20‏/06‏/2011

مما قرأت (1) ......... الأساطير المؤسـِـسـَّــة للسياسة الاسرائيلية // روجيه جارودي



الكتاب يقع فى أكثر من ثلاثمائة صفحة من القطع المتوسط ، ومترجم من اللغة الفرنسية ، وهو من طباعة دار الشروق ، وتقديم الأستاذ / محمد حسنين هيكل .


الكاتب  هو الكاتب الفرنسي روجيه جارودي ، من مواليد فرنسا 1913 ، وقد أسلم فى عام 1982 و سمـَّى نفسـَــه : رجاء جارودي ، وقد ألـَّف هذا الكتاب فى أوائل التسعينات ، و كان الكاتب دائم الصدام مع جماعات النفوذ الصهيوني فى فرنسا نظرا لانتقاده الدائم لاسرائيل ومجازرها ، وكان إصدار هذا الكتاب الذى شكك فى الكثير من الخرافات الصهيونية مصدرا للغضب الشديد عليه من الصهاينة ، فضغطوا على دور النشر المعروفة فى فرنسا والتى كانت تتعامل دائما مع الكاتب من أجل عدم نشر الكتاب ، وبالفعل لم يتمكن من نشره فى فرنسا - بلد الحرية و النور - ! ، بل و عرض على المحكمة فى عام 1988 بتهمة التشكيك فى المحرقة النازية !! ...... لمزيد من المعلومات عن الكاتب :   رجاء جارودي .


أهم ما ورد فى الكتاب قى نقاط سريعة :

1- يهدم الكتاب بالأدلة و الأسانيد المنطقية التى يفهمها أي إنسان ، كافة الأساطير التى برَّرَت إنشاء الكيان الصهيوني ، والتى خدع بها الصهاينة الشعب اليهودي وحشروا الملايين منه فى الفخ الجغرافى المسمى اسرائيل ، كما خدعت بها الحكومات الغربية شعوبها لتبرير مساعداتها الغير محدودة ودعمها اللا متناهي لإسرائيل ، وهذه الأساطير هي : ( أسطورة أرض الميعاد - أرض بلا شعب لشعب بلا أرض - أسطورة الشعب اليهودي المختار - أسطورة الـ 6 ملايين يهودى ضحايا المحرقة النارية ) ، كما خصـَّـص جزءا مهما من الكتاب لبيان كيفية تحكم الصهاينة من خلال جماعات الضغط التابعة لهم فى توجيه دفـَّـة السياسات الأمريكية والأوروبية لصالحهم .


2- حرص الكاتب على استخدام التعبير الفرنسي الذى يعنى " خرافة " بلا من التعبير الذى يعنى " أسطورة " طوال الكتاب ، وذلك لأن الأسطورة قد يكون لها أساس من الواقع ، أما الخرافة فلا أساس لها بتاتا .


3- بالنسبة لأساطير أرض الميعاد و الشعب المختار ، و التى اعتمد الصهاينة على تفسيرات معينة لنصوص التوراة من أجل ترويجها ، فقد فنـَّــدَها الكاتب بمنطق شديد و أسلوب علمي رصين يثبت أنها كانت تأويلات بعيدة أخـَـلـَّــت بالنصوص .


4- و أسطورة " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " والتى يدعى فيها الصهاينة أن الهجرات اليهودية الحديثة جاءت إلى فلسطين فوجدتها خرابا خالية فعمًّروها وأنشأوا دولة اسرائيل !! ، فأثبت الكاتب أن فلسطين كان بها شعب زارع صانع كان يعمـِّـرها قبل قدوم اليهود ، ومن الأمثلة التى ضربها أنه فى مطلع القرن العشرين كانت صادرات الخضروات من أرض فلسطين ذات الأغلبية العربية فى حينه ، كان تفوق صادرات الولايات المتحدة منها !! .


5- فى التعليق على المحرقة النازية ، بدأ الكاتب ببيان أن النازية كانت شرا مستطيرا على البشرية كلها ، وأن الحرب العالمية التى أشعلوها سببت وفاة ما يقارب الـ 55 مليون إنسان .. ومن هؤلاء الذين أضيروا من هذه الحرب المجنونة ، اليهود خاصة فى شرق ووسط أوروبا ... فالكاتب المـُـنصـِـف لم ينكرْ معاناة اليهود ، لكنه استنكر الآتي :


   

  * محاولة اليهود الاستئثار بوصف " الضحية " ، و كأن النازية لم تضر سواهم .

     
* أنكر الكاتب إغفال تضحيات الشعوب الأخري الجسيمة فى مقابل تضحيات اليهود ، فشعوب العرق السلافي فى روسيا و صربيا                        و سواها سقط لها ما يقارب الـ 25 مليون قتيل فى هذه الحرب !! ، فى حين أن الكاتب بالأدلة العلمية أثبت أن ضحايا اليهود إجمالا فى الحرب بين الـ 800 ألف و الـ 1.2 مليون .

   
  * يتساءل الكاتب .. كيف يمكن أن نصدق أن هتلر أمر بحرق اليهود فى كافة أرجاء الدول الخاضعة لسيطرته ونحن لم نجد أية وثيقة رسمية أو أمر كتابيَ منه أو من قادته الكبار بهذا الشأن الضخم ؟؟؟ .. وهل حرق الملايين فى أفران غاز ضخمة يمكن أن يكون بواسطة أمر شفهي ؟؟؟ .. بل لقد تم العثور على أوراق خطة أولية نازية لنقل - وليس حرق - جميع اليهود إلى جزيرة مدغشقر المعزولة  ، لكن تعذَّرَ تنفيذ الخطة بسبب المصاعب الحربية على ألمانيا فى السنوات الأخيرة من الحرب .

   
 * يؤكد الكاتب بالأدلة على أنَّه لم يتم العثور على غرفة غاز واحدة فى أي من معسكرات تجميع اليهود التى أقامها النازيون تصلح لأن نعتقد أنه كان يتم فيها فعلا حرق اليهود ، حتى معسكر " أوشفيتز " الشهير والذى كان مكتوب على لوحته التذكارية بعد الحرب : هنا قتل 4 ملايين يهودي !! ... وتم تغييرها الآن إلى : هنا قتل اكثر من مليون يهودي .

   
 * استنكر الكاتب ابتزاز الصهاينة لشعوب أوروبا خاصة ألمانيا و النمسا انطلاقا من عقدة الشعور بالذنب و تأنيب الضمير عندهم بسبب جرائم النازية ، وحصول الصهاينة على تعويضات مادية هائلة ساهمت فى بناء إسرائيل وشراء السلاح لها من تهجير وقتل الفلسطينين و إقامة الدولة اليهودية المزعومة .

   
  * هناك أدلة كثيرة تفصيلية فنـَّــدَ بها الكاتب المبالغات الصهيونية فى المحرقة يتعذَّر نقلها هنا و الأفضل طبعا قراءتها من الكتاب الرائع .

     
* يذكر الكاتب أن جريمة هتلر ونظامه ضد اليهود هي جمعه لهم و لغيرهم فى معسكرات للعمل الشاق فى مصانعه الحربية و سواها من اجل دعم المجهود الحربي النازي ، فمات الآلاف فى هذه المعسكرات بسبب ظروف العمل الشاقة و الغير إنسانية ، ويرى الكاتب أن هذا التفسير لنسبة كبيرة من ضحايا اليهودهو تفسير عقلاني .. فلماذا يحرقهم أحياء و يتكلف مبالغ طائلة فى معدات الحرق و خاماته ؟؟؟؟ الأفضل له استخدامهم لخدمته كعمالة رخيصة ! .

   


6- بيـَّن الكاتب وجود جماعات ضغط صهيونية فى البلاد الغربية الكبري ، تعتمد على الإعلام و الاقتصاد فى ترويج ما تشاء و فى التنطيل بخصوم الصهيونية ... يذكر الكاتب أمثلة عديدة منها : أنه عندما أراد و مجموعة من المفكرين والشخصيات العامة تنزيل بيان فى الجرائد الفرنسية الكبري لاستهجان مذبحة صبرا و شاتيلا 1982 فى لبنان ، فإنه بضغط النفوذ الصهيوني تم رفض طلبهم من كافة الجرائد ما عدا جريدة " لو موند " والتى وافقت بصعوبة على نشره فى صفحة داخلية .. ولم يسلمْرئيس تحرير الجريدة من الانتقاد الصهيوني الشر ضده .


7- من المفارقات المضحكة ما ذكره الكاتب من أنه فى آخر الحرب العالمية الثانية كان هناك ازمة فى السلع الأساسية فى ألمانيا ومنها الصابون ، فأنشات ألمانيا خطوط إنتاج حكومية لزيادة إنتاج الصابون ، و كان مطبوعا على الصابون المنتج منها شعار من 3 أحرف هو اختصار جملة : إدارة الرايخ للمواد التموينية الدهنية  RJF ، فقام أحد الصهاينة المتحذلقين بترويج إشاعة تلقـَّـفها الكثيرون أن الكلمة اختصار لعبارة تعنى بالعربية : " دهن يهودي صاف " ! .. أي أن النازيين بعد حرق اليهود أحياء كان يستخدمون دهون أجسادهم فى صناعة الصابون لإرضائهم شعبهم الكاره لليهود !! .


8- يذكر الكاتب معلومتين خطيرتين عن النازيين لم أعرفهما من قبل :


    * أن بعض الشركات الأمريكية و الأوروبية من أجل تحقيق مكاسب مادية لها قد ساهمت بدور كبير فى إعادة تسليح ألمانيا الهتلرية فى الثلاثينات ( بعد أن تم تحجيم قواتها العسكرية بعد خسارتها الحرب العالمية الأولي ) !!
    * كان هناك تعاون بين بعض الصهاينة والحكومة النازية نظرا لالتقاء مصالحهم .. حيث يريد النازيون التخلص من اليهود ، فيتلقفهم النازيون و ينقلونهم إلى أرض فلسطين " الموعودة " ! ، وواصل النازيون دعمهم هذا حتى فى أثناء الحرب العالمية الثانية رغم موت مئات الآلاف من اليهود على يد الآلة العسكرية النازية الباطشة ، فقد كان الصهاينة حريصون فقط على انتقاء اليهود النافعين لاسرائيل ( صناع - رجال أعمال - علماء - صحفيون .. الخ ) ، أما الفقراء و العجزة والمساكين .. الخ ....... فليذهبوا إلى الجحيم ! .




خاتمة : الكتاب رائع جدا و مكتظ بالمعلومات القيمة و أنصح الجميع بقراءته .

لتحميل الكتاب :  من هنا .


ليست هناك تعليقات: