26‏/12‏/2011

برلمانيات 8 : الوسط

يعرف أصدقائي جميعا أننى أؤيد و بقوة حزب الحرية و العدالة ، و أننى أتشرف بالانتساب للفكر الإسلامي الوسطي الشامل و الذى أرى أكبر مدرسة فكرية تمثله فى العالم هي مدرسة الإخوان المسلمين . كما يعرفون أننى أعتز بكل من ينسب نفسه للمشروع الإسلامي للنهضة  ، و يحاول أن يكون على مستوى عظمة هذا الفكر .

و فى مجال السياسة ، أرى أكبر من يمثل هذا التيار هما حزب الحرية و العدالة و حزب الوسط . لكننى أفضل الحرية و العدالة لأننى أرى التصويت له يصب أكثر فى صالح الفكرة الإسلامية لأن أقوى بكثير - مع كامل احترامي للوسط - ، و الصوت للحرية و العدالة احتمال ترجمته إلى مقاعد أكبر بكثير من الوضع فى حالة التصويت للوسط فى معظم الدوائر .

لكننى وجدت الكثير من اًصدقائي الأعزاء المؤمنين بالفكرة الإسلامية السياسية الوسطية يريدون التصويت لحزب الوسط .. لا مانع .. لكن أريدهم أن يضعوا فى اعتبارهم النقاط الآتية :

1- ليس عندى أزمة مع الوسط .. و المقعد الذى لا يذهب للحرية و العدالة ، أريده للوسط .. بالبلدي .. ما راحش بعيد ، فى بيته ! .

2- الحسابات الانتخابية تحتاج لعقلانية بحتة مع تحييد العواطف قدر الإمكان .

3- حزب الوسط حصل حتى الآن فى القوائم على ما يقارب ثلاث أرباع مليون صوت ، و طبقا لأشهر نظام لاحتساب نتائح القوائم و الذى طبق فى تونس ، فقد حصد 7 مقاعد ( 4 مرحلة أولي - 3 مرحلة ثانية ) من أكثر من 210 مقعد قوائم تم المنافسة عليها حتى الآن .. الملاحظ أنه فى جميع الدوائر حصل على المقعد بصعوبة بالغة باستثناء دائرة دمياط  " يمثلها  8 مقاعد " و التى حصلت فيها القائمة ( رأسها الأستاذ عصام سلطان ) على حوالى 14% من مجموع الأصوات الصحيحة ، ففى دائرة الشرقية 1 مثلا ، حصل الوسط على 2.2% ، و فرق 500 صوت منحه المقعد العاشر فى الدائرة بدلا من الناصري .

4- أكبر مشاكل حزب الوسط فى رأيى تتمثل فى نقطتين هامتين .. أنه ما زال يسوق نفسه على أنه حزب " أنا اللى مش إخوان " ، و أعتقد أن أغلب الأصوات التى حصل عليها جاءت ممن لا يحبون الإخوان لسبب أو لآخر دون أي أسباب موضوعية أخري  ، و أنه ما زال بنسبة كبيرة " حزب عصام و أبو العلا " .. نعم هناك كوادر محترمة أخرى فى الحزب مثل ( الدكتور محمد محسوب ، م. محمد السمان ... الخ ) ، لكن أمامها الوقت الكثير قبل أن تثبت جذورها فى الشارع و يمكن المراهنة عليها انتخابيا .

5- حزب الوسط فى رأيى ، من أسوأ الأحزاب إدارةً  للعملية الانتخابية ! .. كان عليه بدل النزول منفردا أن ينضم إلى تحالفات مثل التحالف الديموقراطي - و الذى فتح ذراعه للجميع ، و منهم من هو أقل كوادرا و قيمة من حزب الوسط - ، أو يشكل بنفسه تحالفات .
كما أنه تنافس فى معظم دوائر الجمهورية ، و كان الأولي به فى رأيى - و الله أعلم - أن يكثف جهوده و إمكاناته ( و هي ليست كبيرة ) على نصف أو ربع الدوائر ..
حزب الإصلاح و التنمية نصف الفلولي حصل على أقل من نصف الأصوات التى حصل عليها الوسط ، لكنه ترجمها إلى 7 مقاعد منها 3 فى المنوفية وحدها ، أحدها لرئيس الحزب محمد عصمت السادات الوحيد الذى حسم مقعد فردي فى الجولة الأولى من المرحلة الثانية .

6- مع كامل احترامي للجميع .. الفترة القادمة - إن جاز التعبير - هي فترة الإخوان المسلمين بتنظيمهم القوي و كوادرهم التى تعد بالآلاف فى كافة المجالات ، و خبرتهم الانتخابية و البرلمانية العريضة ... الخ ، فأرى أن يمنحوا الفرصة كاملة ، و أن نقف وراءهم ليحصلوا على الأغلبية التى تمكنهم من تنفيذ برامجهم و إصلاحاتهم بمنتهى السلاسة . ( سأخصص بعد أيام بإذن الله مقالا عن هذه النقطة ) .

7- قائمتي الوسط فى الغربية - فى رأيى - ضعيفتان جدا خاصة لو قورنتا بقائمتي الحرية و العدالة ، و لا أرى لهما - و الله أعلم - حظوظا فى نيل أي مقعد . و لذا أرى التصويت لهما هدر للصوت .

و ربنا يوفق كل من يحمل مشروع الإسلام الوسطي الشامل
:)

ليست هناك تعليقات: