02‏/01‏/2011

كإن ما فيكي ... مش مكفيكي !!!

آه يا مصر ! ..... ألا يوجد سقف للغرائب الكارثية التى تحدث فيكِ ؟!!

لماذا تفاجئنا الأيام فيكِ بكل عجيب وفريد ومفاجئ وصادم وقاتل ؟؟

ألم يكفِنا إثارةً لاستغراب الدنيا كلها أن تحدث فيكِ - يابلد النيل ومصدر شحنة القمح السعيدة التى تجوع روما بدونها – أزمة فى رغيف العيش ، أبسط الاحتياجات الإنسانية بعد دخول الحمـّام ! ....


ألا يكفيك فى التميز فى المضحكات المبكيات أن فى أرضك حزبٌ تنافس 2 من مرشحيه على نفس المقعد وأجـّرا لبعضهما البعض البلطجية وزوَرا ضد بعضهما واتهم كل منهما الآخر بأبشع الاتهامات ؟؟؟


لكن هذه المرة فالحدث من المبكيات المبكيات ، ومن الفواجع التى ترسل إلى الجميع صفارة إنذار مدوية تصيح : أيها السادة المقيمين بمصر .. انتبهوا .. هذا ليس آخر قاع تغوصون إليه ، ما زال معنا الجديد والعميييييييييييق .. تابعونا .


أولا لا يفوتنى تقديم العزاء الواجب فى ضحايا انفجار الأسكندرية الآثم ، وكذلك أقدم العزاء إلى كل محب لمصر وللأمة العربية والإسلامية فى هذا المصاب الجديد الفادح فى مصرنا الحبيبة .


وكعادتى فى كثير من الآلام التى تعترى مصر والتى بدورها تنعكس على نفسيتى المتخنة بالجراح ، والمتخمة بالآلام كإصبع باذنجان محشو بالأرز حتى آخره ، فأنا ألجأ إلى قلمي ( أو كيبوردى على وجه الدقة ) من أجل التنفيس على النفسية ! .


ولكنى سأجعل هذا التنفيس على هيئة نقاط وأسئلة قصيرة ، ليكون تنفيسا ممنهجا ومنظما ، فالصراخ الفكرى وعجين الشجن لا يفيدان بتاتا .


1/ شعوري عندما سمعت بما حدث :

أسى وحزن وطوفان من اليأس من مصر يريد أن يغمر روحي و يكاد يفتـِّـتْ سدود تفاؤلى المتهالكة تحت ضرباته المتلاحقة والمتسارعة والمتصاعدة القوة .

2/ أول ما نطقت عندما علمت بالخبر المشئوم :

لاحول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل .

3/ هل فوجئت بالحدث ؟؟

بالتأكيد ، ولكن لحظيا ، ثم ذكرت نفسى بأننا فى مصر بلد العجايب .

4/ من أتهم بشكل أساسي فى هذا الحادث المشئوم : والله أعلى و أعلم .


متهمون مباشرون : الموساد/ اسرائيل المستفيد الأكبر من أي ( لـَـبـَـش ) يحدث فى العالم العربي والإسلامي خاصة مصر ، وبالأخص جدا عندما يكون وقودا لتوترات طائفية وفتن .

خلايا تكفيرية متشددة صغيرة توجد فى مصر/ بقايا من موجة التكفير والتفجير والتى اشتد أوراها فى التسعينات ، ونجحت القبضة الأمنية فى كسر شوكتها لك لم تقـْـضِ عليها نهائيا ، وهؤلاء يكرهون المسلمون ويكفرون الكثير منهم ، فلا تستعجب من موقفهم من غير المسلمين !

مسيحيون متعصبون جدا مدعومون من أطراف قبطية متعصبة فى الداخل وفى أقباط المهجر وجهات خارجية أخري / لاتخاذها مبررا للمزيد من الضغوطات على النظام المصري للإذعان لطلباتهم ولكسب ود وتعاطف العالم وإيهامه أن هناك حرب إبادة جماعية تستهدف المسيحيين فى مصر ، وهذا يزيد من التدخلات الأجنبية الداعمة لأحلام هؤلاء المريضة فى إقامة دولة لهم بمصر وتحريرها من حكم العرب البرابرة ( الضيوف التقال ) وإعادتهم إلى جزيرة العرب ...الخ هذه الترهات . وأيضا لدفع النظام المصري للقيام بالمزيد من التضييق على الكيانات الإسلامية فى مصر لأن هؤلاء المتعصبون يخشون من أية قوة للإسلام فى مصر .

تقول ولماذا يقتلون المسيحيين لهذا الهدف .. ببساطة من يتحللون من القيم الأخلاقية ويتصفون بالتعصب الذميم ، يمتلكون القدرة على تبرير أفعالهم الوحشية بفجاجة ، قد يقول لسان باطنهم : هؤلاء الضحايا هم شهداء فى سبيل تحرير الأمة القبطية !!!!! والآمال العظيمة لابد لها من قرابين عظيمة تقدم على مذبح الحرية والنضال !!!!!! ..الخ هذا الهراء و( الأفشخانات ) والكلام الكبير !


متهمون غير مباشرون : النظام المصري الحاكم المترهل / والذى تواصل سياساته الفاسدة والخاطئة فى الانهيار بأوضاع مصر داخليا وخارجيا على كافة المستويات ، والذى بدأ ( عيار البلد يفلت من ايده ) ، وأفقد الشعب المصري روحه وقضيته وكيانه وهويته .

( بيَّعنى أرضى ومفهومي .. قلـَّـعْنى فكرى وهدومى .. مخى اتقفل فيلم على كليب .. ولما يفتح يشرب كدب .. أنا أصلى أهبل من يومى !! ) من أغنية الشعب الأنتوخ لفريق بساطة الغنائي .

التدين ( المضروب ) / المنتشر فى مصر للأسف الشديد ، والذى يدفع أحدهم – على سبيل المثال - للاعتقاد أن سيدخل الجنة ( حدف ) مع أنه لا يحافظ حتى على الصلاة فى وقتها ، لمجرد أنه يكره المسحيين ويتمنى لهم الشر ويريد أن يفتك بهم وبـ ( اللى خلفوهم ) .

صاحب قنبلة الضيوف ومن على شاكلته / يتحمل هذا الشخص خصيصا جانب كبير من المسئولية غير المباشرة ، فقد تسبب تصريحه الذى وصف فيه مسلمي مصر فى حوار مع صحيفة كبري بالضيوف ، فى المزيد من الشحن الطائفي فى مصر .. أثر هذا التصريح الأهوج ببساطة : أيها المسيحيون هؤلاء ضيوف ثقلاء فلنقل لهم : اتفضلوا من غير مطرود أو بمطرود أو بالجذمة القديمة .

أيها المسلمون : إنهم يصفوننا بالضيوف ويأتمرون بنا ليقتلونا ، فلـ ( نتغدى ) بهم قبل ما ( يتعشوا ) بنا ! .


5/ أكثر ما استفزنى بخصوص هذا الموضوع :

1- أحدهم عندما حدثته بالخبر فرد بشغف وتأثر شديد : يا نهار اسوح .. طب فيه مسلمين كتير ماتوا ؟؟!!!!!!!!!!!!! ، فلما كظمت غيظى وأخبرته أن أغلب الضحايا مسيحيون ، تنهد تنهيدة راحة كأن إزهاق أكثر من 20 روحا حرَّمها الله بغير وجه حق لا يكفى لكي يغضب ( بسلامته ) ويتأثر ، فلما أوضحت له هذه الفكرة قال ببرود أكثر فجاجة : ممكن برضه !! ... ممكن ؟!!!!!!! .. إنا لله وإنا إليه راجعون .

2- آخر كان همه التقليل من عدد الخسائر .. ياعم دول بيأفوروا ( مشتقة من مادة over ) تلاقى 1 ولا 2 ماتوا وهما بيقولوا 21 عشان يصعبوا ع الدنيا !!!

.. عزيزى ..... سأفترض جدلا وخطأ واستعباطا أنك على حق ! ، لكن لا تنسَ أن نفس واحدة فقط تقتل بغير نفس أو فساد فى الأرض تعنى قتل الناس جميعا ، وكفانا استهزاء بقيمة الدم المصري والعربي والمسلم ! .... لقد اعتدنا اختزال هذه الدماء المسالة فى أرقام جوفاء ، كأنها لم تكن أنفسا تحيا وتتنفس الوجود حتى بغى عليها الآثمون .


6/ تعليق أخير :

ربنا يستر على مصر والأمة العربية و الإسلامية كلها ... إغراق مصر حتى الثمالة فى مستنقعات الفتنة الداخلية خطوة أساسية فى تحييدها ريثما تتواصل خطط التآمر على الأمة كلها .


7/ كيف نتجنب تكرار هذا ؟؟

للأسف سيتكرر- والله أعلم – لكن باختصار شديد :

أولا : تدين سليم فى الطرفين يشجع على التعايش ويضرب على أيدى المتعصبين والمتزمتين .

ثانيا : ترسيخ فكرة أن حسن معاملة غير المسلمين المسالمين هو من طرق التقرب إلى الله سبحانه وتعالى فهو الذى لم ينهـَنا عن الذين لم يقاتلونا فى الدين ولم يخرجونا من ديارنا أن نبرَّهـُم ونقسطَ إليهم ، فهو يحب المقسطين ، وهذا أراه أقوى تمكين لفكرة التسامح بين الأديان بربطها برضا الله سبحانه وتعالى .

ثالثا : تفعيل دور الأزهر كجامعة إسلامية كبرى تنشر الإسلام الوسطي المتسامح وتساهم فى القضاء على دعاة التعصب والإرهاب الفكرى والدينى .

رابعا : فتح الحريات وتفكيك الكبت السياسي والاجتماعي ، وحل المشكلات الاقتصادية التى تعصف بمصر .

خامسا : تنمية مصر والنهوض بها فى كافة المجالات ، وعودة مشروع قومي جامع للشعب المصري مثل إعداد مصر فى كافة النواحي لمواجهة اسرائيل - عدوة الماضى والحاضر والمستقبل - فيكون هذا المشروع الوقود لنهضتها ورباط وحدتها .

سادسا : المزيد من تركيز الجهات الأمنية فيها على الأخطار والمؤمرات الخارجية بدلا من الانشغال بالتعرف على ألوان الملابس الداخلية للمعارضين السياسيين !

سابعا : كفايه كده أنا زهقت من الكلام .

وختاما لا أجد تلخيصا لكل ما سبق أبلغ من جملة : ربنا يستر !! .

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

لافض فوك يا جدع

غير معرف يقول...

بصراحة عندك حق في كل كلمة

جعلك الله ممن يدافعون عن الوطن والاسلام ويحملون همه ويدافعون عنه

جزاك الله خيرا

Unknown يقول...

ألف شكر على التعليقات

وربنا يوفق الجميع بإذن الله لما فيه الخير