29‏/12‏/2011

برلمانيات 9 ..... حزب النور

لا خلاف أن نتائج تحالف النور كانت المفاجأة الحقيقية للكثيرين فى هذه الانتخابات ، و كون هذا التحالف يحرز حتى الآن ربع المقاعد - بينما الحزب الرئيس فيه تأسس منذ عدة أشهر بعد سنوات طويلة من العزلة السياسية للتيار السلفي بل و تحريم الكثير من ممارسات العمل السياسي الحالية ! - لهو أمر يستحق إطالة النظر .

عامة و دون مقدمات طويلة .. أنا لم أتعجب كثيرا من هذه النتائج ، و توقعت أن يحصل تحالف النور على نتيجة كبيرة مقارنة بخبرته السياسية و كوادره ... الخ و إن كنت أعترف أننى توقعت ألا يزيدوا عن 20% ، المهم أننى رغم احترامي للإخوة السلفيين و لحزب النور ، و رغم اعتبارى إياه أفضل بكثير من الفلول و الوغد و الكتلة ،  ورغم انطلاقى و هو إلى نفس الهدف النبيل مع اختلاف المسارات ، فإن لى 10 انتقادات أو ملحوظات أو آراء شخصية - سمها ما شئت - عن حزب النور من وجهة النظر السياسية و الانتخابية ، أهديها لمن يريد التصويت له .

قبل أن أبدأ .. أتمنى ألا يظن بى الإخوة السلفيون الظنون ، فنحن الآن فى منافسة انتخابية شريفة ، و طالما لن أشنعَ عليهم أو أتهمهم بماليس فيهم بإذن الله ، فليس عليّ حرج ...... نبدأ على بركة الله !

1- شاء إخواننا السلفيون أم أبوا ، فما زالوا فى سنة أولى سياسة .. و ليتذكروا حالهم مع ممارسة السياسة من عام بالتمام ، و مواقفهم من المظاهرات و الانتخابات فى حينها ، و كيف كانوا يرونها عديمة الجدوي  ، و طالما توافر من هو أكثر منهم خبرة و يخدم الفكرة الإسلامية ، فلا أرى وجها عندي للتصويت لحزبهم .

2- يعتمد إخواننا فى حزب النور على كثافتهم العددية و على الانتشار الذى سمح لهم النظام السابق به فى السنوات الأخيرة عندما كان يدفع بالخطر البعيد ( اللى هو السلفيين ) الخطرَ القريب ( اللى هو الإخوان ) ، فقد سمح لهم بالعمل عبر المساجد خاصة و غيرها من الأماكن التى كان محرمة على الإخوان ، و سمح لهم بفتح عدة قنوات مقابل الامتناع عن الحديث فى السياسة ! .. أي أن نسبتهم فى التصويت فى رأيى هي فى الأصل انتفاخ عددي ! . وأقل مقارنة بينهم و بين الحرية و العدالة فى البرامج والكوادر و الخبرة السياسية تؤكد حصولهم  على ما هو أكثر من مؤهلاتهم التنافسية .

3- بالتأكيد تغير إخواننا السلفيون ، و تطوروا سياسيا كثيرا من ذى قبل ، و لما نزلوا إلى المعترك بدأوا يتبنون ما كانوا يرونه حراما فى السابق ! ، و أعتقد أنهم بدأوا يتفهمــُّون فى داخلهم أنهم كان قاسين فى انتقاداتهم لمن نزلوا المعترك السياسي قبلهم عندما رموهم بالتفريط و التخلى عن الثوابت .. الخ .. المشكلة الحقيقة عندي ، أنهم لا يريدون الاعتراف بأن كانوا مخطئين سابقا ، و أنا لا أئتمن على مصر من لا يريد - ضعفا أو كبرا - أن يعترف بأخطائه .

4- لا مانع عندى فى أن يدافع السلفيون عن مواقفهم السابقة ، طالما يدافعون بأدلة صحيحة و لا يحرفون الوقائع ، لكن أن يدعوا لأنفسهم بطولات لم يفعلوها أثناء الثورة خاصة .. فهذا لا أرضاه أبدا أبدا. لكن للأسف أرى الغالبية العظمي منهم تدافع و تدافع و تدافع وتبرر بما يقبل و ما لا يقبل ..
مثال واقعي : أحد الشيوخ الكبار فى طنطا كان يعطي درسا فى مسجد سلفي شهير يوم 25 يناير بينما المظاهرة تمر بالقرب من المسجد ، و كان الدرس قد انتهي ، لكن منع طلاب العلم من الخروج من المسجد إلى أن تمر المظاهرة لألا يقعوا فى الفتنة !! .. نفس الشيخ بعد شهرين من الثورة حضرت له فى نفس المسجد ندوة مع الشيخ محمد عبد المقصود - أحد القلائل من السلفيين الذين انضموا صراحة للثورة - ، و كان يتحدث في المقدمة عن الثورة المباركة التى فتحت الآفاق !! و لم يخبرنا الشيخ كيف تحولت الفتنة إلى ثورة مباركة و هو ليس مخطئا فى الحالين .

5- رغم ما يبدو من تنظيم دعوي جيد للدعوة السلفية بالأسكندرية التى أسست حزب النور ، إلا أنها قدراتها التنظيمية السياسية ( رغم أنها تطورت كثيرا ) لا تقارن بتنظيم سياسي احترافي كالإخوان المسلمين ، إذن فالتصويت لأي سلفي بحجة أنه سيكون ترسا فى آلة ، ليس صحيحا فى كل الأحوال .

6- أظهرت نتائج الفردي فى المرحلتين السابقتين ، أن حزب النور لا يمتلك الكثير من الكوادر السياسية التى تقنع الناخبين للتصويت لها خاصة أن ينزلوا لها خصيصا فى جولات الإعادة .. و لولا الكثافة العددية لمتبعى الفكر السلفي لما حققوا النتائج الكبيرة التى حققوها فى نظام القوائم .
مثال يخدم النقطة السابقة .. فى محافظة البحيرة ، تفوق السلفيون فى دائرتي القوائم على الحرية و العدالة و حصلوا على المركز الأول ، لكن فى الفردي .. حصلوا على 3 مقاعد من 10 ،و حصل الحرية و العدالة على الـ 7 الباقية !! .... لن أعلق على المثال بأكثر مما قلت .

7- كنت أسأل أحد زملائي عن الانتخابات ، فقال إنه سينتخب فى مقعدي الفردي الحرية و العدالة ، أما القائمة .. النور ! ، فقلت له لماذا ؟؟ .. اختيارك للحرية و العدالة فى المقعدين الفرديين يؤكد أن ترى فيهما كوادر تستحق ، فهل كوادر قائمة النور أقوي ؟؟ .. فقال لا ! .. بعد مناقشة شعرت و كأنه يفكر بطريقة : مش عايز أزعل حد ، و كلهم كويسين و كلهم بتوع ربنا ! ... اقتنع بوجهة نظري فى النهاية .

8- هناك تذبذب و تناقض فى مواقف الإخوة السلفيين لا يعجبني .. مثال : فى أحداث محمد محمود قرروا النزول نصرة للمظلومين و لحرمة الدم الحرام الذى أسيل .. جميل جدا ، و فعل محمود خاصة أنهم ينزلون الميدان بتعقل شديد و دون صدام ... السؤال : هذا المنطق فى النزول نصرة للشهداء الـ 40 الذين سقطوا فى أحداث نوفمبر ، أين كان من الـ 800 شهيد الذين سقطوا فى جمعة الغضب من أجل هدف واضح وضوح الشمس هو إسقاط المخلوع ؟؟؟؟؟ ....لو اعترفوا بأنهم مخطئون فى القديم .. لكان لهم كل الحق ، أما و هم لا يعترفون ، فلا عذر لهم عندي .

9- كنت عند الحلاق ، فسألته من ستنتخب ، فقال لي حزب النور فى القائمة و الشيخ سيد عسكر فردي ، فقلت له و ليه مش الحرية و العدالة فى القوائم .. فقال لي هما منظمين جدا و محترمين أوى و خبرة سياسية كبيرة ... بس السلفيين أقرب للسنة !! .... كتمت غيظي و قلت له ، أعتقد أن الأقرب للسنة هو اختيار الأكفأ القوي الأمين المناسب لمكانه ، و ليس من اتبع سنة الرسول الظاهرية فى إطلاق لحيته أو تقصير جلبابه ! .. سنته الظاهرية له ، لكن كفاءته السياسية هي ما نريد ...... فلم يرد عليّ الحلاق ! .

10- ختاما .. على المستوى المحلي ، قائمة النور فى دائرة الغربية 1 " طنطا - كفر الزيات - قطور - بسيون " ، ضعيفة جدا جدا سياسيا إذا ما قورنت بقائمة الحرية و العدالة التى تضم نوابا سايقين احترفوا مقارعة النظام السابق لسنين و لهم شعبية و كفاءة كبيرتين .. و كذلك مرشح الفردي لا مقارنة بينه و بين الشيخ سيد عسكر فى هذا المجال .

حكم عقلك فى الاختيار ... فالاختيار مسئولية كبري أمام الله و الوطن .


ليست هناك تعليقات: