24‏/04‏/2008

أصحاب الدماغ العالية !


بعض الناس ، رزقهم الله قدرات عقلية فائقة ، من تفكير عميق ، وقدرة هائلة على إنتاج الأفكار ، وسعة فى الخيال ، يعنى ببساطة دماغهم عالية ! ، وكثير من هؤلاء يمتلكون مواهب خاصة مثل  تأليف الشعر أو الغناء أو الموسيقى ، أو حتى  مهارات رياضية ، وبالطبع التفوق الدراسي نتيجة القدرة العالية على التحصيل عند الكثيرين منهم ، ولكن هناك نقطة مهمة ، لماذا منح الله - عز وجل - هذا الشخص أو ذاك تلك القدرات الهائلة ؟؟!! ، هل لمجرد إحداث تغيير وتفاوتات بين الناس وبعضهم ؟ ، أو  أنها هبة من الله لهذا الشخص مكافأة له  ؟ ، أو حتى مكافأة لأهله لكونهم من الصالحين  ؟ ، أو أن العوامل الوراثية فحسب هي السبب ؟ ، فى رأيي الشخصى أن الله  قد قسم بيننا الأرزاق لحكمة معينة ، أسمى من مجرد خلق تفاوت فى القدرات ، وعلى كل إنسان أن يبحث فى نفسه عما وضعه الله فيه من قدرات ، لأن الله سبحانه وتعالى كل شئ عنده بمقدار ، أي أنه لن يمنحنا هذه القدرات لمجرد أن نفرح بها ، أو نستخدمها فى اللهو ، أو نفتخر بها ، وإنما لأن هناك دور لابد أن نقوم به على الأرض ، تختلف طبيعة هذا الدور حسب  الظروف وحسب ما منحه الله لكل منا من قدرات ، فمن منحه الله القدرة على إنتاج الأفكار ، لابد له أن يستخدم هذه القدرة فى إبداع ما يفيد الناس ن وأن ينتج الأفكار التى  قد تصنع المعجزات وتحول تاريخ الأمم و الشعوب ، أو على الأقل على المستوى المحيط بالفرد فى الأسرة والمدرسة أو مكان العمل ، ومن منحه الله القدرات الأدبية ، عليه أن يستغلها فى إخراج الآداب الجميلة النافعة ، التى  تستفيد منها الأمة كلها ، ومن منحه الله حسن الصوت فليتعلم  تجويد القرآن أو  يشدو بأعذب الكلمات فى أغان جميلة هادفة .
قد يبدو الكلام السابق بديهيا جدا - وهو بالفعل كذلك - ، ولكن للأسف أجد الكثير من المبدعين فى زماننا ،يغفلون هذه الحقيقة ويستغلون القدرات العالية التى منحهم الله إياها فيما لا يفيد ، فيبدأون بإنتاج أفكار غريبة ، ويخرجون على الإطار العام بحجة أن الإبداع ليس له حدود ، فنجد الكثير من الكتاب والفنانين لا يتوقفون عن مهاجمة الرموز الدينية ، أو تقديم أفكار فى أعمالهم الفنية غير مقبولة ، ويعتقدون أنهم لكي يكونون مبدعين عليهم أن يهاجموا القواعد المجتمعية ، بل و الدينية ، أي بنظام خالف تعرف ، وإذا كلمت أحدهم فى هذا وطلبت منه أن يحكم أفكاره قليلا وأن يجعل من الدين إطارا ، اتهمك بالحجر على عقله ، أو حتى بأنك تحسده على ما يمتلك من قدرات عقلية فتاكة ،أو يتهمك بالتقليدية وتبنى أيدولوجيات قديمة ، وغير هذا من الكلمات الرنانة الباطلة  ، وللأسف ينتهى العمر بأحدهم فيجد نفسه قد خسر الدنيا والآخرة ، ويحاسب عند خالق  الأرض والسماء على ما أضاعه من قدرات هائلهة فيما لا يفيد ، وفقنا الله وإياكم إلى مافيه الخير والسداد ، وهدى عباقرتنا ومبدعينا إلى طريق الخير والصواب .

ليست هناك تعليقات: