هذا المقال موجه إلى كل إسلامي أو ليبرالي مخلص لمصر ويريد العبور بها إلى بر الأمان بإذن الله ، و يقدم صالحها على أغراضه الشخصية .
شعب مصر ..... تركيبة غريبة جدا قلَّ مثيلها ، عبقري جدا .. غبي للغاية ، شجاع جدا كالأسد الهصور.. جبان جدا كالفأر المذعور ! .. الخ ، لم أرَ شعبا يجمع هذا الكم من المتناقضات التى اجتمعت فى وجدان هذا الشعب .. يكفينا كمثال أنه حتى يوم 24 يناير أو 25 يناير الصبح ، لم يكن يتصور أحد فى العالم حتى الشعب المصري نفسه أن هذا الشعب الوديع المطيع سيقوم بما قام به فى الـ 18 يوما التالية .. ويكفينا جمعة الغضب 28 يناير التى سيتحدث عنها التاريخ كثيرا كثيرا بإذن الله .
المهم .. كفانا مقدمات ، و ندخل إلى الموضوع الذى ألخصه فى 10 نقاط أو وصايا أو افتكاسات أو .. أو ... سمــِّـــها ما شئت ، المهم أننى سأعرض فيها رؤيتى عن كيفية تعامل أرباب السياسة مع الشعب المصري من أجل العبور بثورة 25 يناير العظيمة إلى بر الأمان بإذن الله :
1- أشد خطر على الثورة : ليس هو المجلس العسكري أو فلول النظام أو بقايا الحزب الوطنى أو أشلاء الفاسدين أو أمريكا أو اسرائيل أو الماسونية العالمية أو يحيى الجمل أو .. أو .. أو ..الخ .. بل أنا وأنت ..... الشعب المصري ! . ببساطة شديدة ، لو تحالف كل ما ذكرت على إجهاض الثورة لكن تمسـَّــك الشعب بها ، فلن يجدوا إلى ذلك سبيلا بإذن الله ، فى حين أنه إذا كفر الشعب بهذه الثورة - أقصد بالشعب هنا الأغلبية الصامتة من عموم المصريين المندمجة فى تفاصيل حياتها اليومية - فقد انقصم ظهرها و لن تقومَ لها - لا قدر الله - قائمة ...... إذا فتدليل الشعب المصري قدر الاستطاعة ، و الحفاظ على إيمانه بهذه الثورة المجيدة و اتخاذها شعلة تلهب الحماسة نحو الارتقاء بمصر هو السبيل الأول لذلك .... ( فعليا بدأ الكثير من هؤلاء يتململ من الثورة لعوامل عدة فى مقدمتها الأوضاع الاقتصادية الصعبة الموروثة و كذلك الآثار الجانبية للثورة من بعض الانفلاتات الأمنية و الاقتصادية و كذلك جهل البعض و عدم قدرتهم على استيعاب هذه الثورة المفاجئة و ما ترتب عليها ) .
2- الشعب المصري " بغزالة " !! : هذه النقطة مرتبطة بسابقتها جدا .
- 24 يناير 2011 : الشعب المصري مندمج فى حياته اليومية ودوامة لقمة العيش " بتروح وتيجى بيه " كعادته وعادتها ، ولا جديد تحت السطح إلا أن " شوية عيال " على المحروق اللى اسمه " الفيسبوك " قال عايزينا نعمل زي تونس قال ! ... مصر غييييييييييير تونس ! ، ده احنا عندنا كام مليون عسكري أمن مركزي ياكلوا الزلط ...... كله تمام يا فندم .
- 28 يناير 2011 - السادسة مساء : بدأت وحدات الجيش المصري فى النزول إلى شوارع مصر وذلك لاستعادة السيطرة على الأوضاع فى مصر خاصة القاهرة والأسكندرية والتى امتلأت بملايين المتظاهرين المطالبين برحيل مبارك الفاسد ونظامه و مئات عربات الأمن المركزي المحترقة و عشرات أقسام الشرطة و مقرات الحزب الوطنى تلتهمها النيران ، والنظام المصري انهار و ووزارة الداخلية " خلعت " ! .
- 1 فبراير 2011 : ملايين المصريين ينخرطون فى بكاء عاطفى حار و يهتفون بحياة رئيسهم العظيم مبارك بعد خطابه " العاتشفى " الذى أكد فيه أن سيموت ويدفن فى مصر وأنه لم يكن ينتوى ..... وتطلب الملايين من " الخونة " فى التحرير وغيره أن يكفوا عن مطالبة الرئيس الحلو الجدع أبو عيون جريئة بالتنحي ، وعليهم العودة إلى المنزل فورا .
- 11 فبراير 2011 : رغم ظهور مبارك فى خطاب لمدة 17 دقيقة يكاد فيه " يبوس جزمة " الشعب المصري و معتصمي التحرير ، و يتنازل فيه عن سلطاته لنائبه سليمان ، فإن شوارع مصر امتلأت بـ 15 مليونا من المتظاهرين المطالبين برحيل مبارك تحت شعاري :
" ارحل يعنى امشى .. ياللى ما بتفهمشى " // " لا مبارك ولا سليمان .. كله عميل للأمريكان " .... ويتنحى مبارك فى هذا اليوم ! .
الرسالة وصلت ؟؟؟؟؟؟
3 - 4 -5 - كلمة السر ... الاقتصاد :
مفتاح الشعب المصري هو الاقتصاد ، والدافع الرئيسي للثورة قبل الإصلاح السياسي كان الإصلاح الاقتصادي ، هناك ما يزيد عن الـ 20 مليون فقير فى مصر ، وأي فرد أو حزب يريد العمل فى السياسة ولا يمتلك برنامجا اقتصاديا مبتكرا وطموحا ينتشل مصر من الوضع الاقتصادى المزري الحالي .. عليه أن يجلس فى البيت " جنب ماما " أفضل ! ... و مع أول انخفاض حقيقي فى الأسعار نتيجه إجراءات اقتصادية سليمة مع توفير هيكل أجور عادل يغطى الاحتياجات الأساسية ويفيض ، حينها فقط .. سيعلن الشعب المصري أن الثورة قد نجحت بحمد الله .
6- ليس بإمكان أحد الآن كظم الصرخات :
ملايين من المصريين خاصة فى العشوائيات والقرى الفقيرة والنجوع البعيدة لا تتوافر لديهم الاحتياجات الأساسية حتى الماء و الطعام والدواء والمجاري ، وهؤلاء كان حاجز الخوف و القمع الأمنى يحجب معظمهم عن الصراخ من ألم ما يعانى .. وهؤلاء الذين يتأملون الأبراج والمولات التجارية القريبة من فوق أكوام القمامة التى يغوصون فى أمواجها ، من كنا نعتقد أنهم سيقومون فى آخر الامر بثورة جياع لا يعلم مدى تأثيرها إلا الله ...... أما و قد أنقذنا الله من هذا السيناريو و خففت هذه الثورة التى جاءت بطابع الطبقة الوسطي " أو بقاياها " من أثر انفجار الجياع و المعذبين والذى ظهر بعضه فى جمعة الغضب ، فعلينا أن نتنبه أن هؤلاء البؤساء لم يعد هناك ما يمنعهم من الصراخ كما يشاؤون .. وهم والله معذورون ، ولذا .. فكامل تحياتى وتقديري لكل بطل يبذل جهده الآن فى تخفيف معاناة هؤلاء بأي عمل خيري فى أي مجال .... لابد من احتواء مصابهم بمسكنات سريعة وفعالة ريثما تقف مصر على قدميها من جديد و تصدر سياسات وإجراءات تحل مشاكلهم من الجذور و تقتلع المناخ الذى سبب كل هذا الدمار ..... منع حدوث هذا الانفجار من أهم ضمانات نجاح الثورة بإذن الله .
7- إلى ديوك الفضائيات .. الشارع أولا :
أعلم أن التلفزيون و " الوصلة " فى متناول الجميع ، و أن البعض يقدم الحصول على طبق الدش على الحصول على طبق الطعام الكافى !
لكن فى النهاية فأغلب الحوار النخبوي الذى امتلأت به الشاشا لا يعنى المواطن البسيط فى شئ ، هذا المواطن يريد نتائج ملموسة فى الشارع و يريد من ينزل إليه على الأقدام ليعرفه " الدنيا ماشية إزاي " ، فتحية لكل من يعمل فى الشارع بين الناس ... و سلملى ع النخبة .
8- الأمن والأمان :
كان النظام البائد يمن على الشعب بالأمن الكاذب الذى كان موجودا فى مصر ، ورغم أن معدلات الجريمة كانت آخذة فى الارتفاع و نوعيات الجرائم مع مرور الأيام كان تسوء و تسوء ، لكن كانت الناس إجمالا تشعر بالأمن ، وقد وصفته بالكاذب لأنه لم يكن ناتجا عن حياة سياسية و اجتماعية سليمة و كفاءة أمنية احترافية ، إنما كان بسبب حاجز خوف مهيب يسيطر على الشعب المصري من القبضة الأمنية الباطشة ..... فلما انهار هذا الحاجز و اهتزت القبضة الأمنية بفعل صدمة جمعة الغضب ، انكشفت المنظومة الأمنية المختلة ، وتبين كم هو هائل طوفان البلطجية والخارجين عن القانون و المجرمين الموجود فى مصر ، ولذا فمن يريد إصلاح مصر فعلا لابد و أن يمتلك رؤية حقيقية لإصلاح منظومة الأمن و عودة هيبة الأمن دون قمع .... للأسف عندنا عقلية أمنية مختلة تؤمن أن القمع وحده و إذلال الشعب هو الحل لمشكلة الأمن ، وهذه العقلية لا تفهم أنه بالإمكان جدا تحقيق الأمن و احترام القانون دون قهر أو قمع و باستخدام رشيد للقوة ............... لابد فى أسرع وقت من حل مشكلة الأمن ، وأن تعود الأمور فى هذا الجانب لأفضل مما كانت عليه .
9 - 10 - الشعب المصري متدين ...... و لكن :
الشعب المصري يحب الدين جدا ، ويرتبط به عاطفيا إلى حد كبير وواضح ، ومشهد الآلاف سجودا فى التحرير أثناء الثورة هو مشهد فريد لا تراه بهذا الزخم إلا فى الحرمين ، والشعب المصري إجمالا يحب معرفة رأي الدين فى كل شئون حياته ، لكن هناك ظاهرة ناجمة عن مناخ الفساد فى الفترة الأخيرة خاصة عصر مبارك ، وعن افتقاد معظمنا للتنشئة والتربية الدينية السليمة ، هذه الظاهرة عبارة عن تناقض شديد فى علاقة الشعب المصري بالدين والتدين ....... مثال :
الكثير من المصريين المسلمين يريدون فعلا أن يكونوا أكثر تدينا ، وأن يهيمن الدين على كافة جوانب حياتهم ، لكن للأسف أغلب هذه الرغبة ينطلق من حماسة عاطفية قبل أن يكون إيمانا حقيقيا مرتكزا على العقل والتفكير بالقضية الإسلامية ومشروع الإسلام الشامل للحياة .
ولذا تجد منا جميعا تقصيرا شديدا فى تطبيق الإسلام فى حياتنا الشخصية ، فتجدنا فى أحسن الأحوال ممن خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا - عسى الله أن يعفو عنا جميعا - ، فتجد أحدنا يحافظ على الصلاة لكن لسانه يقطر بالقاذورات ! ، و يلقى القمامة فى الشارع ، ويكسر بسيارته على الآخرين ، ولا يرحم كبيرة أو صغيرة من سهام عينه الجارحة ، وفى فرحه يحرص أن تغطى عروسه شعرها بطرحه - لأنها محجبة - رغم أنهما " مقضيينها رقص " أمام المعازيم على أغان ٍ لا تتفق مع أي ذوق أو شرع أو خلق ! .
لذا فبخصوص علاقة الدين بالسياسة فى مصر بعد الثورة و اللغط الكبير حول هذا الموضوع فإنى أرى الآتى - والله أعلم - :
* لا مستقبل لمن يريد عزل الدين كليا عن الحياة كغلاة العلمانية و غيرهم مهما حاولوا التستر تحت عناوين أخف مثل المدنية أو الليبرالية أو الفهم الجديد للإسلام .... الخ ، كذلك لا مستقبل لمن يريد تطبيق الشريعة سريعا بقوة وقهر القانون على الناس .
* سيكتسح الساحة السياسية فى مصر - والله أعلم - التيارات الإسلامية المعتدلة المؤيدة للتطبيق التدريجي للشريعة والتى تجيد إقناع الناس والتفاهم معهم بأقل قدر من الجبرية القانونية و التى تركز على حل مشكلات الناس اليومية خاصة الاقتصادية والاجتماعية ، و التى تفتح المجال أمام الدعاة و المصلحون المستقلون عن النظام الحاكم ليتولوا هم المسئولية الأكبر نشر الفكرة الإسلامية بين الناس ، وكذلك التيارات الليبرالية المعتدلة التى تحترم الدين ستجد لها أرضية كبيرة .
* لا بد من أن يكف الإسلاميون والليبراليون حاليا عن المنازعات الأيدولوجية و الفكرية ، أو التقليل منها ، والتعاون من أجل إنجاز الأهداف المشتركة فى الارتقاء بمصر وتحقيق مكاسب ثورتها و التحول الديموقراطي الذى ننشده جميعا و تخفيف الأعباء عن عامة الشعب المصري و تسكين آلامهم ريثما تدور عجلة الإصلاح لتحلها جذريا ، وهنا أشكر تحديدا الإخوان والسلفيين على مجهوداتهم البارزة في هذا الشأن خاصة فى العشوائيات .
* أنا كإسلامي أؤيد بالطبع التيارات الإسلامية المعتدلة فى كافة مجالات العمل فى مصر سياسيا واجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا .. الخ ، لكن أخشى عليهم من الاندفاع الحماسي فى التطبيق ، لأننى أرى أن هذا استعجال فى قطف الثمرة و هي لم تنضج بعد ، تذكروا أن مجالا واحدا كالاقتصاد وعماده البنوك يقوم على أسس تختلف تماما عن أسس النظرية الاقتصادية فى الإسلام التى تقوم على أساس مكافحة الربا ، مما سيستلزم فى هذا المجال الحساس مجهودات خرافية فى الإصلاح تتطلب الذكاء و الشجاعة ..... بكلمات قليلة : أريد التجربة التركية لحزب العدالة والتنمية لكن بإيقاع أسرع نظرا لأن مصر تختلف عن تركيا فى أن الأخيرة بها مراكز نفوذ قوية للعلمانية المتطرفة المحاربة للدين .
اللهم وفق مصرنا لما فيه الخير ، و انصر ثورتها المباركة على أعدائها ، وانصر الشعب المصري على الشعب المصري .
شعب مصر ..... تركيبة غريبة جدا قلَّ مثيلها ، عبقري جدا .. غبي للغاية ، شجاع جدا كالأسد الهصور.. جبان جدا كالفأر المذعور ! .. الخ ، لم أرَ شعبا يجمع هذا الكم من المتناقضات التى اجتمعت فى وجدان هذا الشعب .. يكفينا كمثال أنه حتى يوم 24 يناير أو 25 يناير الصبح ، لم يكن يتصور أحد فى العالم حتى الشعب المصري نفسه أن هذا الشعب الوديع المطيع سيقوم بما قام به فى الـ 18 يوما التالية .. ويكفينا جمعة الغضب 28 يناير التى سيتحدث عنها التاريخ كثيرا كثيرا بإذن الله .
المهم .. كفانا مقدمات ، و ندخل إلى الموضوع الذى ألخصه فى 10 نقاط أو وصايا أو افتكاسات أو .. أو ... سمــِّـــها ما شئت ، المهم أننى سأعرض فيها رؤيتى عن كيفية تعامل أرباب السياسة مع الشعب المصري من أجل العبور بثورة 25 يناير العظيمة إلى بر الأمان بإذن الله :
1- أشد خطر على الثورة : ليس هو المجلس العسكري أو فلول النظام أو بقايا الحزب الوطنى أو أشلاء الفاسدين أو أمريكا أو اسرائيل أو الماسونية العالمية أو يحيى الجمل أو .. أو .. أو ..الخ .. بل أنا وأنت ..... الشعب المصري ! . ببساطة شديدة ، لو تحالف كل ما ذكرت على إجهاض الثورة لكن تمسـَّــك الشعب بها ، فلن يجدوا إلى ذلك سبيلا بإذن الله ، فى حين أنه إذا كفر الشعب بهذه الثورة - أقصد بالشعب هنا الأغلبية الصامتة من عموم المصريين المندمجة فى تفاصيل حياتها اليومية - فقد انقصم ظهرها و لن تقومَ لها - لا قدر الله - قائمة ...... إذا فتدليل الشعب المصري قدر الاستطاعة ، و الحفاظ على إيمانه بهذه الثورة المجيدة و اتخاذها شعلة تلهب الحماسة نحو الارتقاء بمصر هو السبيل الأول لذلك .... ( فعليا بدأ الكثير من هؤلاء يتململ من الثورة لعوامل عدة فى مقدمتها الأوضاع الاقتصادية الصعبة الموروثة و كذلك الآثار الجانبية للثورة من بعض الانفلاتات الأمنية و الاقتصادية و كذلك جهل البعض و عدم قدرتهم على استيعاب هذه الثورة المفاجئة و ما ترتب عليها ) .
2- الشعب المصري " بغزالة " !! : هذه النقطة مرتبطة بسابقتها جدا .
- 24 يناير 2011 : الشعب المصري مندمج فى حياته اليومية ودوامة لقمة العيش " بتروح وتيجى بيه " كعادته وعادتها ، ولا جديد تحت السطح إلا أن " شوية عيال " على المحروق اللى اسمه " الفيسبوك " قال عايزينا نعمل زي تونس قال ! ... مصر غييييييييييير تونس ! ، ده احنا عندنا كام مليون عسكري أمن مركزي ياكلوا الزلط ...... كله تمام يا فندم .
- 28 يناير 2011 - السادسة مساء : بدأت وحدات الجيش المصري فى النزول إلى شوارع مصر وذلك لاستعادة السيطرة على الأوضاع فى مصر خاصة القاهرة والأسكندرية والتى امتلأت بملايين المتظاهرين المطالبين برحيل مبارك الفاسد ونظامه و مئات عربات الأمن المركزي المحترقة و عشرات أقسام الشرطة و مقرات الحزب الوطنى تلتهمها النيران ، والنظام المصري انهار و ووزارة الداخلية " خلعت " ! .
- 1 فبراير 2011 : ملايين المصريين ينخرطون فى بكاء عاطفى حار و يهتفون بحياة رئيسهم العظيم مبارك بعد خطابه " العاتشفى " الذى أكد فيه أن سيموت ويدفن فى مصر وأنه لم يكن ينتوى ..... وتطلب الملايين من " الخونة " فى التحرير وغيره أن يكفوا عن مطالبة الرئيس الحلو الجدع أبو عيون جريئة بالتنحي ، وعليهم العودة إلى المنزل فورا .
- 11 فبراير 2011 : رغم ظهور مبارك فى خطاب لمدة 17 دقيقة يكاد فيه " يبوس جزمة " الشعب المصري و معتصمي التحرير ، و يتنازل فيه عن سلطاته لنائبه سليمان ، فإن شوارع مصر امتلأت بـ 15 مليونا من المتظاهرين المطالبين برحيل مبارك تحت شعاري :
" ارحل يعنى امشى .. ياللى ما بتفهمشى " // " لا مبارك ولا سليمان .. كله عميل للأمريكان " .... ويتنحى مبارك فى هذا اليوم ! .
الرسالة وصلت ؟؟؟؟؟؟
3 - 4 -5 - كلمة السر ... الاقتصاد :
مفتاح الشعب المصري هو الاقتصاد ، والدافع الرئيسي للثورة قبل الإصلاح السياسي كان الإصلاح الاقتصادي ، هناك ما يزيد عن الـ 20 مليون فقير فى مصر ، وأي فرد أو حزب يريد العمل فى السياسة ولا يمتلك برنامجا اقتصاديا مبتكرا وطموحا ينتشل مصر من الوضع الاقتصادى المزري الحالي .. عليه أن يجلس فى البيت " جنب ماما " أفضل ! ... و مع أول انخفاض حقيقي فى الأسعار نتيجه إجراءات اقتصادية سليمة مع توفير هيكل أجور عادل يغطى الاحتياجات الأساسية ويفيض ، حينها فقط .. سيعلن الشعب المصري أن الثورة قد نجحت بحمد الله .
6- ليس بإمكان أحد الآن كظم الصرخات :
ملايين من المصريين خاصة فى العشوائيات والقرى الفقيرة والنجوع البعيدة لا تتوافر لديهم الاحتياجات الأساسية حتى الماء و الطعام والدواء والمجاري ، وهؤلاء كان حاجز الخوف و القمع الأمنى يحجب معظمهم عن الصراخ من ألم ما يعانى .. وهؤلاء الذين يتأملون الأبراج والمولات التجارية القريبة من فوق أكوام القمامة التى يغوصون فى أمواجها ، من كنا نعتقد أنهم سيقومون فى آخر الامر بثورة جياع لا يعلم مدى تأثيرها إلا الله ...... أما و قد أنقذنا الله من هذا السيناريو و خففت هذه الثورة التى جاءت بطابع الطبقة الوسطي " أو بقاياها " من أثر انفجار الجياع و المعذبين والذى ظهر بعضه فى جمعة الغضب ، فعلينا أن نتنبه أن هؤلاء البؤساء لم يعد هناك ما يمنعهم من الصراخ كما يشاؤون .. وهم والله معذورون ، ولذا .. فكامل تحياتى وتقديري لكل بطل يبذل جهده الآن فى تخفيف معاناة هؤلاء بأي عمل خيري فى أي مجال .... لابد من احتواء مصابهم بمسكنات سريعة وفعالة ريثما تقف مصر على قدميها من جديد و تصدر سياسات وإجراءات تحل مشاكلهم من الجذور و تقتلع المناخ الذى سبب كل هذا الدمار ..... منع حدوث هذا الانفجار من أهم ضمانات نجاح الثورة بإذن الله .
7- إلى ديوك الفضائيات .. الشارع أولا :
أعلم أن التلفزيون و " الوصلة " فى متناول الجميع ، و أن البعض يقدم الحصول على طبق الدش على الحصول على طبق الطعام الكافى !
لكن فى النهاية فأغلب الحوار النخبوي الذى امتلأت به الشاشا لا يعنى المواطن البسيط فى شئ ، هذا المواطن يريد نتائج ملموسة فى الشارع و يريد من ينزل إليه على الأقدام ليعرفه " الدنيا ماشية إزاي " ، فتحية لكل من يعمل فى الشارع بين الناس ... و سلملى ع النخبة .
8- الأمن والأمان :
كان النظام البائد يمن على الشعب بالأمن الكاذب الذى كان موجودا فى مصر ، ورغم أن معدلات الجريمة كانت آخذة فى الارتفاع و نوعيات الجرائم مع مرور الأيام كان تسوء و تسوء ، لكن كانت الناس إجمالا تشعر بالأمن ، وقد وصفته بالكاذب لأنه لم يكن ناتجا عن حياة سياسية و اجتماعية سليمة و كفاءة أمنية احترافية ، إنما كان بسبب حاجز خوف مهيب يسيطر على الشعب المصري من القبضة الأمنية الباطشة ..... فلما انهار هذا الحاجز و اهتزت القبضة الأمنية بفعل صدمة جمعة الغضب ، انكشفت المنظومة الأمنية المختلة ، وتبين كم هو هائل طوفان البلطجية والخارجين عن القانون و المجرمين الموجود فى مصر ، ولذا فمن يريد إصلاح مصر فعلا لابد و أن يمتلك رؤية حقيقية لإصلاح منظومة الأمن و عودة هيبة الأمن دون قمع .... للأسف عندنا عقلية أمنية مختلة تؤمن أن القمع وحده و إذلال الشعب هو الحل لمشكلة الأمن ، وهذه العقلية لا تفهم أنه بالإمكان جدا تحقيق الأمن و احترام القانون دون قهر أو قمع و باستخدام رشيد للقوة ............... لابد فى أسرع وقت من حل مشكلة الأمن ، وأن تعود الأمور فى هذا الجانب لأفضل مما كانت عليه .
9 - 10 - الشعب المصري متدين ...... و لكن :
الشعب المصري يحب الدين جدا ، ويرتبط به عاطفيا إلى حد كبير وواضح ، ومشهد الآلاف سجودا فى التحرير أثناء الثورة هو مشهد فريد لا تراه بهذا الزخم إلا فى الحرمين ، والشعب المصري إجمالا يحب معرفة رأي الدين فى كل شئون حياته ، لكن هناك ظاهرة ناجمة عن مناخ الفساد فى الفترة الأخيرة خاصة عصر مبارك ، وعن افتقاد معظمنا للتنشئة والتربية الدينية السليمة ، هذه الظاهرة عبارة عن تناقض شديد فى علاقة الشعب المصري بالدين والتدين ....... مثال :
الكثير من المصريين المسلمين يريدون فعلا أن يكونوا أكثر تدينا ، وأن يهيمن الدين على كافة جوانب حياتهم ، لكن للأسف أغلب هذه الرغبة ينطلق من حماسة عاطفية قبل أن يكون إيمانا حقيقيا مرتكزا على العقل والتفكير بالقضية الإسلامية ومشروع الإسلام الشامل للحياة .
ولذا تجد منا جميعا تقصيرا شديدا فى تطبيق الإسلام فى حياتنا الشخصية ، فتجدنا فى أحسن الأحوال ممن خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا - عسى الله أن يعفو عنا جميعا - ، فتجد أحدنا يحافظ على الصلاة لكن لسانه يقطر بالقاذورات ! ، و يلقى القمامة فى الشارع ، ويكسر بسيارته على الآخرين ، ولا يرحم كبيرة أو صغيرة من سهام عينه الجارحة ، وفى فرحه يحرص أن تغطى عروسه شعرها بطرحه - لأنها محجبة - رغم أنهما " مقضيينها رقص " أمام المعازيم على أغان ٍ لا تتفق مع أي ذوق أو شرع أو خلق ! .
لذا فبخصوص علاقة الدين بالسياسة فى مصر بعد الثورة و اللغط الكبير حول هذا الموضوع فإنى أرى الآتى - والله أعلم - :
* لا مستقبل لمن يريد عزل الدين كليا عن الحياة كغلاة العلمانية و غيرهم مهما حاولوا التستر تحت عناوين أخف مثل المدنية أو الليبرالية أو الفهم الجديد للإسلام .... الخ ، كذلك لا مستقبل لمن يريد تطبيق الشريعة سريعا بقوة وقهر القانون على الناس .
* سيكتسح الساحة السياسية فى مصر - والله أعلم - التيارات الإسلامية المعتدلة المؤيدة للتطبيق التدريجي للشريعة والتى تجيد إقناع الناس والتفاهم معهم بأقل قدر من الجبرية القانونية و التى تركز على حل مشكلات الناس اليومية خاصة الاقتصادية والاجتماعية ، و التى تفتح المجال أمام الدعاة و المصلحون المستقلون عن النظام الحاكم ليتولوا هم المسئولية الأكبر نشر الفكرة الإسلامية بين الناس ، وكذلك التيارات الليبرالية المعتدلة التى تحترم الدين ستجد لها أرضية كبيرة .
* لا بد من أن يكف الإسلاميون والليبراليون حاليا عن المنازعات الأيدولوجية و الفكرية ، أو التقليل منها ، والتعاون من أجل إنجاز الأهداف المشتركة فى الارتقاء بمصر وتحقيق مكاسب ثورتها و التحول الديموقراطي الذى ننشده جميعا و تخفيف الأعباء عن عامة الشعب المصري و تسكين آلامهم ريثما تدور عجلة الإصلاح لتحلها جذريا ، وهنا أشكر تحديدا الإخوان والسلفيين على مجهوداتهم البارزة في هذا الشأن خاصة فى العشوائيات .
* أنا كإسلامي أؤيد بالطبع التيارات الإسلامية المعتدلة فى كافة مجالات العمل فى مصر سياسيا واجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا .. الخ ، لكن أخشى عليهم من الاندفاع الحماسي فى التطبيق ، لأننى أرى أن هذا استعجال فى قطف الثمرة و هي لم تنضج بعد ، تذكروا أن مجالا واحدا كالاقتصاد وعماده البنوك يقوم على أسس تختلف تماما عن أسس النظرية الاقتصادية فى الإسلام التى تقوم على أساس مكافحة الربا ، مما سيستلزم فى هذا المجال الحساس مجهودات خرافية فى الإصلاح تتطلب الذكاء و الشجاعة ..... بكلمات قليلة : أريد التجربة التركية لحزب العدالة والتنمية لكن بإيقاع أسرع نظرا لأن مصر تختلف عن تركيا فى أن الأخيرة بها مراكز نفوذ قوية للعلمانية المتطرفة المحاربة للدين .
اللهم وفق مصرنا لما فيه الخير ، و انصر ثورتها المباركة على أعدائها ، وانصر الشعب المصري على الشعب المصري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق