27‏/11‏/2011

رجال المرحلة

- أنا مقفول من الانتخابات الجاية ديه قفلة سواااااااااد ! ... شكله هيبقى برلمان إخوان على فلول ، و احنا أوت !


* " احنا " تقصد بيها مين ؟؟


- " احنا " الثوار و شباب الثورة  .


* طب و هو الإخوان مش محسوبين من الثوار ؟؟ و لا تضحياتهم قبل الثورة ، ونزولهم بكامل العدد ابتداء بجمعة الغضب إلى تنحى مبارك ، مش كفاية عشان يكونوا ثوار ؟


- ما قلناش حاجة يا عم .. بس هما منظمين أوى ، و مستعجلين على الانتخابات عشان يكوشوا ع البرلمان .


* ههههههههه ، مش الشعب اللى هيختارهم ؟؟؟


- يا عم الحج .. أغلب الناس مش لاقية بدائل ليهم .. فهتختارهم و خلاص .. بدل الفلول ، و كمان الناس هتقول دول عالم بتوع ربنا و الكلام اللى انت عارفه كده .


* هههههههه .. يا عم لو الناس مش لاقيالهم بدائل .. يبقوا هما أنسب الناس للمرحلة ديه .. انت زعلان ليه ؟


- هو انت عشان بتحبهم خلاص هتخليهم " رجال المرحلة " و " نحمل الخير لمصر " و الكلام الكبير ده .. ناقص تقوللى انتخابهم فريضة شرعية !


* ههههههههه مش للدرجة ديه ... بص .. هما بشر زيهم زي غيرهم ، و حزبهم ده جماعة بشرية يجوز عليها الخطأ و سوء التقدير .. الخ أحيانا ، لكن كفة مميزاتهم عندى تغلب كفة النقائص بكتير ...
شغلهم مؤسسى أو شبه مؤسسى و لا تخرج القرارات الحاسمة إلا بعد تفكير و شوري طويلة // مواقفهم الوطنية واضحة جدا و تضحياتهم لا ينكرها إلا جاحد // الوحيدون فى مصر القادرون على إقامة مشاريع إصلاح شاملة فى أكثر من اتجاه و بطرق متنوعة : أعمال خيرية - حكومة - نقابات - مساجد .. الخ // خبراتهم الانتخابية متوفرة و قادرون على قطع الطريق بكفاءة على الفلول و المتأمركين .. الخ // راغبون فى التعاون مع الجميع // أصحاب عقيدة راسخة و يعملون وفق روح و حماسة قوية جدا // مرجعيتهم الفكرية هي الفكر الإسلامي الوسطي و مشروع الإسلام الحضارى الذى يحمل الخير لمصر و للأمة العربية و الإسلامية و للبشرية كلها // و ...


- خلاص خلاص يا عم ! .. انت فتحت كده ليه فى الكلام ! ، ايه الحنان ده كله ؟؟ ، شوية و هتضربلى معاد مع المرشد عشان أنضم !


* هههههههههه .. لا يا عم .. المرشد مشغول أوى اليومين دول فى التظبيطات الانتخابية .. أجيبلك ورق عضوية الحرية و العدالة أحسن ؟؟


- لا يا عم .. يفتح الله ! ، متشكرين ، أنا مبسوط بنفسى كده .


* و أنا عايزك مبسوط علطول ، أهم حاجة عندى إنه ما يبقاش فيه حاجز نفسى يمنعك من النقاش معايا و الأخد و الرد فى الموضوع .. اختلف مع الإخوان - اللى أنا بحبهم و بؤيدهم - براحتك ، و انتقدهم .. بس أهم حاجة يكون نقد بناء بإخلاص ، و عايز مصلحتهم .
و أهم حاجة عندى .. لا تخوين و لا تجريح .
و لو لقيتهم فى دايرتك هما الأفضل ما تترددش و انتخبهم ... و لو مدوا ايد التعاون ليك فى كبيرة أو صغيرة ، ما تترددش ، و لو ..


- خلاص يا عم ... انت هتفتح تاني ! ، ايه جو النصح و الإرشاد ده ؟! ، ما عندكش بالمرة نصيحة أخيرة تهدى بيها أخوك الضال يا إخوانجي ؟؟


* علم ع " الميزان " يا مان ! ...... سلامات و ربنا يوفق مصر .

26‏/11‏/2011

الثـــائر الفـِــلَ !

الثائر الفـِــلّ : هو الذي يثور فى يناير ليهدم الفساد .. ثم يهدأ فى نوفمبر ليبنيَ الأمجاد !
إذن فأنا ثائرٌ فـِــلَ !

25‏/11‏/2011

وما تونس منكم ببعيد !

كلب و مسك عضمة ! ........ هذا هو أبلغ وصف ينطبق على الإعلام المصري الخاص ، إعلام رجال الأعمال .... الفلول غالبا !

و يبرز هذا بوضوح إذا تعلق الأمر بالإخوان المسلمين ، فأي حدث سياسي - و أحيانا غير سياسي - فى مصر ، يمكن أن يُفـَسَّر أو يُلوى عنق الحقيقة بشأنه من أجل سلخ الإخوان و تشويههم و الخوض فى شرفهم .

دائما ما تفسر تصرفات الإخوان و قراراتهم على أسوأ تفسير ممكن ، و كان هذا جليا فى موقف الإخوان الأخير من أحداث التحرير التى أعقبت المليونية التى شاركت فيها الجماعة بقوة يوم 18 نوفمبر .

و لا يتحرج الإعلام السفيه من أن يقع فى ألف تناقض و تناقض .. المهم أن يكون الإخوان فى مرمى النيران و أن يكونوا دائما فى موقع الضحية التى من المفترض أن تتوسل الجميع لقبول دفاعها البائس عن نفسها .

يوم 18 نوفمبر .. اتهمت الجماعة باستعراض القوة على شعب مصر ، و بأنها تسخن الشارع لمصلحتها ! ( كأن عسكرة مصر ستضر بالإخوان فقط ) .... الخ ....

و فى الأيام التالية التى تضامنت فيها الجماعة مع ضحايا قمع الاعتصام ( الذى لم تؤيده ) و أصدرت بيانات شديدة اللهجة ضد السلطة ، و آثرت ألا تسخن الأوضاع و ألا تنزل إلى الشارع بكثافة لمنع تفاقم الأمور و حدوث مجزرة و فلتان كبير يؤدي إلى عرقلة انتخابات برلمان الثورة ..... انطلقت الأبواق الإعلامية تشجب و تدين الإخوان الذين يريدون أن بحصلوا على المقاعد على جثث الضحايا ( رغم أن موقف الإخوان له انعكاسات سلبية  ضدهم فى الانتخابات ) .
و خصصت مساحات واسعة من البث الإعلامي لانتقاد الإخوان الذين باعوا شباب التحرير و تركوه فريسة للموت من اجل صفقاتهم و أطماعهم ، و انبرى فلول الإعلام الذين كانوا يهاجمون ثورة يناير ، يزايدون على الإخوان ( الذين كان لهم الدور المشهود فيها ) و لم يعبأ أحد بوجاهة موقفهم ، أو حتى بتقديم النقد البناء الذى يفيدهم.

يا أوغاد الإعلام ! .. اتركوا هذا العبث و إلا ستخسرون .. التلكيك المستمر و استهداف الإسلاميين فى كل قضية ( و خاصة الإخوان  ) لن يأتى بالنتائج التى ترجون ، و سيدعمهم الشعب المصري ثقة بهم و بمشروعهم و كفاحهم .. و عنادا لكم !

لقد سبقكم زبانية الإعلام فى تونس و انهالوا على حركة النهضة الإسلامية - العائدة من المنفى - تخويفا و تفزيعا و تلكيكا و تحقيرا و تجريحا و ... و .. الخ ، فلم يعبأ  بنباحهم الشعب التونسي ، و ائتمن الحركة على 41% من مجلسه التأسيسي المنتخب الذى سيضع دستور الثورة ، و ألحق بهم فى المراكز التالية قوى اعتدال قومي و يسارى و علماني . أما النباحون و النباحات .. فالذيل أولى بهم ! .

عامة ... استمروا فى هذا الضلال ، و شكرا جزيلا على الدعاية المجانية لتيارى الإسلامي فى الدنيا ، و حسناتكم - إن وجدت - التى ستهدونها لنا فى الآخرة بإذن الله . 

20‏/11‏/2011

ليس بالعواطف وحدها تنتصر الثورات !

تابعنا جميعا أحداث التحرير المؤسفة التى نجمت عن قيام السلطة مباركية الفكرة بفض اعتصام محدود ( 200 شخص ) بالقوة المفرطة ، مما نجم عنه تداعى الناس و شباب الثورة لحماية المعتصمين و مواجهة الداخلية حتى لا تظن أن الشعب قد أسلمها قفاه من جديد .


و بالفعل استعادت الجماهير الميدان و ردت الشرطة على أعقابها ، و كل من فى الميدان الآن فى حماسة شديدة و يشعرون بأنهم فى أجواء 28 يناير و أنه آن الأوان لقيام الثورة الثانية ..




و رغم أنى ضد الاعتصام ،  وكنت أرى أن مليونية 18 نوفمبر كانت كافية لإيصال رسالتنا بأن يسلموا السلطة دون إبطاء و بألايتلاعبوا بمستقبل مصر -  مع التهديد بالتصعيد فى حالة عدم الاستجابة - ، إلا أن فض الاعتصام - و إن كان محدودا - بالقوة هو تصرف حقير لا يـُـسكت عنه أبدا ، و لذا فأنا أعذر كل العذر من نزلوا لنجدة المعتصمين و تصدوا للشرطة ، و أتفهم جدا إحراقهم لمدرعة الشرطة التى كانت تعتدى عليهم .


لكن هناك 10 حقائق أراها لابد أن يضعها الجميع نصب أعينهم ، فمصر فى منعطف خطير يحتاج منا توازنا صعبا بين العقل و العاطفة ، فالحماسة وحدها و الانفعال لن يبنيا مصر التى نريدها ، و تاريخ الدنيا و الثورات أمامنا فلنتعلم منه ...


1: نجاح ثورة مصر فى إقامة دولة مدنية ديموقراطية قوية ليس حلما لشعبها فقط ، إنما هو أمل أمتنا العربية و الإسلامية ، ولذا فعلينا أن نضع هذه الحقيقة فى قلوبنا و عقولنا فى كل تحرك لنا فى سبيل هذه الثورة .. لابد أن نكون على قدر هذه المسئولية و الأمانة الجسيمة .


2- لن ننتصر بالعواطف النبيلة و الحماسة المشتعلة و فقط ، لا بد من حساب عقلى دقيق قبل الانتقال للخطوات الحاسمة و للاختيارات العنيفة ..


3- قبل أن نتحدث عن ثورة كاملة كما حدث فى يناير و فبراير علينا ان نسأل أنفسنا السؤال التالي ... هل ما زال بإمكاننا أن نحشد عامة الشعب المصري حولنا أم لا ؟؟ .. إذا كانت الإجابة لا .. فأدعوكم لتذكر ما حدث عندما انفض الناس حولنا بعد خطاب مبارك  و بقى فى الميدان عدة آلاف ! ... لقد كادت الثورة أن تسقط لولا غباء النظام ... فهل نضمن دائما وجود غباء ما منهم يعيد الناس حول الثوار ؟؟


4- نقطة هامة أخرى بالنسبة لعامة الناس ، إنهم و إن اتفقوا معنا على أهدافنا ، و إن نزلوا بالملايين ضد مبارك ، لكن الجيش بالنسبة لهم بالفعل خط أحمر .. فعندما ندعوهم للنزول لإسقاط المجلس العسكري الآن و فورا ، سيتهمنا أغلبهم بالسذاجة و بأننا نريد تدمير مصر لأنه ببساطة لا بديل ! ... جميل البدائل المطروحة لا يفهمها الناس - مثل المجلس الرئاسي المدني مثلا - ، و لا يفهمون من أين ستمتلك القوة و المال لإدارة البلد و تسديد مرتبات الشعب ! ....... أليس فى هذا الكلام منطق ؟؟


5- ثورة ثانية فى هذا البلد المنهك أساسا لن تمر بروعة الثورة السابقة و بخسائرها المحدودة ، إذن فقرار الثورة هذه المرة لا ينبغى أن يكون ارتجالا عفويا حماسيا ، فى المرة السابقة كان هناك حليفا قويا للدكتاتور باعه و أقاله للحفاظ على مصالحه و على مصر من تطور الأمور .. كيف سنحسم هذه المرة ؟؟؟


6- الانتقال إلى آخر الحلول و أقواها مرة واحدة هو كارثة كبري ، خاصة فى الصراعات الحاسمة ، فهو يفقدنا ميزة تنوع الحلول ، و التهديد بالتصعيد الذى يكون فى أحيان كثيرة أقوى على السلطة من التصعيد ذاته .


7- تعطيل بعض الثوار للانتخابات القادمة فى القاهرة بعد 8 أيام ، أو محاولتهم التقليل من أهميتها ، هو من باب أن نطعن أنفسنا بخنجرنا .. كما أنه قد يفتح المجال للبعض ليتحدثوا عن أن بعض الخائفين من الديموقراطية يحرضون على هذا لإفساد الانتخابات .


8- الانتخابات الحالية هي مظاهرة ثورية كبري .. تخيل عندما ينزل الملايين للتصويت لأول مرة بشكل نزيه و يقفون فى الطوابير بالساعات للإدلاء بأصواتهم ... أليس هذا تذكير للناس بقيمة الثورة و بتغيير أكيد أحدثته فى حياتنا ؟؟ .. تخيل أنك دعوت بعدها للنزول من أجل تسليم السلطة و حتى لا يعود الاستبداد .. ألن ينزل معك من ذاقوا حلاوة الثورة ؟؟


9- الانتخابات لها فائدة مركبة للثورة .... إذا زوروها ، يصبح لدينا منطقا قويا أمام عامة شعبنا للدخول فى معركة تكسير عظام ضد المجلس الفاسد .. و إذا لم يزوروها ، فالبرلمان سيكون غالبيته لقوى الثورة  بإذن الله ، و سنسقط مع شعبنا الفلول و حزب الوغد و المصريين التيييييييييت .. الخ ، و تكتسب الثورة شرعية منتخبة ، و يصبح لديها بديلا منتخبا للعسكر المباركي هم ممثلو الشعب ، فأذا اصطدمنا بالعسكر حينها فلدينا بديل انتخبه الشعب بنفسه .......... ملحوظة : من يخشى من الشعب أن ينتخب الفلول ، فلا يتوقع منه أن يكسب شرعية لمجلس رئاسي مدني يريده !


10- اتقوا الله فى الإخوان المسلمين و غيرهم من قوى الثورة المتمسكون بالانتخابات ، فلهم منطق قوي جدا جدا ، و اعتبروا أنكم و إياهم على ثغرة من ثغور مصر فلا تؤتى الثورة من قـِـبـَــل أيٍّ منكم .... لا تحتكروا الحق وحدكم ! .. و انظروا كيف حسدنا تونس إنها أنجحت انتخاباتها رغم وجود أغلب المشاكل التى هي عندنا الآن هناك ...


اللهم احفظ مصر و خلصنا من العسكر خلاص خير ، و ارزقنا رئيس منتخبا فى أبريل 2012 ..

12‏/11‏/2011

عسكرية بمرجعية إسلامية !

أخيرا كشف العسكر عن نواياهم ، و " جابوا آخرهم " .


ياشعب مصر الكرام .. هنعملكم انتخابات برلمانية و رئاسية حرة نزيهة ، و هتشبعوا منافسة فى بعض ، و هتختاروا من يمثلكم عشان نسلمه السلطة ...... أو للدقة .. عشان يتشرف بإنه يبقى فى سكرتارية "حظرتنا" !


كما توقعنا ، فالجهاد الحقيقي بدأ بعد 11 فبراير ... فمبارك لم يتركْ مصر إلا ساحة من الخوازيق ! ، ففكره و طريقة إدارته " المذهلة " كالوباء المتفشى فى جسد الدولة المصرية، و رجاله و كلابه مازالوا يقبضون على مقاليد أمورها و مفاصلها الرئيسية ،  لكن أظننا شبه مجمعين على أن أطول و أعرض خازوق منها هو المجلس العسكري .


اتضح الآن أنهم كانوا يتعاملون مع الثورة على أنها ثغرة لابد من تصفيتها ، فإن تعذَّر هذا فمحاصرتها و تضييق الخناق عليها .


العسكر المدفوعون بالخوف على شبكة المصالح الهائلة فى الداخل و الخارج ، و المسترشدون دائما بنصائح أمريكا العبقرية و أوامرها أحيانا ، يريدون تحجيم أكبر مكسب انتزعته ثورة الشعب المصري من تحت أضراسهم ، و هو الانتخابات الحرة النزيهة التى أحاطها الشعب المصري بسياج مكين فى أول استفتاء شعبي حقيقي فى تاريخ مصر أعلن فيه الشعب بنسبة تفوق الـ 77% أنه سيصبر على مبارك 2 ( المجلس العسكري ) مقابل تسليم السلطة لممثليه المنتخبين فى أسرع مدة ممكنة ، و ذلك لاعتبار وحيد هو أنهم يقودون آخر كيان يمكن أن يطلق عليه كلمة " مؤسسة " فى الدولة الرخوة التى خلـَّــفها المخلوع .


لكن تربية مبارك التى أفسدت عقل العسكر أوهمتهم أن الشعب قد منحهم صكا على بياض ليفعلوا ما يشاءون ، فاستكملوا محاولاتهم الحثيثة فى إنعاش نظام مبارك الذى يسقط شيئا فشيئا فى غيبوبة التاريخ مع كل هبــَّــة و استفاقة ينهض بها شعب مصر و قواه الوطنية من أجل مطالب الثورة .


و نظرا لأننا على أبواب الاستحقاق البرلماني الذى لا يملك العسكر - فى أجواء الربيع العربي الملتهب الذى اضطر سيدتهم أمريكا لمجاراته و ركوب موجته ، و فى ظل نجاح انتخابات تونس التى ألهمت ثورة مصر من قبل  - إلا إجرائها و جعلها تخرج فى أبهي صورة ممكنة من النزاهة ، فقد أخرج العسكر ورقتهم الأخيرة .. وثيقة السلمي ، لتحقيق أكبر مكسب ممكن لهم قبل أن تدخل فى مصر فى معمعة الانتخابات التى سيشهدها العالم أجمع ، و يصبح لمصر ممثلين شرعيين منتخبين يكتسبون قوة لا تضاهي من الشعب الذى اختارهم فى مواجهة العسكر الذين اختارهم المخلوع .


و الكارثة فى نظر العسكر و أمريكا و النخبة المصرية المتأمركة ، أن الأغلبية البرلمانية المتوقعة - كما هو معتاد فى أي انتخابات حرة نزيهة فى العالم العربي و الإسلامي - ستكون لقوى و تيارات مناهضة للتبعية الأمريكية و فى القلب منها التيارات الإسلامية الوسطية ، والتى يتمتع بعضها بخبرات سياسية قوية و قدرات هائلة على الحشد و التنظيم و المناورة تجعل القضاء عليها - أو رميها بالتهم الجاهزة كالإرهاب و التخلف -  مستحيلا .... و بالتالى فحاول هؤلاء جميعا و كلٌّ بطريقته و بأهدافه الخاصة و المشتركة أن يحجموا من مدى الكارثة المنتظرة بالخطوات الآتية فى الأساس :


1- فض الشعب من حول الثورة مستغلين سذاجة بعض القوى الثورية و قدراتهم المبهرة فى خسارة الشارع المصري .
2- تلجيم الشعب المصري من جديد بأزمات حياته اليومية ، و إن كنت أعتقد أن هذا السلاح بالتحديد يستخدم بحذر شديد ، لأنه لعب بالنار يمكن أن يحرقهم ، فالشعب لم يعد يسكت  .. و المظاهرات " الفئوية " التى تحاصر مبنى سكرتاريتهم فى شارع القصر العيني ، قد تنتقل فى أي وقت إلى 23 شارع يوليو - كوبرى القبة ! .
3-ترك الفلول مطلقى السراح فى الانتخابات القادمة ليحصلوا على أكبر قدر ممكن من المقاعد للتخفيف مما سيحصل عليه الإسلاميون ( خاصة الإخوان المسلمين ) و القوى المؤيدة فعلا للثورة .
4- يواصل الإعلام المتأمرك حملاته اليومية الشعواء فى اصطياد أخطاء الإسلاميين تحديدا للتخويف منهم ، و رغم أن انتخابات تونس أثبتت أن هذا الأسلوب يعطى نتائج عكسية ، فهم لا يتعلمون .
5- إنهاك الثورة و حرق أعصاب قواها الفاعلة من أجل كل مطلب من مطالب الثورة .
6- أخيرا و بالتأكيد ليس آخرا .. وثيقة إعادة شعب مصر إلى الحظيرة - كما يحلمون - ، و التى يريدون بها أن يبدأوا تجربة تركيا المريرة مع العسكر من أولها فى السنة التى تمكن فيها الشعب التركي من تحقيق انتصار تاريخي على العسكر الذى اضطروا للاستقالة عندما اختلفوا مع رئيس الوزراء المنتخب .


إذن من الآخر ... لو فزتم يا أصحاب المرجعية الإسلامية بالبرلمان ، و حتى لو انتـُـخِبَ أحدكم - و لو كان بلحية طولها لا يقل عن 20 سم ! - ليجلس على المقعد الذى تربع عليه كنزنا المخلوع  ..... ستظل السلطة فى يد " أمينة " ، و بإمكانكم المشاركة معنا فى مسرح العرائس .


الاختيارات قليلة ، و مساحة المناورة لجميع الأطراف محدودة ....


الاختيار الأول : أن ترضى بالوثيقة الساقطة أو حتى تتفاوض معهم فيها ، و بذلك تكون ببساطة خائنا لمصر و للثورة  شاربا من دماء الشهداء .


الاختيار الثاني : أن تعاهد الله على بذل كل ما تستطيع فعلا لإفساد أحلام العسكر و أمريكا و أن تهب لنصرة مصر مرتين ........


بانتظاركم فى التحرير يوم 18 نوفمبر بإذن الله و فى لجان الانتخابات فى كافة أرجاء مصر .

03‏/11‏/2011

نعم ..... الحمد لله


أصبح التدليس - للأسف الشديد - هو الممارسة اليومية لطائفة كبيرة جدا من " النخبة " المصرية التى ورثناها من أيام مبارك .
و التدليس ببساطة هو قلب الحق باطلا و الباطل حقا ، بإدخال السم فى العسل و بتفسير الأمور على ما يريد المتكلم لا كما هي فى الواقع .
و ظهر هذا بوضوح فى النقاش الأخير المحتدم حول وثيقة عار السلمي السفيهة التى تريد لمصر الثورة أن تـُحكـَـمَ من وزارة الدفاع ! .
لن أتحدث عن الوثيقة و بنودها لأن ما بنى على باطل فهو باطل ، و لأن رائحة العفونة المنبعثة من المستنقع كافية للتأكيد نجاسته و لسنا بحاجة إلى ثلويث عقولنا بالعبث فيه .. لكن سأتحدث سريعا عن تدليس النخبة فى هذا الموضوع .

سأتغاضى الآن عمن وافقوا علي الوثيقة أو اعترضوا على مادة أو مادتين .. الخ ، فشأن هؤلاء - و غالبيتهم - من الفلول أحقر من الالتفات لهم ، و موقفهم من الإرادة الشعبية فى الاستفتاء ، ظهَرَ منذ شهور .

سأركز على من تركوا القضية بـِـرُمـَّــتـِـها ، و بحسن أو سوء نية يحاولون استغلال الموقف لتصفية حساب قديم ... حساب لـ " لا "  و " نعم " ... و لولا أن بعض من أحترمهم - و لو نسبيا - قد خاضوا فى هذا الموضوع .. لما التفتّ إليه أيضا .

أصواتٌ كثيرة خرجت علينا تقول :  مش قلنالكم ؟؟ .. أدي الجيش انقلب على السلطة أهوه ! .. علمنا احنا ايه بـ " نعم " فى الاستفتاء ؟؟ ، مش كنتم قلتم " لا " أحسن ؟؟؟؟
لا يخفى ما فى هذا الكلام من تدليس سأرد عليه فى 5 نقاط سريعة جدا :

1- سيشهد التاريخ لمن دعوا الناس للتصويت بـ " نعم " أنهم حصـَّــنوا الثورة بأقوى وثيقة دستورية ، و نقلوها من مرحلة الشرعية الثورية التى يختلف الناس فى تقديرها - البعض بالدليل يقول أن ما حدث فى مصر هو احتجاج شعبي انتهي بانقلاب عسكري ! .. وهو كلام لا يخلو من واقعية - إلى الشرعية الدستورية فى استفتاء حر نزيه .

2- كانت الموافقة بـ " نعم " تهيئ المجال لانتقال سريع وواضح المعالم للسلطة من العسكر إلى المدنيين المنتخبين .. لكن الفريق المهزوم بدأوا بحملات إعلامية و نزلوا للتحرير من أجل سفسطة الدستور أولا ثم المبادئ فوق الدستورية ( كل هذا فى أغلبه خوفا من الانتخابات التى يعرفون أنها ستأتى بغيرهم ) ، و أضاعوا علينا عدة أشهر استغلها العسكر فى تشتيت الساحة السياسية و محاولة الحصول على أكبر مكاسب لهم .

3- تخيلوا أن العسكر - اتهطلوا - و أصدروا وثيقة السلمي فى إعلان دستوري ! ، سنقوم حينها برفع قضية أمام المحكمة الدستورية العليا ببطلان الإعلان الدستوري لأنه يخالف الإرادة الشعبية التى صوتت بنعم بنسبة 78% فى الاستفتاء ، و الاستفتاء هو أقوى سلطة دستورية .. فإذا افترضنا أن المحكمة انحازت للسلطة .. فسننزل التحرير نتهم العسكر بأنهم خانوا عهدهم مع الشعب فى الاستفتاء الذى تم برعايتهم .. و بهذا البرهان الواضح نستطيع أن نحشد معنا عامة شعبنا ليدافعوا عن اختيارهم فى الاستفتاء ممن يريد سرقته .

4- لكن تخيلوا على الجانب الآخر أننا صوتنا بـ " لا " ، المقاليد كلها فى يد العسكر يفعلوا ما يشاءون و سيقولون لنا بمنتهى البساطة : الشعب قال " لا " ثقة فى المجلس العسكري المحبوب ليضع له ما يشاء كما يشاء ! .

5- بالنسبة لتونس .. يطنطن البعض بأن تونس قد أصبحت فى وضع أفضل منا لأنها اختارت الدستور أولا !! .. هذا قمة التدليس .. تونس اختارت الانتخابات أولا ، و انتخبت " مجلسا تأسيسيا + برلمان + حكومة انتقالية جديدة + رئيس انتقالي " بضربة واحدة ! .. و لم تستمع إلى من خوفوها بالانفلات الأمنى و الفلول و نزل الملايين ليقفوا فى طوابير الاقتراع .
من العار أن نصدق كلام " نخبة " جاهر بعضها بفاحشة القول بأنهم يفضلون أن يختار المجلس العسكري الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بدلا من برلمان " الفلول و الإخوان " ! ، و بأن بقاء المجلس العسكري لـ 3 سنوات فى الحكم ضمانة لمصر من أجل التحول الديموقراطي !!!!!

يسقط حكم العسكر و يسقط تدليس النخبة !