02‏/04‏/2011

هوس جمعة الغضب !

الجمعة 28 يناير 2011 ..... أهم يوم فى تاريخ مصر الحديث ! ، ويوم من نوعية الأيام التى تغير تاريخ العالم .
للمرة الـ .. - لا أدرى بالضبط المرة الكام - ، يفاجئ المصريون أنفسهم والعالم بما لم يحتسبوا .
هذا الشعب الوديع الهادئ الذى يسكن من قديم الأزل على ضفاف النيل ، أثبت بما لايدع مجالا للشك أنه التطبيق الواقعى للهدوء الذى يسبق العاصفة الهوجاء .

فى هذا اليوم اكتشفنا حكمة عظمى من التجمع الأسبوعي الروحاني الضخم " صلاة الجمعة " غير تقابل شلة الأصدقاء للضحك والقهقهة بعد الصلاة ( وأحيانا أثناء الخطبة ! ) ، والنوم الوديع أثناء الخطب " الشيقة " لأغلب خطبائنا ،  والذين بقهر الجهل و تقليدية الأسلوب و مقاييس أمن الدولة لخطبة الجمعة اللطيفة أتحفونا على مدار سنين بما يشيب له الولدان و يفجـِّــر .. مرارة الإنسان ، ويدفعه دفعا للغثيان .

الحكمة الغالية تتلخص ببساطة فى قوله تعالى : ( كنت خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون على المنكر وتؤمنون بالله ) .

وعلى كل طاغية ومستكبر فى كافة أرجاء عالمنا العربي والإسلامي ، أن ترتعد فرائصه و أن يسقط قلبه فى قدمه وأن ( يـُـغمن عليه ! )  52 مرة فى العام  ..... هذا إن لم تذهب به و بعرشه جمعة غضب أو جمعة كرامة أو جمعة حسم أو جمعة زحف أو جمعة صمود أو جمعة خلاص أو الجمعة اللى ما تتسماش !

لقد أصبحت مصابا بهوس شديد بهذا اليوم الرهيب الـ 28 من يناير من عام 2011 م .. لا تفارق مخليتى ذكرياته ، آلاف المشاهد لهذا اليوم الرهيب تتلاحق فى عقلي كفيلم أبدي سرمدي لا ينتهى أو للدقة .. لا أريد انتهاءه .

كيف أمـَـلُّ من ذكرى اليوم الذى أحسست فيه لأول مرة أننى أصبحت إنسانا مكرما حرا ؟؟؟

كيف أملَّ من اليوم الذى أعاد لأمتى الأمل فى البعث بعد الرقاد عندما أجري لقلبها الساكن جراحة " تحريرية " عاجلة أعادت له النبض ؟

استجاب الله سبحانه وتعالى لدعائى بعد مهزلة الانتخابات البرلمانية 2010 عندما تقطعت بي سبل الأمل فى مصر ، وتـُهتُ فى غياهب اليأس المطبق منها ، وفكرت لأول مرة بشكل جدي فى الفكاك من هذا البلد المنكوب الميئوس من شفائه ، حتى لو هاجرت إلى أدغال مدغشقر أو سفوح الجبال فى نيبال أو مزارع الكاكاو فى كوت ديفوار .... الخ ............ حينها دعوت الله سبحانه وتعالى أن يعطينى درسا لا أنساه فى قضائه العظيم و أن يرينى فى مصر تطبيقا من حيث لا أحتسب لقوله تعالى : ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أن قد كـُذِ بوا جاءهم نصرنا ) ، وأن يحي الأمة العربية والإسلامية بمصر ......... وقد كان وسيكون بإذن الله ! .

لقد قدر الله سبحانه وتعالى أن تشرق شمسنا من الغرب هذه المرة ! ، وجاءتنا من تونس طلائع الحرية ، وكعادة المصريين فى التميز ، فإنهم لم يكتفوا بتلقـُّـف الهدية العظيمة ، وإنما قرروا أن يضيفوا عليها من تفردهم وتميزهم ما لا يضاهى ....... فكانت جمعة الغضب .

أتحدي أن يأتى أحد من التاريخ بيوم انتفض فيه قرابة الـ 10 ملايين إنسان بعد عقود من الخمول والسكون و الموت الاكلينكى و السكتة الدماغية ! .

ليست مبالغة أن أؤكد أن يوم الـ 28 من يناير 2011 سيوضع فى التاريخ - بإذن الله - فى مصاف أيام أمتنا العظيمة كيوم فتح ابن الخطاب لبيت المقدس و يوم استرجاع صلاح الدين له ، ويوم أن كسرت مصر صلف لويس السابع فى المنصورة و يوم أن زادت عن البشرية وقصمت ظهر المغول فى عين جالوت ............ الخ .

والآثار العظيمة لهذا اليوم - على ما كان فيه بالطبع من بعض السلبيات - ستتبين لنا جليـَّةً مع مرور الدقائق والساعات والأيام و الأسابيع والشهور والسنين و القرون ... وحتى الألفيات ! .... ألسنا إلى الآن نتشدق بموقعة حطين وقد مرَّ عليها ما يقارب الألفية ؟؟؟

ورجاء منى فى الختام ، أن نتذكر دماء شهداء الحرية الأبرار وأن ندعو الله أن يلحقنا بهم فى جنة الخلد ،  ونحن سجود فى ساحة الأقصى بعد تحريره بإذن الله فى القادم من الأيام - وعساه يكون قريبا - ، فلولا تضحياتهم العفوية البريئة الهادرة ، لما كان لنا أن نتنفس الأحلام ، ونروى ظمأنا للكرامة .

اشكروا الله سبحانه وتعالى فى كل حين على نعمة جمعة الغضب ! .



ليست هناك تعليقات: