12‏/11‏/2011

عسكرية بمرجعية إسلامية !

أخيرا كشف العسكر عن نواياهم ، و " جابوا آخرهم " .


ياشعب مصر الكرام .. هنعملكم انتخابات برلمانية و رئاسية حرة نزيهة ، و هتشبعوا منافسة فى بعض ، و هتختاروا من يمثلكم عشان نسلمه السلطة ...... أو للدقة .. عشان يتشرف بإنه يبقى فى سكرتارية "حظرتنا" !


كما توقعنا ، فالجهاد الحقيقي بدأ بعد 11 فبراير ... فمبارك لم يتركْ مصر إلا ساحة من الخوازيق ! ، ففكره و طريقة إدارته " المذهلة " كالوباء المتفشى فى جسد الدولة المصرية، و رجاله و كلابه مازالوا يقبضون على مقاليد أمورها و مفاصلها الرئيسية ،  لكن أظننا شبه مجمعين على أن أطول و أعرض خازوق منها هو المجلس العسكري .


اتضح الآن أنهم كانوا يتعاملون مع الثورة على أنها ثغرة لابد من تصفيتها ، فإن تعذَّر هذا فمحاصرتها و تضييق الخناق عليها .


العسكر المدفوعون بالخوف على شبكة المصالح الهائلة فى الداخل و الخارج ، و المسترشدون دائما بنصائح أمريكا العبقرية و أوامرها أحيانا ، يريدون تحجيم أكبر مكسب انتزعته ثورة الشعب المصري من تحت أضراسهم ، و هو الانتخابات الحرة النزيهة التى أحاطها الشعب المصري بسياج مكين فى أول استفتاء شعبي حقيقي فى تاريخ مصر أعلن فيه الشعب بنسبة تفوق الـ 77% أنه سيصبر على مبارك 2 ( المجلس العسكري ) مقابل تسليم السلطة لممثليه المنتخبين فى أسرع مدة ممكنة ، و ذلك لاعتبار وحيد هو أنهم يقودون آخر كيان يمكن أن يطلق عليه كلمة " مؤسسة " فى الدولة الرخوة التى خلـَّــفها المخلوع .


لكن تربية مبارك التى أفسدت عقل العسكر أوهمتهم أن الشعب قد منحهم صكا على بياض ليفعلوا ما يشاءون ، فاستكملوا محاولاتهم الحثيثة فى إنعاش نظام مبارك الذى يسقط شيئا فشيئا فى غيبوبة التاريخ مع كل هبــَّــة و استفاقة ينهض بها شعب مصر و قواه الوطنية من أجل مطالب الثورة .


و نظرا لأننا على أبواب الاستحقاق البرلماني الذى لا يملك العسكر - فى أجواء الربيع العربي الملتهب الذى اضطر سيدتهم أمريكا لمجاراته و ركوب موجته ، و فى ظل نجاح انتخابات تونس التى ألهمت ثورة مصر من قبل  - إلا إجرائها و جعلها تخرج فى أبهي صورة ممكنة من النزاهة ، فقد أخرج العسكر ورقتهم الأخيرة .. وثيقة السلمي ، لتحقيق أكبر مكسب ممكن لهم قبل أن تدخل فى مصر فى معمعة الانتخابات التى سيشهدها العالم أجمع ، و يصبح لمصر ممثلين شرعيين منتخبين يكتسبون قوة لا تضاهي من الشعب الذى اختارهم فى مواجهة العسكر الذين اختارهم المخلوع .


و الكارثة فى نظر العسكر و أمريكا و النخبة المصرية المتأمركة ، أن الأغلبية البرلمانية المتوقعة - كما هو معتاد فى أي انتخابات حرة نزيهة فى العالم العربي و الإسلامي - ستكون لقوى و تيارات مناهضة للتبعية الأمريكية و فى القلب منها التيارات الإسلامية الوسطية ، والتى يتمتع بعضها بخبرات سياسية قوية و قدرات هائلة على الحشد و التنظيم و المناورة تجعل القضاء عليها - أو رميها بالتهم الجاهزة كالإرهاب و التخلف -  مستحيلا .... و بالتالى فحاول هؤلاء جميعا و كلٌّ بطريقته و بأهدافه الخاصة و المشتركة أن يحجموا من مدى الكارثة المنتظرة بالخطوات الآتية فى الأساس :


1- فض الشعب من حول الثورة مستغلين سذاجة بعض القوى الثورية و قدراتهم المبهرة فى خسارة الشارع المصري .
2- تلجيم الشعب المصري من جديد بأزمات حياته اليومية ، و إن كنت أعتقد أن هذا السلاح بالتحديد يستخدم بحذر شديد ، لأنه لعب بالنار يمكن أن يحرقهم ، فالشعب لم يعد يسكت  .. و المظاهرات " الفئوية " التى تحاصر مبنى سكرتاريتهم فى شارع القصر العيني ، قد تنتقل فى أي وقت إلى 23 شارع يوليو - كوبرى القبة ! .
3-ترك الفلول مطلقى السراح فى الانتخابات القادمة ليحصلوا على أكبر قدر ممكن من المقاعد للتخفيف مما سيحصل عليه الإسلاميون ( خاصة الإخوان المسلمين ) و القوى المؤيدة فعلا للثورة .
4- يواصل الإعلام المتأمرك حملاته اليومية الشعواء فى اصطياد أخطاء الإسلاميين تحديدا للتخويف منهم ، و رغم أن انتخابات تونس أثبتت أن هذا الأسلوب يعطى نتائج عكسية ، فهم لا يتعلمون .
5- إنهاك الثورة و حرق أعصاب قواها الفاعلة من أجل كل مطلب من مطالب الثورة .
6- أخيرا و بالتأكيد ليس آخرا .. وثيقة إعادة شعب مصر إلى الحظيرة - كما يحلمون - ، و التى يريدون بها أن يبدأوا تجربة تركيا المريرة مع العسكر من أولها فى السنة التى تمكن فيها الشعب التركي من تحقيق انتصار تاريخي على العسكر الذى اضطروا للاستقالة عندما اختلفوا مع رئيس الوزراء المنتخب .


إذن من الآخر ... لو فزتم يا أصحاب المرجعية الإسلامية بالبرلمان ، و حتى لو انتـُـخِبَ أحدكم - و لو كان بلحية طولها لا يقل عن 20 سم ! - ليجلس على المقعد الذى تربع عليه كنزنا المخلوع  ..... ستظل السلطة فى يد " أمينة " ، و بإمكانكم المشاركة معنا فى مسرح العرائس .


الاختيارات قليلة ، و مساحة المناورة لجميع الأطراف محدودة ....


الاختيار الأول : أن ترضى بالوثيقة الساقطة أو حتى تتفاوض معهم فيها ، و بذلك تكون ببساطة خائنا لمصر و للثورة  شاربا من دماء الشهداء .


الاختيار الثاني : أن تعاهد الله على بذل كل ما تستطيع فعلا لإفساد أحلام العسكر و أمريكا و أن تهب لنصرة مصر مرتين ........


بانتظاركم فى التحرير يوم 18 نوفمبر بإذن الله و فى لجان الانتخابات فى كافة أرجاء مصر .

ليست هناك تعليقات: