30‏/06‏/2012

باختصار .. اكتب التاريخ !

ما أشد ما ابتلانا الله به إذ اصطفانا لنحيا فى هذا التوقيت لنشاهد بأعيننا منقلبا دراميا خرافيا للتاريخ .. و إذ نحن فى مصر ، فهذا يعني أن الامتداد المكاني لهذا الانقلاب أقصى حد أدنى له ما بين المحيط إلى الخليج ، لكنى أراه - و نحن فى عصر الفيسبوك و تويتر .. - يضئ جوانب المعمورة كلها .

و هو من أقسى أنواع الابتلاء التى تمتزج فيها النعمة بالنقمة .. فأن نرى قلب العروبة و الإسلام تفيض بالحركة و تموج بالثورة بعد أن كانت مستنقعا عطنا راكدا متجمدا منذ أقل من عام و نصف فهذا لا شك نعمة عظمى و حلمٌ جميل كان يداعب الخيال معشاره فيذهب بالنفس كل مذهب .
لكن وجه النقمة الكارثي يكمن فى ألا يحسن جيلنا استغلال هذه اللحظة الفارقة التى حفـَّــتها العناية الإلهية منذ مهدها و حملتها كف التوفيق الإلهي حتى شبت عن طوقها و زيـَّــنتها تضحيات جليلة و بشـَّـرت بها منذ زمن دماء زكية لمئات الشهداء و آهات آلاف المعتقلين و المعذبين و أنات أمهات ثكلى .. فى كفاح طويل ضد الظلم و الاستبداد الذي عشش قرونا فى هذه الأرض الطيبة ..... سيكون إهدارها هو الخسران المبين فى الدنيا و أرانا لن نسلم منه فى الآخرة ، فحساب الله على قدر ما يمنح ، و المنحة جليلة القدر فعلا .

باختصار .. خاب و خسر ، خاب و خسر ، خاب وخسر .. من منا اكتفى بالمراقبة أو التشجيع فى ساحات هذا الزمن المشهود ... خذ قلمك بقوة و شارك و لو بسطر أو كلمة أو حتى حرف فى هذا التاريخ الذى يكتب الآن على جبين الدهر بماء الذهب .

عندي يقين أن كل عمل يقدمه أحدنا فى سبيل مصر نزولا من تضحيته بالروح و الدم فى سبيل حريتها الكاملة و حمايتها من خفافيش الماضي المتسللة انتهاء  بعدم إلقاء منديل استخدمه على الأرض ! ... هو لبنة فى صرح نهضتها الغالية ، و يقربنا و لو مثقال ذرة من آمال عظام تشمخ فى أحلامنا لن تنتهي بصلاة جماعة فى الأقصى المحرر بإذن الله .. و الأهم أنها عبادة عظيمة نتعبد بها إلى الله الحكم العدل الذي كرمـَّــنا و جعلنا الأعلين إن كنا مؤمنين .

ختاما .. عندي ثقة شبه يقينية لا أدري لها مصدرا محددا أن هذه الثورة العظيمة فى مصر و أخواتها ستنجح و تحقق معظم أهدافها الأساسية بإذن الله .. ما يؤرقني هو مدى تناهي دوري فى الصغر ! ، و خجلي من صحيفة خالية أقابل الله بها فى موسم استثنائي لكل عظيم من القول و الفعل .

اللهم استخدمني و جيلي فى نصرة مصر و أمتها العربية و الإسلامية و الإنسانية جمعاء و اجعلنا على قدر هذه الأيام العظيمة .

11‏/06‏/2012

كارت أصفر من تصويت الخارج

لاشك أن نتيجة المصريين ف الخارج فى مجملها أثلجت صدور محبي الثورة و كارهي الفلول ، و كما توقعنا - و لله الحمد - فقد تقدم د/مرسي بفارق لن يقل بإذن الله عن 130 ألف صوت عن الفل شفيق ..... لكن لا نملك الآن ترف تبادل التهاني و احتساء نخب الانتصار ، خاصة أنها معركة بالأساس معنوية ، قيمتها الفعلية فى الاقتراع لا تتجاوز الـ 1 أو 2% من مجمل الناخبين .. و هي بمثابة اشتباك بين دوريات الاستطلاع يسبق التصادم الفعلي بين الجيشين بكامل العدد و العدة فى ساحة المعركة الفاصلة !

و لذا فالأجدى أن نتعلم من دروسها ، خاصة و هي تعطينا إنذارا واضحا لعدة نقاط غاية ف الخطورة سأسرد أهمها - من وجهة نظري - سريعا :

1- الصوت الواحد سيكون له قيمة كبرى فى الإعادة ... و قد تحسم الانتخابات لصالح مرشح الثورة ( اقتناعا أو ليمونا )  بفارق بسيط جدا هو ما تقدم به عن الفل فى تصويت الخارج ..

2- شريحة المصوتين ف الخارج ( الذين سجلوا أسماءهم عبر الانترنت ، و كان عندهم ترف الوقوف لساعات ف الطوابير .. الخ ) شريحة ضيقة من الطبقة الوسطي و فوق المتوسطة إجمالا ، فلا يجوز تعميم نتائجها و توجهاتها على الداخل بشكل مطلق .. قد تكون معبرة فقط عن بعض المدن و المناطق الراقية .

3- للأسف الشديد .. أكدت نتائج التصويت فى بعض البلاد مثل ( أستراليا - كندا - أمريكا ) و التى يجمع بينها زيادة نسبة الأقباط من مجموع المصريين هناك ( الفارق فى مجموعها حوالي 9 آلاف صوت لصالح شفيق ، حيث حصل على ما يقارب ثلاث أرباع أصوات هذه المناطق ! )  ، أن هناك دفعا طائفيا قبطيا للتصويت لشفيق .. قد يمكن فهم بعض مبرراته لكن لا يمكن تفهم الغالبية العظمى منها من أناس المفترض أن لهم خصومة مع النظام السابق  و يقولون أنه ظلمهم ظلما خاصا طائفيا بجانب المظلومية العامة لجميع المصريين لديه ! ...... لن أصدق دموعا على مينا دانيال الذى دهسته مدرعات الجيش بينما المتباكين عليه يضعون علامة الصواب بجوار " الفريق " شفيق .. لدعم الدولة " المدنية " !!!! .

4-  أخطر نقطة فى رأيي لكنها لا تخلو من مبشرات .... أن كلا المرشحين زادت أصواتهم جدا عن الجولة الأولى ، وهذا يدل على انحياز الكثيرين ممن صوتوا لغيرهما من المرشحين لهذا أو ذاك .

مثال : الكويت ... ف الجولة الأولى حصل د/ مرسي على 17 ألف صوت تقريبا  و د/ أبو الفتوح 14 ألف و صباحي 9 آلاف و موسى 9 آلاف و شفيق 5 آلاف .. بينما ف الإعادة حصل د/ مرسي على ما يقارب 38 ألفا  ، و شفيق 18 ألفا

أي أن أصوات مرسي ف الإعادة زادت عن مجموعه + أبو الفتوح ف الجولة الأولى  ، و أصوات شفيق زادت عن مجموعه + موسى 
نستنج من هذا :
أ/ الفلول يحشدون بكامل طاقتهم .. بل و نجحوا فى استقطاب عدد ليس بالهين من أصوات المرشح الثوري " المحايد " حمدين + بعض من لم يصوتوا أساسا ف الجولة الأولى !! .. ( ربنا يستر ف الداخل )

ب/ مرسي ثقلت موازينه الانتخابية بأصوات أبو الفتوح و أضاف إليها كذلك من نفس الشريحتين ( أصوات حمدين التى من المفترض ثوريا أن يكون معظمها له و هذا لم و لن يحدث للأسف لاعتبارات كثيرة مؤسفة - من لم يصوتوا ف الأولى )

جـ/ أن يقاطع صوت واحد ممن صوتوا لأبو الفتوح ف الأولى ، فهذا مصيبة كبرى ! ، لأنهم - بإذن الله - الورقة الرابحة لد/ مرسي ف الإعادة .. و مقاطعة الواحد منهم و كأنها صوت لشفيق .. أما أن يعطي بعضهم - و هم أقل القليل - لشفيق ، فهذا هو الكارثة بعينها ! .

هـ / الحسم فى جولة الإعادة سيكون لمن يستقطب عددا أكبر من أصوات حمدين و من الذين لم يصوتوا مسبقا ... و أنا شخصيا - للأسف المؤسف - أتوقع بالأوضاع الحالية أن شفيق سيحصِّل من أصوات حمدين ف الداخل أكثر من مرسي خصوصا و أن كثيرين صوتوا له ليس حبا ف الثورة ، و إنما إعجابا ببعض كلامه أو بساطة خطابه أو لتمثلهم عبد الناصر فيه أو لمجرد الرغبة ف اختيار غير الإخوان .. الخ  .. و الثوريون منهم ف الداخل يميلون للمقاطعة أو إبطال الصوت و يكره أكثرهم الإسلاميين جدا لدرجة تجعلهم و الفلول سواء ( لا يعنينا الآن أسباب هذه الكراهية و هل هي مبررة أو غير مبررة ، و هي طالما مش مبررة فممكن تكون مبررة ، و مش معنى إن أنا قلت إنها مبررة ، إنها مش مش مبررة )
:))))  .


ختاما .. لا تنسوا الدعاء و الابتهال إلى الله أن ينقذ ثورتنا فى كل معاركها على كافة المستويات .. و أن نقرن الدعاء بالعمل طبعا ..