، لأنهم - بإذن الله - الورقة الرابحة لد/ مرسي ف الإعادة .. و مقاطعة الواحد منهم و كأنها صوت لشفيق .. أما أن يعطي بعضهم - و هم أقل القليل - لشفيق ، فهذا هو الكارثة بعينها ! .

هـ / الحسم فى جولة الإعادة سيكون لمن يستقطب عددا أكبر من أصوات حمدين و من الذين لم يصوتوا مسبقا ... و أنا شخصيا - للأسف المؤسف - أتوقع بالأوضاع الحالية أن شفيق سيحصِّل من أصوات حمدين ف الداخل أكثر من مرسي خصوصا و أن كثيرين صوتوا له ليس حبا ف الثورة ، و إنما إعجابا ببعض كلامه أو بساطة خطابه أو لتمثلهم عبد الناصر فيه أو لمجرد الرغبة ف اختيار غير الإخوان .. الخ  .. و الثوريون منهم ف الداخل يميلون للمقاطعة أو إبطال الصوت و يكره أكثرهم الإسلاميين جدا لدرجة تجعلهم و الفلول سواء ( لا يعنينا الآن أسباب هذه الكراهية و هل هي مبررة أو غير مبررة ، و هي طالما مش مبررة فممكن تكون مبررة ، و مش معنى إن أنا قلت إنها مبررة ، إنها مش مش مبررة )
:))))  .


ختاما .. لا تنسوا الدعاء و الابتهال إلى الله أن ينقذ ثورتنا فى كل معاركها على كافة المستويات .. و أن نقرن الدعاء بالعمل طبعا ..


18‏/05‏/2012

هتخسروا هتخسروا .. ضحكات شريرة متقطعة

من كلامي مع بعض الناس خاصة من فئة الشباب ، أجد عندهم رغبة عارمة فى أي يخسر د/ مرسي خسارة موجعة حتى يستمتعوا بالشماتة و السخرية من الإخوان و إطلاق الضحكات الشريرة طوال النهار و الليل ! ... بل إن منهم من صرَّح أنه يريد أن يفوز الفلول بالرئاسة " عشان يلموكم تاني فى السجون يا إخوان يا اللى عايزين تبلعوا مصر زي الحزب الوطني !!!!!!!!!!!! "

قبل أن أرد على هذا لابد أن أوضح نقطتين ..
الأولى .. " ماحدش هيقدر يلم حد تاني " فى أجواء الثورة الشعبية التى حدثت فى مصر ، فالشعب كسر حاجز الخوف فعلا ، و لا طاقة للدولة مهما حاولت أن تعيد الماضى . يمكن أن تعطل المسيرة قليلا أو تبطئها .. لكن - بإذن الله - لا رجوع ..

الثانية .. أن هذا المقال الصغير ليس محاولة لتهدئة خواطري و تأهيل نفسي لخسارة مرشحي د/ مرسي ، بل على العكس .. فأنا أتوقع ( و التوقع غير التمني ) بناء على شواهد كثيرة و ما رأيته من مجهود عظيم يبذل فى الحملة على كافة المستويات .. أنه سيكون الأول بإذن الله فى المرحلة الأولى من الانتخابات يومي 23 و 24 ، و بفارق ليس بالقليل عن أقرب منافسيه ...... لكن الهدف هو تسليط الضوء على فكرة بسيطة المفترض كونها بديهية لمن عنده الحد الأدني من الإسلام ..

الخسارة فى الدنيا خسارة نسبية لمن أخلص النية لله سبحانه و تعالى في عمله الدنيوي ( أي عمل كبر أو صغر ) و قرن النية بالعمل و الاجتهاد ... فإذا طبقنا هذا على المثال الحالي و هو انتخابات الرئاسة ، فقد رأى الإخوان أن الدفع بمرشح لهم فى انتخابات الرئاسة هو اجتهاد أفضل لمصلحة مصر و الدعوة الإسلامية و الفكرة الإسلامية الوسطية ( لغيرنا أن يكون له اجتهاده كما شاء ) .. و انتوى الإخوان أن هذا بنية إرضاء الله و الإصلاح فى الأرض و القضاء على الفساد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ..الخ من النوايا الجميلة .. و اجتهد أكثرهم فى أي يخلص هذه النية لله سبحانه و تعالى و أن تقترن بالعمل الجاد لتحقيق الهدف و بأساليب تتفق مع نبل الغاية ..

فمهما كانت النتيجة فى الدنيا .. فالنتيجة فى الآخرة بإذن الله عظيمة ، و عسى الله أن يتقبل من كل مخلص .

أما على صعيد الدنيا فإن تكلل الأمر بالنجاح و فاز د/ مرسي ، و نجح مشروع النهضة فى القيام بمصر و بالتالى أمتنا كلها .. فهو خير الدنيا و الآخرة بإذن الله ..

أما إذا فشل د/ مرسي و فاز أحد المرشحين الوطنيين ، فسنساعده بكل ما نملك - و نأمل أن يتعاون معنا - للوصول إلى نفس النتيجة الفضلى التى نرى فوز د/ مرسي سيحققها .. أو حتى قريبا منها

بل لو - لا قدر الله - اختار شعبنا بإرادته الحرة الفلول ، فسنبذل قصارى جهدنا بإذن الله بنفس النوايا السابقة أن نخفف من نتائج هذا على وطننا و أن نقلبها ما استطعنا إلى صالح مصر و ثورتها .. و إن فقدوا صوابهم و حاولوا إعادة الماضي كما كان ، فلدينا بإذن الله - و لدى قطاعات عديدة من شعبنا و شبابنا - الرغبة الأكيدة فى الاستشهاد فى سبيل مصرنا و ثورتنا و أمتنا حتى لا تعود العجلة إلى الوراء .. و لن تعود بعون الله ..

الخلاصة .. فى كل الأحوال نحن منتصرون إن شاء الله

15‏/05‏/2012

غزوة الصناديق الكبرى !

لاشك أن ثورتنا العظيمة الموفـَّــقة بإذن الله ، مقبلة ٌ خلال أيام قلائل على أهم معاركها مع الثورة المضادة التى يتضامن فيها ضدنا بشكل مباشر و غير مباشر فلول النظام السابق و العسكر و أمريكا و اسرائيل و حاقدو الخليج و كل من يضره نجاح الثورة و قوة مصر التى هي قوة للأمة العربية و الإسلامية كلها .

معركة الرئاسة لا تكمن أهميتـَها فى شخص الرئيس و صلاحياته - و إن كان هذا مهما - ، و إنما هي استفتاء شعبي عام على شعبية الثورة المصرية بل الربيع العربي كله ، بعد أكثر من عام من التخبطات التلقائية و المفتعلة و محاولة تجميد زلزال الثورة أو تشويهه بكل الطرق الممكنة ... و لاشك أن جهود الثورة المضادة بالتحالف مع حماقات معسكر الثورة قد أسهمت فى إنجاح كثير من هذه المخططات الماكرة ... لكن ما زالت الكرة فى الملعب ..

أمامنا أسبوع على بداية الاقتراع ، لكننى أجزم أن هناك على الأقل 15 مليون صوت بينَ مبهَم و حائر و متردد يمكن وضعها فى أية كفـَّة .. كمان أن تفتت الأصوات فى معسكر الثورة و الثورة المضادة على أشده و هذا يزيد من غموض المشهد و احتمالات التقلب .

على كل من ينتسب حقا إلى الثورة أن ينوى جهادا حقيقيا فى سبيل الحق فى هذا الأسبوع ، و أن يعزم ألا تؤتى الثورة من قِبَل أسرته على الأقل و عائلته إن أمكن .. و أن يعمل فى الشارع فى حملة مرشح الثورة الذى يؤيده خاصة أصحاب الفرص الحقيقية فى الفوز بإذن الله (  مرسي - أبو الفتوح - صباحي ) .. و ألا يترك فرصة فى أي مكان و زمان إلا و يقوم بدوره فى توعية الناس ضد الفلول ( تاكسي - ميكروباص - عيادة - سوق .... الخ ) .

ما يقلقني ليس التهويل فى شعبية الفلول ، و إنما أنهم - خاصة حملة شفيق - يعملون فى الشارع ،  فى حين أنه على جانبنا يتصارع مرشحو الثورة على نفس الكعكة و بتحركات حملات نخبوية ( أبو الفتوح و حمدين خاصة ) و لو استمرا هكذا سيُغْرِق أحدُهما الآخر ...
اللهم إلا حملة الدكتور مرسي التى تتسم بالعمل فى الشارع و القرى و النجوع و المناطق الشعبية خاصة ، اعتمادا على قوة تنظيم و خبرة الإخوان أفقيا و رأسيا فى معظم أنحاء الجمهورية ، لكنهم يواجهون مقاومة ليست بالهيِّنة نتيجة التهويل و الإجرام الإعلامي المنظم ضد الإخوان و نتيجة لبعض أخطائهم كضعف آداء البرلمان ( الذى يُحَمِّل عامة الناس مسئوليته للإخوان ) .. كما أن الوقت أمامهم لم يكن كبيرا .

لكننى ما زلت واثقا - بإذن الله - أننا إذا أخلصنا النية لله و قرنَّاها بالعمل الحقيقي للثورة فى الشارع خلال الأيام القادمة ، ففى أسوأ الأحوال سيدخل أحد الفلول الإعادة فنتضامن جميعا - أو على الأقل أغلبنا - كقوى ثورة ضده لصالح المرشح الثوري ، لكن دعونا لا نتحدث عن الضفة الأخرى قبل عبور الجسر بإذن الله ...

اغزوا على بركةِ الله يا أبناء الثورة المنصورة .. آمال الأمة العربية و الإسلامية معقودة علينا .

27‏/04‏/2012

وقفة مع عسكر !

وقفت أمس ( الخميس 26/4/2012 ) لمدة ساعة فى تفاطع بطرس مع الحلو لمساعدة الحملة الدعائية للدكتور محمد مرسي ، و فجأة جاء الشيخ السيد عسكر للوقوف معنا !

لفت وجودُ الشيخ نظرَ بعض المارة فجاءوا للسلام عليه ووقفوا للكلام معه و سؤاله عن ماذا فعل الإخوان لنا .. هو البرلمان عمل ايه ؟؟!! .. هو انتم ليه نزلتم مرشح للرئاسة ..... الخ ، وقفت ما يقارب الساعة أشاهد هذا المنتدى الظريف .. و رغم أننى قلقت بسبب حالة الضجر العامة التى استشعرتها من كلام الناس و كذلك ضقت بسبب ترديدهم لكثير مما يقول الإعلام دون تمحيص و بنوع من السطحية أحيانا  .. لكن استرعى انتباهي نقطتين إيجابيتين هامتين جعلاني أغادر المنتدى سعيدا  ..

1- النائب المحترم الشيخ سيد عسكر ( حوالى 80 عاما ) ظل واقفا طوال هذه المدة يتناقش مع الناس و يرد على أسئلتهم سؤالا سؤالا و لم ينفعل إلا قليلا عندما سب أحدهم الإخوان و مشى ! و رفض دعوة الشيخ له بأن يبقى و يستمع ..

2- و هي نقطة أهم .. و طمأنتني كثيرا على الثورة ، فالناس كانت تتكلم بمنتهى الشجاعة دون أي خجل ولا وجل ، ينتقدون المجلس العسكري بشدة و يقولون كلاما من الذى كان ( بيودي ورا الشمس ) قبل الثورة .. و ينتقدون الإخوان بشكل لاذع رغم ما يشاع من أنهم الحزب الحاكم  :))) ... كما وقف بعضهم يتناقش طوال المدة دون ملل ... و بدأت أستشعر أن الناس تريد التغيير فعلا و لن ترضى بتغييرات شكلية ...

إذن فليحاول المجلس العسكري بثورته المضادة ما شاء .. و نحن سنمضى فى طريقنا الذى رسمته دماء الشهداء ، و سنحيا - بإذن الله - كما نشاء

28‏/03‏/2012

ليس هناك وقت ... سيبدأون التعري !



توضيح هام فى البداية ... المقال سياسي و بما لا يخالف شرع الله .. لكن الظروف الراهنة و المستجدات لا تترك ومجالا لتزويق الكلام و العناوين ! .
 
باختصار و بأقصى سرعة .. لا تستغربوا شيئا فى الشهور و الأيام و الساعات و الدقائق القادمة خاصة من المجلس العسكري .. العد التنازلي مستمر ، و سيف يونيو الذى أجبرناه على وضعِه على رقبته لا يسمح له - و نحن سنستقبل أبريل بعد أيام - بمزيد من إضاعة الوقت فى التلون و اللعب تحت الطرابيزة .... سيكون " كله ع المكشوف " فى الفترة القادمة و " اللى ما يشتري يتفرج " !
 
سيعلن العسكر نواياهم كافة .. مثال : المسئول الاقتصادي عندهم الذى جمع الصحفيين فى مؤتمر اقتصادي يوم 27 مارس ليقول لهم " بالفم المليان " .. إن المشروعات الاقتصادية عرق الجيش و إنه لن يسمح لأي ما كان أن يراقبها أو يعيدها للدولة !
 
يبدو أن محاولة الكثيرين و فى مقدمتهم الإخوان المسلمون - الفصيل السياسي الأقوى فى البلد - لتجنيب مصر صداما بالغ الخطورة مع المجلس العسكري - وقوده فى الغالب نحن كشعب و كشباب ثائر خصوصا و معنا الرتب الصغيرة و المتوسطة فى الجيش - بدأت تتجه نحوَ الفشل التام ! ..
 
إذا باختصار .. علينا إخلاص النية لله سبحانه و تعالى و الاستعداد لنكون فى أي لحظة شهداء فى سبيل مصرنا و ثورتنا .. لا تنازل فى مستقبل مصر بإذن الله ... لو تركنا العسكر يمررون ما يريدون ، فعلى مصر السلام لـ 60 عاما قادمة على الأقل !
 
الحق بّـيِّـــن و الباطل  بّـيِّـــن  .. فاختر لك .


24‏/03‏/2012

من يبيع الثورة فعلا ؟؟

 على هامش مهرجان الولولة التى يمارسها النخب و الإعلام و أذناب العسكر و أحزاب الصفر فاصل " على رأي إخواننا التوانسة " .. الخ بسبب  نجاح الإسلاميين و من معهم فى إمضاء الإرادة الشعبية فى الاستفتاء غصبا عنهم و رغم أنوفهم جميعا و تتويجها اليوم باختيار غرفتي البرلمان المنتخبين للجنة المائة التى ستضع الدستور الجديد الذى سيفتح الطريق لمصر - بالتزامن مع انتخاب الشعب المصري لرئيسه خلال شهرين من الآن بإذن الله -  للرسوَ بثورتها العظيمة على شاطئ الأمان لتبدد فى لملمة جراح الماضى الأليم و إقامة نهضتها المنتظرة داخليا و خارجيا .. 
عندى استفسار واحد لا أكثر

رغم رفضى للتخوين و الاتهام بالتآمر و العمالة لأي أحد أيا كان إلا بدليل قطعي لا يرقى إليه الشك .. إلا أنه إذا سلــَّــمنا بوجود مؤامرة بين العسكر و أطراف سياسية ما على إجهاض الثورة أو إخراجها بشكل معين يحقق مصالح الطرفين معا ، فمن الطرف الأكثر منطقية أن نرميَه بهذا الاتهام؟؟؟

الذين نزلوا للشارع قبل الانتخابات بـ 10 أيام ضد وثيقة العسكر فى الهيمنة على مصر " السلمي " فى مليونية 18 نوفمبر و تمسكوا بموقفهم و كسروا إرادة العسكر ( و اليوم إحدي أهم حلقات كسر إرادة العسكر الذين أرادوا أن يجردوا البرلمان فى الوثيقة من حقه فى اختيار لجنة الدستور )  ... أم الذين تطابقت مواقفهم مع العسكر فى هذه القضايا ( و إن اختلفت مقاصد بعضهم عن العسكر ) و حاولوا بأقصى ما عندهم إلغاء ما أقرته إرادةالشعب بالإعلام الذى يملكوه من العصر السابق أو باستغلال الحراك الشعبي لقضايا أرى و اختطاف ميدان التحرير أو بالضغط السياسي على الأغلبية البرلمانية أو .. أو .. الخ

الإنصاف يا سادة ... و النصر لمصر و لثورتها الربانية الموفقة بإذن الله 
 

07‏/02‏/2012

خلاصة صراعنا مع المجلس العسكري

المجلس العسكري هو مجموعة من الضباط أفضال مبارك مغرقاهم .. يعنى هما عسكر مبارك ، و علاقتهم بأمريكا لا تخفى على أحد .. بالتالى لم ينحازوا للثورة و لا يحزنون ،  إنما استسلموا للجموع الحاشدة و اضطروا هما و أمريكا لخلع الكارت المحروق مبارك

لكن الكارثة أنه يتحكمون فى قيادة المؤسسة العسكرية المصرية التى تكاد تكون المؤسسة الوحيدة فى مصر القادرة على حفظ كيان الدولة المصرية ، غير أنه ينتسب لها مئات الآلاف من خيرة أبناء الشعب المصري المضطرين - شاءوا أم أبوا - تبعا لقوانين الانضباط العسكري ، لاتباع تعليمات هذا المجلس العسكري ........ و هذا هو ما يوجب علينا أن يكون الصدام مع هذه المؤسسة آخر ورقة عندما تستعصى كل الحلول

إذن فالثورة لم يكتمل نصرها ، ما دام مجلس عسكر مبارك في يده كل السلطة التنفيذية ( رئاسة - حكومة - قوة الجيش فى ضبط الدولة و تنفيذ القانون )
م الآخر .. خلع المجلس العسكري كان لازم يحصل يوم 11 فبراير 2011 ، .. و ده ما حصلش و الحالة فى الشارع هديت عما كانت
وقتها ( لا يعنينا من المسئول عنها ... كلنا كنا فى حالة انتشاء بخلع مبارك ، و كانت أسهم الجيش فى السماء عند أغلبنا )

يبقى ما عندكش حل إلا إنك تعتمد على إن الوقت مش معاه ( هو واعد الشعب صراحة إن فيه رئيس منتخب قبل نهاية يونيو ) ، و بالتالى ما قداموش غير طريقين بإذن الله :
1- هيعمل الانتخابات فى موعدها اتقاء لغضب الناس ( هو شاف إن 3 ملايين كانوا ف التحرير يوم 25 يناير 2012 بيهتفوا ضده .. أينعم روحوا من غير اعتصام ، لكن ده كارت أصفر إنذار .. فلو ما عملش انتخابات رئاسة كما وعد ، فساعتها هيشوف جمعة زحف زي 11 فبراير 2011 و هو عارف - و أمريكا تعرف - أن الملايين ف الشارع لا يقوى عليها أي قوة ف العالم ..  ) ... و ساعتها تصبح السلطة التنفيذية فى يد ممثلى الشعب المنتخبين .. الرئيس ، و الأغلبية تشكل حكومة ( توافقية ، مش توافقية .. مش موضوعنا ) .

2- ما عملهاش .. ساعتها ليك مبرر قوى قدام عامة الناس عشان تحشدهم بالملايين لخلعه ( 6 مليون متوزعين ف الجمهورية منهم 2 مليون ف القاهرة كفاية أوى أوى ، و لو حبوا يطلعوا على وزارة الدفاع لن تمنعهم أسلاك شائكة و لا يحزنون ) ....و الأهم : و ساعتها نبقى أعذرنا أمام الله و أمام الشعب  فى الدماء التى ستبذل و فيما سينتج عن هذا الصدام من اهتزاز شديد للدولة المصرية لا يعلم بشدته إلا الله .

الخلاصة .. الصبر على المجلس العسكري هو محاولة بذل أقصى الجهد فى تجنيب مصر السيناريوهات ذات الضريبة الأعلي .
استبشروا .. ما حدث فى مصر ثورة حقيقية ، و لا يمكن بتاتا العودة للوراء بإذن الله .... و التوفيق الإلهى لها جليٌّ منذ اللحظة الأولي و فى اللحظات الفارقة فيها .

02‏/02‏/2012

فى الذكري الأولى لموقعة الجمل ..

إنَّ اللهُ يحبُ الذين يقاتلونَ فى سبيلهِ صفا كأنهم بنيانٌ مرصوص ..... فى رحاب هذه الآية الكريمة صمد الثوار و هم فى أضعف لحظات الثورة  أمام جيوش العصور الوسطي التى استعان بها نظامنا المخلوع القابع فى مزبلة التاريخ ، بعد أن أوشكت شمس الثورة على الانطفاء بعدما فرَّق خطاب " لم أكن أنتوى ... " الماكر جموع الشعب من حولها .

لكن شاء الله أن يحيق المكر السئ بأهله ، و أن توقظ هذه الجريمة اللتى صمد أمامها الأبطال جموع الشعب من سكرتها ، فتلتف من جديد على ثورتها ، و تتجسد أمامنا معانى الآية الكريمة " و قد مكروا مكرَهُـم و عندَ اللهِ مكرهم و إن كان مكرُهم لتزولَ منه الجبال " ، و لا يجد عسكر الطاغية من مفر إلا أن يخلعوه بعدها بأسبوع نزولا على عزمة الملايين الثائرة .

لا تبتئسوا بالمنغصات التى امتلأت بها هذه السنة ، فقد انتزعنا فيها الحق تلوَ الحق من براثن شياطين الداخل و الخارج .. و نصرنا التام قادم لا محالة بإذن الله ، و لا سبيل لهم إلا الانحناءَ أمام عواصف ربيعنا الثائر الهادر .

إن شاء الله لجيلنا أن يشهد انبعاث أمتنا العربية و الإسلامية من رماد التاريخ ، فمخاض ميلادها الأهم و الأصعب ، هنا فى مصر .. فنحن على الجبهة الرئيسية لصراع الحق و الباطل ... فلا يركن أحدنا لليأس أو الاستسلام أبدا .

و مهما مكر سدنة الباطل فى الداخل و على رأسهم عسكر الطاغية ، أو فى الخارج بزعامة أمريكا .. فسيرتد تدبيرهم إلى تدميرهم بإذن الله .
رسائل التوفيق الإلهي لنا من بداية هذه الثورة لا تخفى على أحد .. ما علينا سوى الأخذ بالأسباب ، و أن يكون بداخل كل منا ثورة هي الأهم و جهاد هو الأكبر ... و أن نتعاون على ذلك ، و سيكون نصرنا محتـَّــما بإذن الله .

25‏/01‏/2012

فى ذكري ميلادي الأولى ... قصيدة من تأليفي

قـُـم يا زمانُ و ردِّدِ الأشعارا ـــــــ و امدح بمصرَ النيلَ و الثـُّــوَّارا

و اسعد فقد آنَ الأوانُ لتكتسي ـــــــ ثوبا جديدا طاهرا مغوارا

و امْرُر  على الخضراءِ والـْـــثِمْ طيفها ـــــــ و اعشقْ بريقَ المجدِ و الأحرارا

و اذهبْ إلى الفيحاءِ و امسحْ دمعـَــها ــــــــ و الـْـعَنْ قلاعَ الظـُّــلمِ و الأسوارا

حلـِّــق إلى صنعاءَ .. أبصـِـر وجهها ــــــــ فيه ابتسامُ يخطفُ الأبصارا

فى شارع ِ الستينِ فاض شبابــُها ــــــــ هم بسمةُ اليمنِ السعيد كبـــارا

و انظر إلى الغربِ البهــِــيِّ و قد حوت ـــــــ صحْراءُهُ المختارَ و المختارا

قد مرَّ عام ٌ مُــذْ تفجـَّــرَ نبعُــنا ــــــــ يسقى الليالى الحالكاتِ نهــــــارا

و استيقظ َ الجسدُ العليلُ محلـِّــقا ـــــــ بين النجومِ يــُــهـَـتـِّــكُ الأستارا

و اختالَ فى الفـَـلـَـكِ البعيدِ مُعـــانـِـقا ـــــــ شمسَ الحياة ِ يلاعبُ الأنــوارا

من كان يهوى فى الظلامِ مـُـغـَـيـَّـبا ــــــــ هزَّ الوجودَ و أبهرَ الأنظـــارا

بالأمسِ كنـَّــا أمة ً مكلــــومةً ــــــــ تـُـبكى ببؤس ِ حياتِــها الأشرارا

قد أسلـَـمَـت للمعتدين رقابها ـــــــــــ و اغتال فيها المستبدُّ عمــــارا

و اليومَ عدنا للتحــرُّرِ كعبــــَــة ً ــــــــ و لأخذِ حقِّ العالميــنَ منـــــارا

إذ ثارَ بركانُ الحناجــِــر ِ عاصفا ــــــــ يـُــصْلِى العروشَ مهانة ً و دمارا

منُّ الإلــه على الجموع بفضلـِــهِ ــــــــ ساروا على دربِ العلا أنصارا

قد راجَ سوقُ الثائرينَ بأرضنا ـــــــــ تروى المروجَ دماؤُنا أنهارا

سنُـفـَـتـِّــتُ الأمسَ الكليلَ و حاضرا ــــــ يُلقى علينا البؤسَ و الأخطارا

إنا سَئِمـْـنا أن نـُباعَ و نُشْتـَـرى ـــــــ لم يبقَ عن تركِ المني أعذارا

سندُكُّ آلامَ القرون ِ بقوة ٍ ـــــــ نَخـْـتـَــطُّ للمجدِ الجديدِ مســـــارا

و نشـُدُّ أزرَ شعوبنا كي نرتوي ـــــــ نخبَ الكـِـرامِ أعزَّةً أطهارا

هذا الربيعُ سيستمرُّ لهيبــــُــه ـــــــ حتى يـُــبيدَ الظـُّــلمَ و الفـُــجـَّــارا

عزمُ الشبابُ هو الدليلُ و بأسُــهُمْ ـــــــ قد صاغَهُم هذا الجِهادُ كبارا

و حواجزُ الخوفِ التى قد أصبحت ـــــــ فى قلبِ كلِّ شعوبنا آثارا

لا ننحنى إلا لمن خلقَ الورى ـــــــ نلقاهُ بعد شهادةٍ أبــــرارا

نرجو رضاهُ و نستجيرُ برُكنــِـه  ـــــــ ربا عزيزا واحدا قهــَّــارا








فى ذكري الشهداء .. عهد ووفاء

لن آتى بجديد ... لكنه من باب التوكيد بعد التوكيد .

إنه عهد أمام الله سبحانه و تعالى ، و قد أوشكت الشمس أن تتم أولَ دورةٍ لها بعد الـ 18 يوما المجيدة الأولي التى تطيـَّـبَت فيها أرضُ مصر بدماء شهداء الحرية و الكرامة الزكية .

إننى أعاهد الله - و لا أراكم إلا مُؤَمـِّــنينَ على كلامي - أن أبذل قصارى جهدي لأرضى الله عز و جل بالعمل - فى نفسى و ما حولي - للنهوض بمصر و تحقيق آمال ثورتها المباركة ، و جعلها بالصورة التى كانت فى حلم و مخيِّـلـَة كل شهيد رواها بدمائه الطاهرة . و أن أظل قابضا على جمر الثورة ما حييت .

و أدعو الله سبحانه و تعالى أن يلحقنى بهم شهيدا بعد أن أرى مصر و قد ارتقت إلى سمائها التى تليق بها ، مُحَلــِّــقةً بأمتنا العربية و الإسلامية المكلومة إلى آفاق مجدها التليد ، و مصلـِّــيةً فى أقصانا المحرَّر السعيد .

خيرُ العهود ما قلَّ و دل ... اللهم ارزقنا الإخلاص و تقبل منا .