طبعا علمنا كلنا بموضوع الفيلم الهولندى اللى أخرجه نائب هولندى يميني متطرف ضد اللإسلام والمسلمين ، هذا الفيلم الذى يحمل عنوان ( الفتنة )والذى نُشِر على شبكة الانترنت منذ عدة أيام ، ومدة العرض لاتتجاوز 15 دقيقة !، وطبعا كلنا علمنا بردود الأفعال الواسعة والبلبلة التى أحدثتها إذاعة الفيلم فى هذا الوقت ، خاصة وأن العالم لم يستفق بعد من آثار الرسوم الدانماركية المسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، والاحتجاجات الواسعة التى اجتاحت صفوف المسلمين فى كل بقاع العالم ، وهذا النائب الهولندى ينتمى لحزب يحارب المهاجرين من غيرالهولنديين ، ويدعوا إلى إخراجهم من هولندا بل وأوروبا كاملة ، والفيلم يظهر فيه صور لأحداث الحادى عشر من سبتمبر مع آيات من القرآن الكريم ، كأن القرآن الكريم هو الذى دفع مرتكبيها للقيام بهذه الجريمة ( مع أن الجميع أصبح يعلم من له المصلحة فى هذه الأحداث الأليمة ). بالإضافة إلى دعوة هذا النائب المتطرف إلى حذف بعض آيات القرآن الكريم الرحيم ، التي يراها تدعوا للكراهية !.
إن تكرار هذه الإهانات للإسلام ورموزه والمسلمين ، هو طبعا جزء من حملة كراهية تستهدف تشويه الإسلام ، وتأليب الرأي العام العالمى على المسلمين ، وإلصاق تهم الإرهاب والتطرف والتخلف بالمسلمين ، وذلك لتبرير الحروب التى تستهدف منطقتنا ، وإيهام العالم أنها جزء من حرب على ما يسمونه الإرهاب .
وللأسف فردود الفعل العشوائية العاطفية التى أبداها كثير من المسلمين تجاه تلك الإهانات المتكررة- مثل حرق الأعلام والسفارات والدعوة إلى قتل الذين قاموا بهذه الأعمال المهينة - للأسف أكدت عند البعض أن المسلمين فى قمة الجهل والتخلف ، وأطمعت فينا الأعداء ، ولذا سيخرج علينا كل حين ، أحد الباحثين عن الشهرة أو المبغضين للإسلام أو العنصريين ، ليرسم رسمة ، أو يعمل فيلما ، أو غير ذلك ، وهذا سببه مفهوم - أكيد عدى على أي واحد فينا إنسان رخم ، واكتشفنا إنه بيفرح أكتر ويزود الرخامة لما يلاقى استفزازه بيأثر فى الناس وبيخليهم يتعصبوا !-
والحل ؟؟؟! هل نسكت ونغض الطرف عن الإهانات ديه ؟! ، أم نكتفى بالشجب والإدانة والاستنكار والتنديد ؟! .
فى رأيى الحل بسيط جدا ، وإن شاء الله لو طبقناه نحول الضرر والأذى من الإهانات إلى فائدة كبيرة للإسلام والمسلمين - يعنى بالبلدى نقلب الهزيمة إلى نصر - :
1 : نبطل عصبية واندفاع عاطفى ، ونبطل الأعمال الهوجة زي السب والحرق والتهديد وغير ذلك .
2 : استغلال أن قضية الإسلام والمسلمين والإهانات اللى بيتعرضوا ليها تشغل الرأي العام العالمي ونقوم بتكثيف حملات الدعوة إلى الإسلام ونشر مبادئه السمحة ، سواء على مستوى الحكومات - وده طبعا مش هيحصل ! - أو المنظمات الأهلية والأفراد ، عن طريق شبكة النت مثلا . وبكده نكسب عصفورين بحجر ، نرد الإساءات وندعو للإسلام .
3 : موضوع المقاطعة المفروض يتزامن معاه تحسين فى الإنتاج الوطني ، والاقتصاد القومي ، يعنى نقاطع السلع الأجنبية عشان نشغل أبناء بلدنا وننمى الصناعة الوطنية وبكده ننصر الإسلام على المستوى الاقتصادي . ونبطل نعتمد فى أكلنا على غيرنا .
4 : لازم نحط فى اعتبارنا إن كثير من غير المسلمين - ومنهم من يعادون الإسلام - هم ضحايا للتوجيه الإعلامى الصهيونى ، وبالتالى لازم نتعامل معهم على أساس إنهم مضلَّلين ومظلومين ، مش ظالمين ، وبالتالى نكلمهم بلهجة هادئة بعيدا عن أي احتقان أو كراهية .
5 : وديه أهم حاجة ، وهي الالتزام بكل ما أمرنا الله ان نفعله ، واجتناب كافة المحرمات ، أي نجعل من أنفسنا أهلا لأن نكون من منتسبى هذا الدين العظيم ، يعنى يحرص كل واحد منا إنه يجعل من نفسه مسلما صالحا ، وصورة مشرفة للإسلام فى كل شئ ، أي لابد من إصلاح جذرى على كافة المستويات وفى كل جوانب الحياة .
6 : وديه بختم بيها ، إنه مش عايزين ندى فرصة لكل من هب ودب ، إنه يستفزنا ، وبلاش نشهرهم بهبلنا وانقيادنا لعواطفنا ، يعنى بالبلدى التنفيض فى كتير من الأحيان بيكون أبلغ رد ! ، زي ما المتنبى بيقول كده :
وإذا أتتك مذمتى من ناقص *** فهي الشهادة لى بأنى كامل
وفى الختام لكم منى سلام الله ورحمته وبركاته .
هناك تعليقان (2):
تسلم ايدك يابنى والله يلا كلنا نرسل على اميل الخارجية الهولندية رفضنا وغضبنا من هذا الفعل
شكرا على ردك الحماسي الجميل ، ولو تعرف أي منتديات أجنبية ممكن نعبر فيها عن رفضنا للموضوع ده ، ارشدنى ليها .
إرسال تعليق