30‏/12‏/2011

برلمانيات 10 ..... اوزنها بالميزان !

اعذروني لإنى هتكلم بالعامية المرة ديه عشان أجيب من الآخر بإذن الله .. !

و طبعا هيبقى الكلام فى نقط و على بلاطة ! ، و كلها بتتكلم عن ليه ننتخب حزب الحرية و العدالة مهما كانت توجهاتنا الفكرية .. (( و ياريت قبل ما حد يرد ، يقرأ الكلام بالكامل مش هياخد 5 دقايق ..... و الكلام هيكون جد على هزار كده تخفيفا لجرعة التوتر و العصبية   ))

1- فى الأول كده أرد على السؤال التقليدي .. أما انتم  طماعين أوي !! ، مش كفاية الأغلبية اللى أخدتوها لغاية دلوقت ؟؟
الإجابة : لأ .. البحر يحب الزيادة ، و طالما باختيار الشعب فانشالله ياخد 101% مفيش مشكلة .... و الدول اللى تقدمت بسرعة حوالينا كان فيها حزب أغلبية بينفذ برامجه بسلاسة.. مثال تركيا ، لم تتقدم إلا عندما حصل حزب العدالة و التنمية على الأغلبية سنة 2002 ، و فى المرتين انتخابات اللى بعدها الأتراك ادوله أغلبية أكبر .. فى انتخابات 2011 ، حصل على ثلثين المقاعد إلا 4 مقاعد !!
نقطة مهمة .. تحالف حزب الحرية و العدالة حتى الآن فى حدود الـ 45% من المقاعد ، و لم يحصل على أغلبية ، و فى كل الأحوال كل منا يدعو للطرف اللى شايفه الأجدر ، و لإن الانتخابات نزيهة و نسبة التصويت عالية جدا ، فهتلاقى الكل موجودين فى البرلمان ، لكن كل واحد بوزنه .

2- لو عايز توافق وطني .... مين يؤتمن عليه أكتر من طرف رغم إنه الأقوي و لو نظريا ، فهو فاتح دراعه للجميع و بيدعوهم للتحالف معاه ؟؟ .. و حتى اللى ما تحالفوش معاه مستعد للتوافق معاهم عشان مصلحة مصر ، و بيقول إن مصر لازم الكل يشارك فى شيل تركتها التقيلة .

3- لو عايز برلمان متوازن .. اختار الميزان برضه .. لإن حزب الحرية و العدالة ما اكتفاش بقوته و خبرته الانتخابية ، إنما أصر على التحالف مع أكببر عدد ممكن من الأحزاب ، و رغم إن أغلبها ساب التحالف الانتخابي ، فهو كمل مع الأحزاب الباقية مع إنها صغيرة جدا مقارنة بيه .
 و فيه تنوع كبير .. هو و حزب العمل إسلاميين ، حزب الكرامة قومي عروبي ، حزب غد الثورة و الحضارة ليبراليين .. الخ
حتى الآن نجح حوالى 15 من مرشحي الأحزاب ديه على قوائم الحرية و العدالة ..
ملحوظة : رقم 4 فى قائمة الغربية 1 ، الأستاذ أبو المعالي فائق هو الأمين المساعد لحزب العمل ، و له مدونة اسمها " لقمة عيش " .

4- لو انت توجهك إسلامي ... و محتار بين كذا حزب بيحملوا نفس الفكرة - وكلهم إن شاء الله مخلصين - ، اختار الحرية و العدالة برضه ..
لإنه ملتزم ببرنامج إسلامي وسطي شامل ، و عنده كفاءات و كوادر و خبرات و تنظيم قوي جدا تطبق الفكرة الإسلامية بشكل سليم بإذن الله يظهرها بالشكل اللائق بيها . و كمان عندك فى انتخابات تونس و المغرب فازت أحزاب محسوبة على الإخوان المسلمين و فكرهم، و متوقع يتكرر المشهد فى معظم الدول العربية اللى هيحصل فيها انتخابات حقيقية ... إذن انتخاب الحرية والعدالة هيسهل أكتر  و أكتر التعاون العربي و الإسلامي بإذن الله .

4- لو بتدور على البرامج الانتخابية .. فهتلاقى برنامج ضخم للحرية و العدالة لإصلاح مصر من كافة النواحي و كلام حلو أوى أوى زي ما قلبك و عقلك يحبوا ! .

5- لو انت عارف إن كل البرامج بتاعت الأحزاب زي بعضها تقريبا { هو فيه حد مش هيقولك هعمل حرية و عدالة اجتماعية و .. و .. ، ده كلهم حتى دلوقت بقوا بيعتبروا القرآن دستورنا   :)   }  ، و أهم حاجة الكوادر اللى تنفذ الكلام .. فمش هتلاقى أقوى من الحرية و العدالة بإذن الله .. والدليل النجاح الضخم فى المقاعد الفردية فى المرحلتين ، ده غير التنظيم القوي  اللى هيوجه طاقات الكوادر الكتير ديه كلها ، و يعمل تناسق فى خطط الإصلاح و عمل على كذا جبهة فى نفس الوقت ( النقابات - البرلمان - العمل الخيري - الوزارات بإذن الله - الجامعات ..الخ ) .

6- لو انت قلقان أوى من صعود السلفيين و شايفهم هيرجعوا مصر بعد ركوب الأوبل لركوب الإبل .. الخ ( بغض النظر عن صدق أو زيف كثير من الاتهامات التى توجه للسلفيين ، فهناك موجة تخوف واضحة منهم ظهرت فى التصويت العقابي الواضح ضدهم فى جولات الإعادة الفردية ) .. برضه انتخب الحرية و العدالة ... لا يفل الحديد إلا الحديد يا ريس ! .

7- لو انت من " شباب الثورة " انتخب الحرية و العدالة برضه ! ، و قبل ما تشتم .. هقولك ليه !

* الإخوان المسلمون هم أكثر طرف شارك فى الثورة وما زال يحظي بقبول شعبي كبير لأنه أجاد الاتزان بين المسار الثوري فى الشارع و المسار الاستقراري - إن جاز التعبير- ، وذلك لأنه كان الأفضل قراءة للشارع المصري .... قد تختلف معهم و تكرههم أو تكره مواقفهم ، لكن أنا أتكلم عن واقع دلوقت .
*مين هيكون أفضل بالنسبة للثورة من طرف يمتلك الكثير من المقومات المؤهلة لتنفيذ أهداف الثورة إنقاذ مصر من الوضع الصعب ( لمحت أنا للمقومات ديه فى النقط السابقة )  ، و فى نفس الوقت يكون طرف محسوب على الثورة ، و يكون سد منيع ضد الفلول و  شايل منهم أوي أوي ، و فى نفس الوقت يقدر يلاعب المجلس العسكري سياسة صح و يرفع ايده عن مصر بأقل الخسائر ؟؟؟؟؟؟

8- لو انت براجماتى وما يهمكش غير مصلحتك ، و مالكش فى الحوارات بتاعت الأيدولوجيات و الكلام " الفارغ " ده ، و شايفه كله سفسطة ، و كل اللى فى دماغك إن دخلك يزيد و الشوارع اللى بتمشى فيها تبقى أحسن ... عليك بالحرية و العدالة لإنهم الأقوى على المسئولية الضخمة ديه للأسباب اللى فوق و اللى لسه هتيجي .

9- لو انت ليبرالي وطني بتحب مصر ، خش وعلم ع الميزان ! .. مش انت عايز حرية و عايز احترام لإرادة الناس الحرة و ديه من أهم مبادئك ؟؟ .. مين أكتر طرف دافع عن الاتنين بجد و معتبر ملاذه الوحيد و ملاذ مصر فى صوت الناس ؟ .. حزب الوغد مثلا اللى حبيبنا السلمي أحد قياداته واللى الفلول منورين فى قوايمه ؟ .. و لا الكتلة بتاعت القرآن دستورنا و حشد الأصوات بواسطة الكنيسة ؟!! ولا النخبة اللى راحت للمجلس العسكري من تحت لتحت تتحايل عليه بلاش انتخابات لحسن الإسلاميين جايين ؟؟ و لا اللى فى العلن طلبوا من العسكر يقعدوا سنتين ثلاثة ؟؟ .. و لا .. و لا ... الخ ... و على رأي المثل .. " رُبَّ واحد مش على نفس أيدولوجيتك .. لكن هو الأقرب لمبادئك " ...   :)))) ......
* ملحوظة : للأسف ، أشرف الليبراليين - فى رأيى - و الأفضل مواقفا ، هم الأضعف انتخابيا .

10- لو انت بتفكر بطريقة " لوكال " فى موضوع الانتخابات ، و عايز واحد تكون عارفه و يكون له شعبية .. فقائمة الحرية و العدالة فى الغربية كل واحد فيها له شعبية كبيرة الحمد لله فى منطقته ... و كتير من المرشحين فى الغربية نواب سابقين من اللى احترفوا مقارعة النظام السابق ( بالذمة مقارعة ديه عامية ؟؟ .. حسبي الله و نعم الوكيل .. ههه ).

11- لو مش عارف أي حد فى المرشحين ، يبقى الاختيار حسب قوة الحزب و المنظومة .. مش كده ؟؟ .. فين مين بشهادة العدو قبل الصديق عنده أقوي تنظيم ، وشغال زي ما يكون مؤسسة ؟؟؟

12- لو بتحب اختيارك يبقى هو الكسبان وما بتستحملش الخسارة   .... أظن مش محتاج أتكلم  !

13- لو محتار تدى لمين ومش عارف مين أحسن .. فيه قبلك حوالي 10 مليون صوتوا للحرية و العدالة ، يد الله مع الجماعة يا أخي
:))))

14- لو عايز استقرار .. الناس ديه اتكفرت وطنيا و اتهمت فى الشرف الثوري بسبب إنها ما بتنزلش التحرير إلا للضرورة القصوي .. أي خدمة !

15 - لو انت كاره نفسك و الحياة والانتخابات و شايف كل الموجودين تييييييييييييييييت ... مين أحسن الوحشين ؟؟ .. أظن الحرية و العدالة ، على الأقل هما الأقدر على تغيير الواقع حواليك .

لو انت فيك كل اللى فات ده مع بعضه ... يعنى انت إسلامي ليبرالي وطني براجماتى لوكال و متوازن و توافقي و بتحب اختياراتك تكسب و مالكش رأي .. الخ ، يبقى يا سعدك يا هناك ! ، مش محتاج تفكر خالص .

و قبل ما أختم .. أحب أجاوب على سؤال سخيف حاسس إنه هيطلع ... انت مالك كده متحمس أوي للحرية و العدالة و قلبت كده فى الدعاية ليهم زي إعلانات قناة الناس و الرحمة التى تدمر الصحة و تسبب الوفاة ؟؟

ههههه .. بصوا .. حزب أرضاني فكريا و تنظيميا و أراه الأفضل لمصر و لتحقيق أهداف ثورتها بإذن الله و بأدلة أبنيها على منطق و تفكير قبل العاطفة  .... ايه المشكلة فى تأييده بكل ما أوتيت من قوة طالما  لم أزور وقائع أو أحرف حقائق ؟؟؟؟؟؟

نقطة أخيرة : لو لسه مصر تنتخب حد غير الحرية و العدالة .... خووووووووود الورقتين بتوع الانتخابات ، و علم على 5 فى الفردي و 3 فى القوائم .. ده قانون جديد لسه طالع حالا .

:))))))))))

29‏/12‏/2011

برلمانيات 9 ..... حزب النور

لا خلاف أن نتائج تحالف النور كانت المفاجأة الحقيقية للكثيرين فى هذه الانتخابات ، و كون هذا التحالف يحرز حتى الآن ربع المقاعد - بينما الحزب الرئيس فيه تأسس منذ عدة أشهر بعد سنوات طويلة من العزلة السياسية للتيار السلفي بل و تحريم الكثير من ممارسات العمل السياسي الحالية ! - لهو أمر يستحق إطالة النظر .

عامة و دون مقدمات طويلة .. أنا لم أتعجب كثيرا من هذه النتائج ، و توقعت أن يحصل تحالف النور على نتيجة كبيرة مقارنة بخبرته السياسية و كوادره ... الخ و إن كنت أعترف أننى توقعت ألا يزيدوا عن 20% ، المهم أننى رغم احترامي للإخوة السلفيين و لحزب النور ، و رغم اعتبارى إياه أفضل بكثير من الفلول و الوغد و الكتلة ،  ورغم انطلاقى و هو إلى نفس الهدف النبيل مع اختلاف المسارات ، فإن لى 10 انتقادات أو ملحوظات أو آراء شخصية - سمها ما شئت - عن حزب النور من وجهة النظر السياسية و الانتخابية ، أهديها لمن يريد التصويت له .

قبل أن أبدأ .. أتمنى ألا يظن بى الإخوة السلفيون الظنون ، فنحن الآن فى منافسة انتخابية شريفة ، و طالما لن أشنعَ عليهم أو أتهمهم بماليس فيهم بإذن الله ، فليس عليّ حرج ...... نبدأ على بركة الله !

1- شاء إخواننا السلفيون أم أبوا ، فما زالوا فى سنة أولى سياسة .. و ليتذكروا حالهم مع ممارسة السياسة من عام بالتمام ، و مواقفهم من المظاهرات و الانتخابات فى حينها ، و كيف كانوا يرونها عديمة الجدوي  ، و طالما توافر من هو أكثر منهم خبرة و يخدم الفكرة الإسلامية ، فلا أرى وجها عندي للتصويت لحزبهم .

2- يعتمد إخواننا فى حزب النور على كثافتهم العددية و على الانتشار الذى سمح لهم النظام السابق به فى السنوات الأخيرة عندما كان يدفع بالخطر البعيد ( اللى هو السلفيين ) الخطرَ القريب ( اللى هو الإخوان ) ، فقد سمح لهم بالعمل عبر المساجد خاصة و غيرها من الأماكن التى كان محرمة على الإخوان ، و سمح لهم بفتح عدة قنوات مقابل الامتناع عن الحديث فى السياسة ! .. أي أن نسبتهم فى التصويت فى رأيى هي فى الأصل انتفاخ عددي ! . وأقل مقارنة بينهم و بين الحرية و العدالة فى البرامج والكوادر و الخبرة السياسية تؤكد حصولهم  على ما هو أكثر من مؤهلاتهم التنافسية .

3- بالتأكيد تغير إخواننا السلفيون ، و تطوروا سياسيا كثيرا من ذى قبل ، و لما نزلوا إلى المعترك بدأوا يتبنون ما كانوا يرونه حراما فى السابق ! ، و أعتقد أنهم بدأوا يتفهمــُّون فى داخلهم أنهم كان قاسين فى انتقاداتهم لمن نزلوا المعترك السياسي قبلهم عندما رموهم بالتفريط و التخلى عن الثوابت .. الخ .. المشكلة الحقيقة عندي ، أنهم لا يريدون الاعتراف بأن كانوا مخطئين سابقا ، و أنا لا أئتمن على مصر من لا يريد - ضعفا أو كبرا - أن يعترف بأخطائه .

4- لا مانع عندى فى أن يدافع السلفيون عن مواقفهم السابقة ، طالما يدافعون بأدلة صحيحة و لا يحرفون الوقائع ، لكن أن يدعوا لأنفسهم بطولات لم يفعلوها أثناء الثورة خاصة .. فهذا لا أرضاه أبدا أبدا. لكن للأسف أرى الغالبية العظمي منهم تدافع و تدافع و تدافع وتبرر بما يقبل و ما لا يقبل ..
مثال واقعي : أحد الشيوخ الكبار فى طنطا كان يعطي درسا فى مسجد سلفي شهير يوم 25 يناير بينما المظاهرة تمر بالقرب من المسجد ، و كان الدرس قد انتهي ، لكن منع طلاب العلم من الخروج من المسجد إلى أن تمر المظاهرة لألا يقعوا فى الفتنة !! .. نفس الشيخ بعد شهرين من الثورة حضرت له فى نفس المسجد ندوة مع الشيخ محمد عبد المقصود - أحد القلائل من السلفيين الذين انضموا صراحة للثورة - ، و كان يتحدث في المقدمة عن الثورة المباركة التى فتحت الآفاق !! و لم يخبرنا الشيخ كيف تحولت الفتنة إلى ثورة مباركة و هو ليس مخطئا فى الحالين .

5- رغم ما يبدو من تنظيم دعوي جيد للدعوة السلفية بالأسكندرية التى أسست حزب النور ، إلا أنها قدراتها التنظيمية السياسية ( رغم أنها تطورت كثيرا ) لا تقارن بتنظيم سياسي احترافي كالإخوان المسلمين ، إذن فالتصويت لأي سلفي بحجة أنه سيكون ترسا فى آلة ، ليس صحيحا فى كل الأحوال .

6- أظهرت نتائج الفردي فى المرحلتين السابقتين ، أن حزب النور لا يمتلك الكثير من الكوادر السياسية التى تقنع الناخبين للتصويت لها خاصة أن ينزلوا لها خصيصا فى جولات الإعادة .. و لولا الكثافة العددية لمتبعى الفكر السلفي لما حققوا النتائج الكبيرة التى حققوها فى نظام القوائم .
مثال يخدم النقطة السابقة .. فى محافظة البحيرة ، تفوق السلفيون فى دائرتي القوائم على الحرية و العدالة و حصلوا على المركز الأول ، لكن فى الفردي .. حصلوا على 3 مقاعد من 10 ،و حصل الحرية و العدالة على الـ 7 الباقية !! .... لن أعلق على المثال بأكثر مما قلت .

7- كنت أسأل أحد زملائي عن الانتخابات ، فقال إنه سينتخب فى مقعدي الفردي الحرية و العدالة ، أما القائمة .. النور ! ، فقلت له لماذا ؟؟ .. اختيارك للحرية و العدالة فى المقعدين الفرديين يؤكد أن ترى فيهما كوادر تستحق ، فهل كوادر قائمة النور أقوي ؟؟ .. فقال لا ! .. بعد مناقشة شعرت و كأنه يفكر بطريقة : مش عايز أزعل حد ، و كلهم كويسين و كلهم بتوع ربنا ! ... اقتنع بوجهة نظري فى النهاية .

8- هناك تذبذب و تناقض فى مواقف الإخوة السلفيين لا يعجبني .. مثال : فى أحداث محمد محمود قرروا النزول نصرة للمظلومين و لحرمة الدم الحرام الذى أسيل .. جميل جدا ، و فعل محمود خاصة أنهم ينزلون الميدان بتعقل شديد و دون صدام ... السؤال : هذا المنطق فى النزول نصرة للشهداء الـ 40 الذين سقطوا فى أحداث نوفمبر ، أين كان من الـ 800 شهيد الذين سقطوا فى جمعة الغضب من أجل هدف واضح وضوح الشمس هو إسقاط المخلوع ؟؟؟؟؟ ....لو اعترفوا بأنهم مخطئون فى القديم .. لكان لهم كل الحق ، أما و هم لا يعترفون ، فلا عذر لهم عندي .

9- كنت عند الحلاق ، فسألته من ستنتخب ، فقال لي حزب النور فى القائمة و الشيخ سيد عسكر فردي ، فقلت له و ليه مش الحرية و العدالة فى القوائم .. فقال لي هما منظمين جدا و محترمين أوى و خبرة سياسية كبيرة ... بس السلفيين أقرب للسنة !! .... كتمت غيظي و قلت له ، أعتقد أن الأقرب للسنة هو اختيار الأكفأ القوي الأمين المناسب لمكانه ، و ليس من اتبع سنة الرسول الظاهرية فى إطلاق لحيته أو تقصير جلبابه ! .. سنته الظاهرية له ، لكن كفاءته السياسية هي ما نريد ...... فلم يرد عليّ الحلاق ! .

10- ختاما .. على المستوى المحلي ، قائمة النور فى دائرة الغربية 1 " طنطا - كفر الزيات - قطور - بسيون " ، ضعيفة جدا جدا سياسيا إذا ما قورنت بقائمة الحرية و العدالة التى تضم نوابا سايقين احترفوا مقارعة النظام السابق لسنين و لهم شعبية و كفاءة كبيرتين .. و كذلك مرشح الفردي لا مقارنة بينه و بين الشيخ سيد عسكر فى هذا المجال .

حكم عقلك فى الاختيار ... فالاختيار مسئولية كبري أمام الله و الوطن .


العودة إلى الأندلس ..

جادكَ الغيثُ إذا الغيثُ همي ـــــــ يا زمانَ الوصلِ فى الأندلسِ
قد مضينا نحملُ الخيرَ و ما ـــــــ نامتِ الأعينُ عندَ الغــَــلـَــسِ
إننا مجدٌ و عزٌّ إنـــــــَّــــــنا ــــــــ عائدون أمتى لا تيـــــــأسى !
              عائدون أمتى لا تيأسى

*********************************************
بينما نحن فى خضم الربيع العربي الملتهب ، تمر علينا الذكري الـ 520 للقضاء التام على الدولة الإسلامية فى الأندلس ... قد يبدو للبعض أن القضيتين منفصلتين  ، لكن العكس هو الصحيح ... إنهما نفس القضية مع اختلاف الوجوه لا أكثر .

إن جيلنا الآن يدفع ثمن الـ 500 عام من الخروج على صراط الإسلام المستقيمة والضياع و الاستبداد و التخلف الحضاري التى أورثتنا إياها الأجيال الماضية ، حتى أشعر كأني أريد الوقوف أمام مجري الزمن ثم أقتطع منه على الأقل 600 عام ، ثم أصل الباقى بالمستقبل القادم بعد الربيع العربي العظيم بإذن الله ، فكأن هذه القرون البائسة لم توجد أصلا ! .

و قصة الأندلس تلخيص لتاريخ الأمة الإسلامية كله ، فى البداية فتح عظيم ، و رغم سنوات عجاف تبعته من الاضطرابات و الفوضى لبعدها عن مركز الخلافة فى دمشق ، فقد نجح عبد الرحمن الداخل الأموي الهارب من بطش الثورة العباسية بخصومها فى المشرق ، فى أن يوحد الأندلس الإسلامية تحت رايته و أن يقمع المتمردين مؤسسا دولة قوية فى الأندلس حكمتها سلالته قرنين و نصف ، تطورت فيهما  حضارة الأندلس حتى أصبحت جنة الدنيا و موطن الإيمان و العمران ، ثم ضعف و فساد و تمزق و هجمات صليبية لا ترحم و حكام فقدوا كل معنى للمروءة و الكرامة و الدين ، فانهيار و تفتت و احتلال و مذابح ، قم زادتنا الأندلس من الشعر بيتا .. فجاء قضاء مبرم على الوجود الإسلامي فيها ، و بكي حكامها الأواخر كالنساء ملكا لم يحفظوه و أسلافهم حفظ الرجال .

نعم كانت هناك تجاوزات فى قمة ربيع الأندلس ، و لم يكن التطبيق الإسلامي مثاليا ، لكن كانت كفة الروعة و الحضارة و الروح الإسلامية هي الغالبة ، خاصة فى عهد عبد الرحمن الناصر فى النصف الأول من القرن الرابع الهجري ، و الذى أصبحت فى عهده قرطبة - عاصمة دولة الأندلس آنذاك -  جوهرة الدنيا فعلا ، و كانت وفود العالم الإسلامي و أوروبا تنهال عليها طلبا للعلم و السياحة و الصداقة .. الخ .

لقد جمعت الأندلس فى أقصى منحناها بين ما اعتبره الباقون تناقضا لا يستقيم ، فأي بقعة زمانية أو مكانية غيرها اجتمع فيها طلب العلم مع الجهاد فى سبيل الله مع البنيان و العمران مع الاستمتاع بمباهج الدنيا من طعام و شراب و سكني و جوار ٍ و موسيقى .. الخ !
*****************************************
 يا زمانا .. هل نسيت َ المسلما ؟
نورَ هذا الكونِ روّاءَ الظمــــا
أدهُرا كنــَّـا شموسا أنـجـُــما
و مضينا كي نغيثَ الأممــا
نحمل الخيرَ و نمضى قـُـدُما
حـُلـَــلَ النورِ بلادي فاكتسي .. حلل النورِ بلادي فاكتسي
جادك الغيثُ إذا الغيثُ همي .. يا زمانَ الوصلِ بالأندلسِ
*****************************************

لقد ضمـَّـت قرطبة بين جنباتها العالم و الطبيب و المجاهد و الشاعر و البناء و الفنان و الأمير و المكافح و الإمام و القس و الحبر و العابث و حتى السكير و الراقص !! .. فسيفساء بشرية رسمت شكلا مميزا من الحضارة الإسلامية المتسامحة مع مكوناتها ، الشديدة على عدوها ، الجادة فى نهارها حتى تظن أنها لا تعرف الهزل ، و المرحة فى ليلها حتى تظنها نسيت أن فى الدنيا جدا و اجتهادا !

كان من يحكمون الأندلس مستبدون و يورثون الحكم لأبنائهم (  وهذا كان من أهم أسباب الضعف فيها ) ، لكن كان لهم طموح فى تسيُّد الدنيا ومباهاة المعمورة فى كل ما يفخر به الإنسان .

علينا أن نعود للأندلس من جديد ، أن نستلهم طاقتها الحضارية فى بعثنا المعاصر بعد الربيع العربي المجيد ، و ستكون أندلسنا الجديدة أقوي و أبهي ضياء و أرسي دعائما و هي ملتحفة بالديموقراطية التى ستعيد فريضة الشوري الغائبة إلى النور ، و مستفيدة مما أبدعه العقل الإنساني الحديث من قدرات على التواصل و التكامل الإنساني .

و ليبنى كل منا أندلسه داخله .. !

******************************************
أمتى صبرا فإنا لن نغيبْ
لم يعد يطربنا ذاك النحيبْ
فالحبيبُ الحرُّ يسعى للحبيبْ
فجرنا يا أمتى صار قريبْ
آن أن نـُرجِـعَ ذا المجدَ السليبْ
عائدون أمتى لا تيأسي .. عائدون أمتى لا تيأسى
جادك الغيثٌ إذا الغيثُ همي .. يا زمانَ الوصلِ بالأندلسِ
******************************************







26‏/12‏/2011

برلمانيات 8 : الوسط

يعرف أصدقائي جميعا أننى أؤيد و بقوة حزب الحرية و العدالة ، و أننى أتشرف بالانتساب للفكر الإسلامي الوسطي الشامل و الذى أرى أكبر مدرسة فكرية تمثله فى العالم هي مدرسة الإخوان المسلمين . كما يعرفون أننى أعتز بكل من ينسب نفسه للمشروع الإسلامي للنهضة  ، و يحاول أن يكون على مستوى عظمة هذا الفكر .

و فى مجال السياسة ، أرى أكبر من يمثل هذا التيار هما حزب الحرية و العدالة و حزب الوسط . لكننى أفضل الحرية و العدالة لأننى أرى التصويت له يصب أكثر فى صالح الفكرة الإسلامية لأن أقوى بكثير - مع كامل احترامي للوسط - ، و الصوت للحرية و العدالة احتمال ترجمته إلى مقاعد أكبر بكثير من الوضع فى حالة التصويت للوسط فى معظم الدوائر .

لكننى وجدت الكثير من اًصدقائي الأعزاء المؤمنين بالفكرة الإسلامية السياسية الوسطية يريدون التصويت لحزب الوسط .. لا مانع .. لكن أريدهم أن يضعوا فى اعتبارهم النقاط الآتية :

1- ليس عندى أزمة مع الوسط .. و المقعد الذى لا يذهب للحرية و العدالة ، أريده للوسط .. بالبلدي .. ما راحش بعيد ، فى بيته ! .

2- الحسابات الانتخابية تحتاج لعقلانية بحتة مع تحييد العواطف قدر الإمكان .

3- حزب الوسط حصل حتى الآن فى القوائم على ما يقارب ثلاث أرباع مليون صوت ، و طبقا لأشهر نظام لاحتساب نتائح القوائم و الذى طبق فى تونس ، فقد حصد 7 مقاعد ( 4 مرحلة أولي - 3 مرحلة ثانية ) من أكثر من 210 مقعد قوائم تم المنافسة عليها حتى الآن .. الملاحظ أنه فى جميع الدوائر حصل على المقعد بصعوبة بالغة باستثناء دائرة دمياط  " يمثلها  8 مقاعد " و التى حصلت فيها القائمة ( رأسها الأستاذ عصام سلطان ) على حوالى 14% من مجموع الأصوات الصحيحة ، ففى دائرة الشرقية 1 مثلا ، حصل الوسط على 2.2% ، و فرق 500 صوت منحه المقعد العاشر فى الدائرة بدلا من الناصري .

4- أكبر مشاكل حزب الوسط فى رأيى تتمثل فى نقطتين هامتين .. أنه ما زال يسوق نفسه على أنه حزب " أنا اللى مش إخوان " ، و أعتقد أن أغلب الأصوات التى حصل عليها جاءت ممن لا يحبون الإخوان لسبب أو لآخر دون أي أسباب موضوعية أخري  ، و أنه ما زال بنسبة كبيرة " حزب عصام و أبو العلا " .. نعم هناك كوادر محترمة أخرى فى الحزب مثل ( الدكتور محمد محسوب ، م. محمد السمان ... الخ ) ، لكن أمامها الوقت الكثير قبل أن تثبت جذورها فى الشارع و يمكن المراهنة عليها انتخابيا .

5- حزب الوسط فى رأيى ، من أسوأ الأحزاب إدارةً  للعملية الانتخابية ! .. كان عليه بدل النزول منفردا أن ينضم إلى تحالفات مثل التحالف الديموقراطي - و الذى فتح ذراعه للجميع ، و منهم من هو أقل كوادرا و قيمة من حزب الوسط - ، أو يشكل بنفسه تحالفات .
كما أنه تنافس فى معظم دوائر الجمهورية ، و كان الأولي به فى رأيى - و الله أعلم - أن يكثف جهوده و إمكاناته ( و هي ليست كبيرة ) على نصف أو ربع الدوائر ..
حزب الإصلاح و التنمية نصف الفلولي حصل على أقل من نصف الأصوات التى حصل عليها الوسط ، لكنه ترجمها إلى 7 مقاعد منها 3 فى المنوفية وحدها ، أحدها لرئيس الحزب محمد عصمت السادات الوحيد الذى حسم مقعد فردي فى الجولة الأولى من المرحلة الثانية .

6- مع كامل احترامي للجميع .. الفترة القادمة - إن جاز التعبير - هي فترة الإخوان المسلمين بتنظيمهم القوي و كوادرهم التى تعد بالآلاف فى كافة المجالات ، و خبرتهم الانتخابية و البرلمانية العريضة ... الخ ، فأرى أن يمنحوا الفرصة كاملة ، و أن نقف وراءهم ليحصلوا على الأغلبية التى تمكنهم من تنفيذ برامجهم و إصلاحاتهم بمنتهى السلاسة . ( سأخصص بعد أيام بإذن الله مقالا عن هذه النقطة ) .

7- قائمتي الوسط فى الغربية - فى رأيى - ضعيفتان جدا خاصة لو قورنتا بقائمتي الحرية و العدالة ، و لا أرى لهما - و الله أعلم - حظوظا فى نيل أي مقعد . و لذا أرى التصويت لهما هدر للصوت .

و ربنا يوفق كل من يحمل مشروع الإسلام الوسطي الشامل
:)

13‏/12‏/2011

برلمانيات 7 ..... نـُــصـِـرْتُ بالشبــاب !

رغم تأييدى القوي لحزب الحرية و العدالة فى الانتخابات ، و يقينى الشخصي من أن كفة إيجابياتهم ترجح سلبياتهم بكثير ، و أننى سأنتخبهم فى القوائم و الفردي بإذن الله و هذا قرار نهائي ، لكن هناك عدة مآخذ لي عليهم ... من أهمها قضية الشباب و تمثيلهم على قوائم الحزب .

بالطبع أنا ضد فكرة تعظيم الشباب لمجرد كونهم شبابا فى سن العشرين أو الثلاثين ، أو اختزال الثورة فيهم " ثورة الشباب " رغم أن الشباب أطلقوا شرارتها ( و الشرارة وحدها لاتكفي طبعا ، و كم من شرارة ذهبت أدراج الرياح ) . و لا أري القدرة على الهتاف فى المظاهرات و مواجهة الأمن المركزي و الاعتصام مؤهلات كافية بمفردها للترشح فى الانتخابات ... لكن نحن أمة الشباب ، و تجهيزهم لرفع الراية مسألة أمن قومي و ضمانة أساسية لاستمرارية أي فكرة أو حزب .. الخ فى المستقبل .

نعم ما زال أمام معظم الشباب العاملين بالسياسة الكثير من الجهد للتعلم و اكتساب الخبرات و بناء الشعبية ... الخ ، لكن لابد من وجود ممثلين لهم فى البرلمان ... على الأقل كان بالإمكان زيادة أعداد المرشحين منهم ووضعهم فى أماكن متأخرة بالقوائم حتى يعرف الناس أسماءهم و حتى يكتسبوا مهارات العمل السياسي العام بالتجربة و الممارسة استعدادا للانتخابات القادمة بإذن الله .

ما هوَّن عليَّ الأمر ، هو أن غالبية مرشحي الحرية و العدالة بين عمر 40 - 60 ، و يمتازون بروح شابة مكنتهم من تحمل السجون و الاعتقالات و سنوات النضال الطويلة ، و أرى هذه الشريحة فى قمة عطائها الآن و كأنها شباب بخبرة الكهول ، أو كهول بطاقة الشباب .. لكن إن أراد الحرية و العدالة أن يضمن لنفسه الاستمرارية فى المستقبل ، فعليه الاهتمام بتصعيد الشباب و إلا ... فالقادم لغيرهم ممن نجحوا فى احتواء الشباب و استقطابهم .

لقد أحزننى كثيرا أن قابلت عددا من الشباب فى سني لن يصوتوا للحرية و العدالة لهذا السبب - رغم احترامهم له و إيمانهم بكثير من مبادئه و أهدافه - . خسارة الشباب ثقيلة للغاية .

انتصرت دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم فى صدر الإسلام بالشباب و بمن يمتلكون روح الشباب معا .. و لنا فى رسول الله أسوة حسنة .





10‏/12‏/2011

برلمانيات 6 ..... خدعة البرلمان المتوازن

كثير من العبارات و الأفكار التى تنتشر فى هذه الأيام العصيبة  يتلبس فيها الخطأ بقشور من الصواب ، باختصار .. حق يراد به باطل .

من هذا يأتى موضوع " البرلمان المتوازن " .

بعد أن انطلق ماراثون الانتخابات ، و أظهرت نتائج المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية تقدما كبيرا للإسلاميين ، توجه سدنة الإعلام المصري و زبانية المصالح - بعد عجزهم عن منع حدوث السيل - إلى محاولة احتوائه ، فتصاعد الحديث الآن عن ضرورة ألا ينفرد أحد بالبرلمان القادم ، و ضرورة أن يكون متوازنا يضم جميع أطياف الشعب المصري .. الخ . و راج هذا الكلام الذى ظاهره فيه الرحمة ، و باطنه العذاب ،  حتى فوجئت ببعض زملائي من مؤيدى الفكرة الإسلامية يريد أن يصوت للكتلة التى يبغضها جدا ، لمجرد أنها أقرب منافس للإسلاميين !!

هذا الموضوع هام جدا جدا ، و هو أخطر قضية تتعلق بالانتخابات فى رأيى ، و لذا فلن أتمكن من الإحاطة به فى مقال واحد ، و لذا فسأبدأ بـ 5 أفكار رئيسية أستكملها فيما بعد بإذن الله :

1- أن يكون البرلمان ممثلا لكافة أطياف الشعب ، فهذا أمر حيوي جدا جدا .. لكن كل بنسبة تمثيله كما اختار الشعب فى انتخابات حرة نزيهة ، مهما كبر هذا التمثيل أو صغر .

2- برلمان منتخب بنزاهة به 95 % أغلبية لحزب ما هو برلمان متوازن ، أما برلمان غير نزيه - أو مجلس ما - به من كل بستان زهرة دون تمثيل نسبي ، هو غير متوازن بالمرة .

3- برلمان مفتت متناقض لا يستطيع إنشاء تحالفات أغلبية قوية لإمرار قرارته ، هو برلمان مشلول بحاجة لتدخلات من خارجه أو لحلــِّـه !! ... و هو أكبر أحلام المجلس العسكري كذلك !

4- فى القانون المصري الحالي لا يستطيع البرلمان إمرار قانون رغم أنف الرئيس ذو الصلاحيات الواسعة ، إلا بأغلبية الثلثين .. نريد برلمانا به مقدار من التجانس يسهل الحصول على هذه الأغلبية .

5- لم تستطع تركيا أن تنهض من كبوتها ، و تنتشل نفسها من الأزمة الاقتصادية و التخلف السياسي و الدكتاتورية العلمانية الأتاتوركية ، إلا بعد أن حصل حزب العدالة و التنمية إسلامي الجذور على أغلبية مطلقة فى عام 2002 ، مكنت له منفردا أن يشكل الحكومة ، و تكرر هذا بعدها مرتين آخرها 2011 ، و هذه المرة حصل على 363 مقعدا ، وهذا يمثل ثلثي البرلمان إلا 4 مقاعد ، و هذه الـ 4 مقاعد حالت بينه و بين تعديل الدستور للتخلص من بقايا العهود البائدة ، و عليه أن يقبل مساومات من أحزاب أضعف منه كثيرا و يقدم لها تنازلات لإمرار ما يحتاج للثلثين .

و للحديث بقية بإذن الله .





















08‏/12‏/2011

برلمانيات 5 .... سيبوهم يتسلوا !

أفضل حكمة صدرت من المخلوع كانت .. " سيبوهم يتسلوا " ! ، تصلح لكل زمان و مكان .. و صلاحيتها أكثر - فى زمن الثورة - مع الفلول و أيتام مبارك .

و لذا ، فكانت هي أول ما خطر ببالى عندما قرأت تصريحات اللواء الملا الأخيرة للصحف الأجنبية !

لماذا يصر العسكر على قطع شعرة معاوية معهم ، و التى نجاهد - حفاظا على مصر-  لإنعاشها ؟؟

هل يظن عسكر مبارك أنهم يمتلكون شرعية لا يمتلكها برلمان انتخب عشرةُ ملايين مصري نوابَ مرحلته الأولي فقط ؟؟

لماذا تخاطرون بمصر يا قادة " مدرسة الوطنية " ؟؟؟؟ ، تريدون الاستهانة بأهم برلمان منتخب فى تاريخ مصر الحديث ؟؟ . هل تستطيعون مجابهة غضب ملايين محبطة منفعلة وقفت فى الطوابير لساعات بمنتهى الحماسة و الصبر  من أجل انتخاب أعضائه ؟

لقد كنا نريد لمصر - و لكم -  الخروج بأفضل شكل مشرف ، و بأقل خسائر ممكنة .. لكن استمراركم على نهج مبارك فى تحدي إرادة الشعب - بل و قتل أبنائه بدم بارد أحيانا - ، و فى مخاطبة الخارج قبل الداخل .. يضعف - للأسف الشديد - من احتمالية هذا الخروج المشرف .

تعقــَّــلوا يا عسكر مصر ! ، لقد ضقنا ذرعا منكم و من بلالين اختباركم و من مستشاريكم و من علاقاتكم و من شبكات مصالحكم و من .. ومن ...... .

ستظل يد الشعب المؤيد بربه هي العليا ، و يدكم و يد أمريكا و كل أعدائنا السفلي ... و ستفعلون ما نريد طوعا أو كرها بإذن الله . و إذا خاطرتم بمصر ، فشعب مصر مر عليه آلاف المستبدين قبلكم و منهم من دفعوا بها إلى الهاوية ، و مع ذلك نبع فيها جيل ثوري طاهر التفت حوله الملايين الشريفة و أطاحت بسيدكم آخر سلسلة الفراعنة .

الثورة خط أحمر .. إرادة الشعب  مليون خط أحمر ، و إنه لجهاد .... نصرٌ أو استشهاد !



07‏/12‏/2011

برلمانيات 4 .... قراءة فى جولة الإعادة بالمرحلة الأولي

سألخص رؤيتى بخصوص جولة الإعادة فى 10 نقاط سريعة منعا للملل الناجم عن حالة التشبع السياسي لدينا جميعا ..

1- أظهرت النتائج أن نسبة المشاركة كانت جيدة جدا رغم تهويل الإعلام فى قضية ضعف المشاركة .. فعدد المصوتين فى أغلب الدوائر تجاوز المائة ألف ، و وصل إلى ربع و نصف مليون فى بعض الدوائر الكبيرة .

2- ما زال لدينا جميعا نوع من السطحية فى الأحكام ! .. الطوابير فى المرحلة الأولي كانت مفهومة لأن الناخب يقضى وقتا كبيرا فى البحث عما يريد فى الورقتين الضخمتين ( قوائم - فردي ) ، و كذلك بسبب التخبط و سوء الإدارة النجامين عن قلة الخبرة . أما فى جولة الإعادة فورقة صغيرة بها 4 أسماء ! ، بجانب معالجة كثير من الأخطاء الإدارية السابقة ... من الطبيعي أن تقضى على ظاهرة الطوابير .

3- فزاعة الفلول فى البرلمان أثبتت أنها زوبعة فى فنجان ، و أن الغرض منها كان تنفير الشعب المصري من الاستحقاق الانتخابي الديموقراطي .

4- سيندم كثيرا من أصروا على وجود نصيب من المقاعد للنظام الفردي و اعتقدوا انها ستكون طريقا للفلول للعبور إلى برلمان الثورة ، فلم يحصل الفلول إلا عدد من المقاعد لم يتعد أصابع اليد الواحدة .

5- حزب الحرية و العدالة - كما كنت أرى من قبل الانتخابات - هو أقوى سد لنا ضد الفلول لما له من كوادر قوية جدا فى أغلب مناطق الجمهورية . مثال فى دائرة الجمالية : سحق مرشحُ الحرية و العدالة الفل َّ الكبير حيدر بغدادى بفارق 52 ألف صوت .

6- لو كانت جماعة الإخوان المسلمين تقدم الانتهازية السياسية و مصالحها الضيقة على مصلحة الأمة - كما تتهم كثيرا -  ، لأصرت على الانتخاب بالنظام الفردي الذى تتقنه و تمتلك الكوادر المؤهلة له ، لكن حزبها توافق مع الجميع على جعل نظام القائمة النسبية هو الأساس ( حصل الحرية و العدالة فى المرحلة الأولى قوائم على 36% من الأصوات ، و فى الفردي حسم ثلثى المقاعد 66.6% !! ) .

7- كان هناك تصويت عقابي واضح جدا ضد السلفيين لصالح الحرية و العدالة فى الأساس ! ، لم ينجح فى جولة الإعادة منهم إلا 5 من 26 ، أما الحرية و العدالة 34 من 47 ! ... على السلفيين الاستفادة من هذه التجربة و تبين الأسباب التى ترعب عامة جماهير الشعب المصري منهم ، و ألا يكتفوا بوجود شريحة ما تؤيدهم على طول الخط إذا ما أرادوا المنافسة فى المعارك الانتخابية القادمة فى تاريخ مصر .

8- على الإخوان ألا يغتروا أبدا بنتائج جولة الإعادة هذه ، فكونهم البديل الأفضل أو الأقل سوءا فى نظر غالبية الشعب المصري ، لا يعنى أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان ! . عليهم أن يطوروا من أنفسهم أكثر فأكثر و ألا يداخلهم شئ من الغرور ، فقد وضعتهم هذه الثقة الشعبية - و إن كانت فى بعض الأحيان نسبية - على شفا جرف هار ، إن لم يبذلوا قصارى جهدهم فى خدمة شعبهم سينهار بهم فى جهنم ثورات لا تحمد عقباها .

9- انتصرت الثورة انتصارا أراه ساحقا ... و يكفى أن فصيلا محسوبا على الثورة هو حزب الحرية و العدالة ، حصل بتحالفه على ثلثي المقاعد الفردية " 36 مقعدا "، و نجح أحد شباب الثورة مصطفى النجار ، والسلفيون الذين حصلوا على 6 مقاعد فردية مهما تكلمنا فى موقفهم أثناء الثورة ، فليسوا فلولا و لا متأمركين و الآن هم مع الثورة قلبا و قالبا و يمتلكون إخلاصا شديدا لفكرتهم و لمصر .

10- لو لم يكن للانتخابات من فائدة سوى أنها حركت الجموع الراكدة من جماهير مصر و أسلمتها قياد مستقبلها .. لكفاها .

 لا رجوع .. لا رجوع ... إلى الأمام إلى الأمام ، ثورة ثورة ثورة ! .

05‏/12‏/2011

برلمانيات 3 ... نتائج المرحلة الأولي قوائم ..

