28‏/03‏/2008

قصيدة : نهج البردة لأحمد شوقى ( فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم )




ريـمٌ علـى القـاعِ بيـن البـانِ والعـلَـمِ ** أَحَلّ سفْكَ دمي في الأَشهر الحُـرُمِ
رمـى القضـاءُ بعيْـنـي جُــؤذَر أَســدًا ** يا ساكنَ القـاعِ, أَدرِكْ ساكـن الأَجـمِ
لـمـا رَنــا حدّثتـنـي الـنـفـسُ قـائـلـةً ** يا وَيْحَ جنبِكَ, بالسهم المُصيب رُمِي
جحدتها, وكتمت السهمَ في كبـدي ** جُـرْحُ الأَحبـة عـنـدي غـيـرُ ذي أَلــمِ
رزقتَ أَسمح ما في الناس من خُلق ** ِذا رُزقتَ التماس العـذْر فـي الشِّيَـمِ
لـزِمـتُ بــابَ أَمـيـر الأَنـبـيـاءِ,ومَـــنْ ** يُمْـسِـكْ بمِـفـتـاح بـــاب الله يغـتـنِـمِ
فـكـلُّ فـضــلٍ, وإِحـســانٍ, وعـارفــةٍ ** مــا بـيــن مسـتـلـمٍ مـنــه ومُـلـتـزمِ
علقـتُ مـن مـدحـهِ حـبـلاً أعــزُّ بــه ** فـي يـوم لا عِـزَّ بالأَنـسـابِ واللُّـحَـمِ
يُـزرِي قَرِيضِـي زُهَيْـرًا حيـن أَمـدحُـه ** ولا يقـاسُ إِلـى جـودي لــدَى هَــرِمِ
محـمـدٌ صـفــوةُ الـبــاري, ورحـمـتُـه ** وبغيَـةُ الله مــن خَـلْـقٍ ومــن نَـسَـمِ
وصاحبُ الحوض يومَ الرُّسْـلُ سائلـة ** ٌمتى الورودُ? وجبريـلُ الأَميـن ظَمـي
سـنـاؤه وسـنـاهُ الشـمـسُ طـالـعـةً ** فالجِرمُ في فلـكٍ, والضـوءُ فـي عَلَـمِ
قــد أَخـطـأَ النـجـمَ مــا نـالـت أُبـوَّتُـه ** مـن سـؤددٍ بـاذخ فـي مظهَـرٍ سَنِـم
نُمُوا إِليـه, فـزادوا فـي الـورَى شرَفًـا ** ورُبَّ أَصـلٍ لفـرع فـي الفخـارِ نُـمـي
حَـوَاه فـي سُبُـحـاتِ الطُّـهـرِ قبلـهـم ** نـوران قامـا مـقـام الصُّـلـبِ والـرَّحِـم
لــمــا رآه بَـحـيــرا قـــــال: نـعــرِفُــه ** بمـا حفظنـا مـن الأَسـمـاءِ والسِّـيـمِ
سائلْ حِراءَ, وروحَ القدس: هل عَلما ** مَـصـونَ سِــرٍّ عــن الإِدراكِ مُنْكَـتِـمِ?
كــم جيـئـةٍ وذهــابٍ شُـرِّفـتْ بهـمـا ** بَطحـاءُ مكـة فـي الإِصبـاح والغَـسَـمِ
ووحـشـةٍ لابـــنِ عـبــد الله بينـهـمـا ** أَشهى من الأُنس بالأَحباب والحشَمِ
يُسامِـر الوحـيَ فيـهـا قـبـل مهبِـطـه ** ومَـن يبشِّـرْ بسِيمَـى الخيـر يَتَّـسِـمِ
لما دعا الصَّحْبُ يستسقونَ من ظمإٍ ** فاضـتْ يـداه مـن التسنيـم بالسَّـنِـمِ
وظلَّـلَـتـه, فـصــارت تسـتـظـلُّ بــــه ** غـمـامـةٌ جـذَبَـتْـهـا خِــيــرةُ الــديَــمِ
مـحــبــةٌ لــرســـولِ اللهِ أُشــرِبَــهــا ** قعائـدُ الدَّيْـرِ, والرُّهبـانُ فــي القِـمـمِ
إِنّ الشمـائـلَ إِن رَقَّـــتْ يـكــاد بـهــا ** يُغْرَى الجَمادُ, ويُغْرَى كـلُّ ذي نَسَـمِ
ونــودِيَ: اقـــرأْ. تـعـالـى اللهُ قائـلُـهـا ** لـم تتصـلْ قبـل مَـن قيلـتْ لـه بـفـمِ
هــنــاك أَذَّنَ لـلـرحـمـنِ, فـامــتــلأَت ** أَسمـاعُ مـكَّـةَ مِــن قُدسـيّـة النَّـغـمِ


















ليست هناك تعليقات: