07‏/12‏/2011

برلمانيات 4 .... قراءة فى جولة الإعادة بالمرحلة الأولي

سألخص رؤيتى بخصوص جولة الإعادة فى 10 نقاط سريعة منعا للملل الناجم عن حالة التشبع السياسي لدينا جميعا ..

1- أظهرت النتائج أن نسبة المشاركة كانت جيدة جدا رغم تهويل الإعلام فى قضية ضعف المشاركة .. فعدد المصوتين فى أغلب الدوائر تجاوز المائة ألف ، و وصل إلى ربع و نصف مليون فى بعض الدوائر الكبيرة .

2- ما زال لدينا جميعا نوع من السطحية فى الأحكام ! .. الطوابير فى المرحلة الأولي كانت مفهومة لأن الناخب يقضى وقتا كبيرا فى البحث عما يريد فى الورقتين الضخمتين ( قوائم - فردي ) ، و كذلك بسبب التخبط و سوء الإدارة النجامين عن قلة الخبرة . أما فى جولة الإعادة فورقة صغيرة بها 4 أسماء ! ، بجانب معالجة كثير من الأخطاء الإدارية السابقة ... من الطبيعي أن تقضى على ظاهرة الطوابير .

3- فزاعة الفلول فى البرلمان أثبتت أنها زوبعة فى فنجان ، و أن الغرض منها كان تنفير الشعب المصري من الاستحقاق الانتخابي الديموقراطي .

4- سيندم كثيرا من أصروا على وجود نصيب من المقاعد للنظام الفردي و اعتقدوا انها ستكون طريقا للفلول للعبور إلى برلمان الثورة ، فلم يحصل الفلول إلا عدد من المقاعد لم يتعد أصابع اليد الواحدة .

5- حزب الحرية و العدالة - كما كنت أرى من قبل الانتخابات - هو أقوى سد لنا ضد الفلول لما له من كوادر قوية جدا فى أغلب مناطق الجمهورية . مثال فى دائرة الجمالية : سحق مرشحُ الحرية و العدالة الفل َّ الكبير حيدر بغدادى بفارق 52 ألف صوت .

6- لو كانت جماعة الإخوان المسلمين تقدم الانتهازية السياسية و مصالحها الضيقة على مصلحة الأمة - كما تتهم كثيرا -  ، لأصرت على الانتخاب بالنظام الفردي الذى تتقنه و تمتلك الكوادر المؤهلة له ، لكن حزبها توافق مع الجميع على جعل نظام القائمة النسبية هو الأساس ( حصل الحرية و العدالة فى المرحلة الأولى قوائم على 36% من الأصوات ، و فى الفردي حسم ثلثى المقاعد 66.6% !! ) .

7- كان هناك تصويت عقابي واضح جدا ضد السلفيين لصالح الحرية و العدالة فى الأساس ! ، لم ينجح فى جولة الإعادة منهم إلا 5 من 26 ، أما الحرية و العدالة 34 من 47 ! ... على السلفيين الاستفادة من هذه التجربة و تبين الأسباب التى ترعب عامة جماهير الشعب المصري منهم ، و ألا يكتفوا بوجود شريحة ما تؤيدهم على طول الخط إذا ما أرادوا المنافسة فى المعارك الانتخابية القادمة فى تاريخ مصر .

8- على الإخوان ألا يغتروا أبدا بنتائج جولة الإعادة هذه ، فكونهم البديل الأفضل أو الأقل سوءا فى نظر غالبية الشعب المصري ، لا يعنى أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان ! . عليهم أن يطوروا من أنفسهم أكثر فأكثر و ألا يداخلهم شئ من الغرور ، فقد وضعتهم هذه الثقة الشعبية - و إن كانت فى بعض الأحيان نسبية - على شفا جرف هار ، إن لم يبذلوا قصارى جهدهم فى خدمة شعبهم سينهار بهم فى جهنم ثورات لا تحمد عقباها .

9- انتصرت الثورة انتصارا أراه ساحقا ... و يكفى أن فصيلا محسوبا على الثورة هو حزب الحرية و العدالة ، حصل بتحالفه على ثلثي المقاعد الفردية " 36 مقعدا "، و نجح أحد شباب الثورة مصطفى النجار ، والسلفيون الذين حصلوا على 6 مقاعد فردية مهما تكلمنا فى موقفهم أثناء الثورة ، فليسوا فلولا و لا متأمركين و الآن هم مع الثورة قلبا و قالبا و يمتلكون إخلاصا شديدا لفكرتهم و لمصر .

10- لو لم يكن للانتخابات من فائدة سوى أنها حركت الجموع الراكدة من جماهير مصر و أسلمتها قياد مستقبلها .. لكفاها .

 لا رجوع .. لا رجوع ... إلى الأمام إلى الأمام ، ثورة ثورة ثورة ! .

ليست هناك تعليقات: