22‏/03‏/2008

حين مسخرة !

أكيد كلنا  بنتابع الجديد فى السينما ، وأكيد لفت نظرنا فيلم حين ميسرة  - أو حين مسخرة بتعبير أدق - طبعا الفيلم ده عمل ضجة فظيعة ، واتكلم عنه ناس كتير ، ومناقشات وجدالات  وسجالات ، ولقاءات مع المخرج والممثلين فى كل القنوات ، - وطبعا كلنا مبسوطين من الحلقة بتاعة القاهرة اليوم لما عمر أديب وخالد يوسف مخرج الفيلم قعدوا يخبطوا فى بعض !!-  .
الفيلم  بيتناول قصة الأحياء العشوائية والبلاوى اللى بتحصل فيها ، زي  تجارة المخدرات والسلاح والدعارة وغير ذلك ، وكذلك انعكاسات البيئة الصعبة ديه على الناس فى الأحياء ديه ، وتناقضات الناس من تشدد دينى رهيب يصل لمرحلة محاربة الدولة والمجتمع ، إلى ارتكاب كافة المنكرات والموبقات  التى يخجل من ذكرها أي إنسان !
كان من الممكن - فى رأيى  -  أن يكون هذا الفيلم أفضل أفلام الموسم ،  بل من أجمل الأفلام الجديدة على الإطلاق ، وذلك لأن قصته تبدو فى ظاهرها أنها فكرة هادفة ، ولكن للأسف الشديد  ، ضاعت القصة الجيدة للفيلم بسبب المخرج  !
كتير منا لما ينقد شئ فى أي فيلم بيتجه نقده للممثل أو الممثلة ، فيقول شوفوا فلان بيقول غيه ، أو شوفوا الممثلة فلانة لابسة ايه .. وكده يعنى ، مع إن لعلمكوا جميعا كل الممثلين والممثلات هم أوات - فى الغالب طيعة - فى ايد كاتب السيناريو والمخرج اللى بيمثل ضابط الآداء أو المايسترو اللى بيقود المجموعة كلها ، والاتنين دول بنسبة  توصل ل 90% هما المسئولين عن كل مايحدث فى العمل الفنى ، وبالأخص المخرج لأنه هو اللى بيحول السيناريو من كلام إلى مشاهد وحورات ينفذها الممثلين  ،  طب ايه لازمة الكلام اللى فات ده ؟
المخرج خالد يوسف  - مخرج فيلم حين ميسرة -  هو من مدرسة المخرج يوسف شاهين ، واللى نقدر نقول عليها مدرسة الفضيحة ، واللى يهمها توصيل الفكرة بصرف النظر  عن الأسلوب ، هل يناسب أذواق المجتمع وأخلاقه أو لا  ، فلو طبقنا الكلام ده على الفيلم ده ، هنجد عدم تورع من المخرج فى الإكثار من مشاهد الانحرافات الأخلاقية فى الفيلم من زنا واغتصاب وشذوذ .. ،  وحجته فى كدة حجة البليد الى بتقول إن ده بيحصل فى مجتمعنا ! ، يعنى الحاجات اللى بتحصل فى غرف النوم نظهرها للناس على الشاشات ونقول أصلها بتحصل !
كانت النتيجة إن المشاهدين - وأغلبهم من الشباب - نسيوا كل القصة اللى فى الفيلم وركزوا فى مشهد المشعارف ايه بتاع غادة عبد الرازق وسمية الخشاب! ، ومشهد الاغتصاب الفلانى والرقص العلانى !، والممثلة الفلانيه لابسة كذا ، والعلانية عاملة فى نفسها كذا  .. ، وضاعت قصة الفلم اللى كانت من الممكن تكون نواة
 لفيلم هادف جدا ، يناقش أوضاع ناس منسية ومحرومة ، ولاحول ولا قوة إلا بالله !
كان ممكن مناقشة هذه الأمور بشكل أكثر تهذبا وعن طريق التلميحات المحترمة ، أو التركيز على المشاكل الأخرى أكثر ، 
بدل من التركيز على المشاهد الجنسية الصارخة واللى كان من الممكن تفاديها لو طاقم العمل فى الفيلم كانوا حريصين على ذلك .
للأسف الطموح للشهرة عند طاقم عمل الفيلم وكذلك رغبة المنتج فى الحصول على الأرباح عن طريق إثارة الشباب ،
 كانت أقوى من أي وازع دينى أو أخلاقى أو على الأقل من الضمير .
 وللأسف المواسم الجاية هاتبقى أسوأ وأسوأ ، طالما ظلت الثقافة غايبة  والأخلاق مجمدة ، والدين ما بيمارسش دوره الكامل كرادع أخلاقى للانحرافات  بكل  صورها وأشكالها ، وهيطلعلنا ألف حين ميسرة وحين ميسرة ! ، والله المستعان وربنا يبعد عنا كل شر
!

ليست هناك تعليقات: