28‏/03‏/2011

نعمة القرن الخامس عشر .. الحمد لله

ولدت بعد 1409 عام من معجزة غار ثور الذى احتضن الدعوة الإسلامية ممثلة فى شخص نبيها ورفيقه الصديق و جعله الله مسرحا لنجاتهما من المطاردين المشركين ... وكان هذا إبذانا بتغير تاريخ البشرية جمعاء إلى الأبد ، وكان نجاح الهجرة المباركة القطرة الأولى فى سيل المد الإسلامي العظيم الذى اجتاح ركود العالم و حطم سدود الاستبداد القيصري والكسروي فى سنوات عجيبات معدودات .

وما إن تفتحت عيناي على الدنيا ، وتسمـَّعت أذناي لقصص البطولات و الروائع فى تاريخنا ، حتى تعلـَّـق قلبي البرئ بحب التاريخ خاصة تاريخ الأمة الإسلامية .

ولما كبرت و زاد قراءاتى فى هذا المجال ، وتبين لي مدى ثراء هذا التاريخ بالأحداث والأشخاص والتقلبات المذهلة من الضد للضد ، زاد إعجابي به ، وزاد نقمي عليه أيضا ....... حيث اعتصر قلبى حزنا فكرة أن عصر ماجد كعصر الخلفاء الراشدين الذى قدم للبشرية جمعاء أسمى صور الحكم الإنساني ممثلا فى الحكم العمري ، لم يدُم إلا سنينا قلائل ، ثم جرت على أمتنا الإسلامية قوانين الحياة البشرية و سنن التقلب الزمكاني ، وأسلمت قيادها للمتجبرين المورثين إياها لأبنائهم من أنصاف الرجال .... والخلاصة المريرة أن الاستبداد السياسي قد أطفأ كثيرا من وهج الإسلام فى الواقع الإنساني ، وتكاثر كالصدأ الأجرب على معدن حضارتنا الإسلامية الزاهرة حتى طمسها تماما ، و صارت أمتنا فى القرنين الفائتين بالتحديد كالكلأ المباح لكل من هبَّ ودبَّ ، و تلخـَّـص تاريخها الحديث فى استعمار أجنبى أعقبه استعمار داخلي أشد منه وبيلا وأظلم قيلا .

ووجدتنى فى هذا القرن الخامس عشر الهجري وأنا أذرف الدموع دما على حال هذه الأمة ، وأناجي ربى فى كل لجظة تقريبا .... لـِـمَ يارب ابتليتنى بالوجود فى هذا الزمان الكئيب الذى يحمل لأمتنا ألف جرح و جرح ؟؟ .. ماأشده من ابتلاء !! .... لـمَ لم تجعلنى تاجرا فى سوق المدينة فى الحقبة العمرية ، أو ورَّاقا ( بائع كتب ) أمام دار الحكمة فى بغداد ، أو صاحب حلقة للدرس فى جامع قرطبة العظيم ، أو جنديا فى جيش صلاح الدين ، أو مملوكا فى عين جالوت أو مهندس مدفعية على أبواب القسطنطينية مع محمد الفاتح .... أو ... أو ... أو ..الخ ، وكالعادة تنتهى المناجاة باستغفار لله ، وترديد الدعاء الشهير : ( اللهم إنى لا أسألك رد القضاء ، ولكن أسألك اللطف فيه ! ) .

واعترتنى نوازع الاكتئاب كلما فكرت فى حاضرنا ، وعصفت بروحي أعاصير الذعر عندما أفكر فى المستقبل .... وظل هذا الحال حتى يوم الـ 14 يناير .. يوم هروب طاغية تونس بن علي فرارا من هبة شعب تونس البطل .... هذا الحدث الجلل صدمنى أروع صدمة صدمتها فى حياتى .... وأنعش قلبي الكسير ، لكن قطع انتعاشتى صوت كئيب ينوح : ( بس انسى مصر يا حبـُّــوب ! ، الشعب التونسى غيرنا ، دول رجالة بجد ودمهم حامى ، إنما احنا مش رجالة ... احنا آخر الواحد فينا يبقى دكر بس ، لكن راجل لا .... احنا شعبنا يحب يذله الفرعون وعمره ما هيثور أبدا أبدا أبدا !! .... انسى يا طـِــعـِــم يا نايتى ! ) .

لكن أخزي الله هذا الصوت ، وحدثت ثورة مصر العظيمة ، وحقق الله سبحانه وتعالى بنا أهم أهدافها ( غصب عن العالم و النظام الفاسد و غصب عنا احنا كمان ! ) و تنحى مبارك .

( مصر ثارت يا ولاد ! ) .... ( مصر قامت ! ) ...... قلب الأمة الذى سكن طويلا عادت إليه ارتعاشة الحياة و عاد إلى النبض من جديد ! ... إذن فلتقم أيها الجسد العربي الواهن ، ولتنهض أيها الجسد الإسلامي المترهل .

وبدأت أحمد الله على نعمة القرن الخامس الهجري الذى يبدو أنه سبحانه وتعالى قد  اختاره ليشهد المد الإٍسلامي الثانى الذى سيهرس الاستبداد السياسي تحت قدميه هرسا ،  معيدا الشعوب العربية كلها والشعوب الإسلامي إلى معادلة الحكم فى بلادها بعد أن اختلت بوجود الحكام المستبدين والسادة الأجانب فقط ، وباعثا الروح فى فريضة الشوري المغيبة بنفخة مباركة من الديموقراطية الانتخابية  ، و مجددا شباب الأمة بنسيم الحرية و العدل الذى يتبختر و يتأنق وهو ينتشر فى رئتها التى سوَّدتها عوادم الظلم و الفساد و التجبر و التسلطن و الفرعنة و التوريث . و

لقد بدأ التفاعل المتسلسل ولن يتوقف بإذن الله إلا بسقوط كافة الأصنام الحاكمة فى طول بلادنا وعرضها .

وأرى أن جيلى هو أسعد أجيال أمتنا حظا ، لأنه رأي قمة فساد الأمة وانحدارها ، وسيريه الله بإذنه بداية الرقي والصعود ، ولأن : ( بضدها تتميز الأشياء ) ، فجيلنا أكثر جيل سيشعر بعنى الحرية و العدل و الرقي و المجد و البعث والإحياء .

الحمد لله على نعمة الخامس عشر الهجري ! .

25‏/03‏/2011

بقيت إنسان ... شعر بالعامية من تأليفي





أموت وأطلع على قمة جبل عالى
سحاب أبيض جميل طاهر يغلـِّـف مَد إبصاري


وشمس الكون على يمينى بتِحـْـلالى
وطاقة النور تجدد دفء أطلالى
وتبنيها ... تجمـِّــلها ... تعلـِّـــيها

وأصرخ صرخة جبارة ... تـِـسـَـمَّــعْ كل إنس وجان
وتملى العمر بالألوان
وتطوى صفحة الأحزان
وتمحى الظلمة والظالمين .. كإن الظلم فى بلادى فى يوم ما كان 

بقيت إنسان
بقيت إنسان
بقيت إنسان

***************************
وفى الأعلى دماغ تعبت من التفكير
شجون الكون بتنسفها كما التفجير
وتبكى الفكرة فى دماغى من التأثير
وتدمع روحى م المعنى
ويصرخ قلبى : ايه معنى ؟؟

نعيش .. والظلم يركبنا !
وخزي الذل يمسَخـْـنا
وأحقر كلب يحكمنا
سنين وسنين بيقهرنا
يـِـعـِدّ علينا أنفاسنا
يعض بـِــغـِــلّ أحلامنا !
يسمم فيها وجداننا
يدمـَّـر مجد أوطاننا
يخليها رهينة ذُلـُّــهْ  وخيانتُـه وإذعانُــهْ لأعداءنا

ولينا عضة الأنياب .. وليهم هزِّتـُـه لديله !
ويتشخلعْ ويتغـنَّـى برضا سيدُه !
فى تل أبيب وواشنطن
أنا من الحـُـرْقـَـه هتجنـِّـنْ !

لكن أنا أصبح بإمكاني
أمزق قيد
وأمسح دمع أوطانى
بثورة مجد فوَّاحة بريحة فـُــلّ ربـَّـاني
ويستقبل دماء العزة شرياني
فأقوم أهتف بصوت صادق و حيـَّـاني

بقيت إنسان
بقيت إنسان
بقيت إنسان

***************************
يا تورة تونس الخضرا
يا أول قطرة فى المَجـْـرى
لنهر طويل من الأحرار هيروى عطشـِة الأسرى
ويحمل م السما البشرى
بأجمل عمرنا بـُــكرا


تحية حب جبارة
وألف عـِـبارة وعـِـبارة
فى مدحك يا بلد حـُـرَّهْ


وكافـِـئـْـنا إلـه الكون
وكافئ دمعة المحزون
وحقق حلم للمجنون !


وثارت أختــِــكِ الكبري !


******************************
ومن تونس لإمبابة
مسيرة بعث غلاّبة
وروح الثورة منسابة
من " القصرين " لـ " باب اللوق "
ومن " بـِـنـْـزِرْت " راية نصر ع الطغيان تحلـَّــقْ فوق
ترفرف فى السما ف " طنطا "
وفى رحابـِــك عروسة البحر يا حـُـرَّة
وشعب قنال ورجالة فى صعيد بلدي بتظهر أعظم القــُــدرة
وتهزم قوة مـُـغتـَـرَّة
وتنزع يا بلد عنـِّـك ثياب العجز والقــَــهرة
تخلـَّــص مصر م السـُّــخرة
وعين بتبص ع التحرير .. وعين على قبة الصخرة !


********************************


وكل الدنيا ع المصري تبص .. تشوف
ميلاد تانى لمصر وعزها المعروف
وأنا اتخلصت من قيدك على روحي يا أحقر خوفْ


أنا المصرى ... بقول إنى بقيت إنسان
بإذن الله .. هقوم وأسبق بنى الإنسان


فقول للأمة تتهنــَّــى
بصوت النصر تتغنـَّــى
وتحلم باللى جاي أحلى .. و تتخيـِّــل و تتمنــَّــى
مفيش أمجاد هتـِـسـتـنـَّــى


ديه مصر الحرة يا اخواننا !!


******************************




11‏/03‏/2011

ثورة مصر .... شعر من تأليفي





أكـْــرِمْ بمـِـصرَ كبيرُها وفتــــاها ! ــــــــ وانثر عبيرا من شذى ذكــراها

وانظر إليها كالعروس تـَجَمــَّـلـتْ ــــــــ والأرضُ تشدو عـِـزَّةً وسمــاها

وامْرُرْ على كلِّ البــقاع وحـَـيــِّـها ــــــــ والـْـثـِـمْ بريقَ المجدِ فى أقصـــــاها

من كل فـَـجٍّ فى البلادِ تفــَـجـَّــرَتْ ـــــــــ أنهــــارُ شعبٍ باســــلٍ يهــــواها

تـُحيى مواتـــا بالمظالمِ أقـْـفـَــرَتْ ــــــــ تـَـروي لنيل الأمـُنـِيــاتِ ظـَـمــــاها

شـَـقــُّوا القيودَ على اللسانِ وحطـَّـموا ـــــــ أركانَ قمـــع ٍ راسخٌ مبنـــاها

هـَـزُّوا الشوارعَ بالهـُـتافِ مـُـزَلـزِلا ـــــــ عرشَ الطغاةِ مُـدّمـِّـراً أقــــواها

أبشــِـــرْ بمصرَ وقد تحرَّرَ شعـــبـُــها ـــــ من بطشِ طاغيةٍ أذلَّ ثــراها

ذاكَ الشـَّـقىُّ أذاقـَــها ما لم تـَــذُقْ ـــــــــ وأهان تاريخا لها و سبـــــاها

كابوسُ بؤس ٍ قد تطـــاوَلَ كـَـرْبـُــهُ  ــــــــ وانزاحَ عنها بعدما أوهاها

وأذلــَّــها بينَ البلادِ خنــــوعــُــهُ  ــــــــ حتى استهان بحقــِّــــــها أدنــاها

واجتاح خيراتِ البلادِ لصوصــه ــــــــ مثل التتار قد استباح حِماها
****************

يا نيلَ مــصـْـرَ المستـَـغيثَ بربـِّـــهِ ـــــــ يا أرضـَــها الثكلى ويا أســراها

يا كـُـلَّ مكلومٍ وكـُـــلَّ مـُـحـَــطـَّــمٍ ــــــــ يا كلَّ باكٍ عليها من ضحــــاياهـا

قد جاءكـُــمْ فجرٌ شـــراهُ بـِــعـِــزَّةٍ ـــــــ ثــُــوَّارُها نقـداً بـِـحـُــرِّ دِمــــــــاها

فاستبسِلوا من أجلـِــه وتهيــَّـأوا ـــــــ للذودِ عنه و أرضــِــها وسمــــاها

كونوا رجالا فى الصمود وحققوا ـــــــ أرباحَ ثورتـِـها و نــُــبـلَ عـُـلاها

واسعوْا بعزمٍ كي يدومَ نهارُها ـــــــــ  ويدومَ بذلُ الجُـهدِ فى مسراها

      ******************    

يا مصرُ قد آنَ الأوانُ وأقبــَــــلـَــتْ ــــــ أيامُـــكِ العظمــــى وما أحلاها !

أيامُ مجدٍ قد تقـــَــارَبَ عهـــــــدُها ـــــــــ بالفرحِ تمحو الحُزنَ فى أرجاها

يا دولةَ الحقِّ المصونِ ألا اقبلى ! ـــــــــ وابنى صروحَ العدل فى أنحاها

أماهُ طوفى بالشموس وبدَّدى ــــــــ ليلَ العـِــداةِ وبغيــَها وقـــواها

 وقِفى لاسرائيلَ وقفةَ حازمٍ ــــــــ فغيابُ مصرَ المُرُّ قد  أطغاها

مصرُ الأبـِـيــَّـة ُ إن تعزَّزَ بــأسـُها ـــــــ ويل ٌ لمجنونٍ إذا استعــــداها !

قودى الزمانَ كما عهـِدْتِ عزيزة ً ــــــــ  وبلوغُ سبقِ العالمينَ مـُــنــــاها

وتحسـَّـبى من فتنةٍ ووقيعةٍ ـــــــ أذنابُ مخلوع ٍ   تثيرُ لظــــــــــــاها

شدى بعزمٍ صادقٍ وإرادةٍ ــــــــ روحَ الشبابِ لنهضةٍ نرضــــاها

يا مصر ذا عودٌ حميدٌ فمرحبا ـــــــ حمدا لربي منه قد أنجــــــــــاها

أبناءَ مصر وصيـَّـتى تتوحـَّدوا ـــــــ شعبا يريد رُقــِـيــَّــها .. يهواها

وتذكــَّـروا الميدانَ فى أخـْـلاقِــهِ ـــــــ حتى تكونَ الروحُ فى أرقاها

ولتحمدوا الرحمنَ فالنصر منحةٌ  ــــــ من الله للثوَّارِ قد أهداهــا







06‏/03‏/2011

" رباعيات أمن الدولة....تهييس " من تأليفى

بالطبع أهدى هذه القصيدة إلى الغير مرحوم بإذن الله جهاز مباحث أمن " قمع " و " تطليع دين " الدولة .

وأعتذر إلى العباقرة الذين أنتجوا أغنية " صوت الحرية بينادى فى كل شارع فى بلادى ".



نصيحة : للمزيد من الإحساس بالقصيدة ، استحضر نغمة وألحان نشيد " صوت الحرية بينادى " ! .

القصيدة بعنوان : رباعيات أمن الدولة  .


فى كل شارع فى بلادى
كل الوثائق بتنادى
الحق يا عـمر انت وشادى
واقروا الفضايح يا ولادى !

***************
والحاضر هيقول للغايبْ
الدنيا يا ناس فيها مصايبْ !
قاضى ومهندس أو طالبْ
الكل هناك كان متراقبْ !

***************
 " أمن الدولة " فى اسمه غلطة
كلمة زيادة ملهاش لازمة
شيل كلمة " أمن " من الجملة
" أمن الدولة " هو " الدولة "
***************
لو حاسس يا ابنى إنك سادي
سلخ الناس  عندك شئ عادى
" أمن الدولة " عليك هينادى
العب يا كابتن فى ستادى !
***************
والله وجـِـه يومك يا ظالمنا
احنا خلاص م القهر خلصنا
وحصار روحنا منكو بخوفنا
راح .. دلوقتِ جت أيامنا
***************
لما جرينا دخلنا المبنى
والورق المفروم قدامنا
اتعصَّـبنا بشدة .. صرخنا
ضاعت يا أمـّــا كل حقوقنا
***************
لكن ربك ما يسيب ناسه
وعلى الظالم ينزل باسُـه
فلقينا وثائق محفوظة
هتدينه من ساسه لراسُه
***************
بس اللى يخليك تستعجبْ
ويخليك قرنين مستغربْ
أوراق منها الطفل اتشـَـيـِّـبْ !
يبقى المفروم أغرب وأغربْ !
**************
دول عالم فاجرة يا اخواتى
أفجر من إبليس وحياتى
كانوا بيراقبوا الشعب يوماتى 
حتى حماده وعبده الحاتى !
***************
ديه وثائق جابت من الآخر
وانكشف الجمع المـُـتـآمر
" أمن الدولة " علينا كان قادر
فى حياتنا الناهي والآمـِـر
****************
بس احنا بجد قد احترنا
نقرأ كلها أو نستنى
ديه بلاوي هتطول كل رموزنا !
والكل هيسقط فى نظرنا
**************
ضباط أمن الدولة الواطي
خلوا الشعب المصري يطاطى
لكن ربك زال سلطانهم
سبحان المانع و العاطى
***************
دول حبة عين روحى وقلبى !
وبجـِـزّ سنانى أنا من حبى !
نفسى ألاعبهم ماتشين رُجبى
ويغنـُّـولى " الحلم العربى " !
***************
جواسيسنا فى كل مكان
هرسوا رجال الأوطان
القمع .. النفخ .. التيييييييييت
رسالتنا فى كل زمان !
*************
ايه رأيك دِلـوَجْ يا امبارك
مين فى الشعب المصري اختارك
أمن الدولة أعز رجالك
جه وقت عقابهم ... عقبالك
**************
أمريكا شكلها منا اتغموا
و إن شاالله  هتقفل ( جوانتنامو )
مين هيعذب معتقلينها ؟؟
شركائها فى مصر بيتلمّوا
!
***************
أنا م الآخر شمتان فيهم
وعلى قفاهم نفسى أديهم
مالهمش مكان بعد الثورة
م الوطن الحر هننفيهم 
*************












02‏/03‏/2011

اقتل السيس اللى جواك ! ..... وتحمـَّـل تمن الحرية



اعذروني فى الأسلوب الهجومي الظاهر فى العنوان ! ... لكن أنا فعلا محروق دمي جدا .

وهذه المرة ليس بسبب : استبداد مبارك وتأخر التوقيت عنده 150 سنة ضوئية ، ولا جبروت عمر سليمان وتصريحاته المستفزة ، ولا التلفزيون المصري ولا التلفزيون المصري وتامر بتاع غمرة ! ولا أحمد عز و إعلان " بشتغل فى عز " ولا صفوت الشريف وموقعة " جحوش التحرير 2 فبراير 2011 " و لا بسبب أمريكا واعتبارها أسر المقاومة الفلسطينية للجندى الاسرائيلي شاليط ، جريمة حرب  ، ولا الأنظمة العربية وغباءها المبالغ فيه ولا معمر القذافي والتوكتوك الملعون بتاعه ولا ... ولا ... الخ .

كل ما سبق وغيره حرق دمى خلاص وانتهينا ... هذه المرة هتكلم عن حاجة مش بتحرق دمي بس ، وإنما هتحول عروقى و شرايينى لفحم أسود ومهبب من شدة الاحتراق .

ما سأتكلم عنه هو : الناس السيس ( مش بس الشباب وإنما من كل الأعمار ) اللى لغاية النهاردة عايشين بعقلية ما قبل 25 يناير ، ولسه بيقولوا إن الثورة المصرية العظيمة خربت البلد ، ووقفت الحال ، وعملت فوضى ، ودمرت الاستقرار ، وإن ياريتها ما قامت ، وإن : ما هو احنا عايشين وماشية ، لازم نطمع يعنى ! ، والطمع يقل ما جمع ......... إلى آخر هذه الفضلات و القاذورات الفكرية التى تدل على نفسية مدمرة وفاسدة ، وعقلية ما فيش ، وروح شوهها طول الاستبداد ، وأجسام طرَّاها طول المشي جنب الحيط .. وعجبى !

بقى أهم وأروع حدث يحدث فى تاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي ( منذ 14 قرنا ) ، يقابله الآلاف منا بهذا الهراء والعجين و السيييييييييس ؟؟؟

سأستبعد من قائلى هذا الكلام أنصار وأعوان والمنتفعين من النظام الفاسد  و رئيسه المخلوع ، وهؤلاء كثيرون ، لكن ما يقولونه عن الثورة - رغم استفزازه - سببه معلوم ، فمصالحهم الفاسدة توشك على الانهيار و الذهاب مع الريح إلى غير رجعة بإذن الله ، وإن كان كثير من هؤلاء قد تلونوا وبدأوا بعد زوال سيدهم القديم مبارك ، بتقديم فروض الولاء والنفاق والطاعة للسيد الجديد .. الثورة وشباب 25 يناير .

وكذلك سأستبعد الكثيرين من بسطاء مصر الأميين الطيبين ، والعاملين باليومية وغيرهم ، ممن هرسهم النظام السابق هرسا ، ووضعهم فى دوامة لقمة العيش تؤزهم أزا ، فأصبحوا للأسف الشديد بضغط الجوه والفقر لا ينظرون إلا إلى أسفل أقدامهم ، ولا يفكرون إلا فى إيجاد الرغيف الحاف لأبنائهم ... هؤلاء لابد أن نأخذ بأيديهم اقتصاديا وثقافيا و اجتماعيا ودينيا بإذن الله ، وعلى أي نظام حاكم فى مصر الثورة أن يجعل النهوض بهم أولى أولوياته إن شاء الله .

لكن من أقصدهم أساسا بهذا المقال الغاضب الساخط الحانق ، هم أناس من شعبنا المصري ، من المفترض أنهم قاسوا كما قاسى الجميع من ويلات هذا النظام الذى دمر مصر من كافة النواحي ، ومارس أقذر أنواع العهر السياسي مع أعداء الأمة خاصة اسرائيل ، وكثير من هؤلاء يحملون شهادات عليا ، والمفروض أنهم مثقفون وأنهم صفوة مصر ! 

هؤلاء منذ بداية الثورة وحتى يومنا هذا ، لايكفون عن بث الإحباط فى نفوس الثائرين ، بالطبع لم يكلف واحد منهم خاطره أن ينزل ويشارك فى المظاهرات ويجاهد بقول كلمة الحق للسلطان الجائر مبارك ، وإنما جلسوا فى البيت تحت البطانية يشاهدون الأخبار  ولا تغادر ألسنتهم جمل مثل : ( والله العظيم هتخربوها ) .. ( ده احنا بعد مبارك مش هنلاقى اللقمة !!... على أساس إن مبارك ربنا مثلا ؟؟!!!! ) .. ( احنا أوسخ شعب فى العالم ) ... الخ ، وبعد نجاح الثورة فى إسقاط الصنم العربي الأكبر و قائد عصابة ناهبي ثورة الأمة مبارك ، والنجاح الطبي المدوي فى فصل التوءم الملتصق مبارك والكرسي ، لم يكف هؤلاء السلبيون عن النغمة القذرة السيييييييييييس التافهة التى تدل على مدى ما أفسده تعليم مبارك والمناخ المباركي فى إفساد العقل المصري و جعل الإنسان المصري ينحدر عن مرتبة الإنسانية .

تقول الأخبار إن هناك انفلات أمني فى مصر .. فتجدهم بدلا من الاسترجال ، يبكون كالنسوان ( وفى مصر بنات كثيرون أرجل من أتخن شنب فيهم )  وبدلا من تحميل وزارة الداخلية الخيبانة المتآمرة مسئولية هذا ، تجدهم يقولون ( آدي آخرة المشي ورا العيال بتوع الثورة .. البلد باظت !  ) .. قال يعنى كانت سليمة قبل كده .

يلاقى الواحد منهم ازدحام مروري ولخبطة و تعديات من بعض السواقين الغير محترمين ، فيصرخ ( آدى آخر الثورة وتعطيل المراكب السايرة ! ) ... قال يعنى المرور عندنا كان تمام التمام وزي الفل أيام مبارك .

والأمثلة كتير كتيييييييييييير ، الشاهد إننا كلنا وعلى راسنا الناس السيس دوووووول ، لازم نفهم إن مصر عملت عملية جراحية خطيرة اسمها ( ثورة 25 يناير )  قام بيها الجراح العبقري اللى أعاد اكتشاف نفسه وبراعته ( الشعب المصري ) ، وكان هدف العملية اسئصال الورم الخبيث المتجذر و المنتشر فى جميع أرجاء جسد مصر واللى اسمه ( مبارك و نظامه الملعون ) ، والحمد لله العملية نجحت بنسبة كبيرة واستئصلت الورم الأصلى ، ومازال هناك بقايا منه منتشرة هتتشال - بإذن الله - فى عمليات أصغر فى الوقت الجاي ، و مصر دلوقت فى العناية المركزة تحت الملاحظة بعد العملية الخطيرة ، وقدامها فترة نقاهة على ما إن شاء الله تقدر تقف على رجليها والدوخة والإرهاق والتعب يروحوا ، والدكاترة يطمئنوا إن الورم أزيل بالكامل .



لازم نستحمل فترة النقاهة ، ونساعد مصر بإذن الله على تجاوزها بخير ، وبعدها هتقوم مصر بمنتهى الصحة والعافية وتنهض إلى مكانتها التى تستحقها بإذن الله .


 مش معقولة عايزين مصر اللى كانت عايمة على بركة فساد قذرة وأوسخ من أعفن مستنقع لى وجه الأرض ، يتصلح حالها بين يوم وليلة وبدون تمن يندفع .

لازم ندفع التمن من مجهودنا ووقتنا وأعصابنا ، وندفعه باستعداد تام وتفهم كامل ... أولا لإنه جزاؤنا الحق على السكوت الطويل كأحقر الشياطين الخرس وبلدنا بتتخرب وبتتنهب وحتى ما بنغيرش المنكر بقلبنا ! ، وثانيا : لإنه تمن عادل جدا .

الثورة ديه هتحول مصر بإذن الله وتوفيقه من دولة أحط من الدول النامية ، مسروقة من شعبها ، يحكمها نظام من أسوأ الأنظمة فى العالم على رأسه فرعون مستبد لسان حاله ( أنا ربكم الأعلى ) ، متخلفة فى كافة المجالات من أول الأخلاق  والدين إلى الاقتصاد والسياسة والفن والثقافة ..الخ .. دولة مش دولة من الآخر  ......... إلى دولة عظمى  - آه والله العظيم - وقوة لا يستهان بها فى كافة المجالات ، ومنارة للإسلام ، وكعبة للحرية ، وقلب حي نابض للأمة العربية والإسلامية تدافع عن حقوقها وتقف للمجرمين بالمرصاد .

أقسم بالله أنا مستعد أعدد 10 آلاف مكسب خطير للثورة ديه و أنا قاعد ، مع إنى لا خبير ولا محلل ولا مفكر ، بس لو انتم فاضيين ... أنا شخصيا مش فاضي !

فقمة الأنانية والسيس والانحطاط و ....الخ قاموس الذم والشتائم فى كافة لغات الإنسانية ، إننا نستخسر فيها ضريبة من دمنا و أموالنا و أعصابنا ومجهودنا ، وهي ضريبة مهما بانت قدامنا كبيرة و تقيلة ، كالهباء المنثور مقارنة بجبال من المكاسب الرهيبة بإذن الله .

الخلاصة ... الشاعر الجاهلي قالها : تهون علينا فى المعالى نفوسنا ...... من يطلب الحسناء َ فليـُــغلــِها المهرُ

واحنا طلبنا ايد مصر يا جماعة ، فلازم نكون قد مهرها .. واللى مش عاجبه ومش عايز يدفع ، الباب يفوت جمل ، يهرب منها ويروح فى ستين داهية ( مع كامل اعتذارنا للستين داهية وربنا يعينهم عليه ) .

ربنا يهدينا جميعا .