29‏/07‏/2012

مقال مش سياسي !

 قررت أخيرا أن أحطم القوقعة السياسية التى احتجزتني بداخلها لعام و نصف على الأقل - و لو تحطيما مؤقتا - بأن أكتب مقالا غير سياسي ! ، خاصة و أنني أشعر أن السياسة قد التهمت و تلتهم - و يبدو أنها ستواصل الالتهام ! - شطرا كبيرا من قوتي النفسية و العقلية و حتى البدنية ، و أصبحت تجري فى نفسي مجرى الدم ف العروق و الماء فى الشقوق و السهم فى المروق ! .

المهم أنني أخيرا سأكتب مقالا لا أشتكي فيه من أن بنيتي النفسية -  و أغلبنا - لم تكن مؤهلة لهذا الطوفان السياسي العرمرم و الذى اجتاح حياتنا آلاما و آمالا منذ 25 يناير 2011 ، و أننا - بالبلدي - أخذنا من الدار للنار .. كما أنني لن أصف قلقي الشديد على رئيسي المنتخب و مستقبل الثورة و الحركة الإسلامية كلها فى هذه الأيام العصيبة التى يمثل فيها التعجل فى اتخاذ قرار أو التأخر في آخر ، إنجازا أو كارثة تاريخية قد تغير مسار حياة الأجيال القادمة كليا .

لن أتحدث عن كارثة حل مجلس الشعب بكل - سلطاتها و بابا غنوجها - أو أصف امتعاضي من التلويح بحل التأسيسية تحت شعار " كله بالقانون يا بيسة " ، أو أعبر عن ميلي للقئ - أو تقيؤي بالفعل - من فكرة أن يضع دستور مصر الثورة راكبو الدبابات أو شراذم من أوغادهم المدنية الحقيرة ! ، كما لن تخدعني نفسي الأمارة بالسوء لأتحدث عن الحكومة الجديدة و تأخرها و تشكليها  .... لن أسرف ف التشاؤم السياسي خاصة من فكرة أن مصر كان يحكمها عصابة أخطبوطية المصالح و  عميقة التشابكات ف الداخل و الخارج ، و أننا ما زدنا حتى الآن عن قطع رأسها لكن ما زالت تعمل بكفاءة على إعادة إنتاج نفسها لتتلاءم مع المتغيرات الجديدة  ، فينقسم عقلي كالمعتاد إلى نصفين ... أحدهما يتلذذ بالمزيد من الإغراق فى الياس و القنوط و التشاؤم و يسرف فى إطلاق الضحكات الشريرة الساخرة  ، و الآخر يتحدث بمنتهى الهدوء و الرويـَّة و الثقة و الإيمان بالله و يقول " يا عم سيبك منه .. بعد ده كله و بعد ما ربنا رزقنا الثورة ديه من حيث لا نحتسب و بقى ينصرها بمكر أعدائها أكتر من تدبير أبنائها ، هتفشل ف الآخر ؟؟ انسى و استعين بالله و لا تعجز و بص للصورة الكاملة و حط الإيجابي جنب السلبي " .

لن أصف مدى إرهاق عقلي من السجال المستمر بين النصفين فى كل زمان و مكان ، و رغبتي فى أن أخلق لعقلي زر shut down لأريحه قليلا أو أضعف الإيمان Restart ....  آااااه يا نافوخي !!.

 و كذلك لا أريد فى هذا المقال (( غير السياسي )) أن أصف مدى تلاطم أمواج الأفكار و المشاعر من مختلف المشارق و المغارب فى داخلي و أن أثقلها على عقلي حاليا شعوري القاتل بالتفاهة و الضآلة أمام تضحيات و أعمال الكثيرين من بني أمتنا أو العالم ... ( ربنا يسامحك يا شقيري ! ... أنا واخد على خاطري جامد من خواطرك اللى بتنزل على نفسي زي الكرابيج ) .

و بالطبع لن أخدش حياءكم فى هذا المقال غير السياسي و أصف بدقة مشاعري تجاه أبو حامد و ساويرس و من على شاكلتهما ممن اختاروا الفريق شفيق دعما للدولة المدنية ... كما لن أقسم لكم فيه على أنني أعتبر أسوأ ما في الجنس البشري حاليا من كائنات هم الحكام العرب و زبانيتهم و فى الصدارة الآن بشار الأسد و زمرته ، و أنني أرى أن القاذورات العالقة بإظفر أقذر جندي فى جيش الكيان الصهيوني لم يغسل يده بالماء 3 سنوات و نصف أو يستحم منذ الألفية السابقة  ، أشرف عندي من بشار الأسد مثلا ...

و فى الختام أرجو أن يكون قد أعجبكم هذا المقال غير السياسي ، الذي أطلت فيه للغاية بس اشتياقي الشديد للكتابة فى الموضوعات البعيدة كل البعد عن السياسة ! .

14‏/07‏/2012

رمضان .. فرصة ثورية


أيام و يأتينا الزائر السنوي العظيم .. و فى أجواء الثورة و أحلام التغيير الحالية لابد أن يختلف رمضاننا عن أي رمضان سابق .

أعرف أن العسكر أبوا إلا أن يفسدوا علينا الرمضان الثاني بعد الثورة  .. لكن على الأقل انتزعنا منهم شطرا ليس بالقليل من الكعكة و عقبال الباقي بإذن الله !!

 عامة .. لابد أن يشهد رمضاننا بإذن الله حراكين ثوريين متزامنين و متوازيين و متآزرين . حراك خارجي لاستكمال ثورة يناير و أهدافها ، و آخر داخلي ثورة على الذات بذنوبها و سلبيتها و كسلها و لا مبالاتها .... الخ

ليس عندي وصفة جاهزة لنفسي أو لكم للنجاح فى هذا الاختبار الرمضاني .. لكن ما أثق فيه أنه لا يمكن لفرد أن ينتصر فى ثورة بمفرده .

علينا أن نقف يدا واحدة ضد شياطين الجن و شياطين الدولة العميقة .. فتكون " شلة " كل منا خلية عمل حقيقية تؤمن بالله و تعمل ما تقدر عليه من الصالحات على كافة المستويات كبيرها و صغيرها ، و تتواصي بالحق و تتواصى بالصبر عليه ..

 أدعوا الله أن يمن علينا برمضان مميز .. و أن ينعم علينا من بركاته بطاقات إيجابية عظيمة تكون وقودا لنا طوال العام ، و أن يستخدمنا سبحانه و تعالى فى نصرة مصر و الإسلام و الإنسانية جمعاء