هذه النتائج طبقا للنتائج النهائية التى أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات على موقعها الالكتروني 

و طبقا لطريقة احتساب المقاعد الأشهر عالميا ... طريقة الكسور ( غالبا ستكون هي طريقة الحساب عندنا و الله أعلم )


مثال : 
دائرة حصتها 10 مقاعد .
قائمة أ : 46% من الأصوات الصحيحة // ب : 33% // ج : 12% // د : 5% // هـ : 4%

المعامل الانتخابي ( قيمة المقعد النسبية ) = عدد الأصوات الصحيحة / عدد المقاعد = 10%

قائمة أ : 4 مقاعد ( و الكسر الباقي 6% )
قائمة ب : 3 مقاعد ( الباقي 3% )
قائمة ج : 1 مقعد ( الباقى 2% )
قائمة د : - مقعد ( الباقى 5% )
قائمة هـ : - مقعد ( الباقي 4% )

حتى الآن استوفينا 8 مقاعد ، يتبقى 2 ، يحصل عليهما القائمتين صاحبتا أعلى كسرين بالترتيب ، و هما القائمة أ ( 6% ) و القائمة د ( 5% )

فيكون الحساب الختامي : أ : 5 مقاعد // ب : 3 // ج : 1 // د : 1

و الآن .. نخش فى المهم .... عدد المقاعد بنظام القوائم فى المرحلة الأولي = 102 مقعد ( الأصل أنها 112 ، لكن خصمنا الـ 10 الخاصة بالدائرة الأولى بالقاهرة التى قضت محكمة القضاء الإداري ببطلان الانتخابات فيها و إعادتها )

نصيب القوائم :     و الله أعلم

الحرية و العدالة ( التحالف الديموقراطي ) : 40 مقعدا
النور ( التحالف السلفي ) : 26 مقعدا
الكتلة المصرية : 13 مقعدا
حزب الوغد : 9 مقاعد
الثورة مستمرة : 4 مقاعد
الوسط : 4 مقاعد
الإصلاح و التنمية : 2 مقعد
الحرية " فلول " :  مقعد واحد
مصر القومي " فلول " : مقعد واحد
المواطن المصري " فلول " : مقعد واحد
المحافظين " فلول " : مقعد واحد

03‏/12‏/2011

برلمانيات 2 .... هل نسينا المجزرة ؟؟

ماحدث فى ميدان التحرير مغرب الأحد 19 نوفمبر بينما جوانب الميدان تضج بالآذان هو باختصار .. مجزرة .

قوات مشتركة من الجيش و الشرطة تقتل أبناء مصر بطريقة لا يجرؤ الكيان الصهيوني على فعلها مع الفلسطينيين إلا فى مناسبات خاصة .

مشاهد مروعة تركوها - و كأنهم متعمدين - تبث إلى الدنيا كلها .. مشاهد مفعمة بمزيج فريد من الكراهية و السادية و التخلف العقلي .

و لأن تربية العسكر فى بلادنا على اختلاف أنواعهم - إلا من رحم ربي - تجعلهم فعلا عبيدا للمأمور فكرا و فعلا ، فمن العبث أن نحمل الجنود الذين اشتركوا فى هذه المأساة المسئولية وحدهم .. فالجزء الرئيس يقع على يد السفاح الذى أصدر لهم الأوامر .

العجيب أنهم لم يستفيدوا بتاتا من هذه المجزرة ... اسرائيل استفادت من مجازرها .... إجرام و غباء !!
  ( مع تنحية التفسير القائل بأنهم تعمدوا هذا لاستفزاز الناس و تفجير الشارع للتخلص من الاستحقاق الانتخابي ، فرغم وجود شواهد له ، إلا أنه قد سقط فعليا على أرض الواقع بسبب حنكة السياسيين المصريين الشرفاء خاصة جماعة الإخوان المسلمين ، و كذلك بسبب قوة الميدان التى أرعبت العسكر )

فبعد إخلاء الميدان ... تركوه ليعود الناس إليه بأعداد أكبر !

هل نجحوا مثلا فى كسر شوكة الناس ؟؟؟ .... هيهات ... فى أقل من 4 أيام حدثت مليونيتين ضدهم لم يكن لهما هتاف إلا ( الشعب يريد إسقاط المشير ... يسقط يسقط حكم العسكر ) ... ماذا كان سيحدث لو قررت هذه الجموع التوجه للاعتصام أمام وزارة الدفاع ؟؟؟؟

هل حققوا مكاسب سياسية ؟؟ ... الانتخابات بدأوها طوعا أو كرها / اضطروا لتحديد موعد نهائي لتركهم السلطة / وثيقة السلمي التى تضمن مستقبلهم ، اضطروا إلى تنحيتها جانبا خوفا من تفجير الموقف ضدهم من جديد .

لم يحققوا سوى مزيد من الإيقاع بين الشعب و التحرير ، وهذا يتحمل مسئوليته عناد بعض الشباب الثائر و إصرارهم على استنفاد رصيد الميدان دونما فائدة .

الخلاصة ... أننا لم و لن ننسى هذه المجزرة أبدا . إننا أصررنا على إجراء الانتخابات فى موعدها و على إيقاف مهازل محمد محمود التى أعقبت المجزرة ، حقنا للدماء الزكية و وفاء واقعيا لدماء الشهداء بتحقيق أمنيتهم بأن تتخلص مصر من حكم العسكر بأقل خسائر ممكنة .

يا معشر العسكر ! .. انتهت دولة مماليك العصر الحديث . لن تحكمونا أبدا بإذن الله .

لا يغرنكم أن كظمنا غيظنا و تحاملنا على عواطفنا و تفاوضنا معكم و أصررنا على إجباركم على عقد هذه الانتخابات ... إنما كل هذا كان إرضاء لله باختيار أخف الضررين على مصر ( الترك " المؤقت " لثأر شهدائنا بدلا من الدخول فى صراع مفتوح مع العسكر يورطون جيشنا فيه لقتلنا فيدمروه و يدمروا مصرنا ) ..... فثأرنا فى الدنيا سنأخذه بإذن الله عاجلا أو آجلا ، و لكم عند الله الأمرَّيـْـن .

إننا - شباب مصر الثائر - نرتب أولوياتنا ... و سنخرج مصر من نفقكم المظلم يا عسكر مبارك شئتم أم أبيتم .

02‏/12‏/2011

برلمانيات 1 .... عندما الشعب المصري " علـِّم عليا " مرتين !

طنطا .. 15 يناير 2011 ..... ( حوار حقيقي بتصرف بسيط )


**** يا سلام يا محمد ! .... يا حظ التوانسة ! ، ألا ممكن ده يحصل عندنا فى مصر ؟؟؟^^^^ لاااااااااااااااااا طبعا يا ماما .. الشعب المصري مستسلم تماما ! ، ده لو نصه ولع فى نفسه الباقيين آخرهم هيطلبوا المطافى !**** خلي عندك أمل فى ربنا .^^^^ ربنا كبير ... بس حسنى عنده مليون و نص عسكري أمن مركزي ! ، هيهرسونا لو فكرنا نعمل زي تونس ... لكن لو .. لو لو لو .. حصل ! ، هيبقى موقف الجيش المصري زي التونسي كده إن شاء الله .. احنا جنودنا مهما كان ، بيخافوا من ربنا .**** خير إن شاء الله .


و لم يكد يمر أسبوعان ، إلا و كان الشعب المصري علـِّم عليا وعلى اسرائيل و أمريكا و ع البشرية كلها ! ، و حطمت الملايين الغاضبة القبضة الحديدية ، وواجهت الرصاص و القمع و الدهس و الضرب بمنتهى الشجاعة و الثبات ، و لم تغادر الميادين إلا و قد غادر الفرعون سدة الرئاسة ! .


و لم يكد يمر عام ( بالأحرى 10 أشهر ) ، إلا و كان الشعب المصري يعيد الكرَّة معي ..  و ( علم عليـَّــا ) الثانية .


لقد روَّج زبانية الإعلام المأجور أن الشعب المصري قد تقوقع على نفسه من جديد ، و أنه قد ترك السياسة ، و أن الانتخابات المقبلة لن يتعدى نسبة التصويت فيها من 5% - 30% ، نظرا لخوف الشعب المصري من " بحور الدم " و الآلاف من مطاوي البلطجية و قرون الغزال و السيوف ( اللى هيتثبت بيها ) فى طوابير التصويت .


لقد تاجروا بالخوف كعادتهم لمصالح أصحاب القنوات السياسية ، أو لدعم أيدولوجيات معينة تتبناها القناة أو الصحيفة .. أوهمونا أن لجان الانتخابات ستهاجم بالرشاشات ، و أنه مع أول قاض ٍ سيخدش ، فإن القضاة سيفرون و يتركون اللجان و تفسد العملية برمـّــتها .


لقد كانوا يعاقبون الشعب المصري على مخالفته لهم أيام الاستفتاء و اختياره طريقا لنفسه غير ما رأته النخبة الإعلامية المصطنعة .


و رغم أننى كنت متمسكا تماما بأن الانتخابات هي الحل رغم كل الحوادث و المصاعب ، و أن تأخيرها عن موعد بدايتها و لو ليوم واحد سيفتح علينا المزيد من أبواب جهنم .. إلا أننى أعترف بأن ( الزن ع الودان .. أمرّ من السحر ! ) ...... لقد بدأ الخوف يتسرب إلى نفسى من الانتخابات ، و بدأت مخاوف الإعلام تسمم سعادتى بقربها .


و مع أحداث التحرير التى أعقبت مجزرة 19/20 نوفمبر و انتزعت انتباهنا و انتباه العالم فى وقت حرج جدا قبل الانتخابات بأيام ، وصلت مخاوفى لأقصاها ... و لذا فقد انقبضت نفسى ليلة 28 نوفمبر انقباضا لم أعهده حتى فى أهم امتحاناتى . أخذت أدعو الله أن يذهب كل خوفى هباء ، و أن ينزل الشعب للتصويت و لو بنسبة 30 أو 35% ، و ألا تحدث مجازر تكون ذريعة لإلغاء الانتخابات ، و أن يخلصنا الله من العسكر على خير .


و فى صباح اليوم التالى .. أشرق قلبي و انقشعت غشاوة الخوف و الوساوس لما رأيت الطوابير الغفيرة أمام اللجان فى مشهد فاق مشهد الاستفتاء تنظيما و حماسا و أعدادا !


هاهو الشعب المصري يبرز جانبا من عظمته التى طمستها قرون الاستبداد و التخلف ! ، هاهو يكسر حواجز الخوف و يضرب بفزَّاعات المرجفين فى الإعلام و الذين فى قلوبهم مرض ، عرض الحائط ... هاهو يذهل الداخل و الخارج من جديد و يقول أنا هنا .


طبعا حاولت العصابة الإعلامية أن تتصيد الأخطاء و المشكلات ( التى لا تمثل 1% مما كانوا ينذروننا به ) لإفساد الصفحة البيضاء .... لكن هيهات .... فالمشهد أخرس الجميع .


نصيحة أخيرة للفائزين فى هذه الانتخابات و أي انتخابات قادمة .... اتقوا الله فى أنفسكم و اعملوا بضمير .. فالمارد خرج من القمقم و سيسحق أي محاولة للعودة إلى الخلف .... إلى الأمام إلى الأمام !

27‏/11‏/2011

رجال المرحلة

- أنا مقفول من الانتخابات الجاية ديه قفلة سواااااااااد ! ... شكله هيبقى برلمان إخوان على فلول ، و احنا أوت !


* " احنا " تقصد بيها مين ؟؟


- " احنا " الثوار و شباب الثورة  .


* طب و هو الإخوان مش محسوبين من الثوار ؟؟ و لا تضحياتهم قبل الثورة ، ونزولهم بكامل العدد ابتداء بجمعة الغضب إلى تنحى مبارك ، مش كفاية عشان يكونوا ثوار ؟


- ما قلناش حاجة يا عم .. بس هما منظمين أوى ، و مستعجلين على الانتخابات عشان يكوشوا ع البرلمان .


* ههههههههه ، مش الشعب اللى هيختارهم ؟؟؟


- يا عم الحج .. أغلب الناس مش لاقية بدائل ليهم .. فهتختارهم و خلاص .. بدل الفلول ، و كمان الناس هتقول دول عالم بتوع ربنا و الكلام اللى انت عارفه كده .


* هههههههه .. يا عم لو الناس مش لاقيالهم بدائل .. يبقوا هما أنسب الناس للمرحلة ديه .. انت زعلان ليه ؟


- هو انت عشان بتحبهم خلاص هتخليهم " رجال المرحلة " و " نحمل الخير لمصر " و الكلام الكبير ده .. ناقص تقوللى انتخابهم فريضة شرعية !


* ههههههههه مش للدرجة ديه ... بص .. هما بشر زيهم زي غيرهم ، و حزبهم ده جماعة بشرية يجوز عليها الخطأ و سوء التقدير .. الخ أحيانا ، لكن كفة مميزاتهم عندى تغلب كفة النقائص بكتير ...
شغلهم مؤسسى أو شبه مؤسسى و لا تخرج القرارات الحاسمة إلا بعد تفكير و شوري طويلة // مواقفهم الوطنية واضحة جدا و تضحياتهم لا ينكرها إلا جاحد // الوحيدون فى مصر القادرون على إقامة مشاريع إصلاح شاملة فى أكثر من اتجاه و بطرق متنوعة : أعمال خيرية - حكومة - نقابات - مساجد .. الخ // خبراتهم الانتخابية متوفرة و قادرون على قطع الطريق بكفاءة على الفلول و المتأمركين .. الخ // راغبون فى التعاون مع الجميع // أصحاب عقيدة راسخة و يعملون وفق روح و حماسة قوية جدا // مرجعيتهم الفكرية هي الفكر الإسلامي الوسطي و مشروع الإسلام الحضارى الذى يحمل الخير لمصر و للأمة العربية و الإسلامية و للبشرية كلها // و ...


- خلاص خلاص يا عم ! .. انت فتحت كده ليه فى الكلام ! ، ايه الحنان ده كله ؟؟ ، شوية و هتضربلى معاد مع المرشد عشان أنضم !


* هههههههههه .. لا يا عم .. المرشد مشغول أوى اليومين دول فى التظبيطات الانتخابية .. أجيبلك ورق عضوية الحرية و العدالة أحسن ؟؟


- لا يا عم .. يفتح الله ! ، متشكرين ، أنا مبسوط بنفسى كده .


* و أنا عايزك مبسوط علطول ، أهم حاجة عندى إنه ما يبقاش فيه حاجز نفسى يمنعك من النقاش معايا و الأخد و الرد فى الموضوع .. اختلف مع الإخوان - اللى أنا بحبهم و بؤيدهم - براحتك ، و انتقدهم .. بس أهم حاجة يكون نقد بناء بإخلاص ، و عايز مصلحتهم .
و أهم حاجة عندى .. لا تخوين و لا تجريح .
و لو لقيتهم فى دايرتك هما الأفضل ما تترددش و انتخبهم ... و لو مدوا ايد التعاون ليك فى كبيرة أو صغيرة ، ما تترددش ، و لو ..


- خلاص يا عم ... انت هتفتح تاني ! ، ايه جو النصح و الإرشاد ده ؟! ، ما عندكش بالمرة نصيحة أخيرة تهدى بيها أخوك الضال يا إخوانجي ؟؟


* علم ع " الميزان " يا مان ! ...... سلامات و ربنا يوفق مصر .

26‏/11‏/2011

الثـــائر الفـِــلَ !

الثائر الفـِــلّ : هو الذي يثور فى يناير ليهدم الفساد .. ثم يهدأ فى نوفمبر ليبنيَ الأمجاد !
إذن فأنا ثائرٌ فـِــلَ !

25‏/11‏/2011

وما تونس منكم ببعيد !

كلب و مسك عضمة ! ........ هذا هو أبلغ وصف ينطبق على الإعلام المصري الخاص ، إعلام رجال الأعمال .... الفلول غالبا !

و يبرز هذا بوضوح إذا تعلق الأمر بالإخوان المسلمين ، فأي حدث سياسي - و أحيانا غير سياسي - فى مصر ، يمكن أن يُفـَسَّر أو يُلوى عنق الحقيقة بشأنه من أجل سلخ الإخوان و تشويههم و الخوض فى شرفهم .

دائما ما تفسر تصرفات الإخوان و قراراتهم على أسوأ تفسير ممكن ، و كان هذا جليا فى موقف الإخوان الأخير من أحداث التحرير التى أعقبت المليونية التى شاركت فيها الجماعة بقوة يوم 18 نوفمبر .

و لا يتحرج الإعلام السفيه من أن يقع فى ألف تناقض و تناقض .. المهم أن يكون الإخوان فى مرمى النيران و أن يكونوا دائما فى موقع الضحية التى من المفترض أن تتوسل الجميع لقبول دفاعها البائس عن نفسها .

يوم 18 نوفمبر .. اتهمت الجماعة باستعراض القوة على شعب مصر ، و بأنها تسخن الشارع لمصلحتها ! ( كأن عسكرة مصر ستضر بالإخوان فقط ) .... الخ ....

و فى الأيام التالية التى تضامنت فيها الجماعة مع ضحايا قمع الاعتصام ( الذى لم تؤيده ) و أصدرت بيانات شديدة اللهجة ضد السلطة ، و آثرت ألا تسخن الأوضاع و ألا تنزل إلى الشارع بكثافة لمنع تفاقم الأمور و حدوث مجزرة و فلتان كبير يؤدي إلى عرقلة انتخابات برلمان الثورة ..... انطلقت الأبواق الإعلامية تشجب و تدين الإخوان الذين يريدون أن بحصلوا على المقاعد على جثث الضحايا ( رغم أن موقف الإخوان له انعكاسات سلبية  ضدهم فى الانتخابات ) .
و خصصت مساحات واسعة من البث الإعلامي لانتقاد الإخوان الذين باعوا شباب التحرير و تركوه فريسة للموت من اجل صفقاتهم و أطماعهم ، و انبرى فلول الإعلام الذين كانوا يهاجمون ثورة يناير ، يزايدون على الإخوان ( الذين كان لهم الدور المشهود فيها ) و لم يعبأ أحد بوجاهة موقفهم ، أو حتى بتقديم النقد البناء الذى يفيدهم.

يا أوغاد الإعلام ! .. اتركوا هذا العبث و إلا ستخسرون .. التلكيك المستمر و استهداف الإسلاميين فى كل قضية ( و خاصة الإخوان  ) لن يأتى بالنتائج التى ترجون ، و سيدعمهم الشعب المصري ثقة بهم و بمشروعهم و كفاحهم .. و عنادا لكم !

لقد سبقكم زبانية الإعلام فى تونس و انهالوا على حركة النهضة الإسلامية - العائدة من المنفى - تخويفا و تفزيعا و تلكيكا و تحقيرا و تجريحا و ... و .. الخ ، فلم يعبأ  بنباحهم الشعب التونسي ، و ائتمن الحركة على 41% من مجلسه التأسيسي المنتخب الذى سيضع دستور الثورة ، و ألحق بهم فى المراكز التالية قوى اعتدال قومي و يسارى و علماني . أما النباحون و النباحات .. فالذيل أولى بهم ! .

عامة ... استمروا فى هذا الضلال ، و شكرا جزيلا على الدعاية المجانية لتيارى الإسلامي فى الدنيا ، و حسناتكم - إن وجدت - التى ستهدونها لنا فى الآخرة بإذن الله . 

20‏/11‏/2011

ليس بالعواطف وحدها تنتصر الثورات !

تابعنا جميعا أحداث التحرير المؤسفة التى نجمت عن قيام السلطة مباركية الفكرة بفض اعتصام محدود ( 200 شخص ) بالقوة المفرطة ، مما نجم عنه تداعى الناس و شباب الثورة لحماية المعتصمين و مواجهة الداخلية حتى لا تظن أن الشعب قد أسلمها قفاه من جديد .


و بالفعل استعادت الجماهير الميدان و ردت الشرطة على أعقابها ، و كل من فى الميدان الآن فى حماسة شديدة و يشعرون بأنهم فى أجواء 28 يناير و أنه آن الأوان لقيام الثورة الثانية ..




و رغم أنى ضد الاعتصام ،  وكنت أرى أن مليونية 18 نوفمبر كانت كافية لإيصال رسالتنا بأن يسلموا السلطة دون إبطاء و بألايتلاعبوا بمستقبل مصر -  مع التهديد بالتصعيد فى حالة عدم الاستجابة - ، إلا أن فض الاعتصام - و إن كان محدودا - بالقوة هو تصرف حقير لا يـُـسكت عنه أبدا ، و لذا فأنا أعذر كل العذر من نزلوا لنجدة المعتصمين و تصدوا للشرطة ، و أتفهم جدا إحراقهم لمدرعة الشرطة التى كانت تعتدى عليهم .


لكن هناك 10 حقائق أراها لابد أن يضعها الجميع نصب أعينهم ، فمصر فى منعطف خطير يحتاج منا توازنا صعبا بين العقل و العاطفة ، فالحماسة وحدها و الانفعال لن يبنيا مصر التى نريدها ، و تاريخ الدنيا و الثورات أمامنا فلنتعلم منه ...


1: نجاح ثورة مصر فى إقامة دولة مدنية ديموقراطية قوية ليس حلما لشعبها فقط ، إنما هو أمل أمتنا العربية و الإسلامية ، ولذا فعلينا أن نضع هذه الحقيقة فى قلوبنا و عقولنا فى كل تحرك لنا فى سبيل هذه الثورة .. لابد أن نكون على قدر هذه المسئولية و الأمانة الجسيمة .


2- لن ننتصر بالعواطف النبيلة و الحماسة المشتعلة و فقط ، لا بد من حساب عقلى دقيق قبل الانتقال للخطوات الحاسمة و للاختيارات العنيفة ..


3- قبل أن نتحدث عن ثورة كاملة كما حدث فى يناير و فبراير علينا ان نسأل أنفسنا السؤال التالي ... هل ما زال بإمكاننا أن نحشد عامة الشعب المصري حولنا أم لا ؟؟ .. إذا كانت الإجابة لا .. فأدعوكم لتذكر ما حدث عندما انفض الناس حولنا بعد خطاب مبارك  و بقى فى الميدان عدة آلاف ! ... لقد كادت الثورة أن تسقط لولا غباء النظام ... فهل نضمن دائما وجود غباء ما منهم يعيد الناس حول الثوار ؟؟


4- نقطة هامة أخرى بالنسبة لعامة الناس ، إنهم و إن اتفقوا معنا على أهدافنا ، و إن نزلوا بالملايين ضد مبارك ، لكن الجيش بالنسبة لهم بالفعل خط أحمر .. فعندما ندعوهم للنزول لإسقاط المجلس العسكري الآن و فورا ، سيتهمنا أغلبهم بالسذاجة و بأننا نريد تدمير مصر لأنه ببساطة لا بديل ! ... جميل البدائل المطروحة لا يفهمها الناس - مثل المجلس الرئاسي المدني مثلا - ، و لا يفهمون من أين ستمتلك القوة و المال لإدارة البلد و تسديد مرتبات الشعب ! ....... أليس فى هذا الكلام منطق ؟؟


5- ثورة ثانية فى هذا البلد المنهك أساسا لن تمر بروعة الثورة السابقة و بخسائرها المحدودة ، إذن فقرار الثورة هذه المرة لا ينبغى أن يكون ارتجالا عفويا حماسيا ، فى المرة السابقة كان هناك حليفا قويا للدكتاتور باعه و أقاله للحفاظ على مصالحه و على مصر من تطور الأمور .. كيف سنحسم هذه المرة ؟؟؟


6- الانتقال إلى آخر الحلول و أقواها مرة واحدة هو كارثة كبري ، خاصة فى الصراعات الحاسمة ، فهو يفقدنا ميزة تنوع الحلول ، و التهديد بالتصعيد الذى يكون فى أحيان كثيرة أقوى على السلطة من التصعيد ذاته .


7- تعطيل بعض الثوار للانتخابات القادمة فى القاهرة بعد 8 أيام ، أو محاولتهم التقليل من أهميتها ، هو من باب أن نطعن أنفسنا بخنجرنا .. كما أنه قد يفتح المجال للبعض ليتحدثوا عن أن بعض الخائفين من الديموقراطية يحرضون على هذا لإفساد الانتخابات .


8- الانتخابات الحالية هي مظاهرة ثورية كبري .. تخيل عندما ينزل الملايين للتصويت لأول مرة بشكل نزيه و يقفون فى الطوابير بالساعات للإدلاء بأصواتهم ... أليس هذا تذكير للناس بقيمة الثورة و بتغيير أكيد أحدثته فى حياتنا ؟؟ .. تخيل أنك دعوت بعدها للنزول من أجل تسليم السلطة و حتى لا يعود الاستبداد .. ألن ينزل معك من ذاقوا حلاوة الثورة ؟؟


9- الانتخابات لها فائدة مركبة للثورة .... إذا زوروها ، يصبح لدينا منطقا قويا أمام عامة شعبنا للدخول فى معركة تكسير عظام ضد المجلس الفاسد .. و إذا لم يزوروها ، فالبرلمان سيكون غالبيته لقوى الثورة  بإذن الله ، و سنسقط مع شعبنا الفلول و حزب الوغد و المصريين التيييييييييت .. الخ ، و تكتسب الثورة شرعية منتخبة ، و يصبح لديها بديلا منتخبا للعسكر المباركي هم ممثلو الشعب ، فأذا اصطدمنا بالعسكر حينها فلدينا بديل انتخبه الشعب بنفسه .......... ملحوظة : من يخشى من الشعب أن ينتخب الفلول ، فلا يتوقع منه أن يكسب شرعية لمجلس رئاسي مدني يريده !


10- اتقوا الله فى الإخوان المسلمين و غيرهم من قوى الثورة المتمسكون بالانتخابات ، فلهم منطق قوي جدا جدا ، و اعتبروا أنكم و إياهم على ثغرة من ثغور مصر فلا تؤتى الثورة من قـِـبـَــل أيٍّ منكم .... لا تحتكروا الحق وحدكم ! .. و انظروا كيف حسدنا تونس إنها أنجحت انتخاباتها رغم وجود أغلب المشاكل التى هي عندنا الآن هناك ...


اللهم احفظ مصر و خلصنا من العسكر خلاص خير ، و ارزقنا رئيس منتخبا فى أبريل 2012 ..

12‏/11‏/2011

عسكرية بمرجعية إسلامية !

أخيرا كشف العسكر عن نواياهم ، و " جابوا آخرهم " .


ياشعب مصر الكرام .. هنعملكم انتخابات برلمانية و رئاسية حرة نزيهة ، و هتشبعوا منافسة فى بعض ، و هتختاروا من يمثلكم عشان نسلمه السلطة ...... أو للدقة .. عشان يتشرف بإنه يبقى فى سكرتارية "حظرتنا" !


كما توقعنا ، فالجهاد الحقيقي بدأ بعد 11 فبراير ... فمبارك لم يتركْ مصر إلا ساحة من الخوازيق ! ، ففكره و طريقة إدارته " المذهلة " كالوباء المتفشى فى جسد الدولة المصرية، و رجاله و كلابه مازالوا يقبضون على مقاليد أمورها و مفاصلها الرئيسية ،  لكن أظننا شبه مجمعين على أن أطول و أعرض خازوق منها هو المجلس العسكري .


اتضح الآن أنهم كانوا يتعاملون مع الثورة على أنها ثغرة لابد من تصفيتها ، فإن تعذَّر هذا فمحاصرتها و تضييق الخناق عليها .


العسكر المدفوعون بالخوف على شبكة المصالح الهائلة فى الداخل و الخارج ، و المسترشدون دائما بنصائح أمريكا العبقرية و أوامرها أحيانا ، يريدون تحجيم أكبر مكسب انتزعته ثورة الشعب المصري من تحت أضراسهم ، و هو الانتخابات الحرة النزيهة التى أحاطها الشعب المصري بسياج مكين فى أول استفتاء شعبي حقيقي فى تاريخ مصر أعلن فيه الشعب بنسبة تفوق الـ 77% أنه سيصبر على مبارك 2 ( المجلس العسكري ) مقابل تسليم السلطة لممثليه المنتخبين فى أسرع مدة ممكنة ، و ذلك لاعتبار وحيد هو أنهم يقودون آخر كيان يمكن أن يطلق عليه كلمة " مؤسسة " فى الدولة الرخوة التى خلـَّــفها المخلوع .


لكن تربية مبارك التى أفسدت عقل العسكر أوهمتهم أن الشعب قد منحهم صكا على بياض ليفعلوا ما يشاءون ، فاستكملوا محاولاتهم الحثيثة فى إنعاش نظام مبارك الذى يسقط شيئا فشيئا فى غيبوبة التاريخ مع كل هبــَّــة و استفاقة ينهض بها شعب مصر و قواه الوطنية من أجل مطالب الثورة .


و نظرا لأننا على أبواب الاستحقاق البرلماني الذى لا يملك العسكر - فى أجواء الربيع العربي الملتهب الذى اضطر سيدتهم أمريكا لمجاراته و ركوب موجته ، و فى ظل نجاح انتخابات تونس التى ألهمت ثورة مصر من قبل  - إلا إجرائها و جعلها تخرج فى أبهي صورة ممكنة من النزاهة ، فقد أخرج العسكر ورقتهم الأخيرة .. وثيقة السلمي ، لتحقيق أكبر مكسب ممكن لهم قبل أن تدخل فى مصر فى معمعة الانتخابات التى سيشهدها العالم أجمع ، و يصبح لمصر ممثلين شرعيين منتخبين يكتسبون قوة لا تضاهي من الشعب الذى اختارهم فى مواجهة العسكر الذين اختارهم المخلوع .


و الكارثة فى نظر العسكر و أمريكا و النخبة المصرية المتأمركة ، أن الأغلبية البرلمانية المتوقعة - كما هو معتاد فى أي انتخابات حرة نزيهة فى العالم العربي و الإسلامي - ستكون لقوى و تيارات مناهضة للتبعية الأمريكية و فى القلب منها التيارات الإسلامية الوسطية ، والتى يتمتع بعضها بخبرات سياسية قوية و قدرات هائلة على الحشد و التنظيم و المناورة تجعل القضاء عليها - أو رميها بالتهم الجاهزة كالإرهاب و التخلف -  مستحيلا .... و بالتالى فحاول هؤلاء جميعا و كلٌّ بطريقته و بأهدافه الخاصة و المشتركة أن يحجموا من مدى الكارثة المنتظرة بالخطوات الآتية فى الأساس :


1- فض الشعب من حول الثورة مستغلين سذاجة بعض القوى الثورية و قدراتهم المبهرة فى خسارة الشارع المصري .
2- تلجيم الشعب المصري من جديد بأزمات حياته اليومية ، و إن كنت أعتقد أن هذا السلاح بالتحديد يستخدم بحذر شديد ، لأنه لعب بالنار يمكن أن يحرقهم ، فالشعب لم يعد يسكت  .. و المظاهرات " الفئوية " التى تحاصر مبنى سكرتاريتهم فى شارع القصر العيني ، قد تنتقل فى أي وقت إلى 23 شارع يوليو - كوبرى القبة ! .
3-ترك الفلول مطلقى السراح فى الانتخابات القادمة ليحصلوا على أكبر قدر ممكن من المقاعد للتخفيف مما سيحصل عليه الإسلاميون ( خاصة الإخوان المسلمين ) و القوى المؤيدة فعلا للثورة .
4- يواصل الإعلام المتأمرك حملاته اليومية الشعواء فى اصطياد أخطاء الإسلاميين تحديدا للتخويف منهم ، و رغم أن انتخابات تونس أثبتت أن هذا الأسلوب يعطى نتائج عكسية ، فهم لا يتعلمون .
5- إنهاك الثورة و حرق أعصاب قواها الفاعلة من أجل كل مطلب من مطالب الثورة .
6- أخيرا و بالتأكيد ليس آخرا .. وثيقة إعادة شعب مصر إلى الحظيرة - كما يحلمون - ، و التى يريدون بها أن يبدأوا تجربة تركيا المريرة مع العسكر من أولها فى السنة التى تمكن فيها الشعب التركي من تحقيق انتصار تاريخي على العسكر الذى اضطروا للاستقالة عندما اختلفوا مع رئيس الوزراء المنتخب .


إذن من الآخر ... لو فزتم يا أصحاب المرجعية الإسلامية بالبرلمان ، و حتى لو انتـُـخِبَ أحدكم - و لو كان بلحية طولها لا يقل عن 20 سم ! - ليجلس على المقعد الذى تربع عليه كنزنا المخلوع  ..... ستظل السلطة فى يد " أمينة " ، و بإمكانكم المشاركة معنا فى مسرح العرائس .


الاختيارات قليلة ، و مساحة المناورة لجميع الأطراف محدودة ....


الاختيار الأول : أن ترضى بالوثيقة الساقطة أو حتى تتفاوض معهم فيها ، و بذلك تكون ببساطة خائنا لمصر و للثورة  شاربا من دماء الشهداء .


الاختيار الثاني : أن تعاهد الله على بذل كل ما تستطيع فعلا لإفساد أحلام العسكر و أمريكا و أن تهب لنصرة مصر مرتين ........


بانتظاركم فى التحرير يوم 18 نوفمبر بإذن الله و فى لجان الانتخابات فى كافة أرجاء مصر .

03‏/11‏/2011

نعم ..... الحمد لله


أصبح التدليس - للأسف الشديد - هو الممارسة اليومية لطائفة كبيرة جدا من " النخبة " المصرية التى ورثناها من أيام مبارك .
و التدليس ببساطة هو قلب الحق باطلا و الباطل حقا ، بإدخال السم فى العسل و بتفسير الأمور على ما يريد المتكلم لا كما هي فى الواقع .
و ظهر هذا بوضوح فى النقاش الأخير المحتدم حول وثيقة عار السلمي السفيهة التى تريد لمصر الثورة أن تـُحكـَـمَ من وزارة الدفاع ! .
لن أتحدث عن الوثيقة و بنودها لأن ما بنى على باطل فهو باطل ، و لأن رائحة العفونة المنبعثة من المستنقع كافية للتأكيد نجاسته و لسنا بحاجة إلى ثلويث عقولنا بالعبث فيه .. لكن سأتحدث سريعا عن تدليس النخبة فى هذا الموضوع .

سأتغاضى الآن عمن وافقوا علي الوثيقة أو اعترضوا على مادة أو مادتين .. الخ ، فشأن هؤلاء - و غالبيتهم - من الفلول أحقر من الالتفات لهم ، و موقفهم من الإرادة الشعبية فى الاستفتاء ، ظهَرَ منذ شهور .

سأركز على من تركوا القضية بـِـرُمـَّــتـِـها ، و بحسن أو سوء نية يحاولون استغلال الموقف لتصفية حساب قديم ... حساب لـ " لا "  و " نعم " ... و لولا أن بعض من أحترمهم - و لو نسبيا - قد خاضوا فى هذا الموضوع .. لما التفتّ إليه أيضا .

أصواتٌ كثيرة خرجت علينا تقول :  مش قلنالكم ؟؟ .. أدي الجيش انقلب على السلطة أهوه ! .. علمنا احنا ايه بـ " نعم " فى الاستفتاء ؟؟ ، مش كنتم قلتم " لا " أحسن ؟؟؟؟
لا يخفى ما فى هذا الكلام من تدليس سأرد عليه فى 5 نقاط سريعة جدا :

1- سيشهد التاريخ لمن دعوا الناس للتصويت بـ " نعم " أنهم حصـَّــنوا الثورة بأقوى وثيقة دستورية ، و نقلوها من مرحلة الشرعية الثورية التى يختلف الناس فى تقديرها - البعض بالدليل يقول أن ما حدث فى مصر هو احتجاج شعبي انتهي بانقلاب عسكري ! .. وهو كلام لا يخلو من واقعية - إلى الشرعية الدستورية فى استفتاء حر نزيه .

2- كانت الموافقة بـ " نعم " تهيئ المجال لانتقال سريع وواضح المعالم للسلطة من العسكر إلى المدنيين المنتخبين .. لكن الفريق المهزوم بدأوا بحملات إعلامية و نزلوا للتحرير من أجل سفسطة الدستور أولا ثم المبادئ فوق الدستورية ( كل هذا فى أغلبه خوفا من الانتخابات التى يعرفون أنها ستأتى بغيرهم ) ، و أضاعوا علينا عدة أشهر استغلها العسكر فى تشتيت الساحة السياسية و محاولة الحصول على أكبر مكاسب لهم .

3- تخيلوا أن العسكر - اتهطلوا - و أصدروا وثيقة السلمي فى إعلان دستوري ! ، سنقوم حينها برفع قضية أمام المحكمة الدستورية العليا ببطلان الإعلان الدستوري لأنه يخالف الإرادة الشعبية التى صوتت بنعم بنسبة 78% فى الاستفتاء ، و الاستفتاء هو أقوى سلطة دستورية .. فإذا افترضنا أن المحكمة انحازت للسلطة .. فسننزل التحرير نتهم العسكر بأنهم خانوا عهدهم مع الشعب فى الاستفتاء الذى تم برعايتهم .. و بهذا البرهان الواضح نستطيع أن نحشد معنا عامة شعبنا ليدافعوا عن اختيارهم فى الاستفتاء ممن يريد سرقته .

4- لكن تخيلوا على الجانب الآخر أننا صوتنا بـ " لا " ، المقاليد كلها فى يد العسكر يفعلوا ما يشاءون و سيقولون لنا بمنتهى البساطة : الشعب قال " لا " ثقة فى المجلس العسكري المحبوب ليضع له ما يشاء كما يشاء ! .

5- بالنسبة لتونس .. يطنطن البعض بأن تونس قد أصبحت فى وضع أفضل منا لأنها اختارت الدستور أولا !! .. هذا قمة التدليس .. تونس اختارت الانتخابات أولا ، و انتخبت " مجلسا تأسيسيا + برلمان + حكومة انتقالية جديدة + رئيس انتقالي " بضربة واحدة ! .. و لم تستمع إلى من خوفوها بالانفلات الأمنى و الفلول و نزل الملايين ليقفوا فى طوابير الاقتراع .
من العار أن نصدق كلام " نخبة " جاهر بعضها بفاحشة القول بأنهم يفضلون أن يختار المجلس العسكري الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بدلا من برلمان " الفلول و الإخوان " ! ، و بأن بقاء المجلس العسكري لـ 3 سنوات فى الحكم ضمانة لمصر من أجل التحول الديموقراطي !!!!!

يسقط حكم العسكر و يسقط تدليس النخبة ! 

02‏/08‏/2011

حاجة بسيطة كده نتعود عليها فى رمضان بإذن الله

الفيديو بتاع الشقيري رائع ، و يوضح فكرتى بشكل كويس جدا .

حرام بجد الإسراف الغريب اللى بنشوفه فى الوضوء ده .. تخيلوا لو مليون واحد عملوا زي ما فى الفيديو ، كل واحد منهم هيوفر 5 لتر ميه بتروح على الأرض فى اليوم ،  يعنى 5 مليون لتر ،  شوف لو الموضوع ده اتعمم على الأمة كلها أو غالبيتها على الأقل !

دلوقت الناس بتموت بسبب الجفاف فى الصومال وغيرها ، و احنا بنشترى سيئات برمي المية على الأرض ( ده غير ايدها ميه تديك طراوة اللى بتبقى شغالة الله ينور فى الصيف ! ) .


ملحوظة : انا شفت الحلقة ديه فى رمضان اللى فات ، و قررت تطبيقها ، و دلوقت فعلا بقيت بمنتهى السهولة و التلقائية بفتح الحنفية لربعها أو أقل و أتوضأ .

أسيبكم مع الفيديو بقى !

30‏/07‏/2011

مليونية 29/ 7 ....... 10 و 10





وفقنى الله أن أعود لميدان التحرير فى جمعة 29/ 7 بعد غياب عن الميدان فاق الـ 3 أشهر ، و بمجرد الصعود من سلم الخروج من محطة مترو التحرير وجدت نفسى و من معى فى عجينة كيك بشرية هائلة فى فرن ضخم شديد الحرارة ! .


و اختصارا للوقت و بدلا من المقدمات المصطنعة عديمة الجدوي ، سأدخل مباشرة إلى الموضوع ، و سألخص إيجابيات اليوم - من وجهة نظري كمنتسب للتيار الإسلامي - فى 10 نقاط ، وسلبياته فى 10 نقاط أيضا .


أولا : الإيجابيات :

1- تحقق أهداف نزولي الميدان بنسبة كبيرة و لله الحمد : فقد نزلت الميدان للمشاركة فى أول جمعة تنفرد بالدعوة إليها من البداية القوي الإسلامية وحدها و الهدف الأساسي هو الرفض للمبادئ فوق الدستورية التى يريد البعض وضعها و جعلها إلزامية للجنة المائة المنتخبة من البرلمان المنتخب لوضع الدستور وفقا لنتيجة الاستفتاء و الإعلان الدستوري الذى بني عليها . و هذا للحفاظ على احترام إرادة الأمة التى يعتبر التأكيد عليها من أهم أهداف ومكاسب الثورة .
و أهداف أخري للمليونية مثل التأكيد على هوية مصر الإسلامية و الدعوة إلى استكمال تحقيق باقى أهداف الثورة فى تطهير المؤسسات المصرية من الفاسدين و الفلول ، و التأكيد على محاكمة الفاسدين من أكبر راس إلى أصغرها.
و أيضا من أهداف هذه المليونية التأكيد على قوة التيارات الإسلامية فى الشارع المصري و قدرتها على الحشد ، وضرورة عدم إغفال رأيها فى تقرير مصائر البلاد و الاكتفاء بالاستماع إلى من يملكون الصوت العالي و الجعجعة فى الإعلام و محاولة إرضائهم على حساب جانب كبير من الطيف المصري .
و أيضا من الأهداف التى أراها تحققت بشكل ممتاز - و كان هدفا ضروريا بعد أحداث العباسية الأخيرة و موجة التصعيد المبالغ فيه ضد المجلس العسكري خاصة من المعتصمين فى التحرير -  ، هو تأكيد الإسلاميين على أنهم الأكثر اتزانا فى التعامل مع المجلس العسكري ، إذ ينتقدون بعض تصرفاته ز سياساته و يضغطون عليه لتحقيق أهداف مصر و أهدافهم ، ومع ذلك فهو يحترمونه و يقدرون موقفه من الثورة و يدعون للحفاظ عليه و على تماسك الجيش المصري لحين تسليمهم السلطة للقيادة المدنية المنتخبة بشكل نزيه بإذن الله .






2- كانت مليونية بالفعل ! ... و قد فوجئت بهذا الحشد الكبير جدا خاصة من التيارات السلفية التى لم أكن أتصور أن تقدر  عليه لغياب قيادة موحدة أو شكل تنظيمي واحد لها - كان لهذا سلبيات بالطبع ظهرت فى الميدان ، لكن لهذا حديث آخر - .


3- السلمية التامة : لم تحدث مجازر مروعة ، أو حرب أهلية إسلامية - ليبرالية  ... الخ هذه السيناريوهات المخيفة التى حذَّر منها البعض ، و لم أرَ حتى تشابكا بالأيدي أو احتدام فى النقاش - قد يكون الأخير قد حدث ، لكنى لم أرَ بعينى أيا من هذا - وهذا إنجاز كبير فى ظل حقيقة أن التيارات السلفية التى كان لها السيادة العددية فى الميدان ، الأغلبية العظمي منها تنزل إلى الميدان للمرة الأولي ، و أنها عبارة عن مئات التنظيمات السلفية المحلية من مختلف أنحاء مصر ( مساجد كبيرة و صغيرة - مدارس شرعية - جمعيات أهلية .. الخ ) ..... يبدو أن شعبنا يمتلك مخزونا حضاريا كبيرا بالفعل ، ولابد من استغلاله بالشكل الأقصى و الأكمل .

4- انضمام شريحة مصرية جديدة إلى ميدان تحرير مصر :
و هي شريحة التيارات السلفية ، و التى وإن كان قلة منها قد شارك بالفعل فى أحداث الثورة منذ البداية ، لكنها لم تكن بالمشاركة الواسعة التى تليق بحجم هذه التيارات و بالفكرة الإسلامية التى تبنى عليها مشروعها ، فأهلا وسهلا بهم و بروحهم و حماستهم العالية فى أول مشاركة موسـَّــعة ضخمة فى ميدان التحرير ، و أراها إضافة عظيمة للميدان و بالتأكيد لهم .



5- المنصة الرئيسية :  سمحت المنصة للجميع بالتعبير عن آرائهم من خلالها ، و لم يحتكرها فكرٌ معين ، و كان عليها " ساوند سيستم " جبار ! ، مكـَّــننى من الاستماع لها بوضوح فى الفترة التى قضيتها فى أعلى برج القاهرة ! .. أعتقد أنها كانت تحت إدارة الإخوان أو هم من أنشأوها ( التمويل الإيراني و الحمساوي عامل أحلى شغل معاهم .. هع هع هع ) .



6- جمعة جديدة للتأكيد على استمرارية الثورة :  أنا بالأساس مع استمرار التظاهر كل جمعة و فى المناسبات الهامة فى التحرير ، و ذلك على الأقل لحين إتمام نقل السلطة للقيادة المدنية المنتخبة بإذن الله تأكيدا ليقظة الشارع المصري .


7- برج القاهرة ! : ( أول مرة أطلعه فى حياتى .. هيييييييييييييه )
فى حدود الساعة الـ 12 و نصف ظهرا غادرت الميدان بسبب شدة الزحام و الحر ( مع ضيقى من بعض التصرفات داخل الميدان ) ، و توجهت و من معى لارتقاء برج القاهرة و مشاهدة الميدان من أعلى ، و كان المشهد رائعا للغاية من أعلى .
ما أثار استغرابي أن حجم ميدان التحرير من أعلى البرج مقارنة بحجم القاهرة الكبري التى تبدو كلها على امتداد البصر ، يكاد يكون قطرة فى بحر ! .. سبحان من جعل من هذه القطرة أول غيث مصر ! .

8 و 9 - الإخوان :
كان دورهم فى الميدان فى قمة الاتزان ، إذ التزموا بما اتفقوا عليه من القوى الأخري بعدم رفع شعارات خلافية ، و لم يرفعوا إلا القليل جدا من اللافتات الخاصة بهم أو التى تحمل شعارهم أو شعار حزب الحرية والعدالة .

أعتقد أن دورهم كان مهما جدا فى تلطيف أجواء الميدان و إخراج اليوم بأفضل صورة ممكنة فى ظل الحماسة الزائدة من التيارات السلفية التى كانت تمثل غالبية الحضور فى الميدان .


10- دمج السلفيين فى الحياة السياسية أكثر فأكثر : سيمثل هذا اليوم خبرة جديدة مضافة فى مسار فهم السيسة لدى التيارات السلفية التى يعتبر أغلب المنتسبين لها فى كي جي 1 سياسة ، و سيتعلمون منه الكثير بإذن الله و يتعرفون على أخطاء و يقومون بتصحيحها بإذن الله .
و شئ جميل أن ترى التيارات السلفية التى كانت ضد الديموقراطية أو متوجسة منها أو مترددة بشأنها ، تدافع الآن بقوة عنها و عن و إرادة الأمة و رأيها بعد أن شاع لديهم فى السابق أن غالبية الناس عوام لا يؤخذ برأيهم .. الخ .
أدرى بأن نتيجة الاستفتاء التى جاءت كما يريدون كان لها دور مهم فى هذا ، لكن عندى ثقة أنه إذا جاءت أية ممارسة ديموقراطية قادمة بغير ما يريدون و كانت نزيهة و شفافة و عادلة ، فإنهم سيقبلون بها .




ثانيا : السلبيات :
1- قلة النظام و لو نسبيا :
مما أدى إلى تدافعات شديدة و اختناقات كثيرة فى الميدان ،  و قد يكون السببب الحشود الهائلة ، لكن أرى السبب الرئيسي - و الله أعلم - هو كون أغلب المتواجدين فى الميدان ينضمون إليه لأول مرة بهذا الحجم من الحشود .


2- البانرات و اللوحات المعلقة : كان كثير منها سطحيا جدا أو مجرد شعارات عامة أو اتهامات بالجملة أو لافتات إقصائية و لو لفظا فقط


مثال : " المبادئ فوق الدستورية هي أجندات خارجية ! " ... لا مشكلة عندى فى رفض المبادئ الدستورية و اعتبارها مخالفة لإرادة الأمة أو محاولة للالتفاف على نتيجة الاستفتاء .. الخ ، لكن تخوين كل المطالبين بها لا يصح .. بجانب أن موضوع الأجندات أصبح مبتذلا للغاية .


" لماذا لا تريدون الإسلام ؟! .. لا لليبرالية " .. قد يكون قلة من المعارضين للتيار الإسلامي يرفضون الإسلام نفسه ، وقد ينفى بعضهم هذا علنا و يضمره سرا ، لكن الغالبية منهم ليسوا كذلك ، خاصة من عامة المصريين الذين يحبون الإسلام .. نعم نحن نرى أن مجرد الحب و العبادات لا يكفى ، وأننا نريد الإسلام الشامل فى كافة جوانب الحياة ، لكن فلنعبر عن فكرتنا بالتلطف و كسب ود الجميع .. هذا الأسلوب الهجومي يخالف ما نريد .


" المصريون يريدون أن يحكمهم الله " .. لن يحكمنا الله أبدا ! ، فى أحسن الاحوال سيحكمنا بشر يحرصون على تطبيق شرع الله حرصا شديدا ، وهؤلاء البشر يصيبون و يخطئون و يقوَّمون .. فالادعاء أن وصول الإسلاميين للسلطة سيجعل الله سبحانه وتعالى يحكمنا هو نوع من التدليس .  (و إن كنت أميل إلى أن هذا البانر سوء تعبير عن فكرة الالتزام بثوابت الإسلام وليس المقصود بالطبع أن رافعيه يريدون الحكم بالحق الإلهي )










( كانت أكثر البانرات اتزانا و أقل فى إثارة انتقاداتى فى الجانب السلفي  هي الخاصة بحزب النور السلفي ، مما يؤكد لي أن نزول السلفيين إلى العمل السياسي كان و سيكون إضافة ممتازة لهم و لمشروعهم الإسلامي لمصر ) .


3- الهتافات : كان بعضها جميلا ، لكن البعض الآخر كان لي عليه الكثير من الملحوظات .


مثال : " ارفع راسك فوق انت مسلم " .. كان هذا من الشعارات الرئيسية للتيارات السلفية فى الميدان .. لا مشكلة عندى فى أن نعتز بكوننا مسلمين ، لكن كنت أتمنى أن يتبعه هتاف الثورة الشهير " ارفع راسك فوق انت مصري " ، وذلك لإثبات أنه لا تعارض بين حب الوطن و بين الإسلام ، و كذلك لطمأنة غير المسلمين أنه لا نية لإقصائهم .


" الشعب يريد تطبيق شرع الله " ... بالطبع يجمع جميع المسلمين على هذا ، ولا مشكلة فى التأكيد على هذا المعنى ، لكن كان هناك مبالغة شديدة فى تكرار  هذا  العشار لم يكن هناك من داع ٍ لها ، و تعطي انطباعا أننا كإسلاميين سطحيون ، خصوصا أن هذا الشعار عام للغاية ، و ما نحتاجه الآن بالفعل هو الانتقال من مجرد الشعارات إلى البرامج التفصيلية و كيفيات التطبيق .
فى مصر حتى الآن 9 أحزاب إسلامية و يزيدون ، لو اكتفى كل منها بشعارات عامة مثل " الإسلام هو الحل " أو " تطبيق الشريعة هو الحل " ، فلن نستفيد شيئا أبدا ، أنا أريد أن أرى رؤية كل تيار و حزب للحل ، او على الأقل مبادئ و أساسيات رؤيته للحل .


ليس عندى اعتراض على أن معظم الهتافات كانت إسلامية ، فهذا لا يخالف الدستور الحالي الذى تقر المادة الثانية فيه إسلامية الدولة ، و أيضا أعلن الأستاذ عصام سلطان ناائب رئيس حزب الوسط الذى قام بمبادرة تلطيف الأجواء قبل المليونية أنه لم يتم الاتفاق النهائي على منع الشعارات الإسلامية أو تخلى الإسلاميين عن أهدافهم الأساسية منها ، إنما كان الاتفاق على لم الشمل قدر المستطاع و على حدوث احتكاكات  ( بعض التيارات الإسلامية توافقت على الاكتفاء برفع الشعارات الوطنية العامة فقط و شعارات التأكيد على هوية الأمة و رفض المبادئ فوق الدستورية ، وقد التزموا بهذا مثل الإخوان و الوسط .. ) .. لكن كان اعتراضى على العمومية التامة للشعارات .


4- هوية مصر الإسلامية : كان هذا من أهم أسباب المليونية ، وهو التأكيد على هوية مصر الإسلامية و الاعتزاز بها ، و قد نجحت المليونية فى إبراز هذا ، لكن كان هناك تركيز شديد على هذا الموضوع مقارنة بباقى أهداف المليونية ، فقد حاز مثلا على ثلاثة أرباع الجهد ، فى حين انصرف الباقى إلى التأكيد على باقى مطالب الثورة مثل المحاكمات و التطهير و الإصلاح و استكمال التحول الديموقراطي .. الخ .
كنت أتمنى مزج كل هذا معا ، فتكون الشعارات فى الميدان عن أن جزءا لا يتجزأ من هوية مصر الإسلامية أن تستكمل الثورة أهدافها ، وأن تتحقق العدالة الاجتماعية ، وأن يتم القصاص من القتلة و الفاسدين ، و أن يكتمل التخلص من النظام الفاسد السابقو  وذيوله .. الخ .
كان بعض الجهد فى الميدان منصرف إلى هذا ، لكن كنت أريد أن يكون هذا رسالة الميدان الرئيسية .


5- موتوا بغيظكم : ليس من أخلاقنا أن يغتر بعضنا بكثرة الحشود و يخرجون ألسنتهم للمخالفين و يقولون لهم " موتوا بغيظكم " ، أعتقد أن هذا يتناقض مع أحد ثوابت الإسلام و الدعوة الإسلامية بالحكمة و الموعظة الحسنة .
من حقنا أن نبرز قوتنا خاصة و قد أغفلها البعض و حاول وضعنا على الهامش ، لكن لابد من ضبط أنفسنا و ردود أفعالنا و إخضاعها لمقاصد شرعنا الحنيف .


6- " تـَـجـَـلـْـبــُــب الميدان " ! :  الجلباب الأبيض زي رائع و مريح بلاشك خاصة فى الصلاة ، و لا أملك الاعتراض عليه أو السخرية ممن يرتديه ، لكننا نعلم جميعا أن الأزياء بنت العصر و المكان ، و لبس الجلباب الأبيض فى الأماكن العامة ليس من عادات و تقاليد الشعب المصري ، و قد ارتدى النبي عليه الصلاة والسلام الأزياء التى كانت موجودة فى بيئته ، فلم نتميز عن شعبنا ؟؟ هل القميص و البنطلون حرام مثلا ؟؟؟ .. نحن لسنا فى قندهار أو إسلام آباد .. الخ ، هناك الجلباب عرفا هو الزي الرسمي حتى فى بعض الدوائر الحكومية .
لقد كان نصف المتواجدين فى الميدان على الأقل يرتدون الجلباب الأبيض ، و هذا من الناحية الشكلية - فى رأيى - كان خلاف الأوْلى ، فقد أظهرنا كإسلاميين كأننا منعزلون عن باقى الشعب المصري و نحاول أن نتمايز عنه ، كما أضفى مسحة من الدروشة لا نريدها علينا .
لقد سعدت ليلة الجمعة عندما رأيت الصفحات السلفية على الفيسبوك تركز على الاهتمام بالمظهر لنبدو أمام المصورين و وسائل الإعلام بشكل يليق بدعوتنا و بمصر بعد الثورة ، لكن أحزننى أن رأيت الكثير مما يخالف المظهر الحسن فى الميدان و الشكل المهلهل الذى بدا عليه الكثير منا .... الله جميل يحب الجمال .


7-الحماسة الزائدة : لا مشكلة فى التحمس الكبير الذى ظهرت عليه بالأخص التيارات السلفية ، لكن الحماسة زادت عن الحد قليلا و صوَّرت للبعض كأننا مقبلون على حرب ! .
أعرف أنه كان هناك الكثير من الاستفزازات لنا كإسلاميين و استهداف غريب فى كثير من وسائل الأعلام ، مما ولـَّد لدينا حنقا شديدا ترجم إلى حماسة كبيرة فى الميدان ، لكن أحب دائما أن نتزن للغاية و أن نحكم انفعالاتنا  لنكون مثلا يليق بجلال الفكرة التى نسعى لخدمتها و تطبيقها .


كذلك كان علي التيارات السلفية بالأخص أن تنتبه لنقطة أن هناك عتاب شديد عليها لموقف أغلبها المتردد أثناء الثورة أو المعارض لها ، و أن هذا سيحدث حساسية تجاههم بعضها مفهوم ، و اعتقاد لدى البعض أنهم يركبون موجة ثورة لم يشاركوا فيها بالقدر الذى يبرر حماستهم الزائدة فى تحقيق أهدافهم من خلالها .

8- انسحاب الكثير من غير الإسلاميين من الميدان :  أعرف أن الكثير منهم صدمه المشهد ، و لم يكونوا يتصورون أن يتمكن الإسلاميون من هذا الحشد الكبير ، و بعضهم فهم - أو أراد أن يفهم - من الاجتماعات التى سبقت المليونية بيوم و يومين أن الإسلاميين قد تنازلوا عن أهدافهم من المليونية وأنهم لن يرفعوا شعاراتهم الإسلامية ، لكن هذا لا يبرر فى رأي النسحاب من الميدان .

لقد كانت أمامهم فرصة عظيمة للتحاور مع التيار السلفى الذى يعتبر مجهولا لدى أكثرهم ، و محاولة فهم ما يريد هذا التيار وسبب خلافهم الشديد معه ، وكان هذا التفاهم سيصب فى مصلحتهم لا شك ، بدلا من اكتفائهم باستخدام الفزاعة السلفية و التخويف من الخطر السلفى القادم من العصور الوسطي .. الخ هذه العناوين التى تستفز السلفيين و قسم كبير من عامة المصريين الذى يحبونهم أو يحبون فكرتهم و إن اختلفوا معهم فى التطبيقات والرؤي .
لذلك أحيى من بقى فى الميدان من غير الإسلاميين ، ولم يخـَــف من أهل بلده و إن اختلف معهم تماما .


9 و 10 - المناحة الإعلامية المنتظرة : و التى ستصب مزيدا من الزيت فى النار و تقلل أكثر فأكثر من محاولة زيادة المشتركات بين كافة التيارات فى مصر ، و قد بدأت المناحة بالفعل ، ويحاول بعض الإعلاميين المناهضين للإسلاميين إظهار الأمر و كأن الإسلاميين قد غدروا بنا و خالفوا الاتفاقات و حولوا المليونية لحسابهم ! ، مع أن المليونية أساسا منذ أكثر من أسبوعين كان بدعوة من الإسلاميين من أجل أهداف خاصة بهم يرونها تتفق مع إرادة الأمة المصرية مثل رفض المبادئ فوق الدستورية ، والتأكيد على هوية مصر الإسلامية ... الخ ، و موضوع لم الشمل هذا أضيف فى الأيام الأخيرة كمبادرة لتلطيف الأجواء ، لكن أغلب الإسلاميين لم يقولوا أبدا أنهم قد تخلوا عن أهدافهم الأساسية من المليونية و الاكتفاء بالأهداف المشتركة مع غير الإسلاميين ، فلم استخدام موضوع لم الشمل كمحاولة لاتهام الإسلاميين بالغش و التدليس ؟؟


ثم لماذا يصيح البعض بأن الإسلاميين يحشدون لأهدافهم الخاصة ، و يقولون بأنهم هكذا تخلوا عن الثورة ! ، أين كان هؤلاء ممن فرقونا لثلاثة أشهر من أجل دعوة الدستور أولا ، و كانوا أول من حشد من أجلها و دعا للنزول للتحرير و هي هدف خاص بهم  يخالف رأي الأمة الذى قالته فى الاستفتاء ، وكان هذا فى ما سمي بجمعة الغضب الثانية منذ أكثر من شهرين ؟؟؟؟


أ حرامٌ على بلابــِــلـِـــه الدوح ؟؟ .... حلال ٌ للطير ِ من كل جنس ِ !
كذلك محاولة البعض إقصاء السلفيين لأنهم لم يشاركوا بقوة أثناء الثورة لا تجوز ، فالثورة قامت من أجل المصريين جميعا ، وليس من حق تنصيب نفسه وصيا على الثورة و مكاسبها ، لأن هذا يتعارض مع مبادئها النبيلة .


الخلاصة : كإسلاميين حققنا الكثير من أهدافنا ، و أظهرنا جماهيرية تيارنا ، لكن كان بإمكاننا إخراج الأمر بشكل أفضل كثيرا مما خرج به ، إذ قمنا بالكثير من الأخطاء الصغيرة التى شوهت بعض جمال هذا اليوم ، فعسانا نتعلم بإذن الله و لا نكررها .


و الله الموفــِّــق و المستعان .

27‏/07‏/2011

لييييييييييييييه مليونية 29 - 7 ؟؟؟



فى البداية ، ادعولى إنى أقدر إن شاء الله أروح التحرير الجمعة الجاية وما تروحش عليا نومة كالعادة !

توضيح قبل الدخول فى الموضوع ... من عادتى أنى أحب الكتابة باللغة العربية الفصحي ، وهي عندي فى المقدمة عقلا وقلبا ، لكن عندما أكون فى قمة التحمس فأجدنى أجنح للكتابة بالعامية - أو خليط من الاتنين ! -  التى أطبق معها شعار :

إن من هونِ الدنيا على الفتي أن يرى .... عدوَّا له ما من صداقته بــُــد !

يعنى بالبلدي فى الوضع الحالي ، مفيش مهرب دائم من العامية ! ... اهئ اهئ .

والآن .. ندلف إلــ .... احم احم .... نخش فى الموضوع .

كالعادة 10 نقاط عشان الإنجاز و السيطرة و التركيز بإذن الله ، هوضح فيها أسباب تحمسي الشديد لهذه المليونية تحديدا و التى ستشهد - غالبا بإذن الله - عودتى للتحرير بعد غياب أكثر من 3 أو 4 أشهر .... الله ينتقــ ...... يسامح اللى كان السبب .



1- تتميز هذه الجمعة تحديدا بأنها أول مرة تشهد هذا الحشد الضخم من التيار السلفي للتظاهر فى التحرير ، و رغم مشاركة بعض مشايخ السلفية كالشيخ محمد عبد المقصود و غيره من أول أيام الثورة فى المليونيات وغيرها ، إلا أن قطاعات كبيرة من هذا التيار الهام فى الشارع المصري لسبب أو لآخر لم تقـُم بعملية حشد مماثلة من قبل ، فأهلا وسهلا بهم فى أهم ميادين تاريخنا الحديث .. إضافة هامة جدا لهم و لنا ..... من الآخر أنا عايز يومها إن شاء الله  أحس إننا فى غابات من الأشواك الاستوائية بسبب كترة اللحي فى الميدان !! .. فاهمين يا سلفيين ؟!



2-  خرج علينا البعض من فترة بـ " بدعة " - الكلام عن السلفيين بيؤثر فى الأسلوب برضه ! -  اسمها " المبادئ فوق الدستورية " ، و رغم أنه من المفترض إن من بديهيات الديموقراطية أن الأمة مصدر السلطات و أن رأيها - خاصة الذى يقاس بانتخابات نزيهة ديموقراطية - فوق رأي أية فئة أو جماعة ، لكن البعض يريدون وضع بعض المبادئ بالتوافق بين بعض القوى السياسية - و لو كلها - لتقييد لجنة الدستور اللى هينتخبها البرلمان المنتخب من الشعب بإذن الله ! ، وطبعا المبررات النخبوية المتعالية المعتادة من قبيل إن " الشعب جاهل أوى و بينضحك عليه "  و التى إن خاف بعضهم من قولها مباشرة ، فإنها مفهومة من السياق .

يقول بعض البعض إنها مبادئ عامة موجودة فى كل الدساتير زي الحريات العامة البديهية و كده .... خلاص يا سيدي ، سيبها للجنة المنتخبة تحطها فى الدستور ! ، أما لو خايف بقى من اختيار الشعب لإنك مش واثق فى شعبيتك عنده ، فديه مشكلتك مش مشكلة مصر !
( اتضايقت جدا لما المجلس العسكري أذعن لجعجعة البعض و دعا إلى وضع مثل هذه المبادئ .. عامة مليونية الجمعة القادمة بيننا و بينه فى الموضوع ده بإذن الله ) .


3- مليونية الجمعة القادمة كان الداعى الرئيسي لها هي التيارات الإسلامية لتبرز قوتها و تلفت نظر حاكمي الفترة الانتقالية إليها فى مقابل الظاهرة الإعلامية - الجعجاعة غالبا - للتيارات المعارضة لها ، و رغم أننى ضد التصادم الآن بين التيارات و الأيدولوجيات فى مصر لحين اكتمال التحول الديموقراطي و الوصول بمصر الثورة إلى بر الأمان ، لكن سامح الله من كانوا السبب .
و يحسب للإسلاميين أن أول مليونية يدعو إليها إلى مطلب يعتبر - المفترض ألا يعتبر كذلك -  خاص بهم ( رفض المبادئ فوق الدستورية التى معظم من ينادون بها يخشون من الإسلاميين و يحاولون جاهدين تضييق الخناق علي طموحاتهم السياسية المستقبلية - التأكيد على هوية مصر كدولة إسلامية قائدة للأمة الإسلامية كلها، فى الوقت الذى يبدو فيه لدى البعض فى الداخل و الخارج حساسية غريبة تجاه هذه الهوية الراسخة فى وعي ولا وعي شعب مصر  )  بتاريخ 29 - 7 ، بعد أن فاض بهم الكيل ، و نفذ مخزون الصبر الاستراتيجي تجاه من تخندقوا و أقاموا مصر وأقعدوها من أجل مطالبهم الخاصة مباشرة بعد أن جاءت نتيجة استفتاء مارس مخيبة لآمالهم ، و حرمونا من الميدان الموحد على المطالب الإجماعية لمدة تزيد على الـ 3 أشهر ! ..... سامحنا و سامحهم الله .



4- أعجبنى رد الفعل الإجمالي العام من معتصمى التحرير ومن التيار الليبرالي بمحاولة جعل مليونية الجمعة القادمة لؤلؤة جديدة فى سلسلة المليونيات الضخمة الإجماعية من أجل مطالب الثورة الكلية ، و خيرا فعلوا ...... لكن حتى لا يخدع بعضنا بعضا ، فالإسلاميون ما زالوا متمسكين بإسقاط المبادئ فوق الدستورية كهدف رئيسي فى هذه المليونية ، لأنهم يرونه مطلبا مع رأي الأمة لا يتعارض مع ميثاق التوحد فى أهم ميادين الأمة .
كان لرد الفعل هذا دور كبير فى اليومين الماضيين فى تهدئة الشحن و التحفز الذى صاحب الدعوة للمليونية فى البداية ، لدرجة إنى لقيت الصفحات السلفية اللى كانت الأسخن فى الدعوة للمليونية بدأت فى وضع بوسترات لطيفة و هزار للدعوة إليها بدلا من بدائل أخرى من قبيل : " انقذ مصر من براثن العلمانيين و الفجرة و انزل الميدان لتطهره من دنسهم و إلا عليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ! " ...... هههههههههه بهرق طبعا ، مش للدرجة ديه ! .

5- مليونية الجمعة القادمة ستكون بإذن الله رصاصة الرحمة على الدعوة المستفزة المفرِّقة .. الدستور أولا التى سرقت منا الميدان العزيز لأشهر ...، خاصة لو ذكرتنا حشودها بجمعة الغضب أو التنحي بملايينها ، و تكون البرهان الساطع للعواطف و العقول أن ميدان التحرير هو ميدان إجماع الأمة بإذن الله حتى تقول كلمتها فى الانتخابات الحرة النزيهة لتكمل مسيرة تحولها الديموقراطي المجيدة ، و يتسلم سلطتها لأول مرة منذ اختراع كتابة التاريخ لهيئة حاكمة منتخبة تقوم بمصر الثورة إلى المكانة التى كانت حلما بعيدا فصارت بحمد الله أملا قريبا ....... موازين العالم اختلت يا بشر ، و مصر اللى هتعدلها بإذن الله .



6- بغض النظر عن أي تخمينات لنوايا الجيش الذى يحكم مصر الآن ، ابتداء من أن المشير طنطاوي و المجلس العسكري صحابة متنكرين و جايين من الجنة عشان يحسموا الثورة و يخدونا لبر الأمان  ! ، وانتهاء بأنهم أبالسة ولاد أبالسة بينفذوا مخطط صهيو - أمريكي مباركي فلولي لتدمير الثورة و وضع شعب مصر كله على الخازوق بتهمة البلاغ الكاذب ضد النظام السابق الشريف ! ، و كل التخمينات اللى فى النص ....... الرك بالأساس على الشعب ! .
المجلس جهة محافظة تنفق 9 أجزاء من الوقت فى التفكير فى العواقب و الجزء الأخير فقط فى التنفيذ ، لكن تتشجع - طوعا أو كرها - للإسراع فى تنفيذ مطالبنا إذا أصريـْــنا عليها ، ووقفنا وقفة قوية متوحدة و نزلنا إلى الميادين ، و ده أوضح من البحث عن أدلة له .
( انا عندى يقين إن الجيش ممثلا فى قيادته لو مش مع الثورة ، فهو مش ضدها أبدا ، ولي أدلة كثيرة على ذلك ، لكن مش وقتها دلوقت .. و الله أعلم ) .


7- كل حشد قوي فى ميادين مصر من أجل مطالب الثورة ، هو إضافة ممتازة فى اتجاه نجاح الثورة و التأكيد على يقظة الشعب المصري ، و هذا يعطى دفعة قوية جدا لباقى الشعوب العربية التى تواجهها مصاعب أكثر منا بكثير فى مسيرتها الثورية ، الخلاصة : المؤمن الثائر للمؤمن الثائر كالبنيان يشد بعضه بعضا .



8- يقول الشاعر : لكل داءٍ دواءٌ يستطابُ بهِ ــــــــ إلا الحماقةَ أعيت من يداويها .

فى الأيام الماضية بعد فشل الحشدمن أجل مليونية 22 - 7 ، اندفع بعض معتصمى الميدان المنتفخين بالأدرينالين إلى عمل لا أفهم له تبريرا عاقلا و أراه فى أفضل الأحوال أحمق - حتى وإن برروه باتهام الجيش بدون دليل واضح حتى الآن لـ 6 أبريل بالوقيعة بين  الجيش و الشعب و تنفيذ أجندات أجنبية ، ومحاولة عرض مطالب الثورة على الجيش مباشرة - ، وهو الخروج من التحرير فى مظاهرة إلى وزارة الدفاع هاتفين بسقوط المشير و حكم العسكر ! ، فكانت النتيجة موقعة العباسية 1 و 2 ، والتى عمقت الفجوة أكثر بينهم و بين الشعب و بين المجلس العسكري ، و أكدت الهواجس لدى طائفة كبيرة فى الشعب المصري أن " العيال بتوع التحرير " أغبيا و عايزين يخربوا البلد ، وعايزين يسقطوا الجيش لتدخل مصر فى الفوضى التى تخدم القوى الخارجية !!

بغض النظر عن مسئولية الجيش الجزئية عن هذه الحوادث المؤسفة بتسخين الناس بيبانه الشهير ضد 6 أبريل  ، لكن كان بإمكان المعتصمين فى التحرير أن يقوا أنفسهم و مصر نار فتنة وقودها الشعب والثورة و مصر ... ثم من امتى بنحتاج نتظاهر قدام وزارة الدفاع ؟؟ .. كنا بنبقى مكاننا فى التحرير فى المليونية المتوحدة و مطالبنا بتتحقق قبلها بيومين ! .

آخر عمل يمكن أن يندفع إليه أي مصري يمتلك 3 خلايا عصبية فى مركز التفكير فى مخه هو الصدام مع الجيش خاصة فى هذها الوقت الحساس ..... اعقلوا بقى ... ما بالك و قد أحدثوا فجوة جديدة بين الثورة و بين عامة الشعب المصري ! ..... يعنى شعب و جيش لـُــكشة واحدة !! ...... ربنا يهدينا ويهديهم .
دورنا فى المليونية القادمة أن نعطى هؤلاء درسا فى كيفية الاعتراض على بعض توجهات المجلس العسكري و توجيه الانتقادات لبعض سياساته دون الصدام معه من قريب أو بعيد ، بل  احترام دوره الوطني و حسمه السريع للثورة ، وطلب الحق صنعة زي ما قال بلال فضل .



9- مرور المليونية القادمة بهدوء وسلامة ودون صدام سيكون رسالة طمأنينة هامة جدا إلى الملايين من الشعب المصري الذى ما زالوا ينظرون للثورة بنوع من التوجس و الخوف و الحذر الزائدين ، وإعادة ثقة فى ميدان التحرير بعد أن استـُــنـزِفَ مخزون الثقة فيه على أيدى بعض من لا يحسنون التعامل مع بقعة من أطهر بقاع مصر و لا يحسنون استغلاله بالشكل الملائم الذى يوظف العاطفة الجياشة و العقل المتحكم المسيطر معا فى فى خلطة عبقرية نحتاجها للغاية فى هذا الوقت العصيب .

10- التأكيد على حتمية التحول الديموقراطي بإذن الله ، و أنه لا مفر من تسليم السلطة بالانتخابات النزيهة الحرة إلى سلطة مدنية منتخبة تعبر عن و تكتسب قوتها من هذا الشعب الثائر الذى سيقف بالساعات تحت لفح شمس يوليو اللاهبة - قال بيقول عامية قال ! - للتأكيد على أنه ما زال يقظا و أنه فى حالة انعقاد دائم لحماية الثورة و مصر بإذن الله من أية سيناريوهات أو أجندات كده ولا كده .

و مطلب الإسراع بالانتخابات البرلمانية و عدم تأخيرها عن المحدد الآن هو المطلب الأصل الذى لا ينبغى أن يقدم عليه الفرع - وهو مهم كذلك - ، مثل محاكمة الفلول و الفاسدين ، و التطهير التام لمؤسسات مصر منهم .... الخ ، لأن هذه الانتخابات هي البوابة - بإذن الله - لقطع أول خطوة حقيقية فى مسار ترسيخ الثورة و كل المطالب الأخري للثورة سيسهم فى إحسان تنفيذها بالشكل الذى يرضى الله و الشعب المتعطش لنيل حقوقه .


موعدنا فى التحرير بإذن الله ! .