03‏/11‏/2011

نعم ..... الحمد لله


أصبح التدليس - للأسف الشديد - هو الممارسة اليومية لطائفة كبيرة جدا من " النخبة " المصرية التى ورثناها من أيام مبارك .
و التدليس ببساطة هو قلب الحق باطلا و الباطل حقا ، بإدخال السم فى العسل و بتفسير الأمور على ما يريد المتكلم لا كما هي فى الواقع .
و ظهر هذا بوضوح فى النقاش الأخير المحتدم حول وثيقة عار السلمي السفيهة التى تريد لمصر الثورة أن تـُحكـَـمَ من وزارة الدفاع ! .
لن أتحدث عن الوثيقة و بنودها لأن ما بنى على باطل فهو باطل ، و لأن رائحة العفونة المنبعثة من المستنقع كافية للتأكيد نجاسته و لسنا بحاجة إلى ثلويث عقولنا بالعبث فيه .. لكن سأتحدث سريعا عن تدليس النخبة فى هذا الموضوع .

سأتغاضى الآن عمن وافقوا علي الوثيقة أو اعترضوا على مادة أو مادتين .. الخ ، فشأن هؤلاء - و غالبيتهم - من الفلول أحقر من الالتفات لهم ، و موقفهم من الإرادة الشعبية فى الاستفتاء ، ظهَرَ منذ شهور .

سأركز على من تركوا القضية بـِـرُمـَّــتـِـها ، و بحسن أو سوء نية يحاولون استغلال الموقف لتصفية حساب قديم ... حساب لـ " لا "  و " نعم " ... و لولا أن بعض من أحترمهم - و لو نسبيا - قد خاضوا فى هذا الموضوع .. لما التفتّ إليه أيضا .

أصواتٌ كثيرة خرجت علينا تقول :  مش قلنالكم ؟؟ .. أدي الجيش انقلب على السلطة أهوه ! .. علمنا احنا ايه بـ " نعم " فى الاستفتاء ؟؟ ، مش كنتم قلتم " لا " أحسن ؟؟؟؟
لا يخفى ما فى هذا الكلام من تدليس سأرد عليه فى 5 نقاط سريعة جدا :

1- سيشهد التاريخ لمن دعوا الناس للتصويت بـ " نعم " أنهم حصـَّــنوا الثورة بأقوى وثيقة دستورية ، و نقلوها من مرحلة الشرعية الثورية التى يختلف الناس فى تقديرها - البعض بالدليل يقول أن ما حدث فى مصر هو احتجاج شعبي انتهي بانقلاب عسكري ! .. وهو كلام لا يخلو من واقعية - إلى الشرعية الدستورية فى استفتاء حر نزيه .

2- كانت الموافقة بـ " نعم " تهيئ المجال لانتقال سريع وواضح المعالم للسلطة من العسكر إلى المدنيين المنتخبين .. لكن الفريق المهزوم بدأوا بحملات إعلامية و نزلوا للتحرير من أجل سفسطة الدستور أولا ثم المبادئ فوق الدستورية ( كل هذا فى أغلبه خوفا من الانتخابات التى يعرفون أنها ستأتى بغيرهم ) ، و أضاعوا علينا عدة أشهر استغلها العسكر فى تشتيت الساحة السياسية و محاولة الحصول على أكبر مكاسب لهم .

3- تخيلوا أن العسكر - اتهطلوا - و أصدروا وثيقة السلمي فى إعلان دستوري ! ، سنقوم حينها برفع قضية أمام المحكمة الدستورية العليا ببطلان الإعلان الدستوري لأنه يخالف الإرادة الشعبية التى صوتت بنعم بنسبة 78% فى الاستفتاء ، و الاستفتاء هو أقوى سلطة دستورية .. فإذا افترضنا أن المحكمة انحازت للسلطة .. فسننزل التحرير نتهم العسكر بأنهم خانوا عهدهم مع الشعب فى الاستفتاء الذى تم برعايتهم .. و بهذا البرهان الواضح نستطيع أن نحشد معنا عامة شعبنا ليدافعوا عن اختيارهم فى الاستفتاء ممن يريد سرقته .

4- لكن تخيلوا على الجانب الآخر أننا صوتنا بـ " لا " ، المقاليد كلها فى يد العسكر يفعلوا ما يشاءون و سيقولون لنا بمنتهى البساطة : الشعب قال " لا " ثقة فى المجلس العسكري المحبوب ليضع له ما يشاء كما يشاء ! .

5- بالنسبة لتونس .. يطنطن البعض بأن تونس قد أصبحت فى وضع أفضل منا لأنها اختارت الدستور أولا !! .. هذا قمة التدليس .. تونس اختارت الانتخابات أولا ، و انتخبت " مجلسا تأسيسيا + برلمان + حكومة انتقالية جديدة + رئيس انتقالي " بضربة واحدة ! .. و لم تستمع إلى من خوفوها بالانفلات الأمنى و الفلول و نزل الملايين ليقفوا فى طوابير الاقتراع .
من العار أن نصدق كلام " نخبة " جاهر بعضها بفاحشة القول بأنهم يفضلون أن يختار المجلس العسكري الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بدلا من برلمان " الفلول و الإخوان " ! ، و بأن بقاء المجلس العسكري لـ 3 سنوات فى الحكم ضمانة لمصر من أجل التحول الديموقراطي !!!!!

يسقط حكم العسكر و يسقط تدليس النخبة ! 

هناك تعليق واحد:

ahmed yehya hegazy يقول...

ينصر دينك يا بو صلاح........جامده فحححححتتتتتتتتتتتتتتت